أكد الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27 والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة، أن تحقيق التكيف مع تغير المناخ يتطلب نقلة نوعية في العمل المناخي ومضاعفة جهود حشد التمويل والتنفيذ العملي حتى عام ٢٠٣٠.

جاء ذلك خلال مشاركته في مؤتمر "تطوير الشراكة من أجل التكيف مع تغير المناخ في الدول العربية" الذي ينظّمه معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ووزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والمجلس العربي للمياه، والمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة، وذلك بمشاركة دكتور محمود أبو زيد، رئيس المجلس العربي للمياه والرئيس الشرفي للمجلس العالمي للمياه، وهاني سويلم، وزير الري والموارد المائية، ودكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والدكتور أحمد دلال، رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة.


وقال محيي الدين إن عملية التقييم العالمي الأول لتنفيذ اتفاق باريس، التي سيتم الإعلان عن نتائجها خلال مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، وكذلك عدد من التقارير الأممية وتقارير التنمية المستدامة، تؤكد الحاجة إلى مضاعفة العمل لتحقيق التكيف مع تغير المناخ، وتعزيز التعاون الدولي في هذا الصدد.

وأضاف أن ملف التكيف عانى من إهمال شديد على مستوى العالم بداعي التركيز على أنشطة تخفيف الانبعاثات، واعتبار أنشطة التكيف أنشطة محلية لا تستلزم جهدًا دوليًا، وهو ما انعكس على أداء مؤسسات التمويل الدولية التي تستحوذ أنشطة التخفيف على ما يتراوح بين ٧٠٪؜ و٨٠٪؜ من تمويلها للعمل المناخي مقابل نحو ٢٠٪؜ فقط لأنشطة التكيف، كما انعكس على المساهمة الضئيلة للقطاع الخاص في تمويل هذه الأنشطة مقارنةً بتمويل القطاع لأنشطة تخفيف الانبعاثات.

وأفاد محيي الدين بأن مجالات عمل التكيف مع تغير المناخ شديدة الارتباط بعدد من أهداف التنمية المستدامة، مثل تحقيق الأمن الغذائي والمائي ومكافحة الفقر وتوفير فرص العمل وحماية التنوع البيولوجي والحياة البحرية وتطوير الحياة الحضرية والبنى التحتية، مؤكدًا أن التقدم في تنفيذ مشروعات التكيف سينعكس بالضرورة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة الأخرى.

وصرح محيي الدين بأن تنفيذ العمل المناخي بشكل عام، وأنشطة التكيف بشكل خاص، تتطلب حشد التمويل الكافي والعادل، وتفعيل الحلول التكنولوجية، وتغير سلوك الأطراف الفاعلة من خلال نظم الرقابة والإشراف، موضحًا أن تنفيذ أنشطة التكيف في الدول النامية يتطلب تمويلًا يتراوح بين ١٣٠ و٣٤٠ مليار دولار سنويًا حتى عام ٢٠٣٠، كما تحتاج أفريقيا والمنطقة العربية لنحو عشرة أضعاف التمويل الحالي لتنفيذ خططها للتكيف مع تغير المناخ، وهو ما يستلزم حشد التمويل من مصادره العامة والخاصة والمحلية والخارجية.

وقال رائد المناخ إن نظم الإنذار المبكر، التي أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش مبادرة بشأنها، تستلزم تعزيز الاستثمار في الأبحاث والدراسات والتكنولوجيا المتطورة، كما يتطلب نشر هذه النظم في الجميع المناطق والأقاليم جهودًا أوسع نطاقًا لتوطين العمل المناخي.

ونوه محيي الدين بأهمية الدفع بنظم الرقابة والإشراف على العمل المناخي لإحداث التغير في سلوك كل الأطراف الفاعلة، مؤكدًا الحاجة إلى التوافق بشأن المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة لضمان وفاء الشركات والقطاع الخاص بالتزاماتها تجاه العمل المناخي والتنموي.

وأكد محيي الدين أن مصر، من خلال رئاستها واستضافتها لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين بشرم الشيخ، أكدت الأولويات السابق ذكرها بشأن العمل المناخي والتنموي، حيث أكدت أهمية تبني النهج الشامل الذي يربط بين تمويل وتنفيذ العمل المناخي والعمل التنموي، كما عملت على تعزيز البعدين الإقليمي والمحلي للعمل المناخي من خلال مبادرات غير مسبوقة مثل مبادرة المنتديات الإقليمية الخمسة التي أطلقتها الرئاسة المصرية للمؤتمر بالتعاون مع اللجان الاقتصادية الإقليمية التابعة للأمم المتحدة وفريق رواد المناخ، والمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، وكلتاهما أسفرت عن مشروعات إقليمية ومحلية تقع في صلب العمل المناخي والتنموي.

