قبل أكثر من ثلاثة عقود من الزمن قال الروائي الليبي إبراهيم الكوني: «الصحراء هي المكان الوحيد، الذي تستطيع أن تزور فيه الموت، ثم تعود من الرحلة سالما»، لكنه اليوم يعود ليضيف تكملة للعبارة السابقة تقول: «وقد لا تعود»! ويعلل إضافته الجديدة وهو المعجون برمال الصحراء بالقول إننا لسنا كلنا مهووسين بالوجود قيد الوجد، إلى الحدّ الذي يجعلنا حريصين على العودة من فردوس الحقيقة، بعد أن نكون قد تحررنا من الوزر اللئيم، الذي نصّبناه في مغامرتنا معبودا، لنسفّه بذلك وصيّة القنطروس، الموجّهة إلى «سيلين» عن بليّة اسمها الوجود قيد الوجود، لأن ترياقها هو وجوب التخلّص منها بأسرع وقت، حال الوقوف على حقيقتها.
هذه الرؤية الفلسفية التي يطرحها إبراهيم الكوني هي جزء من حوار جميل ومهم ينشره ملحق جريدة عمان الثقافي. وتكمن أهمية الحوار في أن إبراهيم الكوني يطرح فيه الكثير من الرؤى الفلسفية التي يؤمن بها والتي تخص الصحراء والكون والوجود والعدم.
وفي حوار آخر مترجم ينشره الملحق مع الفيلسوف وعالم الاجتماع إدغار موران يتحدث موران عن علاقته بـ«الأم» و«العائلة» ودورهما في تشكيله الإبداعي. كما يتحدث موران عن المقاومة التي جعلته يخوض معركة طاحنة مع خوفه ورغباته، ليصل إلى نتيجة مفادها «أن تعيش هو أن تكون قادرا، عند الضرورة، على المخاطرة بحياتك».
وينشر الملحق مقالا للروائية جوخة الحارثي عن «الجسد في الحب العذري». والمقال ضمن كتاب بعنوان «الجسد في شعر الحب العربي: التراث العذري» أصدرته جامعة أدنبرة العام الماضي وتصدره طبعته العربية الشهر القادم عن دار روايات.
ومن بين أبرز مواضيع هذا العدد من الملحق يجد القارئ تحقيقا حول «عباسية نجيب محفوظ» والعباسية حي من أحياء القاهرة دارت فيه الكثير من أحداث روايات محفوظ. ويبحث التحقيق في تلك الأحداث والذكريات ويقدم قراءة جديدة للمكان.
ويكتب الهواري غزالي عن «الشاعر المريد والشيخ المتصوف»، فيما تكتب ماغي عبيد عن «المواطنة العربية». وفي مراجعات الكتب يراجع إبراهيم فرغلي «ثلاثية أسلافنا» للروائي إيتالو كالفينو، ويراجع حمود سعود كتابين حول كرة القدم، الأول للكاتب العماني سليمان المعمري بعنوان «بيليه أم مارادونا؟ الإجابة ميسي». والثاني بعنوان: «لولا فسحة الملعب» تأليف وتحرير: أدهم عبدالله وبمشاركة: سليمان الحقيوي وعماد بن صالح، ومحمد حسن أحمد.
وفي السرد ينشر الملحق قصة قصيرة للقاص سعيد الحاتمي بعنوان «غابة صغيرة في جيبي».
كما يجد القارئ مقالات أخرى في الثقافة والفنون والفكر والتاريخ.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
موقع البيئة في فكر الثقافة العربية: قراءة في ملف العدد 435 من مجلة “أفكار”
#سواليف
كتب .. #الدكتور_أيوب_أبودية
صدر العدد 435 من #مجلة ” #أفكار ” التي تصدرها #وزارة_الثقافة الأردنية، حاملاً في طياته ملفاً خاصاً عن #البيئة، وهذا فتح جديد في #الثقافة_العربية بالاعتراف بالثقافة البيئية كجزء مهم من الثقافة العامة. فالثقافة ترضع من بيئتها الماء والغذاء وتتنفس الهواء وتطأ على الأرض، فاذا تلوثت عناصر البيئة من ماء وهواء وتربة هكذا يتلوث المثقف الإنسان وهو العنصر الرابع من عناصر البيئة، ومن ثم يمرض ويصبح انتاجه ملوثا، ويلوث الناس بأفكاره.
يُسلّط الملف الضوء على أحد أهم التحديات المعاصرة التي تواجه البشرية. فقد تميز الملف بتنوع مقالاته التي شارك في كتابتها عدد من الباحثين والكتّاب الأردنيين والعرب، حيث تناولوا قضايا بيئية متعددة من زوايا فكرية وثقافية وعلمية. كتب د.أحمد راشد، وا.د. نزار أبو جابر، ود. أيمن العمري، والأستاذ محمد أحمد الفيلابي، والانسة سمر فتياني.
مقالات ذات صلةفي مقالات هذا الملف، يتجلى الوعي العميق بأهمية إدماج الشأن البيئي في الخطاب الثقافي، باعتبار أن #أزمة_البيئة ليست فقط مشكلة علمية أو تقنية، بل هي انعكاس مباشر لثقافة الإنسان وأنماط استهلاكه في الاتجاهين.
وقد تنوعت المواضيع بين التحولات المناخية، والتلوث، والحلول المستدامة، ودور الأدب والفن في نشر الوعي البيئي.
كما نُلاحظ اهتماماً خاصاً بالسياق المحلي، إذ تطرقت بعض المقالات إلى التحديات البيئية التي تواجه الأردن، مثل ندرة المياه، والتصحر، والضغط السكاني، مع الإشارة إلى الجهود الرسمية والمجتمعية المبذولة لمواجهتها.
ويقدم هذا الملف نموذجاً لدمج القضايا البيئية ضمن إطار فكري شامل، ما يعكس التزام المجلة بدورها التنويري، ويحث القارئ على التفكير في علاقة الإنسان بالطبيعة من منظور جديد يربط بين الثقافة والاستدامة والبيئة معا.
شكرا لاعضاء هيئة التحرير، وأخص بالذكر الدكتور ابراهيم بدران الذي اقترح هذا الملف البيئي، واتمنى على رئيسة التحرير الاستاذه سميحة خريس أن تفسح المجال في المستقبل بنشر متتابع للثقافة البيئة في مجلة أفكار العريقة.