أكد الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28، المبعوث الخاص لدولة الإمارات إلى اليابان، أن رئاسة COP28 تحرص على تعزيز التعاون الفعّال مع الشركاء الذين يتبنون نفس الرؤى والأفكار والتوجهات لإنجاز عمل مناخي ملموس بالتزامن مع تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة للجميع في مختلف أنحاء العالم.

جاء ذلك خلال زيارة رسمية إلى اليابان، حيث التقى الجابر فوميو كيشيدا، رئيس الوزراء الياباني، وعددًا من الوزراء لمناقشة تعزيز التعاون في مجموعة من المجالات من بينها الانتقال في قطاع الطاقة، وذلك خلال "أسبوع طوكيو للتحول الأخضر"، وهو حدث خاص تنظمه وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية لتعزيز التحول الأخضر.

كما شدد الدكتور سلطان الجابر على حرص دولة الإمارات ترسيخ التعاون مع اليابان لتعزيز الطموح المناخي، وخفض الانبعاثات، وإنتاج واستخدام الطاقة النظيفة، وقيادة العمل المناخي في المجتمع الدولي لتحفيز مسارات تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل في قطاع الطاقة.

كما تناول النقاش خلال اللقاء مع رئيس الوزراء الياباني استعدادات دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف COP28 في نوفمبر وديسمبر من العام الجاري، ومتابعة مخرجات الزيارة الناجحة التي قام بها رئيس الوزراء إلى أبوظبي في يوليو الماضي، وأسفرت عن تقدم كبير في تنفيذ برامج ومشروعات ومبادرات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين الصديقين.

وشارك الدكتور سلطان الجابر هذا الأسبوع في رئاسة الاجتماع الافتتاحي للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الإمارات واليابان، حيث أجرى لقاءات ثنائية مع عدد من الوزراء ومسؤولي الحكومة اليابانية ومجموعة من الشركاء من القطاع الخاص.

والتقى الدكتور سلطان الجابر خلال الزيارة كلًا من يوكو كاميكاوا، وزيرة الخارجية، وياسوتوشي نيشيمورا، وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة، وشينتارو إيتو، وزير البيئة الياباني، ويوكيو كاني، الرئيس التنفيذي العالمي لشركة جيرا (JERA)، أكبر شركة لتوليد الكهرباء في اليابان، ومايدا تاداشي، محافظ بنك اليابان للتعاون الدولي (JBIC).

وألقى كذلك كلمة في الجلسة الوزارية لأسبوع طوكيو للتحول الأخضر، ركزت على ضمان أمن الطاقة وإزالة انبعاثات الكربون وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، وأبرزت الدور المهم للدول الآسيوية، بما فيها اليابان، في العمل المناخي.

وأكد الجابر أن من أهم أهداف رئاسة COP28 الحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، موضحًا أنه على العالم خفض 22 مليار طن من الانبعاثات بحلول عام 2030 لتحقيق ذلك، ومشيرًا إلى أنه في الوقت نفسه من المتوقع أن ينمو الطلب على الطاقة بنحو 25 بالمئة بحلول عام 2045، حيث سيكون ثلثا هذا النمو في آسيا، مما سيؤدي إلى امتداد أثر الخيارات التي ستتخذها آسيا في قطاع الطاقة إلى جميع أنحاء العالم.

وأضاف: "تقوم آسيا بدور محوري في كثير من برامج ومبادرات التحول الأخضر عالميًا، حيث تزيد القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة لديها على 1000 غيغاواط، وهي في طريقها للنمو إلى 1500 غيغاواط خلال العامين المقبلين، وهذا المسار يتماشى مع دعوة رئاسة COP28 إلى زيادة القدرة الإنتاجية العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات، في إطار تسريع تحقيق انتقال مسؤول وعادل ومنظم في قطاع الطاقة".

وأوضح الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28، أن المسارات التي تؤدي للوصول إلى الحياد المناخي تختلف حسب الظروف الوطنية لكل دولة، لافتًا إلى أن العوامل الحاسمة لنجاح هذه المسارات كلها هي تطبيق سياسات حكومية ذكية، وتعزيز الاستثمار في التكنولوجيا، وتوفير التمويل اللازم الذي يعد أهم هذه العوامل.

وجدد الدكتور سلطان الجابر دعوة رئاسة COP28 إلى توفير مزيد من التمويل المناخي بشروط ميسرة وبتكلفة مناسبة وتطوير أداء المؤسسات المالية الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف، ودعا إلى تعزيز الابتكار الذكي على نطاق النظام المالي بأكمله لتقليل الأخطار، بما في ذلك أخطار صرف العملات، كما جدد التأكيد على أهمية تطوير أسواق الكربون الطوعية عالية النزاهة، وتحفيز ومضاعفة التمويل الخاص لمعالجة الفجوة المقدرة بتريليونات الدولارات في الاستثمار المناخي، مشيرًا إلى ضرورة رفع كفاءة استخدام الطاقة لأنها الطريقة الأبسط والأقل تكلفةً والأسرع لخفض الانبعاثات.

