جريدة الوطن:
2025-02-21@10:35:20 GMT

ارتفاع فواتير الكهرباء والمياه.. قضية تبحث عن حل

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

ارتفاع فواتير الكهرباء والمياه.. قضية تبحث عن حل

يتكرر مشهد ارتفاع فواتير الكهرباء كُلَّ صَيف ومع معظم شرائح المُجتمع، وقَدْ حدَّدت شركة الكهرباء شرائح مَن يشملهم نظام الدَّعم الوطني، ومع ذلك تأتي الفواتير مع اكتمال الشهر مرتفعة على غير العادة فيتذمَّر المستهلك ويشتكي من ارتفاع الأسعار رغم الاستهلاك المعتاد، وحسب كُلِّ منزل وظروفه. فمُعْظم المستهلكين في شهور الصَّيف يكُونُونَ عادة خارج البلاد أو خارج المنزل كالسَّفر خارجيًّا أو في المناطق الأخرى من سلطنة عُمان، وعِنْد عودتهم إلى منازلهم يتفاجؤون بفواتير كهرباء عالية، وبذلك ينتهي الأمْرُ بهم بالإبلاغ عن هذا الارتفاع والاتِّصال بشركة الكهرباء المعنيَّة بإصدار الفواتير وتقديم شكواهم.


وحتَّى نكُونَ على بَيِّنَة من الأمْرِ، لا بُدَّ لشركات الكهرباء وضع استهلاك المواطن من الكهرباء موضع الاعتبار، وتقييم الاستهلاك وفقًا لشكوى المستهلك، فمن غير المعقول أن يشتكيَ المستهلك من ارتفاع فواتير الكهرباء ويردُّ عَلَيْه الموظف بأنَّ استهلاكك على حسب شريحة الفرد ونظام الدَّعم الوطني المستحق. وعلى الرغم من أنَّ قراءة الفاتورة تتمُّ عن طريق العدَّاد الذَّكي والذي يُرسل القراءة ذاتيًّا إلى الشركة المعنيَّة، إلَّا أنَّ المستهلك لا يزال يُشكِّك في قِيمة الفاتورة فيتقدَّم ببلاغه، وكذلك يُفيده الموظف المختصُّ بأنَّه إذا كان لدَيْك اعتراض وأنتَ غير راضٍ فبإمكانك التقدُّم بطلب فحص عدَّاد الكهرباء، وبناءً عَلَيْه يتمُّ الفحص ودفع مبلغ معيَّن نظير ذلك الفحص والنتيجة أنَّه لا يوجد أيُّ خلَلٍ أو مُشْكلة في العدَّاد، وأنَّ القراءة صحيحة، فيتوجَّب عَلَيْه دفع مبلغ فحص العدَّاد مبلغًا وقدره.
المُشْكلة ليست في فحص العدَّاد، وإنَّما في المبالغ الخياليَّة والتي تصل إلى المستهلك في هذه الشهور من السنة، فلا يُعقل أن يكُونَ هناك استهلاك وأنا لستُ موجودًا في المنزل أو تغيّر عليَّ الاستهلاك عن أيِّ شهر فتتفاوت نسبة الاستهلاك عن الشهر الذي سبق، أو وجودي من عدمه في المنزل وأنا غير مستهلك للطَّاقة.
عَلَيْه، لا بُدَّ من حلول تُرضي جميع الأطراف، فوجود شركات الكهرباء ليست للاستغلال بحجَّة أنَّ المستهلك زاد حجم استهلاكه للكهرباء في هذه الفترة، فالأمْرُ غير مقبول بتاتًا، ويجِبُ على المعنيِّين بالأمْرِ مراعاة ذلك ومحاسبة المتسبِّبين، ووضع حدٍّ لهذه المُشْكلة، وما فواتير المياه عن هذه الارتفاع ببعيد.
