رأي الوطن : دفعة جديدة تعزز مبدأ الشراكة بين القطاعين
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
تقوم الرؤية الوطنيَّة «عُمان 2040» على أُسُس وقواعد وبرامج طموحة، أبرزها إحداث الشراكة الحقيقيَّة بَيْنَ القِطاعَيْنِ العامِّ والخاصِّ، وتعظيم دَوْر القِطاع الخاصِّ في الإسهام في قطار التنمية الوطنيِّ، حيث تُشكِّل الشراكة بَيْنَ القِطاعَيْنِ العامِّ والخاصِّ حجر الزاوية لتطوُّر الاقتصاد في البُلدانِ النَّامية والمتطوِّرة وفي المعطيات التنمويَّة الحديثة، حيث يتمُّ في هذا النَّوع من الشراكات الاستفادة من الخبرة المحلِّيَّة للحكومة وقدرتها على التخطيط الكُلِّيِّ، جنبًا إلى جنبٍ مع الكفاءة الإداريَّة والتقنيَّة للمؤسَّسات الخاصَّة، التي تُسهمُ في تسريع عمليَّة الإنجاز في المشاريع التنمويَّة المختلفة، بالإضافة إلى دَوْرها الكبير في تقليل الأعباء الماليَّة التي يُسهمُ بها القِطاع الحكوميُّ، حيث يوفِّر القِطاع الخاصُّ قِيمةً كبيرة مقابل الاستثمار المُقدَّم.
وتُشكِّل القيادات التنفيذيَّة في القِطاعَيْنِ العامِّ والخاصِّ جوهر عمليَّة الشراكة المطلوبة، حيث تعمل تلك القيادات في القِطاعَيْنِ بشكلٍ متوازن يدفع نَحْوَ الشراكة التي تستوعب الأدوار الجديدة للحكومة وفق المعطيات العالَميَّة الحديثة، بصفتها محرِّكًا للتنمية والأدوار الجديدة للقِطاع الخاصِّ كمُشغِّل لها للتأسيس لمرحلة جديدة لمستقبل الأعمال في سلطنة عُمان، وهو دَوْر مُهمٌّ وحيويٌّ قادر على تحقيق الأهداف التنمويَّة المطلوبة، لإحداث التقارب بَيْنَ قيادات القِطاعَيْنِ الحكوميِّ والخاصِّ لِيكُونَ بمثابة آليَّةٍ تعمل على تحسين بيئة الأعمال وتوحيد الجهود بما يُحقِّق المستهدفات الوطنيَّة، إضافةً إلى مدِّ جسور عمليَّة لِتعكسَ الخطط التنمويَّة تطلُّعات القِطاع الخاصِّ، وتضعَ حلولًا لِمَا يواجهُه من تحدِّيات، تفرضها التطوُّرات الاقتصاديَّة على المستويَيْنِ الإقليميِّ والعالَميِّ.
