في حادثة مؤسفة تعكس ضرورة مكافحة العنصرية في مجال الرياضة، أصدر اتحاد الجمباز الأيرلندي اعتذارًا دون تحفظ لعائلة فتاة سوداء صغيرة لم تحصل على ميدالية في حفل توزيع الميداليات الذي أقيم في دبلن.

عنصرية ضد فتاة سمراء

 تم تداول مقطع فيديو للحادثة على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة، مما أثار ردود فعل غاضبة ودعوات لمحاربة العنصرية في الرياضة.

فلسطين ترحب بأصوات إسرائيلية أدانت عنصرية الاحتلال جريمة عنصرية تهز أمريكا.. ضابط ينهي حياة امرأة سمراء حامل في سيارتها

في بيان صدر، أعرب الاتحاد الدولي لكرة القدم عن أسفه الشديد واعتذر عن "الاضطراب الذي حدث" في حفل توزيع الميداليات. أكد البيان أن الاتحاد يدرك أنه يجب بذل المزيد من الجهود لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل، وأدان أيضًا أشكال العنصرية بشكل عام.

تلقى الاتحاد الأيرلندي انتقادات حادة من الجمهور والمشجعين، بما في ذلك من بطلة الجمباز الأمريكية الشهيرة سيمون بايلز. نشرت بايلز تعليقًا على وسائل التواصل الاجتماعي حيث أعربت عن حزنها واستياءها من الحادثة، مشددة على أنه لا يجب أن يكون هناك مجال للعنصرية في أي نوع من الرياضات.

مكافحة العنصرية

تسلط هذه الحادثة الضوء على أهمية مكافحة العنصرية وضمان تكافؤ الفرص في جميع جوانب الرياضة. يعتبر الرياضيون والاتحادات الرياضية نموذجًا يحتذى به، ويجب عليهم أن يكونوا حذرين ومسؤولين في التعامل مع جميع الرياضيين بغض النظر عن أصولهم أو لون بشرتهم.

وتعكس ردود الفعل العنيفة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي أهمية العمل المستمر لمكافحة العنصرية في الرياضة وضمان مواجهة التحديات التي تواجهها الأقليات في هذا المجال.

على الرغم من اعتذار اتحاد الجمباز الأيرلندي وتأكيد التزامه بمكافحة العنصرية، فإن هذه الحادثة تعكس الحاجة الماسة لتعزيز الوعي والتدريب المستمر لجميع الفئات المشاركة في مجال الرياضة، بما في ذلك اللاعبين والمدربين والاتحادات الرياضية والجماهير.

شكوى سلوك عنصري

أصدرت المنظمة بيانًا يوم الجمعة أكدت فيه أنها تلقت شكوى من والدي الفتاة المدعية تعرضها لسلوك عنصري. وأشارت المنظمة إلى أنه تم التوصل إلى حل متفق عليه.

فيما يتعلق بالتحقيق الذي أجراه الاتحاد الأيرلندي للجمباز بشأن الحادث، عبر المسؤول المعني عن "أسفه العميق للخطأ الصادق" الذي وقع. وأكد اتحاد الجمباز الأيرلندي أن المسؤول أصدر اعتذارًا مكتوبًا، كما تم تسليم ميدالية الفتاة بعد الحفل.

ومع ذلك، ذكرت صحيفة "آيرلندية إندبندنت" في تقريرها يوم الأحد، نقلاً عن والدة الفتاة ودون ذكر اسمها، أنها تعتبر أن اتحاد الجمباز الأيرلندي فشل في تقديم اعتذار علني، وأنها تعتزم تقديم الشكوى إلى مؤسسة أخلاقيات الجمباز في سويسرا.

وفي بيان جديد صدر نيابة عن الجمباز الأيرلندي، قدم المجلس الإداري والموظفون اعتذارًا للاعبة الجمباز وعائلتها عن الإزعاج الذي تسبب فيه الحادث الذي وقع في حدث GymStart. 

وأعربوا عن أسفهم الشديد لحدوث ما لم يكن ينبغي أن يحدث في ذلك اليوم، مشيرين إلى أنهم كانوا يعملون بحسن نية وبأفضل النوايا لحل هذه المسألة الصعبة والحساسة. وأكدوا أنه تم تقديم اعتذار شخصي بعد الحادث، وأن الوساطة كانت الطريقة المثلى للمضي قدمًا بنظرهم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ايرلندا اعتذار ا

إقرأ أيضاً:

أحداث قيصري ثمرة التساهل مع العنصريين

شهدت مدينة قيصري التركية، ليلة الاثنين، أعمال عنف وتخريب استهدفت اللاجئين السوريين العزّل وبيوتهم ومحلاتهم وممتلكاتهم، بعد أن انتشرت أنباء حول تحرش سوري بطفلة سورية. وأعقبت تلك الأحداث المؤسفة اعتداءات على الأعلام التركية والشاحنات التي تحمل اللوحات التركية ومكاتب البريد التركي في المناطق المحررة في سوريا، بدعوى الاحتجاج على ما تعرض له اللاجئون السوريون في تركيا، ثم خرجت مجموعات صغيرة في مدن تركية مختلفة هاجمت اللاجئين السوريين بدعوى الرد على تمزيق الأعلام التركية في الشمال السوري.

وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، أعلن أن 474 مواطنا تركيا تم اعتقالهم على خلفية أحداث قيصري وما بعدها، مشيرا إلى أن 285 منهم من ذوي السوابق الجنائية في قضايا مختلفة بينها تعاطي المخدرات، وأعمال السطو، والاغتصاب، والسرقة وتهريب البشر. كما ذكرت مديرية أمن قيصري أن الذي نقل المعتدين على اللاجئين بشاحنته مواطن تركي سبق أن سُجن بتهمة اغتصاب طفل. وبالتالي، هناك أسئلة عديدة تطرح نفسها، مثل: "من هو العقل المدبر؟"، و"من الذي جمع كل هؤلاء، وأتى بهم من أحياء مختلفة، ووجههم إلى ضرب السوريين وتخريب ممتلكاتهم وحرقها؟"، و"هل ستتم محاسبتهم كما ينبغي أم سيتم إطلاق سراحهم بعد يوم أو يومين؟".

أحداث قيصري، للأسف الشديد، لا يمكن اعتبارها مفاجئة، بل جاءت معلنة أنها ستأتي عاجلا أم آجلا، في ظل استمرار الحملات العنصرية التي تستهدف اللاجئين السوريين والأفغان، وتساهل الحكومة التركية في التعامل مع تلك الحملات. ووجَّه رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان السهام إلى المعارضة، وقال في أول تعليقه على الأحداث، إن "الخطاب المسموم الذي تتبناه المعارضة أحد أسباب الأحداث المحزنة"، إلا أن تحريض المعارضة ضد اللاجئين لأسباب سياسية لا يعفي الحكومة من مسؤولية حماية السوريين الذين يعيشون في البلاد بشكل قانوني. العنصريون الذين يستهدفون اللاجئين السوريين نسبتهم ضئيلة في المجتمع التركي، كما أثبتت نتائج الانتخابات، والأغلبية الساحقة ليست لديها مشاكل مع اللاجئين، حتى وإن رأى كثير منهم أن الحل الأفضل للمشكلة هو عودة اللاجئين إلى بلادهم. إلا أن تلك الشرذمة العنصرية وجدت مساحة تحرك واسعة للتحريض وإثارة الفتن ليصل بهم الأمر إلى القيام بأعمال العنف، بسبب تساهل الحكومة مع جرائم نشر الإشاعات والأنباء الكاذبة والجرائم العنصريةكما أن المسؤولين الذين يمثلون السلطة التنفيذية ليس المطلوب منهم أن يطلقوا تصريحات كمحللين، بل المطلوب منهم أن يقوموا بواجبهم من خلال تنفيذ القوانين وضرب كافة المثيرين للفتنة، والناشرين للإشاعات والأنباء الكاذبة، وقطع الأيدي الممتدة إلى أمن البلاد واستقرارها.

العنصريون الذين يستهدفون اللاجئين السوريين نسبتهم ضئيلة في المجتمع التركي، كما أثبتت نتائج الانتخابات، والأغلبية الساحقة ليست لديها مشاكل مع اللاجئين، حتى وإن رأى كثير منهم أن الحل الأفضل للمشكلة هو عودة اللاجئين إلى بلادهم. إلا أن تلك الشرذمة العنصرية وجدت مساحة تحرك واسعة للتحريض وإثارة الفتن ليصل بهم الأمر إلى القيام بأعمال العنف، بسبب تساهل الحكومة مع جرائم نشر الإشاعات والأنباء الكاذبة والجرائم العنصرية. وبعبارة أخرى، إن أحداث قيصري ما هي إلا ثمرة التقاعس عن ردع الجرائم العنصرية الممنهجة ووأد الحملات المغرضة في مهدها.

اعتقال المئات من المتورطين في الأحداث الأخيرة خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكنه لا يكفي، بل لا بد من محاسبة هؤلاء على ما ارتكبوا من جرائم مروعة، واعتبار ما قاموا به "تمردا على النظام العام" و"عملا لصالح أجهزة الاستخبارات الأجنبية لإثارة الفوضى في البلاد"، لتتم محاكمتهم على غرار محاكمة المتورطين في أحداث "غزي باركي" ومحاولة الانقلاب الفاشلة في صيف 2016. ومن الضروري أيضا أن تتم محاكمتهم أمام أعين الجميع ليعرف كل من تسول له نفسه العبث بأمن تركيا واستقرارها والقيام بأعمال العنف والشغب ولو باسم القومية أو الوطنية، أنه سيدفع ثمن جرائمه غاليا.