وجود هيئة تنظيم الكهرباء وهي المعنيَّة بقِطاع الكهرباء والمياه وشكوى المستهلك بعد نفاد جميع الحلول لا بُدَّ من تفعيل دَوْرها ومسؤوليَّتها تجاه المُجتمع، كما أنَّ وضع حلول مناسبة والجلوس مع مسؤولي شركات الكهرباء أمْرٌ ضروري جدًّا لتحقيق المصلحة العامَّة، كما أنَّ وضع المواطن كمستهلك في الصورة له الحقُّ في معرفة أماكن الخلَل والقصور.
أمَّا فيما يتعلَّق بصدور بيان شركة نماء للكهرباء مؤخرًا والذي لَمْ يُرضِ بأيِّ حالٍ من الأحوال الكثير من المستهلكين بحجَّة تحديث بياناتهم الشخصيَّة في نظام الدَّعم الوطني فهو أمْرٌ غير مقْنِع. فالمواطن لا يُمكِن أن يُحدِّثَ بياناته شهريًّا، فنرجو من المعنيِّين بالأمْرِ ومَن يهمُّهم المواطن وحياته المعيشيَّة بالمقام الأوَّل النظر في أقرب وقت مُمكن للخدمات المقدَّمة له والتي تمسُّه شخصيًّا، كما أنَّ تدخُّل مجلس الوزراء الموقَّر في هذا الموضوع يُريح المواطن، وكما عهدنا من مجلس الوزراء الموقَّر أن يقفَ مع المواطن في كُلِّ ما من شأنه تحقيق العدالة والإنصاف في أموره المعيشيَّة.
إنَّ ما يحدث في مواقع التواصل الاجتماعي من مُعْظم المُغرِّدين ممَّن تضرَّروا من ارتفاع فواتير الكهرباء والمياه، ومحاولة إيصال أصواتهم إلى الجهات المعنيَّة أصبح حديث السَّاعة، وكما يعْلَم الجميع بأنَّ توجيهات جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ بمراعاة ظروف المواطنين فيما يتعلَّق باستهلاك الكهرباء والمياه في شهور الصَّيف موضع التنفيذ، والأمل أن يتمَّ هذا الأمْرُ وتضطلع به شركات الكهرباء والمياه، بما يزيل حالة التجاذب والامتعاض التي أخذت حيِّزًا كبيرًا في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وأوساط المُجتمع.
ومن هذا المنبر أطالب شركات الكهرباء والمياه بإعادة النظر فيما يتعلق بارتفاع أسعار الكهرباء والمياه ومراعاة احتياجات المواطنين وظروفهم المختلفة، وعدم استغلال هذه الشهور ورفع أسعار الفواتير، وقطْع عدَّاد الكهرباء وتكبُّدهم خسائر لَمْ تكُنْ في الحسبان، فمِنْهم ذوو الحاجة، ومِنْهم كبار سِن على أجهزة التنفُّس الصناعيَّة وأجهزة أخرى مختلفة.
حفظ الله الجميع من كُلِّ سوء ومَكْروه وأدام عَلَيْنا نعمة الأمن والأمان، وأنعمَ عَلَيْنا بالصحَّة والعافية في ظلِّ القيادة الحكيمة لمولانا جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم حفظه الله ورعاه وألبسه ثوب الصحَّة والعافية.

