في ظل "حملة القمع الوحشية التي يشنها النظام وشعور العديد من الإيرانيين باليأس"، يسعى المزيد منهم إلى الهجرة بحثا عن مستقبل أفضل خارج بلدهم، بحسب مصعب الألوسي، في مقال بـ"معهد دول الخليج العربية في واشنطن" (AGSIW).

الألوسي تابع، في المقال الذي ترجمه "الخليج الجديد": "تظاهر الإيرانيون مرارا للتعبير عن إحباطهم من الظروف الاقتصادية والسياسية في بلادهم، وكانت احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" التي اندلعت بعد وفاة (الشابة) مهسا أميني في سبتمبر/أيلول 2022، أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق (بشبهة انتهاك قواعد اللباس)، بمثابة عرض حي للاستياء من النظام الإيراني".

واستدرك: "لكن تبددت آمال الإيرانيين في مستقبل أفضل مع تشبث النظام بالسلطة وعودته إلى الوضع السابق للقمع، وهو قمع لا يقتصر على مَن ينتهكون قانون الحجاب، بل يطبق أيضا إجراءات وقائية لمنع أي احتجاجات جديدة، ما يخلق شعورا بالعجز بين الإيرانيين بشأن احتمالات أي تغيير سياسي ويدفعهم إلى السعي من أجل حياة أفضل في مكان آخر".

و"ومع رفض العديد من النساء الإيرانيات ارتداء الحجاب (...) بدأ النظام تدريجيا في اتخاذ تدابير لفرض قانون الحجاب، بينها حرمان من يرفضن ارتداء الحجاب من خدمات الدولة"، كما تابع الألوسي.

وتابع: "نتيجة لذلك، تم إيقاف العديد من النساء عن الدراسة في الجامعات، ومنعهن من أداء الامتحانات النهائية، وحرمانهن من استخدام وسائل النقل العام، كما جرى فصل أو إيقاف 110 من أساتذة الجامعات والمحاضرين الذين عبروا عن مشاعر مناهضة للنظام".

اقرأ أيضاً

الرئيس الإيراني: احتجاجات مهسا أميني كانت حربا إعلامية يديرها العدو

إجراءات قمعية

"كما اتخذ النظام الإيراني إجراءات جدية لمنع المظاهرات في ذكرى وفاة مهسا في 16 سبتمبر/أيلول. ووفقا لمنظمة العفو الدولية، خلال العام الماضي، شدد النظام قبضته على السلطة من خلال مئات عمليات القتل غير المشروع والإعدام التعسفي لسبعة متظاهرين، وعشرات الآلاف من الاعتقالات التعسفية"، كما أضاف الألوسي.

واعتمد النظام أيضا، بحسب المنظمة، على "التعذيب، في ذلك اغتصاب المعتقلين، ومضايقات واسعة النطاق لعائلات الضحايا الذين يطالبون بالحقيقة والعدالة، والأعمال الانتقامية ضد النساء والفتيات اللاتي يتحدين قوانين الحجاب الإلزامي التمييزية".

وأفادت بأنه "تم شنق ما لا يقل عن 354 شخصا في النصف الأول من 2023 (بينهم ست نساء)، وهو عدد أكبر بكثير من 261 شخصا تم إعدامهم خلال الفترة نفسها من 2022".

كذلك "جرى إعدام العديد من أفراد عائلات المتظاهرين الذين لقوا حتفهم خلال المظاهرات، وتم اعتقال العديد من النساء، بينهن 11 ناشطة في مجال حقوق الإنسان؛ بسبب مخاوف النظام من احتمال إشعال المظاهرات"، كما أردفت منظمة العفو الدولية.

اقرأ أيضاً

ف. تايمز: بعد عام من وفاة مهسا أميني.. الغرب يختار احتواء إيران بدلا من المواجهة

فقدان الأمل

"وأدت حملة القمع الوحشية التي يشنها النظام والشعور باليأس، الذي يشعر به العديد من الإيرانيين، إلى فقدان الأمل في مستقبل أفضل والضغط من أجل الهجرة"، بحسب الألوسي.

وتابع أنه "في اجتماع عقد مؤخرا مع المديرين والمتخصصين في المجال الطبي، أعرب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عن مخاوفه بشأن العدد المتزايد من العمال المهرة الذين يغادرون إيران".

ولفت إلى أن حديث رئيسي جاء على خلفية تصريحات رسمية تسلط الضوء على تزايد هجرة الأدمغة وهروب رؤوس الأموال من إيران.

وقال محمد رضا طاجيك، وهو مسؤول إيراني سابق، إن "موجة الهجرة الهائلة هي نتيجة الظروف الداخلية التي ترهق المجتمع".