السلطات التركية يجب أن لا تنظر إلى هؤلاء الغوغاء المتورطين في الأحداث الأخيرة على أنهم "مجرد مواطنين غاضبين" لديهم ملاحظات على سياسة الحكومة في الملف السوري، كما يجب أخذ الدعوات التي تطلقها حسابات مشبوهة في مواقع التواصل الاجتماعي للتجمع في أماكن معينة من أجل استهداف اللاجئين، على محمل الجد، والتعامل مع أصحابها بحزم. أما إن تم اعتقال مرتكبي الجرائم العنصرية اليوم وتم إطلاق سراحهم غدا، فمن المؤكد أن أمثال أحداث قيصري ستتكرر في مدن أخرى.

يجب على الحكومة التخلي عن تكرار القول بأن اللاجئين السوريين ضيوف سيعودون إلى بلادهم، لأن هذه المقولة تشكل تبريرا لدعوى العنصريين الذين يزعمون أن مدة الضيافة قد طالت، وأن الوقت قد حان لعودة الضيوف إلى بلادهم بأي طريقة. وأرى أن الحل الأمثل هو منح اللاجئين السوريين الجنسية التركية، لتحويلهم من لاجئين إلى مواطنين، بالتوازي مع برامج الاندماج،
الحكومة التركية تملك أدوات قانونية وإعلامية واجتماعية كافية لردع العنصريين، وقطع دابر حملات التحريض ضد اللاجئين، ودحض خطاب المعارضة المسموم. وإن لم يتم الآن استخدام تلك الأدوات، ونشر خطاب التآخي والتراحم بين المواطنين واللاجئين عن طريق المؤسسات الحكومية ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني والجماعات الإسلامية، فيا ترى متى سيتم؟ كما يجب على الحكومة التخلي عن تكرار القول بأن اللاجئين السوريين ضيوف سيعودون إلى بلادهم، لأن هذه المقولة تشكل تبريرا لدعوى العنصريين الذين يزعمون أن مدة الضيافة قد طالت، وأن الوقت قد حان لعودة الضيوف إلى بلادهم بأي طريقة. وأرى أن الحل الأمثل هو منح اللاجئين السوريين الجنسية التركية، لتحويلهم من لاجئين إلى مواطنين، بالتوازي مع برامج الاندماج، وأنهم حتى وإن عادوا إلى سوريا مستقبلا يعودون كمزدوجي الجنسية.

أردوغان في إحدى كلماته بعد محاولة الانقلاب الفاشلة قال: "هذا البلد وراءه دعوات مئات الملايين من إخواننا حول العالم، بالإضافة إلى دعوات مواطنينا، وأؤمن بأننا سنتغلب على جميع العوائق بفضل دعوات المظلومين". وقال أيضا، أمس الثلاثاء بعد اجتماع الحكومة: "نعلم كيف نكسر الأيادي القذرة التي تطال علمنا، ونعلم أيضا كيف نكسر تلك التي تمتد إلى المظلومين اللاجئين في بلادنا". وعلى الحكومة التركية أن تنتقل من مرحلة العلم إلى مرحلة العمل، لتكسر الأيادي القذرة التي امتدّت بالفعل إلى اللاجئين السوريين، كيلا تتحول دعوات المظلومين لتركيا إلى دعوات عليها.

x.com/ismail_yasa

مقالات مشابهة

  • فتاة تروي واقعة حرق والدتها ومقتل والدها على يد شقيقها.. فيديو
  • العبوات الناسفة تشعل جبهة جديدة من الحرب.. ماذا يحدث في الضفة الغربية؟
  • زيارة مفاجئة بين رئيس وزراء المجر وبوتين تشعل القلق الأمريكي
  • ليلة وردة| تكريم خاص للراحلة بحضور نادر لـ نجلها رياض قصبي
  • بالصورة.. اندلاع حريق في شقة شيخ بأبي سمراء
  • ناقد رياضي: متفائل بالتشكيل الوزاري وأدعم استمرارية أشرف صبحي في وزارة الرياضة
  • ناشونال إنترست: هل تشعل واشنطن حربا ثالثة في الكونغو الديمقراطية؟
  • أحداث قيصري ثمرة التساهل مع العنصريين
  • الحرائق تشعل فتيل الاتهامات بين اليكتي و البارتي: دعاية انتخابية لن تخدم المواطن
  • الحرائق تشعل فتيل الاتهامات بين اليكتي و البارتي: دعاية انتخابية لن تخدم المواطن - عاجل