جريدة الوطن:
2024-07-07@04:47:16 GMT

حمى إنشاء الجامعات «1»

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

حمى إنشاء الجامعات «1»

غير متأكد فيما لو كان «اتِّحاد الجامعات العربي» في عمَّان/ الأردن قَدْ هيَّأ إحصائيَّة دقيقة لأعداد الجامعات والكُلِّيَّات التي أُسِّست كُلُّ واحدة مِنْها لِتكُونَ نواة لجامعة عَبْرَ العالَم العربي. بل إنِّي متأكد (بفضل تجربة شخصيَّة مباشرة) من أنَّ أعداد هذه المؤسَّسات الأكاديميَّة في عالَمنا العربي يُمكِن أن يفوقَ أعدادها نظائرها في الولايات المُتَّحدة الأميركيَّة وكندا سويَّةً!
إذًا، لماذا هذه «الفجوة الحضاريَّة والثقافيَّة» البائنة والمتَّسعة بَيْنَنا وبَيْنَ الدوَل الغربيَّة المتقدِّمة؟ هذا سؤال مؤرق يتوجَّب على القيادات الجامعيَّة، قَبل أُولي الأمْرِ، في الحكومات العربيَّة الإجابة عَلَيْه.

عِندما رصدت «حمَّى» تأسيس الجامعات، أو الكُلِّيَّات لِتكُونَ كُلُّ واحدة مِنْها نواةً لجامعات جديدة، طوال العقود الفائتة عَبْرَ العالَم العربي، تيقَّنتُ بما لا يقبل الشَّك بأنَّ أغلَبَ هؤلاء الذين أقدموا على هذه المشاريع «الأكاديميَّة» كانوا يرمون لأهداف قَدْ لا تمتُّ بصِلَة حقيقيَّة لــ(فكرة الجامعة) كما وضع أُسُسها واحد من أكبر عباقرة القرن التاسع عشر، وهو الكاردينال نيومان John Henry Newman الذي حاول الإجابة على سؤالَيْنِ جوهريَّيْنِ حَوْلَ الغرض من تأسيس «جامعة كاثوليكيَّة» في شمال أيرلندا وأظنُّ أنَّ أغلَبَ الذين عملوا على تأسيس جامعات في عالَمنا العربي لَمْ يحاولوا الإجابة على سؤالَيْ نيومان الجوهريَّيْنِ وهما:(1) هل الهدف من تأسيس الجامعة هو تخريج «الإنسان المهذَّب» The Gentleman، رجلًا كان أم امرأة؟ بمعنى الإنسان الذي يسلك سلوكًا اجتماعيًّا رصينًا، أي الإنسان الذي «يعرف شيئًا عن كُلِّ شيء» أو عن موضوع علمي أو ثقافي! أمَّا سؤال نيومان الثاني الذي أرَّقَ عقلَه العبقري، فهو: (2) هل الجامعة مؤسَّسة أكاديميَّة تعمل على التنشئة والتعليم (التدريسات) فقط، أم أنَّها مؤسَّسة تستقطب أذكى العقول المثقَّفة تثقيفًا رفيعًا لِتكُونَ هي مركزًا للبحث العلمي والتطبيقي؟ لا أظنُّ بأنَّ غالبيَّة الذين أسهموا بتأسيس جامعات أو كُلِّيَّات لِتكُونَ نواة لجامعات في العالَم العربي، قَدْ فكَّروا بما فكَّر به نيومان يوم كلَّفه الفاتيكان بتأسيس جامعة كاثوليكيَّة في أيرلندا الشماليَّة! أكاد أجزمُ بضعف هذا النَّوع من التفكير الرصين لدى أمثال هؤلاء من مؤسِّسي الجامعات في العالَم العربي، بدليل تأسيس العديد من الجامعات على نَحْوٍ أقرب ما يكُونُ إلى تأسيس شركات ربحيَّة لتكويم الدولارات وجمع المال عن طريق حلْب الطلبة المقبولين في أقسام كُلِّيَّاتها العلميَّة لبالغ الأسف. لذا، أُفضِّل الجامعات الحكوميَّة على قريناتها الأهليَّة التي تؤسَّس كمشاريع للاستثمار المالي؛ ذلك أنَّ أهمَّ الجامعات الحكوميَّة في العالَم العربي لَمْ تتأسَّس كمشاريع ربحيَّة، بقدر ما كان مؤسِّسوها يرمون إلى الارتقاء ببلادهم نَحْوَ الأعالي على طريق التقدُّم والازدهار الحقيقيَّة.

أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

سة في غزة تتحول إلى مستشفى لعلاج مصابي العدوان الإسرائيلي

صفا

بعد تسعة أشهر من العدوان الوحشي على قطاع غزة، حوَل قساوسة كنيسة القديس فيليب في مدينة غزة كنيستهم إلى عيادة طبية.

