ارتفاع فواتير الكهرباء والمياه.. قضية تبحث عن حل
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
يتكرر مشهد ارتفاع فواتير الكهرباء كُلَّ صَيف ومع معظم شرائح المُجتمع، وقَدْ حدَّدت شركة الكهرباء شرائح مَن يشملهم نظام الدَّعم الوطني، ومع ذلك تأتي الفواتير مع اكتمال الشهر مرتفعة على غير العادة فيتذمَّر المستهلك ويشتكي من ارتفاع الأسعار رغم الاستهلاك المعتاد، وحسب كُلِّ منزل وظروفه. فمُعْظم المستهلكين في شهور الصَّيف يكُونُونَ عادة خارج البلاد أو خارج المنزل كالسَّفر خارجيًّا أو في المناطق الأخرى من سلطنة عُمان، وعِنْد عودتهم إلى منازلهم يتفاجؤون بفواتير كهرباء عالية، وبذلك ينتهي الأمْرُ بهم بالإبلاغ عن هذا الارتفاع والاتِّصال بشركة الكهرباء المعنيَّة بإصدار الفواتير وتقديم شكواهم.
وحتَّى نكُونَ على بَيِّنَة من الأمْرِ، لا بُدَّ لشركات الكهرباء وضع استهلاك المواطن من الكهرباء موضع الاعتبار، وتقييم الاستهلاك وفقًا لشكوى المستهلك، فمن غير المعقول أن يشتكيَ المستهلك من ارتفاع فواتير الكهرباء ويردُّ عَلَيْه الموظف بأنَّ استهلاكك على حسب شريحة الفرد ونظام الدَّعم الوطني المستحق. وعلى الرغم من أنَّ قراءة الفاتورة تتمُّ عن طريق العدَّاد الذَّكي والذي يُرسل القراءة ذاتيًّا إلى الشركة المعنيَّة، إلَّا أنَّ المستهلك لا يزال يُشكِّك في قِيمة الفاتورة فيتقدَّم ببلاغه، وكذلك يُفيده الموظف المختصُّ بأنَّه إذا كان لدَيْك اعتراض وأنتَ غير راضٍ فبإمكانك التقدُّم بطلب فحص عدَّاد الكهرباء، وبناءً عَلَيْه يتمُّ الفحص ودفع مبلغ معيَّن نظير ذلك الفحص والنتيجة أنَّه لا يوجد أيُّ خلَلٍ أو مُشْكلة في العدَّاد، وأنَّ القراءة صحيحة، فيتوجَّب عَلَيْه دفع مبلغ فحص العدَّاد مبلغًا وقدره.
المُشْكلة ليست في فحص العدَّاد، وإنَّما في المبالغ الخياليَّة والتي تصل إلى المستهلك في هذه الشهور من السنة، فلا يُعقل أن يكُونَ هناك استهلاك وأنا لستُ موجودًا في المنزل أو تغيّر عليَّ الاستهلاك عن أيِّ شهر فتتفاوت نسبة الاستهلاك عن الشهر الذي سبق، أو وجودي من عدمه في المنزل وأنا غير مستهلك للطَّاقة.
عَلَيْه، لا بُدَّ من حلول تُرضي جميع الأطراف، فوجود شركات الكهرباء ليست للاستغلال بحجَّة أنَّ المستهلك زاد حجم استهلاكه للكهرباء في هذه الفترة، فالأمْرُ غير مقبول بتاتًا، ويجِبُ على المعنيِّين بالأمْرِ مراعاة ذلك ومحاسبة المتسبِّبين، ووضع حدٍّ لهذه المُشْكلة، وما فواتير المياه عن هذه الارتفاع ببعيد.