أفلح بن عبدالله الصقري
كاتب عماني

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ارتفاع فواتیر الکهرباء الکهرباء والمیاه شرکات الکهرباء

إقرأ أيضاً:

تحسين جودة حياة المواطن

 

 

 

سالم البادي (أبو معن)

 

يتضمن مفهوم جودة الحياة توافر كافة الاحتياجات، والإمكانات المادية للفرد أو الأسرة، كالمأكل والمشرب والملبس والمسكن، وكذلك الحاجات غير المادية (الاجتماعية) كالتعليم والعلاج والنقل والمواصلات والبيئة النظيفة الخالية من التلوث وتوفير فرص العمل.

ولا شك أن هذه الحاجات ليست ثابتة، وإنما هي ذات طبيعة دينامية ومتطورة من خلال ارتباطها بتطور المجتمع وتقدمه. والاهتمام بالإنسان العُماني جوهر أي رؤية أو خطة تنموية أو استراتيجية كونه ركيزة التنمية المستدامة، وأن جودة حياة المواطن هي الغاية المرجوة من الخطط التنموية المستقبلية، والمعيار الأول لنجاح برامج الحكومة الانمائية.

وتسعى الحكومة الرشيدة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لأن تصبح السلطنة من أفضل دول العالم في "جودة الحياة" وأن ينعم كل من يعيش عليها بحياة صحية آمنة مستقرة.. وتحقيق أفضل مستويات الرفاهية لمواطنيها، وتحسين سبل العيش الكريم، وزيادة فرص العمل للمواطنين وزيادة رقعة الثقافة والترفيه، وجعل السلطنة بيئة صحية ووجهة جاذبة للحياة.

وعليه نطرح بعض المقترحات المبتكرة لتسهم في تحسين جودة حياة المواطن العُماني؛ وهي كالآتي:

صحة المواطن: تبني أسلوب حياة صحي ونشط، وتعزيز الوعي بأهمية الصحة الجيدة في الارتقاء بجودة حياة الفرد والمجتمع، باعتبار نمط الصحة من أهم العوامل المؤثرة في جودة حياة الفرد وسعادته ورفاهيته، والاهتمام بتحسين وتطوير الرعاية الصحية للمواطن من أولويات الحكومة في تحسين جودة حياة المواطن.

الفائض المالي: استخدام نسبة من الفائض المالي للدولة في إنشاء مشاريع تنموية (شركات ومصانع) في مختلف محافظات السلطنة لتعود بالنفع على الدولة والمواطن وتقلل من عدد الباحثين عن عمل.

المنظومة التعليمية: تطوير سبل التعليم والتعلم بما يتواءم ومتطلبات العصر، وبيئة الأعمال لزيادة المخرجات الوطنية الفنية والتقنية والمهنية الماهرة الجاهزة لسوق العمل وإحلالها مكان القوى العاملة الوافدة.

تعزيز التكاملية: تطوير البنية الأساسية لتمكين وتعزيز التكامل المؤسسي بين جميع القطاعات بالسلطنة، سواء الحكومية منها أو القطاع الخاص أو مؤسسات المجتمع المدني، وتحفيز الاقتصاد الوطني عبر التكامل المؤسسي.

تمكين الأسرة والمجتمع: التفاعل المباشر مع المواطنين (الأسرة والمجتمع) من قبل المحافظين لفهم احتياجاتهم ونقل ملاحظاتهم للجهات المعنية بأسرع وقت ممكن وحلها بالسرعة الممكنة، فضلا عن تعزيز تجارب المستفيدين، وتعزيز التواصل بين الجهات الحكومية والمجتمع لتقديم خدمات متكاملة وأكثر كفاءة واستدامة، وتمكين المشاركة المجتمعية لدعم جودة الحياة وتحقيق أسلوب حياة أكثر حيوية وتفاعلًا.

تبني مبادرات وخطط الشباب العُماني: تهدف إلى مشاركة رؤى وأفكار المواطنين من جميع الأعمار ومن الجنسين، ودراستها وتقييمها ليتم تنفيذ الأفضل منها في الرؤى والخطط التنموية المستقبلية للمحافظات، بما يخدم الفرد والمجتمع، وتضع المواطن محورًا أساسيًا لها، من خلال تحديد الأولويات ومواءمتها مع المتطلبات العصرية والمستقبلية بما يضمن استدامة الموارد، ويضمن نجاح تنفيذ الخطط وتحقيق أهدافها، في ظل تكامل الخدمات وتوظيف التقنيات المتقدمة.

الهوية الوطنية: غرس المفاهيم الصحيحة للهوية الوطنية في النشء، وتمكين مجتمع يفتخر بعاداته وتقاليده وموروثه وتاريخه وحضارته، متمسكا بقيمه ومبادئه ومحافظا على ثقافته العمانية التي نشأ عليها، مع حفاظه على النسيج الوطني، وتعزيز التلاحم المجتمعي.

جذب الاستثمار الأجنبي: زيادة التركيز على جلب الاستثمار الأجنبي وفتح مجالات مختلفة لإنشاء مكاتب رئيسية أو فروع لها في البلاد، مع الأخذ في الاعتبار تبسيط وتسهيل تخليص إجراءاتها بسهولة وأفضل جودة وأقل وقت، وتوفير البيئة الجيدة للمستثمر للاستمرار ومواصلة استثماراته في مختلف محافظات السلطنة وعلى مدى أطول.

تحسين الرواتب: إعادة النظر لمراجعة سلم الرواتب والحوافز والبدلات بالقطاعين العام والخاص، وتطبيق مبدأ العدالة في الرواتب بما يتناسب وبيئة العمل ويتواءم مع الظروف المعيشية الحالية وارتفاع الأسعار، لتحسين المستوى المعيشي للمواطنين.