وكانت هذه الكنيسة قبل الحرب بمنزلة ملاذ يتعبد فيه أعضاء المجتمع المسيحي الصغير في القطاع.

وتصطف أسرّة بجانب جدران حجرية شاحبة تحت سقف مقبب، بينما يتولى أطباء رعاية المرضى الذين لا يجدون مكانا في المستشفى الأهلي العربي الذي تديره الكنيسة الأنجليكانية، والذي يعاني، كغيره من المرافق الطبية الأخرى المتبقية في غزة، من ضغوط شديدة بسبب زيادة الطلب على خدماته.

وقال القس منذر إسحاق، وهو يرتدي قميصا أسود: “المصليات داخل المستشفيات، وبالتحديد في المستشفى الإنجيلي العربي، مكان الصلاة اللي كان مخصص للصلاة، طبعا تم تحويله إلى عيادة لعدم توفر أماكن. اليوم إحنا الأولوية هي إنقاذ حياة كل إنسان نستطيع إنقاذ حياته".

وأضاف لوكالة "رويترز": "فبالتالي المستشفى الإنجيلي العربي، شأنه شأن جميع المستشفيات، يقوم بكل الجهود الممكنة ضمن المقومات المحدودة جدا المتوفرة للمستشفيات والعيادات في غزة”.

ووقف رجل بجانب سرير أحد المرضى المسنين للتهوية عليه بقطعة ورق مقوى يمسكها بيده. وكان المريض المسن واضعا قناع أكسجين على فمه.

وتبدو الصلبان منحوتة على جدران قاعة الصلاة سابقا في عيادة القديس فيليب، الواقعة في مجمع المستشفى الأهلي العربي نفسه، التابع للكنيسة الأنجليكانية أيضا.

وقال الطبيب محمد الشيخ، الذي يعمل بعيادة كنيسة القديس فيليب: “طبعا من بداية افتتاحنا للمستشفى المعمداني، طبعا لا يوجد أماكن لإدخال المرضى إلى الأقسام، فاضطررنا إلى جعل (تحويل) هذا المكان الذي هو مكان لعبادة المسيحيين هنا في غزة إلى قسم مبيت للباطنة، وأيضا لنقص المستلزمات استخدمنا كراسي العبادة كأسرّة للمرضى”.

وأدى العدد الكبير من المصابين جراء الصراع إلى تفاقم المرض المتفشي وسوء التغذية، بين 90 في المئة من سكان غزة، الذين تقول الأمم المتحدة؛ إنهم أصبحوا بلا مأوى، مما يشكل ضغطا هائلا على النظام الصحي في القطاع.

كما أدى العدوان إلى توقف العديد من المستشفيات والمرافق الصحية الأخرى عن العمل، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، وتسببت في نقص كبير في الإمدادات الطبية اللازمة.

وقال أبو محمد أبو سمرة الذي يرافق والدته المريضة، التي تتلقى العلاج في عيادة القديس فيليب: “في هذه الكنيسة اللي خرجت عن دورها في العبادة، الآن هي لدور التمريض ودور الاستشفاء، ونتلقى فيها يعني أدنى خدمة طبية بما هو متوفر الآن في شمال غزة، يعني أدنى خدمة بما هو متاح من متطلبات للمريض في شمال غزة، وهذا إن دل على شيء، بيدل يعني على التلاحم بين المسلمين والمسيحيين في قطاع غزة”.

يشار إلى أن العدوان الوحشي على قطاع غزة أدى إلى استشهاد 38 ألف فلسطيني، جلهم من النساء والأطفال.

 

مقالات مشابهة

  • ماذا بعد نسف أول أوهام الشرق الأوسط القديم؟ (1)
  • مالي والنيجر وبوركينا فاسو تعلن تأسيس “كونفدرالية دول الساحل”
  • د. أحمد عبد العال يكتب: عهد مشرق للاعلام المصري
  • كيفية إنشاء ملفات PDF على أجهزة Android باستخدام Google Drive
  • في اليسار المتطرف.. رؤية من الداخل
  • سة في غزة تتحول إلى مستشفى لعلاج مصابي العدوان الإسرائيلي
  • «الشارقة للاتصال» تعزز مهارات الشباب المبتكرين
  • أمل الثقافة ودورها
  • جامعة سوهاج تعقد اجتماع للتصديق على إجراءات إنشاء كلية طب الفم والأسنان
  • “جائزة الشارقة للاتصال الحكومي 2024” تعزز مهارات الشباب المبتكر في “تحدي الجامعات” و”مخيم الذكاء الاصطناعي”