طاجيك زاد بأن "معظم الذين يغادرون البلاد هم إما من المتعلمين جيدا الذين يعتقدون أن النظام قمعي للغاية أو إيرانيون أثرياء يعتقدون أن الأزمات السياسية والاقتصادية الطويلة الأمد والمتفاقمة في البلاد ستعرض رؤوس أموالهم واستثماراتهم في إيران للخطر".

فيما قال رئيس غرفة التجارة والصناعة والمناجم والزراعة في طهران مسعود خانساري، في مقابلة إعلامية، إن التدفق السنوي لرأس المال إلى الخارج بلغ حوالي 10 مليارات دولار.

وأفادت دراسة استقصائية بأن أكثر من 90% من مرشحي الدكتوراه الإيرانيين الذين يدرسون حاليا في الولايات المتحدة يعتزمون البقاء في البلاد بشكل دائم بدلا من العودة إلى إيران، كما أضاف الألوسي.

وزاد بأنه "على الرغم من الفهم الواضح للعواقب، إلا أن الحكومة لم تفعل الكثير لإقناعهم بالبقاء، ففشل النظام في إنشاء مجتمع منفتح ومزدهر يدفع أغنى وأذكى الإيرانيين إلى إعادة النظر في مستقبلهم في بلادهم".

وشدد الألوسي على أنه "مع حالة الفوضى الاقتصادية والحريات الفردية المحدودة بشكل دائم، يسعى الإيرانيون بشكل متزايد إلى حياة أفضل لأنفسهم ولأطفالهم خارج البلاد".

اقرأ أيضاً

هجرة الأدمغة تقضم إيران من الداخل.. القمع وتردي الاقتصاد السبب وهذه الحلول الضرورية

المصدر | مصعب الألوسي/ معهد دول الخليج العربية في واشنطن- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إيران قمع يأس هجرة احتجاجات حريات العدید من

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. إيران تعرض الصواريخ التي قصفت إسرائيل وخامنئي: ما قمنا به الحدّ الأدنى من العقاب

نشرت وكالة تسنيم الإيرانية مشاهد قالت إنها “من تحضير الصواريخ الإيرانية التي استخدمت في ضرب مواقع إسرائيلية في الأول من أكتوبر الجاري، خلال عملية أطلقت عليها طهران اسم “الوعد الصادق 2″، وذلك وبالتزامن مع كلمة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، بصلاة الجمعة.

وأظهر مقطع الفيديو، “عناصر بالحرس الثوري يقومون بإعداد الصورايخ، ويضعون اللمسات الأخيرة عليها قبيل انطلاقها بالشاحنات المخصصة إلى مكان إطلاقها، وقد كتب على أحدى الصواريخ، باللغة العربية آية قرآنية: “وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى”.

في السياق، أمّ المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في خطوة نادرة له، صلاة الجمعة، مسجد الإمام الخميني في طهران، بحضور الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وعدد من المسؤولين الإيرانيين وحشد كبير من الإيرانيين، حيث ستقام مراسم تأبين للأمين العام لحزب الله “حسن نصرالله”.

وقال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، اليوم الجمعة، “إن ما قامت به القوات المسلحة الإيرانية هو الحد الأدنى من العقاب مقابل الجرائم الإسرائيلية”.

واعتبر خامنئي أن “خطوة القوات المسلحة الإيرانية في مساندة غزة قبل أيام قانونية وتحظى بالشرعية الكاملة”.

 وقال خامنئي إن “العدو واحد وأساليبه في مختلف البلدان ربما تختلف” ، مشيرا إلى أن “أعداء الأمة الإسلامية هم أعداء فلسطين ولبنان والعراق ومصر وسوريا واليمن”.

واعتبر أنه “اليوم الأمة الإسلامية أصبحت واعية وبإمكانها أن تتغلب على هذه الخطط لأعداء المسلمين”، لافتا إلى أن “الشعوب إذا أرادت أن لا تبتلى بالحصار يجب أن يفتحوا عيونهم ويكونوا واعين”.

وشدد المرشد الإيراني على أنه “كل شعب لديه الحق ويمتلك الحق أن يدافع عن سيادته ووحدته وأرضه أمام المحتلين وأمام الغاصبين”، مشيرا إلى أن “الشعب الفلسطيني يمتلك كامل الحق أن يقف في وجه هؤلاء المحتلين”.

وقال خامنئي إن “الذين يساعدون الشعب الفلسطيني يقومون بواجبهم الديني ولا أحد يمكنه أن يحتج لماذا أنتم تدافعون عن غزة”، وأضاف: “الدفاع المستميت للشعب اللبناني عن الشعب الفلسطيني هو شرعي وقانوني ولا يحق لأي أحد ينتقد دفاعهم الإسنادي عن غزة”.

