لجريدة عمان:
2025-02-25@19:25:01 GMT

الأيقونة

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

الأيقونة

تأتي من الريف حافية القدمين مثل الفلاحين

وقد علقت أنداء العشب بكعبها العاجي

وعلى كتفيها النحيلين

ينسدل الشعر المائج كسنابل الذرة

تأتي هكذا وهي تسوق خلفها قطيعا من الماعز القديم

مثل جدتها (عشتار)

المصابة بالوله الرعوي

يكفي أن تمد أصابعها التي تشبه أفواف الزهر

لينسكب المطر

توقد الذكرى بلهب الحب الصادق

منذ سنين

حين انسكب شلال الذهب على شالها الأحمر

على ضفاف بحيرة الحزن الساجي

كان يكفي أن تهز مهد طفلها

لتهتز أغصان الثورة الطرية

على جدائلها

مكثت غير بعيد

وحبكت كل هذه الذكرى المؤلمة لنشيد رعاة حفاة

وأهازيج جيش التحرير

كغمامة مغموسة بالندى كانت تهذي

هذه السهول لي

هذه الوديان ناصعة الخضرة لي

وهذا الجبل نشيج حنيني لي

ولي من جدائل الحقول وردة حمراء

تذكرني بوجعي

عشرون عاما وأنا أقاتل في الميدان

دفاعا عن متاريس الرفاق

الذين رحلوا تاركين أناشيدهم في دمي

تتحجر وتجمد في حناجر الرعاة

القاطنين في سواحل أرض (سأكلهن)

موطئ أقدام الآلهة.

سليلة الآلهة الحنونة

لم يجد إليها الإغريق والرومان سبيلا

لأنها محصنة بزبد البحر الذي يزأر تحت أوتاد الجبال

من قصة حبها الشهيرة لراعي الإبل الجبلي

استلهم الأولون أساطيرهم

قالت لها جدتها عند الموقد

لا تحلي ضفائرك أمام أي غريب

تتدلى النشوة من ذهب الأصابع

حين تداعب غصن تينة مسنة

كلما وقعت عيناها على عشب أخضر

نابت على حواف الدروب

تنهدت وتلمست أثر القيد على معصميها

وطفرت دمعة من مقلتيها

وتعلقت بين الأهداب

وعلى بلور الدمعة الحائرة

ترتسم كلمات بين أوسان اليأس المضيء

الذي لا ينطفئ:

عشرون نشيدا ثوريا يعصف بالذاكرة

كما تفعل الأعاصير تماما

ثم تهدأ

وتلملم ندى الليل المثقل

من أهداب العشب المبلل بأقدام الثوار

تحاول مجاراة الواقع والسكون

مع الألم والتعود عليه قطرة قطرة

فينسكب الحزن الجارف من المخيلة النازفة

وينفجر ينبوع الشجن والحنين

ولم يرف لها جفن

بعد عشر سنين

وهي تسلم أبناءها المحاربين

واحدا تلو الآخر

إلى مقصلة الطغاة.

حفيدة (عشتار)

سليلة الآلهة المخضبة بحناء الحب والخصب

تمد أصابعها العشر

الشبيهة بدوالي العنب

فيساقط المطر فوق التلال

ومع اهتزازات صدرها الناهد

ومخابئ أنوثتها العميقة

يستلهم الشعراء ألحانهم

حين تنهمر بكل جلال

على حواف المنحدرات المنسكبة.

من على (تلة الزيتون)

في بدايات (قيصص أديين)

على القوس المنحني أمام الأفق الدامي

حيث تلمست عقد اللازورد

الذي يزين عنقها الفاخر

كتمثال سماوي

وهناك أيضا

تتدلى حروف اسمها

كمشكاة قناديل مضيئة

تبعث على الزهو والاخضرار الأبدي

سلسلة فنارات تهدي السفائن في ليل حالك

مشطا من الرصاص المعلق على كتف مناضل:

الطاء؛

طير يحلق في السماوات

ولا يرتطم ريشه على أسوار القلاع

الفاء؛

فجر يستنطق الكائنات

أفيقي وانثري عبق الحب في الأغنية

الواو؛

وهج المسيرات على حافة الجمر

حيث الطريق إلى الخلود

اللام؛

لبان طهور مصفى

تساقطت حبات دمعه من الغصن

فملأ الأرجاء بالذكرى والقداسة.

القادمة من أطراف الغيم

على أجنحة النسور

حتى تطأ التربة المحناة بالصلصال والآلم والأمل

وأنا في غربتي أراقبها عن بعد

ولي كل هذا الهجير والضحى والأغصان اليابسة في السفوح

من لي بمنديل بحجم القمم السابحة فوق الأفق

لأمسح هذه الدموع التي تهطل على خديك

سوف آوي إلى ركن شديد

لأتمكن من العبور

إلى مرافئ حزنك النبيل

في منتصف الليل

حين ينعس القمر الساهر

تجوب الطرقات والمسالك

بين الأتربة وحواف الطين الأزرق

بلون القلق المتماسك

بين أنياب الذكرى والحنين

وكما تفعل الراعيات القديمات

وقد تمنطقت بالأتعاب حول خصرها

وعقصت شعرها بالخمار

في الهزيع الأخير من الليل

حين تلتف البِتلات وأكمام الزهر

بقطر الندى

ويترك القمر ما تبقى من وهن شعاعه

الباهت مختلطا بأزيز أحلام الذئاب

وكلبؤة جريحة تأرز إلى عرينها

بكل كبرياء الصلف المتبقي

ورعونة الصدأ الجاف على صدغيها

تتفقد صغارها في طرف الكهف

تقطر حزنها العتيق في جرار الفخار

وعلى أطراف أصابعها تخطو بحذر

في أحراش الملكوت

وتغني مع السوسن والحبق المبيض في أكناف السهل

حزني يدب في وديان الذكرى

ويحلق بعيدا مع الغيم الساجي .