ومن هذا المنطلق، يأتي احتفال الأكاديميَّة السُّلطانية للإدارة بتخريج (40) أربعين خرِّيجًا وخرِّيجة ضِمْن «البرنامج الوطنيِّ للقيادات التنفيذيَّة في القِطاعَيْنِ الحكوميِّ والخاصِّ معًا»، وهو برنامج وطنيٌّ جامع يضمُّ القيادات التنفيذيَّة من القِطاعَيْنِ بغية استيعاب التطوُّرات الكبيرة التي طرأت على مجال الأعمال في سلطنة عُمان، وتزويد المشاركين بخبرات قياديَّة مُتقدِّمة بأساليب حديثة للعمل المشترك، حيث يعمل هذا البرنامج الوطنيُّ المُهمُّ على إحداث التقارب بَيْنَ القِطاعَيْنِ على مستوى الرؤى والأفكار وأساليب التخطيط والتنفيذ بما يتوافق مع التطوُّرات العالَميَّة الحديثة التي ترتكن على الشراكة لتحقيقِ الاستدامة، وتؤكِّد دَوْر البيانات والنماذج والسيناريوهات لإحداث الأثَر الاقتصاديِّ التنمويِّ المرغوب، والانتقال بقدرات القيادات الإداريَّة والتنفيذيَّة في القِطاعَيْنِ لدرجةٍ من التمكين والتكامل. ويبقى على تلك القيادات تعظيم الاستفادة ممَّا تعلَّموه أثناء مشاركتهم، وتوظيف المعارف التي اكتسبوها في إدراتهم التنفيذيَّة في المؤسَّسات العاملين بها، بحيث يستطيعون مواصلة العمل وتقبُّل القائم من التحدِّيات كحافزٍ لِتجاوزِها وليس كعائقٍ يمنع العبور، ما يُسهمُ في تجدُّد النهضة العُمانيَّة المباركة وبلوغ أهداف الرؤية الوطنيَّة «عُمان 2040»، حيث يتواكب هذا البرنامج الوطنيُّ مع سَعْيِ السَّلطنة الحثيث إلى مرحلة جديدة لمستقبل الأعمال، تتَّسمُ بالتحوُّلات العالَميَّة في مجال الأعمال الأكثر عُمقًا والأكثر اعتمادًا على وسائل التقنيَّة والبيانات والمعلومات والذَّكاء الاصصناعي والابتكار في كُلِّ مجالات العمل، فضلًا عن ضرورات الاسترشاد باحتياجات السُّوق الحقيقيَّة ورضا المُستفيدِين، إذ حرص البرنامج على توطين أحدث الخبرات العالَميَّة وأرصنها لإكساب المشاركين المهارات القياديَّة المطلوبة للارتقاء بحياتهم المهنيَّة والشخصيَّة.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: فی الق طاع ی ن ة التی
إقرأ أيضاً:
بحضور لطيفة بنت محمد.. قيادات إعلامية: الرسائل الاتصالية الإستراتيجية للإعلام الوطني تعزز سمعة الإمارات
شهدت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، جلسة بعنوان “سمعة الإمارات.. كلنا مسؤول”، عقدت ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024.
وتحدث في الجلسة كل من معالي عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، وسعادة سعيد العطر، رئيس المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، وسعادة طارق سعيد علاي، مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وأدارها الإعلامي محمد الحمادي، رئيس اتحاد الصحافيين الخليجيين.
وأكدت المتحدثون في الجلسة أن الرسائل الاتصالية الإستراتيجية للإعلام الوطني، تعزز السمعة الإيجابية للإمارات وترسخ بناء شراكات إعلامية قوية ومؤثرة إقليمياً ودولياً، مشيرين إلى أهمية استثمار أدوات الإعلام الجديد لإنجاح الخطط والإستراتيجيات الاتصالية ذات المردود الإيجابي في تعزيز سمعة الإمارات.
وقال معالي عبدالله آل حامد: “إن الإعلام الإماراتي إحدى أدوات القوة الناعمة للدولة ويستند على تاريخ من الإنجازات والتطور، ونحن في سعينا للتواجد بقوة في المشهد الإعلامي العالمي نعي جيداً أن هناك من يسعى إلى السيطرة على الدول والشعوب الأخرى عبر خيارات مثل الثقافة والإعلام”.
وأكد معاليه أن النقطة الأساسية في هذا المحور هي الثقة بالنفس والوقوف على أرض صلبة من القيم والأخلاق والتراث، ننطلق منها نحو العالمية والتقدم والصدارة، وبالتالي فإن من المهم توحيد الرسائل الإعلامية بحيث تكون متناسقة ومتكاملة، بطريقة تجذب اهتمام الإعلام الدولي وتعزز من صورتنا العالمية مع الحفاظ على هويتنا وثقافتنا، إضافة إلى مرونة الطرح، وأهمية تكييف المحتوى الوطني بحيث يكون متوافقاً مع السياق العالمي، دون التضحية بالمصداقية أو الرسائل الرئيسية التي نرغب في إيصالها.