وجود هيئة تنظيم الكهرباء وهي المعنيَّة بقِطاع الكهرباء والمياه وشكوى المستهلك بعد نفاد جميع الحلول لا بُدَّ من تفعيل دَوْرها ومسؤوليَّتها تجاه المُجتمع، كما أنَّ وضع حلول مناسبة والجلوس مع مسؤولي شركات الكهرباء أمْرٌ ضروري جدًّا لتحقيق المصلحة العامَّة، كما أنَّ وضع المواطن كمستهلك في الصورة له الحقُّ في معرفة أماكن الخلَل والقصور.
أمَّا فيما يتعلَّق بصدور بيان شركة نماء للكهرباء مؤخرًا والذي لَمْ يُرضِ بأيِّ حالٍ من الأحوال الكثير من المستهلكين بحجَّة تحديث بياناتهم الشخصيَّة في نظام الدَّعم الوطني فهو أمْرٌ غير مقْنِع. فالمواطن لا يُمكِن أن يُحدِّثَ بياناته شهريًّا، فنرجو من المعنيِّين بالأمْرِ ومَن يهمُّهم المواطن وحياته المعيشيَّة بالمقام الأوَّل النظر في أقرب وقت مُمكن للخدمات المقدَّمة له والتي تمسُّه شخصيًّا، كما أنَّ تدخُّل مجلس الوزراء الموقَّر في هذا الموضوع يُريح المواطن، وكما عهدنا من مجلس الوزراء الموقَّر أن يقفَ مع المواطن في كُلِّ ما من شأنه تحقيق العدالة والإنصاف في أموره المعيشيَّة.
إنَّ ما يحدث في مواقع التواصل الاجتماعي من مُعْظم المُغرِّدين ممَّن تضرَّروا من ارتفاع فواتير الكهرباء والمياه، ومحاولة إيصال أصواتهم إلى الجهات المعنيَّة أصبح حديث السَّاعة، وكما يعْلَم الجميع بأنَّ توجيهات جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ بمراعاة ظروف المواطنين فيما يتعلَّق باستهلاك الكهرباء والمياه في شهور الصَّيف موضع التنفيذ، والأمل أن يتمَّ هذا الأمْرُ وتضطلع به شركات الكهرباء والمياه، بما يزيل حالة التجاذب والامتعاض التي أخذت حيِّزًا كبيرًا في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وأوساط المُجتمع.
ومن هذا المنبر أطالب شركات الكهرباء والمياه بإعادة النظر فيما يتعلق بارتفاع أسعار الكهرباء والمياه ومراعاة احتياجات المواطنين وظروفهم المختلفة، وعدم استغلال هذه الشهور ورفع أسعار الفواتير، وقطْع عدَّاد الكهرباء وتكبُّدهم خسائر لَمْ تكُنْ في الحسبان، فمِنْهم ذوو الحاجة، ومِنْهم كبار سِن على أجهزة التنفُّس الصناعيَّة وأجهزة أخرى مختلفة.
حفظ الله الجميع من كُلِّ سوء ومَكْروه وأدام عَلَيْنا نعمة الأمن والأمان، وأنعمَ عَلَيْنا بالصحَّة والعافية في ظلِّ القيادة الحكيمة لمولانا جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم حفظه الله ورعاه وألبسه ثوب الصحَّة والعافية.
أفلح بن عبدالله الصقري
كاتب عماني
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: ارتفاع فواتیر الکهرباء الکهرباء والمیاه شرکات الکهرباء
إقرأ أيضاً:
تعاون بين دائرة الطاقة و«الدار» لتعزيز كفاءة الطاقة والمياه
أبوظبي (الاتحاد)
أبرمت دائرة الطاقة في أبوظبي مذكرة تفاهم مع مجموعة الدار بهدف تعزيز التعاون المشترك في مجال كفاءة الطاقة والمياه والاستدامة، والمحافظة على مصادرها لمصلحة الأجيال المقبلة، وبما يسهم في دعم الجهود المشتركة الرامية إلى تمكين ونشر ممارسات الاستدامة وتحقيق الازدهار المتكامل في كافة القطاعات في إمارة أبوظبي.
