هل يشترط الطهارة في حق المؤذن
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الأذان شرعًا، هو قول مخصوص يُعْلَمُ به وقت الصلاة المفروضة؛ كما في "مغني المحتاج" للخطيب الشربيني، فهو شعيرة من شعائر الإسلام، شُرعت عند دخول وقت الصلاة للإعلام؛ فعن مالك بن الحويرث رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ» متفق عليه.
مدى اشتراط الطهارة في حق المؤذن
أوضحت الإفتاء، أن الطهارة ليست شرطًا في حقِّ المؤذِّن باتفاق الفقهاء، حيث قرروا صحة وقوعه منه من غير طهارة؛ إذ الأذان في جملته وعباراته من قبيل الذكر العام، وهو مما انعقد الإجماع على جوازه للمُحْدِث؛ كما نقله الإمام النووي في "الأذكار" وإنما شُرِعَت له الطهارة من باب الآداب على الاستحباب لا الاشتراط والإلزام.
وبينت أن وجه الاستحباب: أنه ذِكْرٌ مُعظَّم يناسبه تَحَقُّقُهَا، ومُؤَدِّيه داعٍ للصلاة فناسبه أن يكون على صفات المصلين، وأن يكون أوَّلَ مَن يبادر إليها، ونحو ذلك.
نصوص الفقهاء في هذه المسألةقال علاء الدين الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" في بيان سنن الأذان: [(ومنها) أن يكون المؤذن على الطهارة؛ لأنه ذِكْرٌ مُعَظَّمٌ فإتيانه مع الطهارة أقرب إلى التعظيم، وإن كان على غير طهارة بأن كان مُحْدِثًا: يجوز، ولا يُكره حتى يعاد في ظاهر الرواية.. وجه ظاهر الرواية: ما روي أن بلالًا ربما أذن وهو على غير وضوءٍ، ولأن الحدث لا يمنع من قراءة القرآن، فأولى أن لا يمنع من الأذان].
وقال بدر الدين العيني الحنفي في "البناية": [م: (وينبغي أن يؤذن ويقيم على طهر) ش: لأن الأذان والإقامة ذكر شريف فيستحب الطهارة: (فإن أذَّن على غير وضوء جاز) ش: وبه قال الشافعي وأحمد وعامة أهل العلم].
وقال الإمام الحطَّاب المالكي في "مواهب الجليل": [ص: (وندب متطهر) ش: يعني أنه يستحب للمؤذن أن يكون متطهرًا من الحدث الأكبر والأصغر؛ لأنه داعٍ إلى الصلاة، فإذا كان متطهرًا بادر إلى ما دعا إليه، فيكون كالعالم العامل إذا تكلم انتفع الناس بعلمه، بخلاف ما إذا لم يكن متطهرًا، قاله في "التوضيح". قال في "الجواهر": وتستحب الطهارة في الأذان، ويصح بدونها].
وقال الإمام النووي الشافعي في "المجموع": [(والمستحب أن يكون على طهارة)؛ لما روى وائل بن حُجْرٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «حَقٌّ وَسُنَّةٌ أَن لَا يُؤَذِّنَ أَحَدٌ إِلَّا وَهُوَ طَاهِرٌ»، ولأنه إذا لم يكن على طهارة انصَرَفَ لأجل الطهارة، فيجيء مَن يريد الصلاة فلا يجد أحدًا فينصرف].
وقال شرف الدين الحَجَّاويُّ الحنبلي في "الإقناع": [ويستحب أن يكون متطهرًا من الحدثين، فإن أذَّن محدِثًا لم يكره].
الخلاصة
واختتمت الإفتاء قائلة: "وبناءً على ذلك: فإنه لا تُشترط الطهارة في حقِّ المؤذن، وإن أدَّاه وهو على غير طهارة صَحَّ؛ لأن مشروعية الطهارة في حقِّه إنما تكون على سبيل الاستحباب لا الاشتراط أو الإيجاب؛ لعِظَم وشَرَفِ الأذان، ومُؤَدِّيه داعٍ للصلاة فناسبه أن يكون على صفات المصلِّين، وأن يكون أوَّلَ مَن يبادر إليها".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الطهارة المؤذن دار الافتاء الإفتاء الأذان أن یکون على غیر
إقرأ أيضاً:
لاغارد: الرسوم الجمركية قد يكون لها تأثير انكماشي على أوروبا
قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد مساء الأربعاء إن الرسوم الجمركية الأميركية قد يكون لها تأثير انكماشي على أوروبا إذا لم تتخذ القارة إجراءات مضادة، لكنها ستدفع الصين إلى إعادة توجيه صادراتها إلى المنطقة.
ورفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرسوم الجمركية على الواردات الصينية هذا الشهر، لتصل فعليا إلى 145 بالمئة عند أخذ الرسوم التي فرضت في وقت سابق من هذا العام في الاعتبار.
وقالت لاغارد في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست إنه في حين أن الرسوم هذه قد ترفع التضخم في الولايات المتحدة فقد يكون لها تأثير معاكس على أوروبا، على الرغم من أن نتيجة التضخم لا تزال غير مؤكدة نظرا لتنوع العوامل المؤثرة.
وأضافت "ستعاني الصين من فائض في الطاقة الإنتاجية، وسترغب في إعادة توجيه صادراتها إلى مكان ما، ربما إلى أوروبا، وهذا سيكون له تأثير مثبط على الأسعار".
مع ذلك، أضافت لاغارد أن ذلك سيقابله جزئيا التأثير التضخمي المحتمل من إقرار البرلمان الألماني الشهر الماضي خطة لزيادة الإنفاق بشكل كبير على الدفاع والبنية التحتية.
وأكدت لاغارد أنها لا تستبعد إمكان إعادة النظر في توقعات النمو للبنك المركزي الأوروبي عند إصدار توقعاته المقبلة في يونيو، في ضوء رسوم ترامب الجمركية.
وعندما سئلت عما إذا كانت مطمئنة إزاء تراجع ترامب عن تهديداته بإقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول، جددت لاغارد احترامها لباول.
وقالت "كلما حدث تدخل سياسي، وكلما فقد رؤساء البنوك المركزية استقلالهم، تبع ذلك انخفاض في النمو وزيادة في التضخم".