موقع 24:
2025-03-12@23:13:35 GMT

العداء بين أمريكا والصين حتمي.. ومتزايد

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

العداء بين أمريكا والصين حتمي.. ومتزايد

رغم الخطوات التي اتخذتها واشنطن وبكين لاستئناف الاتصالات الطبيعية، والتي علقت بدرجة كبيرة عدة شهور بعد حادث اختراق "بالون تجسس" صيني أجواء الولايات المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، يبدو من الصعب توقع أي سيناريو لتحسن حقيقي في العلاقات الثنائية، حسب المحلل الاستراتيجي الأمريكي بول هير.

ووفقاً للتحليل الذي نشره في مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية، ترجع هذه الصعوبة إلى القوى الهيكلية والتاريخية التي تدفع الطرفين في اتجاه  التنافس الاستراتيجي، وديناميكيات الخصومة في تفاعلاتهما، والسياسات الداخلية لدى الجانبين والتي تحبط آفاق التفاهم والتوافق بينهما.

ويقول هير الباحث البارز غير المقيم في مجلس شيكاغو للشؤون العالمية: إن "هذه القوة تدفع الجانبين لمواصلة المواقف العدائية المتبادلة، مما يؤدي إلى تأجيج التوترات والتنافس وعرقلة التقدم نحو الوفاق، رغم  حديثهما الحماسي عن الرغبة في إعادة العلاقات إلى المسار الصحيح".

Super if depressing piece....Hostility Between the United States and China Looks Increasingly Inescapable
Washington and Beijing see themselves locked in a zero-sum competition doubling as an existential ideological struggle.https://t.co/YabxQHG1Cj

— Paul Triolo (@pstAsiatech) September 25, 2023

ويعتبر السياق التاريخي، عنصراً رئيسياً في سيناريو العداء المتزايد بين الصين والولايات المتحدة. فالأخيرة أمضت أغلب السنوات الـ 75 الماضية كقوة عظمى مسيطرة في العالم واعتادت على  اعتبار هذه المكانة أمراً مفروغاً منها. ولكن بعد نهاية الحرب الباردة وصعود القوة الاقتصادية للصين، بدأت الولايات المتحدة تشعر بالقلق على مكانتها الدولية.

وتواصل واشنطن تأكيد تفوقها كقوة عالمية مسيطرة خاصة، في مواجهة تراكم الثروة والقوة والنفوذ لدى الصين. وقالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في استراتيجية الأمن القومي إن "الولايات المتحدة مازالت القوة الرائدة في العالم".

و في المقابل، أصبحت الصين المستفيد الأساسي من التحولات التاريخية لتوازن القوة في العالم منذ نهاية الحرب الباردة، رغم أنها مازالت أقل من الولايات المتحدة من حيث شروط القوة المطلقة. كما تسعى الصين إلى نقل العالم لمرحلة ما بعد الهيمنة الأمريكية. وقال وزير خارجية سابق للصين  في تبادل للتصريحات رفيعة المستوى بين إدارة الرئيس بايدن والمسؤولين الصينيين إن "الولايات المتحدة غير مؤهلة لكي تتحدث إلى الصين من موقع قوة".

وهذا هو أساس التنافس الاستراتيجي والمنافسة القوية بين الصين والولايات المتحدة، وبالتالي يمثل خلفية للتفاعلات الدبلوماسية بين بكين وواشنطن. ويزداد الأمر سوءاً بسبب ثغرات الأمن الداخلي في كل من الصين والولايات المتحدة، والتي  تعزز وربما  تضخم شعور كل طرف بخطورة الطرف الآخر عليه.

وفي الولايات المتحدة، يتزايد الشعور بالهشاشة الوطنية نتيجة الاستقطاب السياسي وضعف الأداء والتوترات العرقية والعنصرية وتآكل التنافسية الاقتصادية، مما يفاقم التهديد الصيني. وفي الصين  أدى التباطؤ الاقتصادي وما يصاحبه من مخاطر حدوث اضطرابات داخلية إلى زيادة مخاوف قادة الحزب الشيوعي الحاكم، بشأن اضطراب نظام الحكم والتعرض لعمليات تخريب خارجية وبخاصة من جانب الولايات المتحدة.

