وُصف بالعمل الاستفزازي.. إدانات عربية وإسلامية لتدنيس المصحف في هولندا
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
دانت منظمة التعاون الإسلامي ودول عربية في بيانات منفصلة ما وصفته بالعمل الاستفزازي المتمثل في تكرار تدنيس المصحف الشريف أمام سفارات دول إسلامية في لاهاي.
ودعت المنظمة -التي تضم 57 دولة مسلمة وتتخذ من جدة مقرا لها- السلطات الهولندية إلى اتخاذ التدابير اللازمة للتصدي لعملية تدنيس المصحف الشريف أمام السفارات التركية في لاهاي، مؤكدة أن هذه الأعمال تشكل أعمال كراهية دينية.
وكانت السفارة التركية في لاهاي تسلمت السبت مصحفا شريفا اعتدى عليه زعيم حركة يمينية متطرفة بهولندا من خلال تمزيقه، معلنة استنكارها للواقعة وإدانتها للفعل الذي يستفز مشاعر المسلمين حول العالم.
وأكدت المنظمة مجددا على موقفها كما ورد في القرار الذي اتخذه مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في دورته الاستثنائية الـ18 المنعقدة في 31 يوليو/تموز 2023، والمخصص لأحداث تدنيس نسخ المصحف الشريف المتكررة.
وأدان المجلس كافة المحاولات الرامية إلى النيل من حرمة المصحف الشريف وغيره من الكتب المقدسة وقيم ورموز الإسلام والأديان الأخرى تحت ذريعة حرية التعبير، الأمر الذي يتعارض مع روح المواد (19) و(20) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
ووقعت أعمال تدنيس مماثلة لنسخ من المصحف في دول أوروبية عدة مؤخرا. ففي أواخر يوليو/تموز، أضرم رجلان النار في نسخة من المصحف أمام البرلمان السويدي، إضافة إلى حوادث مشابهة في الدانمارك هذا العام.
ورفعت السويد مؤخرا مستوى التحذير من خطر تعرّضها لـ"هجمات إرهابية" بسبب إحراق نسخ من المصحف على أراضيها، مشيرة إلى أنّ "التهديد الإرهابي" في البلاد "سيستمر فترة طويلة".
وأعربت مصر، أمس الاثنين، عن بالغ إدانتها واستيائها لتكرار واقعة قيام زعيم إحدى الحركات المتطرفة في هولندا بتمزيق المصحف الشريف في لاهاي، واصفة هذه التصرفات بالممارسات الاستفزازية وغير المسؤولة التي تنتهك مقدسات ملايين المسلمين وتؤجج من خطاب الكراهية.
وحذرت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس، من التداعيات الخطيرة للسماح بتكرار مثل هذه "الحوادث البغيضة والتي لا يمكن تبريرها تحت أي مسمى"، مؤكدة على أن هذه الحوادث تنذر بانتشار المزيد من العنف والتطرف وتصاعد ظواهر الإسلاموفوبيا وازدراء الأديان في المجتمعات، والتقويض من أمنها واستقرارها ومن التعايش السلمي.
كما شددت على ما تمثله هذه الممارسات الاستفزازية من انتهاك صريح لحرية الاعتقاد والممارسات الدينية على اختلافها، وتناقض مع المواثيق الدولية وقيم حقوق الإنسان.
والموقف ذاته جاء من وزارة الخارجية الإماراتية التي طالبت الحكومة الهولندية بتحمل المسؤولية وإيقاف تلك الأفعال.
وشددت الوزارة في بيان أمس الاثنين "على أهمية مراقبة خطاب الكراهية التي تؤثر سلبا على تحقيق السلام والأمن"، مؤكدة رفض دولة الإمارات "استخدام حرية التعبير كمسوغ لمثل هذه الأفعال الشنيعة".
