قال الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، إن (السلام) من الأصول المشتركة بين جميع الأديان، ومن الهموم المشتركة التي تشغل العالم كله، والسلام العالمي يعني بمنطوقه أن يعم السلام أرجاء العالم؛ فلا نرى حربا ولا قتالا، ولا نرى أبواقا تعمل جادَّةً ليلَها ونهارَها لإيقاد نار الحرب؛ لأن الكلمة التي تُشْعِلُ الحرب حرب، والكلمةَ التي تبعث السلام سلام، مستشهداً بقول الله عز وجل في القرآن الكريم: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} (سورة المائدة ، آية 32).

وأضاف رئيس جامعة الأزهر، اليوم الثلاثاء، خلال كلمة في المؤتمر الدولي للحوار بين الأديان والذي عقد في بودابست عاصمة دولة المجر نائبا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، أن الأمم السعيدة الموفَّقَةَ هي التي تطفىء نيران الحرب، ولا تُقْحِمُ نفسَها فيها.

وأشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن ما يشهده العالم من طغيان القوي المتكبر على الضعيف العاجز وما تعانيه الدول من ويلات هذا الطغيان في كساد اقتصادها وغلاء معيشتها - قاطعٌ بأن (السلام العالمي) لا يزال حلما كحلم أفلاطون بالمدينة الفاضلة.

وأكد رئيس جامعة الأزهر، على حرص الإسلام على إرساء السلام منذ اكثر من 14 قرنًا من الزمان، مستدلا بقول خليفة رسول الله “صلى الله عليه وسلم” سيدنا أبي بكر الصديق “رضي الله عنه” أن نبدأ بالضعيف ونُوْلِيَهُ العناية والرعاية فقال عندما تولى خلافة المسلمين بعد وفاة الرسول “صلى الله عليه وسلم” وانتقاله للرفيق الأعلى، قال : "الضَّعِيفُ فِيكُمْ قَوِيٌّ عِنْدِي حَتَّى آخُذَ الحق لَهُ، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه" ، وعَلَّمَنَا “رضي الله عنه” أن الضعيف ينبغي أن يكون موضع العناية؛ وأن تكون لحقوقه الأولوية، وأن كل مسئولٍ ينبغي أن يبدأ بالضعيف؛ وأن الأُمَّةَ التي يتقدم ضعفاؤها الأولوية في التعليم والاقتصاد والصحة وجميع وجوه الرعاية أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ تسعى نحو الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار.


 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر السلام العالمي رئيس جامعة الأزهر شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين رئیس جامعة الأزهر التی ت

إقرأ أيضاً:

بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك: انتخاب رئيس لبنان عمل مقدس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وجه بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك الكاثوليكوس روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان رسالة ميلادية قال فيها: "المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام، وللناس المسرة... بهذه البشارة السماوية أضاءت السماء، وملائكة الرب نزلت معلنة للعالم إن النور قد أشرق في الظلمة، وإن الله تجسد بيننا ليمنحنا الرجاء والخلاص".

وأضاف: "ميلاد المسيح ليس مجرد حدث تاريخي أو احتفال عابر، بل هو فعل إلهي غير وجه البشرية إلى الأبد، وأعطاه رونقا ومعنى، كما وحمل معه رسالة المحبة والتضحية: إن أردتم أن يعرفونكم أنكم تلاميذي فاحببوا بعضكم بعضا. رسالة المحبة التي توجهنا إلى الطريق الذي يختصر بكلمته "أنا هو الطريق" ومن سلك هذا الطريق نال السلام، فلذا يبقى هو الهدف الوحيد في حياتنا، ومع التضحية يثبتا سر الحياة".

وتابع: "في تلك الليلة المقدسة، قرر الله أن يأتي إلينا لا كملك متوج، بل كطفل ولد في مذود بسيط، ليظهر لنا أن القوة الحقيقية تكمن في التواضع، وأن العظمة الحقيقية تبدأ بخدمة الآخر. في واقعنا اليوم، المليء بالصراعات والانقسامات والتحديات، ميلاد المسيح يذكرنا بأن الله يقترب منا دائما ليعيد بناء ما تهدم، وينير قلوبنا بحقيقة السلام، ولكن علينا أن نبدأ بأنفسنا أولا وإن امتثلنا به، وتبنينا مبادئه حينئذ نكون قد شاركنا نوره وشعاعه الذي سيضم لبناننا الجريح، حيث الأزمات تخنق المؤسسات والشعب، فلذا نحتاج اليوم إلى عودة الروح الوطنية التي تعكس رسالة الميلاد".

واعتبر أن "انتخاب رئيس للجمهورية ليس مجرد استحقاق دستوري، بل هو عمل مقدس يعبر عن مسؤولية عميقة تجاه الوطن وشعبه"، وقال: "نحن في حاجة إلى قائد يعمل بروح المسؤولية التي تجسد رسالة المسيح الذي فدى نفسه لخلاص الشعوب من عبوديتهم، أي أعطاهم الحرية والسلام، هكذا هذا الرئيس سيضع مصالح الوطن فوق كل شيء، ويحمل في قلبه هم الناس ومعاناتهم ويعيد إلى المؤسسات حيويتها، وإلى الشعب ثقته بمستقبل أفضل. هذه هي رسالة الميلاد، ميلاد ملك التآخي والسلام، وهذه هي صورة القائد ألا تكون محصورة في شخص أو منصب، بل في مسؤولية تبدأ في كل واحد منا. وحدهما المحبة والتضحية اللتان يجسدهما يسوع، قادرتان على أن تجمعا المفرقين، وتعيدا البناء من رماد الخلافات لأن الحروب والصراعات، سواء كانت سياسية أم اجتماعية، لا تصنع وطنا".

وختم: "الميلاد هو لحظة نعود فيها إلى ذواتنا، لنطهر قلوبنا ونستقبل فيها نور المسيح، الميلاد هو دعوة لأن نصبح أدوات سلام، نعمل على دفن الانقسام، ونحيي روح المحبة والتسامح ليس فقط في وطننا الحبيب لبنان وفي حياتنا اليومية لا بل في كل أنحاء الشرق الأوسط الذي يتألم في انشقاقاته وتحدياته. هكذا نضيء حياتنا، كما أضاءت السماء ليلة الميلاد بنور لا يخبو... فلتكن ليلة الميلاد، ولادة للنور. في هذه الليلة ليلة الميلاد، يزدهر الرجاء. في ليلة الميلاد، تدفن الحروب وتشرق شمس السلام وتعم المحبة بين أبناء الوطن".

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة الأزهر يشهد احتفالية تخريج الدفعة 52 بكلية طب البنات بالقاهرة
  • السلام على الأرض ومحبة تتجاوز الحدود .. الكنائس تحتفل بذكرى ميلاد السيد المسيح.. صلوات وقداسات في فلسطين وسوريا لوقف نزيف الحرب
  • رئيس جامعة الأزهر: نحمل رسالة سامية لمكافحة التطرف والإرهاب
  • قبل عرضها بشهر.. إقبال جماهيري على حجز تذاكر نيران الأناضول بالأوبرا
  • بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك: انتخاب رئيس لبنان عمل مقدس
  • رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر فرع ليبيا يشيد بجهود الأزهر
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: سوف أبذل قصارى جهدي لخدمة الجامعة
  • نائب رئيس جامعة الأزهر : سوف أبذل قصارى جهدي لخدمة الجامعة وأبنائي طلاب العلم
  • بعد تعينه نائب لرئيس جامعة الأزهر لشؤون التعليم والطلاب.. من هو الدكتور سيد البكري؟
  • موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم