أخبار ليبيا 24

دخل الفرقاء السياسيون بين غرب ليبيا وشرقها في مرحلة جديدة من الصراع حول إدارة أموال إعمار مدينة درنة والمناطق المنكوبة شرق البلاد عقب الفيضانات الناجمة عن إعصار “دانيال”، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من إمكانية إعاقة الانقسام السياسي القائم جهود إعادة البناء .

بدأت في ليبيا الاستعدادات الحثيثة لإطلاق مشروع إعادة إعمار مدينة درنة ومنطقة الجبل الأخضر بعد الأضرار الجسيمة التي لحقتهما نتيجة كارثة العاصفة المتوسطية “دانيال”، وذلك في ظل تنافس حاد بين حكومتي الدبيبة وحماد على اتخاذ المبادرات وقيادة مسارات العمل على تجاوز الأزمة.

وفيما أعلن رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة تخصيص مبلغ ملياري دينار “446.4 مليون دولار” لصالح صندوق إعمار مدينتي بنغازي ودرنة، الذي سيتولى الإشراف على برنامج إعادة إعمار البلديات المنكوبة جراء العاصفة، رجحت بعض الأطراف المتخصصة أن تصل تكاليف البرنامج إلى 7 مليارات دولار، وأشارت إلى وجود مخاوف جدية من إهدار الجزء الأكبر من الأموال التي سترصد لإعادة الإعمار في سياقات ظاهرة الفساد المستشري التي تواجهها البلاد ولا تستثني أي مجال بما في ذلك الأعمال الخيرية والإنسانية والاجتماعية.

وفي إشارة إلى قلق المجتمع الدولي بشأن غياب التنسيق بين سلطات غرب البلاد وشرقها، دعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا عبدالله باتيلي تلك السلطات إلى إجراء تقييم مشترك لحاجيات الاستجابة العاجلة وإعادة البناء، وأن يرتقي القادة السياسيون إلى مستوى اللحظة وأن يعملوا يدا في يد من أجل تجاوز آثار المأساة.

وكان مجلس الدولة، أكد رفضه لقرار البرلمان اعتماد ميزانية لمواجهة آثار السيول والفيضانات التي ضربت مناطق بشرق البلاد وإعادة إعمار مدينة درنة، وقال إنها من صلاحيات السلطة التنفيذية ولا يحقّ له التفرّد، في خطوة من شأنها أن تثير خلافات بين الطرفين قد تعيق مشروع إعادة الإعمار.

وقبل ذلك، صوّت مجلس النواب على إقرار ميزانية طوارئ بقيمة 10 مليارات دينار ليبي لمعالجة آثار الفيضانات في المناطق المتضررة، وشكّل لجنة يقودها رئيس البرلمان، وتضم محافظ مصرف ليبيا المركزي ومندوبا عن القيادة العامة للجيش، على أن تتولى فتح حساب في مصرف ليبيا المركزي تودع فيه المخصصات أو المعونات المحلية والدولية، والإشراف على صرفها للأغراض المخصصة لها، كما تم تكليف لجنة تشريعية لإعداد مشروع قانون إنشاء صندوق إعمار ليبيا، يعرض على المجلس في الجلسات القادمة لاعتماده.

ويرى مراقبون محليون أن الثقة مفقودة بين مختلف مواقع القرار في البلاد، ولاسيما بين حكومتي الوحدة الوطنية والحكومة المنبثقة عن مجلس النواب، ومجلسي النواب والدولة وقيادة الجيش، وأن أي خطوة على طريق إعادة الإعمار ستواجه بصعوبات وخلافات وعراقيل سواء من هذا الطرف أو ذاك.

ويشير هؤلاء إلى أن سلطات طرابلس ترغب في الانفراد بمشروع إعمار درنة والجبل الأخضر والاستفادة من ذلك في فتح جسور للتواصل مع المؤسسات الاجتماعية.

بينما تسعى الحكومة أسامة حماد لتأكيد شرعيتها المحلية بإدارة مشاريع إعادة البناء وحل مشاكل السكان وتجاوز مخلفات الكارثة بميزانية مستقلة تتكون من الأموال المرصودة من قبل البرلمان أو التي سيتم جمعها خلال المؤتمر الخاص بالمانحين الذي دعا رئيسها أسامة حماد إلى تنظيمه بمدينة درنة في العاشر من أكتوبر القادم، والذي يعتبر تحديا كبيرا لسلطات شرق البلاد، خصوصا وأن الحكومة التي تباشر عملها من بنغازي غير معترف بها من المجتمع الدولي، وبالتالي فإنه من الصعب إبرام أي تعاقدات معها.

وأكد حماد خلال لقائه رفقة رئيس لجنة إعادة الإعمار والاستقرار في ليبيا حاتم العريبي مع ممثلي الشركات المصرية بليبيا، على ضرورة بدء الإعمار في مدينة درنة وضواحيها عقب الانتهاء من عمليات البحث والإنقاذ، مشددا على ضرورة التعجيل بالمشاريع في المدينة لما لها من أهمية في تقديم الخدمات للمواطنين في المناطق المنكوبة.

الرأي العام

غالبية الآراء المشاركة أكدت أن هناك مرحلة جديدة من الصراع حول إدارة أموال إعمار مدينة درنة والمناطق المنكوبة شرق البلاد بين الدبيبة وحماد، في حين توقع ما نسبته 84.5% أن ملف إعمار درنة سيشغل النار من جديد بين السلطات في شرق وغرب البلاد، بينما يري 15.5% أن ملف درنة سينجح .

#أخبارليبيا24 | #ليبيا #استطلاع | برأيك | هل ملف إعمار درنة سيفتح النار بين حكومة #الدبيبة وحكومة #حماد بشأن التصرف في الأموال الليبية المجمدة ؟

— أخبار ليبيا 24 (@akhbarlibya24) September 25, 2023

آراء

ويقول “أرحيم أرحيم” نعم من الاختلاسات والسرقات .

كما أيده “ميلاد عبداللطيف” في الرأي نعم لازم توحيد الحكومة الخاسر درنه من حيث الاعمار.

وعبر “البهلول البهلول” نعم كل واحد يحش لبقرته، حسب وصفه .

وقال “عمر الليبي كمونه” تعاركن الحكومات وجاء الكيد علي درنه .

وأوضح “محمد الترهوني”مخناب اخخخخخخ .. جيبو ناس من دولة كويسة مراقب مالي محاسب شركات عالمية في درنة .

وإذا كانت مدينة درنة هي الأكثر تضررا من كارثة العاصفة بسبب الفيضانات الناتجة عن انفجار سدّيها الرئيسيين، فإن مدنا أخرى شهدت أضرارا بشرية ومادية من بينها سوسة وشحات والبيضاء. وأبرز رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي أن كارثة الفيضانات التي ضربت شرق ليبيا أكبر من قدرات البلاد “التي أرهقها التدخل الخارجي والانقسام السياسي”، وشدد في رسالة للمجتمع الدولي من خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك على أن البلاد تحتاج إلى إعادة الإعمار عبر تنظيم مؤتمر دولي، ودعم عالمي في كل مراحل الإنقاذ والتحقيق والإعمار، وغيرها.

وبحسب أوساط مطلعة بالعاصمة طرابلس، فإن المانحين الدوليين أعربوا عن استعدادهم لتوفير التمويلات اللازمة لإعادة إعمار درنة، لكن شريطة أن يتم ذلك برعاية مشتركة مع خبراء الأمم المتحدة وممثلين عن الدول المشاركة في خطط البناء والصيانة وجبر الأضرار.

المصدر: أخبار ليبيا 24

كلمات دلالية: أخبارليبيا24 ليبيا استطلاع الدبيبة حماد إعمار مدینة درنة إعادة الإعمار إعادة إعمار شرق البلاد إعمار درنة

إقرأ أيضاً:

«تصفير البيروقراطية» يُطلق مرحلة جديدة من النمو

أبوظبي (وام)

أخبار ذات صلة مجلس محمد بن زايد يستضيف محاضرة: «إعادة تصور التعليم المبكر» الإمارات الأولى عربياً في «التفكير الإبداعي» و«المعرفة المالية»

