1- قصة
أكتبُ قبل نفاد الوقت: أحبكِ
قبل هروب الأشرعة العجلى
قبل الصمت المطبق في لحظات وداعٍ
قبل تلفت كفكِ حيرى في بهو الفقدِ
أحبكِ مثل غريب يطأ الليل وخفاه أنينْ.
أحبكِ قصة عشق البلبل للتينْ.
أطلي كالبسمة من فوق البحرِ،
فتلك السفن التعبى تحلم برحيل ينهي وقفتها،
تحلم بصدور الموج وحضن الزبد المتكسرِ
تلك الخشبات تعض على قصص مؤلمةٍ،
والماء سيمسح عن كاهلها،
فضعي نظارتك الطبية في دعةٍ،
وأطلّي كالبسمة في وجه حزينْ.
سمع الناس نواحًا،
ضحكًا،
كركرةً،
ودموعًا تهطل في سرفٍ.
قال كبار الحي: لقد عاد المجنونُ.
وحين احتشدت أعين صبيتهم
قالوا: كان غريبًا،
دخل القرية في كنف الليل ولم نعرف ما يبغي.
لم نعرف منه سوى
خببٍ في قدميه
يشج القلب -إذا دُعيتْ-
ويضج حنينْ
2- أغنية
ولهًا إلى عينيك أرنو
واختصار الضوء في عبث ابتسامكِ
قلتِ: لي غنج الكؤوس
ولي ثمالتها
وغبتِ
وصار مشهدك المباعد معقر الآمالِ
كانت عينك اليسرى تبوح بسرك النـزقي، ترمي في تسارع يومك العاديّ أجنحة اشتهاءٍ. رمشها رمحٌ. وتسحب قوسها من شقة الفم، تجدح النيرانَ،
تغزوني،
تخلِّفني كمصطبة الحدائق
موغلًا في الآخرين
لقد تنامى فوق جلدي قمحهم
وتركتِ وردًا
ثم أورقني الغياب على رسيس الورد
كان الورد يخبر عن مصادفة ستجمعنا.
إله الحب
يالله..
كم صفقت لصوت الورد روحي
حين أورقني الغياب على رسيسٍ
كنتِ تغتسلين في دعة كأشهى ما يكونُ
وثغرك المعقود من عنب الشمال فداه روحي
عتَّقته الأرض
شمسُ الله
والمطر
اختمرتِ
فكنتِ فاتحة القبلْ
نزقٌ إلى شفتيكِ يرنو
عند باب الليل أمسكه نزيف صوب خاصرتيه
واتكأ الغريب على سياج الوقتِ
حاصره صياح الحارس المهزومِ
والأبواقُ
والأحداقُ
كان
نمى قداّحةً
وصحا قطاةً
وارتدى غده وطارَ
فقبِّلي فاه المغني
الـ كان يهذي
كاد ينطق باسمك السري في صخب انطعان العشق في مواله الأزلي
لولا مسحة من ليل شعرك
خامرت عنق الدقائق فانتضحنَ جوىً
وكفكفنَ المشاعل فوق من حضروا .
لقد طربوا
تمايل بعضهم
وغفا.
المغني وجنتاه احمرتا شغفا.
لقد تركوه يهذي
كاد ينطق
كاد يأبق باسمك السري في صخب انطعان العشق في مواله الأزلي
كان ممددا يلتذ في حرفيْنِ
عاجله الخجلْ.
محمد هشام المغربي شاعر كويتي
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
في أمسية ثقافية.. مناقشة ديوان «غواشي الليل» بنادي أدب طنطا
نظم نادي أدب قصر ثقافة طنطا برئاسة الشاعر البيومي محمد عوض، ندوة أدبية لمناقشة ديوان «غواشي الليل» للشاعر الدكتور أحمد منصور، الفائز بجائزة الناشر الإقليمي العام الماضي، وذلك بقاعة المكتبة بالمركز الثقافي بطنطا، بحضور وائل شاهين مدير فرع ثقافة الغربية، والدكتور أسامة البحيري رئيس فرع اتحاد كتاب الغربية، الذي تولى إدارة الجلسة، والناقد صبري قنديل، والشاعر والناقد الدكتور محمد عبد الله الخولي «مناقشان» للديوان، وأعضاء مجلس إدارة النادي وأعضاء الجمعية العمومية والأدباء والمثقفين.
في بداية الاحتفالية أعلن وائل شاهين مدير فرع ثقافة الغربية، عن تدشين صالون الغربية الأدبي، والذي ستكون انطلاقته من المركز الثقافي، ثم ينتقل إلى مختلف المواقع الثقافية، مع وضع آلية لتنفيذه
بشكل جديد من خلال نادي الأدب المركزي بالمحافظة، مع فتح حوار مع كافة مثقفي المحافظة بشكل غير تقليدي، وسيتم على هامش الصالون تنظيم ورش أدبية، موجهاً رسالة للشباب بالتفاعل القوي من خلال المشاركة بفعالية، مما يتيح فتح آفاق جديدة للنهوض بالحركة الثقافية، مضيفاً أن الجانب الأدبي في حاجة لتكثيف الأنشطة وفتح مسارات عديدة.
تضمنت الندوة إلقاء العديد من القصائد الشعرية التي تضمنها الديوان، ألقاها الشاعر أحمد منصور أبرزها شجر الظلام، شجر الليل، ومداخلات للحاضرين من الشعراء والأدباء حول محتوى الديوان.
وقال الناقد صبري قنديل، أن قصائد الديوان تعتمد على عناصر اللغة وتضمين التصوف والفلسفة، وهنا يظهر الإيمان بقضية الشعر، مشيراً أن الخطاب الشعري يقيم قاسم مشترك بين الذات الشعرية وبين الواقع.
فيما قال الناقد محمد عبد الله الخولي، أجمل ما في الأدب تنوع القراءات، مشيراً أن الواقع ليس متجليا في هذا الديوان، لكن هناك تجليات كثيرة لمدرسة قديمة وهي السريالية، والشعراء ثلاثة، شاعر ينخرط في الواقع، وشاعر ينسلخ من الواقع ويذهب للخيال، وشاعر ينسلخ عن الذات والوجود وينفتح عن اللا وعي، وهذا ما فعله أحمد منصور في ديوانه «غواشي الليل».