جرت مراسم التوقيع في جناح دائرة الطاقة بأسبوع أبوظبي للاستدامة، بحضور معالي الدكتور عبدالله حميد الجروان، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، حيث وقع الاتفاقية كل من المهندس أحمد محمد الرميثي وكيل دائرة الطاقة، وطلال الذيابي، الرئيس التنفيذي لمجموعة الدار، بحضور عدد من القيادات وكبار المسؤولين لدى الطرفين.
ويندرج إبرام هذه المذكرة ضمن جهود التعاون الاستراتيجي بين دائرة الطاقة في أبوظبي وكبرى شركات القطاع الخاص ولا سيما العاملة منها في التطوير العقاري باعتبارها أحد روافد التنمية المستدامة التي تقود مسيرة التقدم العمراني والتوسع السكاني، وتشارك في توفير تجارب عيش متنوعة وتطبيق ممارسات الاستدامة بين أفراد المجتمع، وبما يتوافق مع مبادئ مسؤوليتها الاجتماعية، من خلال التعاون في إطلاق مبادرات ومشاريع تستهدف تعزيز كفاءة الطاقة والمياه واستدامتها وتغيير سلوكيات استهلاك واستخدام الموارد، والمحافظة على البيئة.
وبهذه المناسبة، قال المهندس أحمد محمد الرميثي وكيل دائرة الطاقة في أبوظبي: «تواصل دائرة الطاقة مساعيها الحثيثة وجهودها الرامية إلى بناء وتفعيل شراكات استراتيجية وثيقة وذات أثر إيجابي ومثمر في حياة سكان الإمارة والبنى التحتية في الإمارة، من خلال رفع مستوى الالتزام بمعايير الكفاءة والاستدامة في الأنشطة المرتبطة بهذا القطاع، وما يتعلق بها من ممارسات وسلوكيات على صعيد الأفراد والمؤسسات والعمل على المضي قدمًا نحو التشجيع على المحافظة على البيئة والإدارة الرشيدة للموارد الطبيعية ومصادر الطاقة والمياه».
وأعرب الرميثي عن اعتزازه البالغ بهذا التعاون الاستراتيجي مع الدار باعتباره محطة جديدة لتحقيق التنمية المستدامة وبما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية الطموحة لإمارة أبوظبي، ورؤيتها الاقتصادية في مجالات الطاقة والاستدامة والمحافظة على البيئة.
وأضاف: «إن الطرفين يمتلكان بنية قوية من الموارد والخبرات والكفاءات والمعارف التي من شأنها ضمان النجاح الأمثل للأنشطة والفعاليات التي سيتم تنفيذها، خلال الفترة المقبلة، واستكشاف المزيد من فرص التعاون فيما يتعلق بمشاريع كفاءة الطاقة والمياه وتقييم السياسات والاستراتيجيات، فضلاً عن برامج البحث والتطوير وأنشطة نقل المعرفة وبناء القدرات، إلى جانب البرامج، والحملات التوعوية والتثقيفية التي تهدف لتعزيز السلوكيات الإيجابية في مجال استهلاك الطاقة والمياه».
ومن جانبه، صرح طلال الذيابي، الرئيس التنفيذي لمجموعة الدار: «يشرفنا التعاون مع دائرة الطاقة أبوظبي لنشر وترسيخ ثقافة العيش المستدام بين أفراد مجمعاتنا، وإيجاد حلول مبتكرة لتعزيز كفاءة الطاقة والمياه. ونكرس في الدار جهوداً كبيرة لضمان تبنّي أفضل ممارسات الاستدامة والحلول الصديقة للبيئة عبر عملياتنا كافة. وتُمثل شراكتنا مع دائرة الطاقة خطوة نوعية نحو تحقيق أهدافنا المشتركة في الحفاظ على الموارد الطبيعية، ودعم مستهدفات صافي الانبعاثات الصفري».