دشن برنامج تصفير البيروقراطية الحكومية، الذي أطلقته حكومة الإمارات في نوفمبر 2023، مرحلة جديدة من العمل الحكومي المترابط والاستباقي تسهم بإحداث نقلة نوعية بمنظومة الإجراءات الحكومية وتقديم جيل مستقبلي من الخدمات المتكاملة والذكية التي تعزز الارتقاء بتنافسية القطاعات الاقتصادية وبيئة الأعمال محققة مرحلة جديدة من النمو الاقتصادي.
ويهدف البرنامج، الذي يسهم في تعزيز مرونة الإجراءات الحكومية، إلى إلغاء ما لا يقل عن 2000 إجراء حكومي وخفض نحو 50% من المدد الزمنية للإجراءات والوصول إلى إجراءات هي الأبسط والأسرع والأسهل والأكثر كفاءة في تقديم الخدمات الحكومية في مختلف القطاعات لاسيما الاقتصادية.
ويمثل البرنامج إضافة نوعية لجهود تحقيق محاور ومستهدفات مئوية الإمارات 2071، ويسعى إلى ترجمة المؤشرات الوطنية في رؤية «نحن الإمارات 2031».
وأدركت الإمارات مبكراً أهمية إطلاق المبادرات الاستثنائية التي عززت مكانتها الرائدة عالمياً في سهولة ممارسة الأعمال والمرونة والاستباقية في تقديم الخدمات الحكومية، انطلاقاً من رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة والعمل على تقديم خدمات تعزز جودة الحياة حتى وصلت إلى الحكومة الرقمية وتصدرت الإمارات أهم مؤشرات التنافسية العالمية، وتقدمت إلى المركز الـ7 عالمياً في القوة التنافسية للدول في عام 2024. 
وتواصل الإمارات إطلاق المشاريع التحويلية الاستراتيجية التي تسهم في تعزيز فعالية الإجراءات الحكومية، التي تقدمها الوزارات والجهات الاتحادية في الدولة من خلال تطوير الكفاءات والمواهب الوطنية وتزويدها بمهارات المستقبل للوصول إلى مستويات متقدمة من الكفاءة والجودة والمرونة في منظومة الإجراءات الحكومية بالدولة.
وتعمل وزارة الاقتصاد في إطار برنامج تصفير البيروقراطية الحكومية على تعزيز تجربة المتعاملين الراغبين في الحصول على الخدمات المتنوعة التي تقدمها الوزارة وتحسين الخدمات الحكومية وتطويرها، بما يسهم في تقديم خدماتها بشكل سهل وبسيط وسريع من دون التأثير على الجودة والفعالية بما يلائم حاجة المتعاملين من أفراد وشركات.
وتواصل الوزارة جهودها لتنفيذ خطة عمل تمتد إلى نهاية العام الحالي 2024، بما يتماشى مع الخطة التنفيذية العامة لبرنامج تصفير البيروقراطية في الدولة، والتي ستُختتم بعملية تقييم شاملة لقياس أثر تطبيق التحسينات المنفذة وستنعكس إيجابياً على زيادة نسبة سعادة المتعاملين، وذلك تماشياً مع تحقيق مستهدفات رؤية «نحن الإمارات 2031» بأن تصبح حكومة دولة الإمارات الأذكى والأكثر سرعة ومرونة والمنظومة الأكثر ريادية وتفوقاً في العالم.

مرونة وتنافسية 
وتطور وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة إجراءاتها وعدداً من خدماتها لتعزيز مرونة وتنافسية القطاع الصناعي وبما يدعم جهود تعزيز ريادة وتنافسية دولة الإمارات، حيث يعمل فريق تصفير البيروقراطية في الوزارة منذ أبريل الماضي ضمن خطة زمنية تستمر حتى سبتمبر المقبل لتطوير إجراءات الخدمات المحددة للمرحلة الأولى من البرنامج وتسريع تصميمها وتنفيذها في إطار جهود الوزارة، لتعزيز كفاءة وفاعلية وسرعة تقديم الخدمات واعتماد أدوات مبتكرة تعزز التطور والتحسين المستمر.
وتستهدف الوزارة تقديم أعلى مستوى من الاستباقية عبر خدمات رقمية 100 % والوصول إلى خدمات تعزز نمو وتنافسية القطاع الصناعي، بالتواؤم مع نموذج تطوير الخدمات الحكومية «خدمات 2.0»، الذي أطلقه برنامج الإمارات للخدمة الحكومية المتميزة لتعزيز الريادة الإماراتية في توفير أفضل تجارب المتعاملين.
وتواصل وزارة الطاقة والبينة التحتية تطوير الخدمات وتقليص وإلغاء غير الضروري من الخطوات وابتكار أنماط جديدة للإجراءات الحكومية يؤدي الأخذ بها للارتقاء بتجربة المتعاملين.

مقالات مشابهة

  • خطة إسرائيلية لإعادة إعمار غزة بعد فشل القضاء على حكومة حماس
  • صندوق إعادة الإعمار يعلن عن تقدم بأعمال مشروع إنشاء كوبري
  • حجاج مدينة درنة يشكرون “بلقاسم حفتر” على جهوده
  • وصول الدفعة الثانية من حجاج بيت الله الحرام المتضررين في مدينة درنة
  • المهندس “بالقاسم خليفة” يستقبل حجاج بيت الله الحرام في درنة
  • ليبيا.. آمر قوة الإسناد بـ"عملية بركان الغضب" يدعو للانضمام لمشروع سيف الإسلام
  • هل هناك حاجة لإعادة هيكلة قطاع العمل؟
  • “بالقاسم حفتر” يجتمع بالشركات العاملة بمشاريع درنة للاطلاع على نسب الإنجاز
  • استطلاع: غالبية الأميركيين يفضلون استبدال بايدن بمرشح آخر
  • «تصفير البيروقراطية» يُطلق مرحلة جديدة من النمو