ويتزايد حديث  كل من واشنطن وبكين حالياً عن تزايد المخاطر التي تهدد "الأمن القومي" مع توسيع مفهومهما له واحتياجاتهما للمحافظة عليه. وقد أصبح من المعتاد الآن أن ينظر كل من بكين وواشنطن إلى الطرف الآخر باعتباره "تهديداً وجودياً له". 

وفي ظل وجود هذه العقليات والشكوك المتبادلة، من غير  المستغرب وجود حالة عداء تلقائي بين كل من واشنطن، بل وأن تكونا عدائيتين  في ممارستهما وردود أفعالهما تجاه كل منهما الآخر. وقد ظهر هذا بوضوح خلال حادثة "بالون التجسس"، التي افترض فيها الجانبان الأسوأ بشأن تصرفات ونوايا كل منهما. وجاء رد فعلهما وفقاً  لمنطق العداء والتنافس على حساب التفاهم المتبادل والسعي لوقف التصعيد.

وفي الوقت نفسه، تزيد السياسات الداخلية في كل من الصين والولايات المتحدة صعوبة تبني سياسات تواصل بناءة يمكن أن تساهم في تجنب تحول التنافس الاستراتيجي إلى مستويات أكثر عدائية. ففي واشنطن تحظى فكرة "التواصل" نفسها مع الصين بالاستنكار من جانب الأمريكيين الذين يرون أن استراتيجية دفع الصين إلى تبني السياسات الليبرالية في الحكم والاقتصاد، فشلت بدرجة عرضت المصالح والأمن الأمريكي للخطر.

ومع ذلك أصبح من المخاطرة سياسياً أن يدعو أي شخص لإقامة علاقات دبلوماسية طبيعية  مع بكين، على أساس أن ذلك يضر المصالح الأمريكية ويكافئ الصين على سلوكها السيء. وعلاوة على ذلك فإنه يتم تصوير الصين باعتبارها تحدياً أيديولوجياً وخطيراً للولايات المتحدة، وبالتالي على الأخيرة تبني سياسة عدائية ضدها ليس فقط على مستوى الحكومة، وإنما على مستوى المجتمع نفسه.

#بايدن "يتحدى" #الصين عبر "الاعتراف" بدولتين في المحيط الهادئ https://t.co/rbPPZVZDAa

— 24.ae (@20fourMedia) September 25, 2023

وعلى الجانب الصيني، لا يواجه الرئيس شي جين بينغ تحديات انتخابية كتلك التي يواجهها السياسيون الأمريكيين. ورغم ذلك، فإن سياسات النخبة الصينية أصبحت أكثر تذبذباً، مع تزايد التحديات الداخلية والخارجية مما جعل شي أكثر عرضة للانتقادات الداخلية، إذا لم تظهر شخصية أخرى بارعة تتحدى سلطته أو على الأقل توجهه السياسي.

وعلاوة على ذلك، فإنه في ظل كثافة وتزايد دور النزعة القومية في السياسات الصينية، وانتشار الاعتقاد بأن الولايات المتحدة هي أكبر تهديد خارجي  للصين، لن يستطيع شي تحمل خطورة أن ينظر إليه باعتباره "ليناً" في مواجهة هذا التهديد أو التعامل معه. وبالتالي لن يكون من السهل بالنسبة للرئيس الصيني سواء من الناحية الشخصية أو السياسية أن يتبنى منهجاً تصالحياً مع واشنطن.