واعتبر أن “طوفان الأقصى هي حركة منطقية وصحيحة وهي من حق الشعب الفلسطيني”.

وفي شأن الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير على إسرائيل، قال خامنئي: “نحن في أداء هذا الواجب لن نتأخر ولن نقوم بالإنفعال ولن نتسرع ولن نقصر”، مشددا على أن “العملية الإيرانية الأخيرة أيضا شرعية وقانونية”.

وقال خامنئي، “ارتأيت أن يكون تكريم أخي وعزيزي ومبعث افتخاري والشخصية المحبوبة في العالم الإسلامي واللسان البليغ لشعوب المنطقة ودرة لبنان الساطعة سماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه في صلاة جمعة طهران”، وأضاف: “نحن جميعا مصابون ومكلومون بمصاب السيد العزيز وإنه لفقدان كبير أفجعنا بكل معنى الكلمة”.

وقال خامنئي إن”نصرالله” كان للمناضلين على طريق الحق سندا ومشجعا وكان اللسان البليغ للمظلومين والمدافع الشجاع عنهم والراية الرفيعة للمقاومة في وجه الشياطين الجائرين والناهبين. لقد غادرنا السيد حسن نصر الله بجسده لكنه شخصيته الحقيقة روحه ونهجه وصوته الصادح ستبقى حاضرة فينا أبدا”.

ولفت إلى أن “العدو الجبان عجز عن توجيه ضربة للبنية المتماسكة لحماس وحزب الله والجهاد الاسلامي وغيرها من الحركات المجاهدة في سبيل الله فعمد إلى التظاهر بالنصر من خلال الاغتيالات والتدمير والقصف وقصف المدنيين، وما ما نتج عن هذا السلوك هو تراكم الغضب وتصاعد دوافع المقاومة وظهور المزيد من الرجال والقادة والمضحين وتضيق الخناق على العدو”.

واعتبر المرشد الإيراني أن “حزب الله والسيد الشهيد بدفاعهم عن غزة وجهادهم من أجل الأقصى وإنزالهم الضربة بالكيان الغاصب والظالم قد خطو خطوةً في سبيل خدمة مصيريا للمنطقة بأكملها”، وأضاف: “كل ضربة تنزل بهذا الكيان إنما هي خدمة للمنطقة بأجمعها بل لكل الإنسانية”.

وقال خامنئ: “العدو هو نفسه، وغرفة القيادة هي نفسها، وهم يتلقون الأوامر.. عدو الشعب الإيراني هو نفس عدو الأمة العراقية، نفس عدو الأمة اللبنانية، نفس عدو الأمة المصرية، عدونا جميعا هو نفسه.. ولا ينبغي للمسلمين اليوم أن يكونوا مهملين بعد الآن”.

وقال: “يجب أن نربط حزام الدفاع والاستقلال في كل بلاد الإسلام من أفغانستان إلى اليمن، فإذا استراح العدو من بلد فإنه يتجه إلى بلد آخر، لا ينبغي للأمم أن تسمح بذلك إذا هاجم العدو دولة ما، فيجب على جميع الدول دعم تلك الدولة، لقد أهملنا ذلك لسنوات ورأينا النتائج، واليوم لا ينبغي أن نهمله بعد الآن”.

هذا وشن الحرس الثوري الإيراني، يوم 1 أكتوبر، هجوما بالصواريخ، على إسرائيل، ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس “اسماعيل هنية” والأمين العام لحزب الله “حسن نصرالله”.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. إيران تعرض الصواريخ التي قصفت إسرائيل وخامنئي: ما قمنا به الحدّ الأدنى من العقاب
  • مدنية خيار الشعب
  • إيران تحشد الشعب لجمعة تأبين حسن نصر الله
  • التوتر يتزايد.. الجبهات العسكرية المُتشابكة تُشعل أرض لبنان!
  • إعلام بريطاني: هكذا اخترقت إيران أفضل أنظمة الدفاع الجوي في العالم
  • أستاذ علوم سياسية: الهجوم والهجوم المضاد بين إيران وإسرائيل كابوس لأمريكا
  • ما سيناريوهات رد إسرائيل على إيران وما بنك أهدافها؟
  • «العديد للرياضات البحرية» ينظم سباق «عهد الاتحاد»
  • في ذكرى 30 يونيو| مصطفى بكري يرصد أسرار أخطر عشرة أيام في تاريخ مصر (13).. خيار الشعب
  • حكومة التغيير والبناء تُبارك قصف إيران للعدو الإسرائيلي