وأفاد بأن مصر اهتمت من خلال المؤتمر بإعطاء أولويات عادلة لجميع أوجه العمل المناخي، وهو ما نتج عنه تدشين صندوق الخسائر والأضرار، وإصدار أجندة شرم الشيخ للتكيف بالتعاون مع رواد المناخ، التي تعد برنامجًا عملياً لتنفيذ أنشطة التكيف من خلال خمسة مجالات عمل رئيسية هي الغذاء والزراعة، والطبيعة والمياه، والسواحل والمحيطات، والمستوطنات البشرية، والبنى التحتية.

وأضاف أن مؤتمر شرم الشيخ ركز على أهمية حشد التمويل الكافي والعادل والفعال للعمل المناخي، كما شدد على أهمية الاستثمار في أنشطة المناخ وعدم إثقال كاهل الدول النامية بالمزيد من الديون.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التکیف مع تغیر المناخ العمل المناخی محیی الدین من خلال

إقرأ أيضاً:

ملفات مهمة أمام وزير الزراعة.. أبرزها مواجهة تغير المناخ وتوفير الأسمدة

ملفات عدة مطروحة على طاولة المحاسب علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي في التغيير الوزاري الجديد، الذي أعلن اسمه صباح اليوم خلفًا للمحاسب السيد القصير وزير الزراعة السابق.

أبرز الملفات المطروحة أمام وزير الزراعة

وكشفت مصادر داخل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن أبرز الملفات المطروحة أمام وزير الزراعة الجديد، وعلى رأسها توفير مستلزمات الإنتاج الزراعي للموسم الزراعي الصيفي الحالي في الجمعيات الزراعية، وأهمها الأسمدة المدعمة «النيتروجينية والأزوتية» التي تشهد تراجعًا في الجمعيات الزراعية في الوقت الراهن.

وأوضح أنّ أهم التحديات المطروحة أمام الوزير الجديد، هو كيفية مجابهة آثار التغيرات المناخية خلال فصل الصيف، الذي يشهد ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة، تسبب في انتشار الآفات الزراعية بشكل غير مسبوق، ما يستوجب دعم البحث العلمي الزراعي لاستنباط تقاوي مقاومة لآثار التغيرات المناخية والجفاف.

وأكد المصدر أنّ إعادة هيكلة وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي وضخ دماء جديدة في الوزارة أحد أهم الملفات المطروحة أمام الوزير الجديد، للاستفادة من تقنيات البحث العلمي الجديدة، ومواكبة التحول الرقمي وخطط الدولة الحديثة في البحث عن حلول علمية وخارج الصندوق، للأزمات التي تعاني منها الدولة في القطاع الزراعي، والتي تتعلق بمحدودية الأراضي والمياه.

ملفات طارئة على مكتب وزير الزراعة

ولفت المصدر إلى أنّ طاولة وزير الزراعة الجديد تمتلئ بملفات طارئة يجب التعامل معها بشكل عاجل، أهمها استكمال خطط الدولة في سد الفجوة الغذائية، من القمح والزيوت والمحاصيل السكرية، والأرز، بتوفير التقاوي عالية الإنتاجية وتوفير مستلزمات الإنتاج لها.

وفيما يتعلق بالملفات الآجلة التي يعمل عليها الوزير الحالي، فتتمثل في رفع حجم الصادرات الزراعية لتصل إلى 10 ملايين طن، بعدما حققت مصر نجاحًا كبير برفع حجمها إلى 7 ملايين طن خلال السنوات الماضية.

وأشار إلى أنّه على أجندة الوزير ملفات أخرى لا تقل أهمية عن السابقة، وبينها متابعة خطط الدولة في منع التعديات على الأراضي الزراعية، وتشديد الرقابة عليها، لافتا إلى أنّ الوزارة تنفذ خطة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواجن تتطلب متابعة تنفيذها ودعمها بالتعاون مع القطاع الخاص.

مقالات مشابهة

  • في أول يوم عمل.. وزيرة البيئة تستقبل مديرة وكالة أودا نيباد
  • المنشاوي يستعرض أبرز أنشطة جامعة أسيوط وفعالياتها الهادفة إلى خلق فرص عمل للشباب خلال عام
  • رئيس وزراء باكستان يدعو لمساعدة الدول المعرضة للتغير المناخي
  • باحث : تاثير تغير المناخ علي الإنتاج الزراعي بالاسماعيلية
  • بعد تجديد الثقة.. ننشر السيرة الذاتية للدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة
  • محسن محيي الدين: عقدة النجومية لم تصب داليدا.. وكانت تعشق هذه الأكلات
  • ياسمين فؤاد وزيرة البيئة.. رحلة 25 عاما من قيادة العمل البيئي في مصر
  • من هي الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة ؟
  • وزيرة البيئة بعد أداء اليمين الدستورية: خفض الانبعاثات ومواجهة تغير المناخ أولوية
  • ملفات مهمة أمام وزير الزراعة.. أبرزها مواجهة تغير المناخ وتوفير الأسمدة