وخلال الجلسة، أعرب المسؤولون الحاضرون عن اتفاقهم مع الطرح الذي قدمه الدكتور سلطان الجابر، وأشاروا إلى أهمية الاعتماد على تحسين كفاءة الطاقة، بالإضافة إلى نشر حلول إنتاج واستخدام الهيدروجين، والتقاط الكربون، لقدرتها على المساهمة في الحدّ الانبعاثات في القطاعات التي يصعب خفض انبعاثاتها.

وشهدت الزيارة أيضًا التوقيع على إعلان نوايا مشترك بين وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات ووزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية، يهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات العمل المناخي والانتقال في قطاع الطاقة، ويهدف الإعلان المشترك إلى تطوير "مركز عالمي للطاقة الخضراء" بالتعاون بين البلدين.

وأشار الدكتور سلطان الجابر إلى أن دولة الإمارات واليابان تتعاونان بالفعل في مجال تطوير الهيدروجين، وأشاد بدور اليابان الرائد في تطوير تقنيات تحسين كفاءة الطاقة القابلة لتوسيع نطاقها عالميًا.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: رئيس الوزراء الياباني التنمية الاقتصادية والاجتماعية سلطان الجابر الدکتور سلطان الجابر فی قطاع الطاقة دولة الإمارات رئاسة COP28

إقرأ أيضاً:

الإمارات تدعم أهالي غزة لمواجهة المجاعة

غزة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «الأونروا» تعلن نفاد إمداداتها من الطحين بالقطاع الأردن: ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى تهدئة شاملة بالمنطقة

تواصل الإمارات، ضمن عملية «الفارس الشهم 3»، تقديم دعمها الإنساني للأسر النازحة في منطقة «مواصي خان يونس»، جنوب قطاع غزة، وسط ظروف إنسانية غاية في الصعوبة.
وفي ظل استمرار إغلاق المعابر وتعثر وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، أطلقت عملية «الفارس الشهم 3»، مبادرة جديدة لشراء مستلزمات تكيات الطعام من السوق المحلي، مما أسهم في توفير وجبات غذائية يومية إلى ما يقارب 50 ألف نازح.
وتأتي هذه الجهود الإنسانية، في لحظة بالغة الخطورة، إذ يواجه سكان غزة خطر المجاعة نتيجة النقص الحاد في الغذاء والاحتياجات الأساسية.
وأكدت عملية «الفارس الشهم 3»، أن هذا التحرك يأتي في إطار التزام دولة الإمارات الثابت بمساندة الشعب الفلسطيني، ودعم الجهود الإنسانية الرامية إلى التخفيف من معاناة سكان القطاع في ظل تفاقم الأوضاع المعيشية.
وتواصل المبادرة تنفيذ برامجها الإغاثية الشاملة، بما يشمل توفير المواد الغذائية والمياه والرعاية الصحية، لضمان وصول الدعم إلى أكبر شريحة من الأسر المحتاجة في المناطق المتضررة.
وفي السياق، أطلقت عملية «الفارس الشهم 3» مشروعاً عاجلاً لحفر آبار مياه بدائية في جنوب قطاع غزة، في ظل تعطل معظم محطات المياه نتيجة نقص الوقود، وإغلاق المعابر، حيث يعاني مئات الآلاف من السكان أزمة مياه خانقة وصعوبات شديدة في الحصول على المياه الصالحة للشرب والاستخدام اليومي. 
يأتي ذلك في ظل استمرار النزوح وتدهور البنية التحتية، ما يفاقم الأعباء الصحية والإنسانية على الأهالي.
وأعلنت عملية «الفارس الشهم 3» خلال مؤتمر صحفي، بدء تنفيذ المشروع الإنساني الذي يسعى إلى توفير مصدر مياه للنازحين في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.
الجدير بالذكر، أن مشروع حفر آبار المياه ممتد في عدد من مخيمات النزوح في جنوب قطاع غزة، ويستفيد من أكثر من 200 مخيم للنازحين، حيث تسعى عملية «الفارس الشهم 3» من خلال مشاريعها الإنسانية إلى إيصال المياه للسكان في مختلف المناطق المنكوبة، ومواصلة تنفيذ مشاريع التكيات والمخابز اليدوية، لإسعاف الوضع الكارثي في القطاع.

مقالات مشابهة

  • «مياه وكهرباء الإمارات» توقع اتفاقية لشراء الطاقة لمحطة «الشويهات S1»
  • الدكتور سلطان القاسمي.. أيقونة للثقافة والحكم الرشيد
  • سلطان الجنيبي بطل كأس الإمارات لقفز الحواجز
  • وزير البترول: تحويل هيئة الثروة المعدنية لتكون هيئة اقتصادية بداية حقيقة لتحقيق الاستفادة القصوى من ثرواتنا التعدينية.
  • الإمارات تدعم أهالي غزة لمواجهة المجاعة
  • حمدان بن زايد يشيد بابتكارات غذائية لنورة المزروعي من نواة التمر
  • الرئيس السيسي يشيد بدور المجر في دعم مصر داخل الاتحاد الأوروبي
  • أمريكا: التجارة مع اقليم كوردستان مستمرة بالتوسع خاصة في قطاع الطاقة
  • متخصص يكشف عن أبرز الطرق لكشف كاميرات المراقبة داخل أماكن الإقامة ..فيديو
  • «الفجيرة للبيئة» تناقش تخفيف آثار التغير المناخي