يشار إلى أن الحكومة الهولندية كانت قد أدانت أحداث تدنيس المصحف، لكنها تقول إنها لا تملك صلاحيات قانونية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المصحف الشریف تدنیس المصحف فی لاهای
إقرأ أيضاً:
مخطوط يعود لنحو قرنين يُجسّد إرث الفن الإسلامي في بينالي الفنون الإسلامية
المناطق_واس
وقف زوار النسخة الثانية من “بينالي الفنون الإسلامية” أمام مخطوط قرآني فريد، يجمع بين جمال الخط العربي وبراعة الحرف اليدوية الإسلامية، في مشهد يختزل قرونًا من الإرث الإسلامي العريق.
وأتاح المعرض، الذي تنظمه مؤسسة “بينالي الدرعية” في صالة الحجاج الغربية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، للزوار فرصة التأمل في كنوز الفنون الإسلامية من خلال مقتنيات نادرة، كان من أبرزها هذا المصحف الاستثنائي، الذي خُطَّ بأنامل ماهرة قبل نحو قرنين، ليكون وقفًا في المسجد النبوي الشريف.
أخبار قد تهمك تحت شعار “أول بيت”.. “بينالي الدرعية” تُدشن بينالي الفنون الإسلامية 2023 23 يناير 2023 - 1:48 صباحًاوزخرت مكة المكرمة والمدينة المنورة على مر العصور، بالمخطوطات النفيسة التي قدّمها الموقفون من مختلف أنحاء العالم الإسلامي. وتبرز من بين تلك النفائس هذه النسخة الفريدة من المصحف الشريف، التي نُسخت في الهند على يد الخطاط غلام محي الدين بتاريخ 6 محرم 1240هـ الموافق 31 أغسطس 1824م، وخصصت للمسجد النبوي.
ويتميز المصحف بحجمه الكبير، إذ يبلغ 139.7 × 77.5 سم، وصفحاته المزخرفة بالذهب والأصباغ الكتيمة، إضافة إلى غلافه المرصّع بالأحجار الكريمة، ما يجعله من أندر المصاحف المعروضة.
وتشير الوثائق التاريخية إلى أن هذه النسخة وصلت إلى المدينة المنورة في منتصف القرن الثالث عشر الهجري، حيث وُضعت على حامل خاص بالقرب من باب السلام، قبل أن يتم نقلها إلى خزينة المسجد النبوي خلال أعمال الترميم التي جرت عام 1273هـ (1857م).
ويعود هذا المصحف الضخم إلى شمال الهند، وعُرف الخطاط غلام محيي الدين، أحد أبرز الخطاطين في القرن التاسع عشر، بصلاحه وعادته في توزيع أجزاء من المصحف مكتوبة بخط يده على الفقراء، كتب النص بخط النسخ بالحبر الأسود، مع ترجمة فارسية بين السطور، كتبت بخط “النستعليق” الأحمر، ما يعكس التقاليد الخطية السائدة في شبه القارة الهندية آنذاك.
أما غلاف المصحف، فقد كان في الأصل مصنوعًا من الجلد المذهب ومرصعًا بالأحجار الكريمة مثل الياقوت، والزمرد، والفيروز، والزبرجد, وفي عام 1302هـ (1884م)، أعيد تجليده على يد الحاج يوسف بن الحاج معصوم نمنكاني، أحد العلماء المتبحرين في فنون المخطوطات، الذي استقر في المدينة المنورة قادمًا من أوزبكستان.
ويحفظ هذا المصحف النادر اليوم في مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية بالمدينة المنورة، ضمن مكتبة المصحف الشريف، حيث يحظى باهتمام الباحثين والزوار في “بينالي الفنون الإسلامية”, ويشكل هذا المخطوط جزءًا من إرثٍ غني يوثّق روعة الفن الإسلامي في العصور الماضية، ويقف شاهدًا على عظمة الفنون الإسلامية وتاريخ العطاء الممتد عبر الأزمان.