التثقيف والتوعية: التركيز على الاهتمام بالنشء منذ الوهلة الأولى وغرس القيم والمبادئ والأخلاق الإنسانية فيه، وحب العمل بالتعاون مع جميع مكونات المجتمع العُماني ابتداءً من الأسرة والمسجد والمدرسة والمعاهد والجامعات.

تنمية القطاع الزراعي والسمكي والحيواني: تنعم السلطنة بثروة سمكية وزراعية وحيوانية كبيرة بفضل الله تعالى، وتحتاج هذه القطاعات إلى مزيد من الدعم الحكومي، لما تحتويه من ثروات وطنيه كبيرة بالإمكان أن ترفد خزينة الدولة بمليارات الريالات، إذا ما تم استغلالها جيدا وفق الإمكانيات والمقدرات الحالية، ليصبح قطاعا تنمويا اقتصاديا تجاريا مهما جدًا، ويعود بالنفع على الدولة والمواطن.

الطاقة المتجددة: يمثل قطاع الطاقة النظيفة فرصة هائلة للسلطنة؛ فله تأثير إيجابي ضد تغير المناخ، وله عوائد جذابة لكل المستثمرين، والتركيز على مشاريع الطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف لتوفير عوائد مالية جيدة على المدى الطويل، فضلا عن توفير أموال في استهلاك الطاقة نظير الزيادة المستمرة في الطلب على الكهرباء النظيفة والمستدامة بما ينعكس إيجابا على رفاهية المواطن.

الابتكار والإبداع: يُعد الاستثمار في الابتكار والإبداع عاملًا حاسمًا في تحقيق التنمية الاقتصادية وتعزيز التنافسية العالمية في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم، ومع تصاعد وتيرة التحول الرقمي والثورة الصناعية الرابعة، أصبح الابتكار ضرورةً استراتيجية للدول والشركات على حد سواء، فالتكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والتقنيات الحيوية، تُمثل محركات رئيسية للنمو؛ حيث تتيح تحسين الكفاءة الإنتاجية، وتعزز القيمة الاقتصادية، وتفتح أسواقا جديدة.

والاستثمار في قطاع العلوم والتكنولوجيا أصبح تحديا اقتصاديا ولا بد من التركيز عليه أكثر وأكبر ليعكس الاتجاه المتسارع نحو التحول الرقمي.

ما ذكرناه أعلاه مجموعة مقترحات قد تؤدي دورًا في جودة حياة المواطن، ولكنها غالبًا ما تشمل الأمن المالي والرضا الوظيفي، والحياة الأسرية والصحة والسلامة.

ولا شك أن القرارات المالية قد تؤثر على جودة الحياة، لتوفير المال أو كسب المزيد من المال.

على العكس من ذلك، يمكن تحسين نوعية الحياة من خلال إنفاق المزيد من المال لينعم المواطن بالراحة والطمأنينة ويشعر بالأمن والأمان.

وأخيرًا.. يستحق المواطن العُماني جودة حياة أفضل، وسعادة أجمل، وينعم بخيرات بلده وعيش رغيد، وينعم بحياة صحية آمنة مستقرة سعيدة بلا مُنغِّصات ولا أزمات.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • تركيا.. مؤشر ثقة المستهلك يسجل أعلى مستوياته خلال 20 شهرا
  • قطاعات الاستثمارات الإسبانية في مصر.. الطاقة الخضراء والمياه والسياحة أبرزها
  • منافذ تهريب مخزون الغاز المحلي إلى دول الجوار
  • الحوار الإعلامي مع وزير الإسكان
  • شكر وامتنان
  • تعزيز التعاون بين تركيا والإقليم في مجال الطاقة والمياه
  • أوكسفام: غزة تواجه انفجارًا في الأمراض المعدية بسبب انهيار النظام الصحي والمياه الملوثة
  • وزارة الكهرباء والمياه تُدشن المرحلة الثانية من دورات “طوفان الأقصى”
  • تحسين جودة حياة المواطن
  • مؤشر ثقة المستهلك في إسرائيل عند أدنى مستوى متأثرا بحرب غزة