العيون الشهلاء تحبس الدمع مع البسمة الطافية

وينسكب الغروب مع الشعر السبط الهائج في البرية

كأنه قطيع ظباء

كأعراف خيول الفرسان

وأصابع الكف البريء تلتم لتشكل حبرا غامضا

قصيدة ملوحة لشروق قادم

وعلى الكتف النحيل تنتصب البندقية

كقوس مشحون

تطل من زمن عملاق

حين يقف الحفاة الضامرون

في وجه الطغيان

وعلى حناجرهم يشدو الجرح القديم

بنشيد الممرات الصعبة

وسط الأشواك

حين وضعت يدها على صدرها

وأقسمت بكل الليالي الحالكة

بكل العيون التي أطفأ بريقها الظلم

بالشرف الرفيع

بالغربة

والحنين الجارف

بالشجن المنساب بعذوبة الهدأة الأولى

بكل قطرة دمع اختلطت بالصلصال

بالنشيج الحي الهادر من حناجر الثوار

بالدرجات الست فوق قبور الشهداء

أمام القلعة والسارية.

علي بن سعيد العامري شاعر وكاتب عُماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

خيانة وقصة حب جديدة.. تفاصيل مسلسل وتقابل حبيب لـ ياسمين عبدالعزيز

تعود الفنانة ياسمين عبدالعزيز، مع كريم فهمي مرة أخرى بقوة في رمضان 2025 من خلال مسلسل “وتقابل حبيب”، حيث تقدم قصة درامية مختلفة .

تدور أحداث المسلسل ، حول علاقة صداقة قوية تجمع ياسمين عبدالعزيز وكريم فهمي، تتحول تدريجيًا إلى قصة حب، وذلك بعد ان تكتشف خيانة زوجها لها والزواج عليها، ثم تقرر الانفصال عنه، لتبدأ مرحلة جديدة من حياتها تنقلب فيها الأحداث رأسًا على عقب.


خالد سليم فى وتقابل حبيبنشرت قناة dmc، لقاء خالد سليم فى برنامج “ مش شنطة رمضان ” ، عبر فيسبوك وانستجرام، وتطرق خلال اللقاء إلى شخصية يوسف التي يلعبها في الأحداث، مشيرًا إلى أنها شخصية انتهازية، فقال: «يوسف مش بس عينه زايغة هو بيستغل مواقف عشان يحقق حاجات مش مفروض أي حد طبيعي يعملها.. وانا عاوز الناس اللي ما تعرفنيش تعرف إن ده يوسف مش أنا». أبطال مسلسل “وتقابل حبيب”

يشارك في البطولة إلى جانب ياسمين عبدالعزيز كل من:
    •    كريم فهمي
    •    خالد سليم
    •    أنوشكا
    •    نيكول سابا
    •    صلاح عبدالله
    •    رشوان توفيق

المسلسل من تأليف عمرو محمود ياسين، وإخراج محمد الخبيري، ومن إنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.
عمر الحب القديم ما يرجع

علقت الفنانة ياسمين عبد العزيز، عن عودة علاقة الحب القديم خلال ترويجها لمسلسلها "وتقابل حبيب"، الذي يعرض ضمن مسلسلات موسم رمضان 2025.

وكتبت ياسمين عبدالعزيز، عبر صفحتها على موقع تبادل الصور والفيديوهات انستجرام، تقول: "عمر الحب القديم ما يرجع.. لو كان فيه خيرًا لبقي".

آخر أعمال النجمة ياسمين عبد العزيز

الجدير بالذكر أن آخر أعمال ياسمين عبد العزيز، هو مسلسل "ضرب نار" الذي عرض ضمن السباق الرمضاني 2023، وحقق نجاحًا كبيرًا وتفاعل معه الجمهور بشدة وأشاد به.

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. فتاة سودانية ترفض استقبال الهدايا في عيد الحب وتثر ضجة غير مسبوقة بمقولة مثيرة (درب الهدايا بودي للداية)
  • «ابن قلاقس.. سلني عن الحب يا من ليس يعرفه».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب
  • هكذا الحب يا فتى..
  • خيانة وقصة حب جديدة.. تفاصيل مسلسل وتقابل حبيب لـ ياسمين عبدالعزيز
  • شندي الا مدينة الحب والجمال فلماذا تكرهونها؟
  • برازيليان يدخلان غينيس بزواج امتد 84 عاماً
  • اختلاف الحُب بين الشعوب
  • حظك اليوم برج الجوزاء الأحد 23 فبراير.. ترفض عروض الحب
  • برج الثور .. حظك اليوم الأحد 23 فبراير 2025 : حافظ على تركيزك
  • اختبار الحب بـنظرية تقشير البرتقال.. هل يخرب تيك توك العلاقات الزوجية؟