وأضاف معاليه: “إن أهم ما يمكن عمله في أوقات الأزمات ألا ننتظرها، بمعنى أن يكون لنا بصفة دائمة خلية لإدارة الأزمات، إضافة إلى إجراء محاكاة بصفة دورية تختبر القدرة على التعامل مع الأزمات لاكتشاف نقاط القوة والضعف، والجوانب التي تحتاج إلى تعزيز أو تدخل، والحرص على تقديم معلومات دقيقة إلى وسائل الإعلام في أسرع وقت ممكن، فضلاً عن مضاعفة الجهود لمواجهة انتشار الأخبار الكاذبة أو المعلومات غير المدققة على منصات التواصل الاجتماعي”.
وأشار معاليه إلى أنه يمكن البناء على ما تحقق في حملة “مكافحة الذباب الإلكتروني”، في الحد من التأثير الضار لمنصات التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن المصداقية هي السلاح الأول لمواجهة أي تضليل على وسائل التواصل، وذلك يأتي عبر مساحة زمنية ومواقف متعددة تكتسب فيها ثقة الجمهور ومستخدمي تلك المنصات، مضيفا: “ما نسعى إليه عدم اقتصار المواجهة على الجهات الرسمية بل نسعى لتتحول إلى حراك مجتمعي شامل يشارك فيه الجميع”.
من جانبه قال سعادة سعيد العطر، إن منظومة الإعلام والاتصال الوطني نجحت في تعزيز السمعة الإيجابية لدولة الإمارات، إقليمياً وعالمياً، وهو ما يعكسه بشكل واضح ترتيب الدولة ضمن العديد من مؤشرات التنافسية العالمية التي تعنى برصد وتقييم الهوية المرئية التسويقية وقوة الهوية الإعلامية الوطنية للدول، والذي انعكس أيضاً في حلول الإمارات في المرتبة العاشرة من ضمن 193 دولة، في العام 2024، بتقييم 170 ألف شخص حول العالم، حيث جاءت الأقوى إقليمياً في “قوة التأثير” و”السمعة الإعلامية”.
وأضاف سعادته، أن الإعلام في العصر الحديث بات يلعب دوراً كبيراً في تشكيل وعي الأجيال، وصناعة العقول، ما يعني أن هناك حاجة ماسة لاستثمار الأدوات الإعلامية الجديدة، التي اكتسبت الآن تأثيراً متنامياً في تشكيل الرأي العام، بل وتوجيهه، لدعم الرسائل الإعلامية، ووصول المحتوى الاتصالي الصحيح للجمهور المستهدف، حيث سيكون البديل في حال غياب المنظومة الاتصالية الوطنية الكفؤة، هو استخدام تلك الأدوات في حملات مضادة مغرضة.
بدوره قال سعادة طارق سعيد علاي، إن الالتزام بالشفافية والموضوعية في نقل الأخبار والمعلومات يسهم في ترسيخ صورة موثوقة ومتكاملة عن دولة الإمارات، كما يعكس تطوير رسائل إعلامية وطنية موحدة حقيقة الإنجازات والجهود التنموية الشاملة في الدولة على نطاق أوسع من خلال استثمار المنصات الإعلامية المختلفة.
وأشار سعادته إلى أن الرسائل الإعلامية في إمارة الشارقة، تركز على إبراز الهوية الثقافية والتنوع الاجتماعي للإمارة؛ إذ يتم تسليط الضوء على الانفتاح الثقافي المتوافق مع القيم المجتمعية مع ترويج هويتها الحاضنة للتنوع والتسامح، فضلاً عن ترسيخ التنمية المستدامة، متضمنة تسليط الضوء على الجهود التي تبذلها الإمارة في هذا الصدد، بما في ذلك الحفاظ على البيئة وإطلاق مبادرات صديقة للبيئة تهدف لتحقيق توازن بيئي.
وأكد سعادته أهمية الترويج السياحي، ضمن الرسائل الإعلامية للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وجذب الاستثمارات من خلال إبراز الفرص المتنوعة والترويج لبيئة الأعمال المستقرة والمحفزة، وكذلك التواصل الفعال مع الجمهور، وإبراز دور الابتكار والتعليم، وتقديم الشارقة كمركز للمعرفة.