وفي الوقت نفسه، فإن الحزب الشيوعي الحاكم في الصين يتصرف أو يرد بطرق عدائية وقاسية، تعزز مقاومة الدول الأخرى لأجندة بكين وتنسف رغبتها في التواصل معها. وفي حقيقة الأمر، غالباً ما يبدو القادة الصينيون غافلين أو غير مبالين بالطريقة التي ينظر بها المجتمع الدولي إلى بلادهم. وكما ترفض واشنطن فكرة أنها تسعى لاحتواء بكين أو تطويقها، وتسعى الأخيرة لتغيير سمعتها الدولية التي اكتسبتها من سلوكها الدولي القسري، وممارساتها التجارية غير العادلة، وممارسة النفوذ بطريقة خشنة، والموافقة على سلوك القطيع للأنظمة الأوتوقراطية الأخرى  في العالم، وانتهاكاتها لحقوق الإنسان في الداخل.

وقد يتصور الحزب الشيوعي الحاكم،  أنه يحتاج إلى  التصرف بشكل حاسم  للدفاع عن مصالحه والأمن الصيني في بيئة دولية عدائية، أو أن الصين أصبحت تمتلك القدرة الاقتصادية اللازمة لتحمل  نفور الدول الأخرى منها. وفي الوقت نفسه فإن تصرفات الحزب تأتي بنتائج معاكسة لمحاولة بكين كسب القلوب والعقول في إطار سعيها لإقامة "مجتمع المصير المشترك" في العالم.

ولكل ذلك، يمكن القول إن "تصاعد العداء بين الولايات المتحدة والصين يبدو حتمياً، ومن غير المنتظر نجاح أي محاولة لاستعادة التقارب بينهما".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الصين أمريكا الصین والولایات المتحدة الولایات المتحدة فی العالم

إقرأ أيضاً:

بالتوازي مع البيئة غير الآمنة.. عقوبات أمريكا تضعف استثماراتها في العراق

بغداد اليوم - بغداد

قدم الخبير في الشؤون الاقتصادية، عبد الرحمن المشهداني، اليوم الاثنين (10 آذار 2025)، تشخيصا بشأن أسباب ضعف استثمار الشركات الامريكية في العراق، فيما بين ان ابرز هذه الأسباب هي العقوبات والبيئة غير الأمنة.

وقال المشهداني، في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "هناك فرقًا بين الإدارة الأمريكية والقطاع الخاص، إذ لا تستطيع الحكومة الأمريكية إجبار الشركات على الاستثمار في بغداد وضخ عشرات المليارات، حتى لو قدمت لها ضمانات، لأن تلك الشركات تتبع مبدأ ثابتًا يقوم على تجنب المناطق المضطربة".

وأضاف أن "هذا العامل يعد السبب الرئيسي الذي يدفع العديد من الشركات إلى عدم توجيه بوصلتها نحو بغداد، خاصة أن زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى واشنطن قبل أشهر، ولقاءه بكبرى الشركات العالمية هناك، لم تؤدِ إلى نتائج ملموسة، حيث لم تأتِ أي من تلك الشركات إلى العراق حتى الآن".

وأشار المشهداني إلى أن "البيئة غير المستقرة لا توفر عوامل جذب كافية للاستثمارات الأجنبية، خصوصًا أن العراق شهد قبل أشهر عمليات قصف متبادل، ما يزيد من مخاوف الشركات الكبرى"، مشددًا على أن "بغداد مطالَبة بتوفير مناخ استثماري مستقر يشجع الشركات على الدخول إلى السوق العراقية".

وأوضح أن "الإدارة الأمريكية، منذ عهد الرئيس دونالد ترامب في 2018، أكدت أن أي شركة تتعامل مع إيران ستتعرض للعقوبات، ما دفع العديد من الشركات الكبرى إلى الامتثال لهذا القرار وتصفيه أعمالها في طهران، بعد إجراء مقارنة بين مصالحها الاقتصادية في إيران والولايات المتحدة، ما أدى إلى انسحاب الكثير منها".

ولفت المشهداني إلى أن "إحدى المشكلات التي يعاني منها العراق هي عدم تغليب المصلحة الوطنية على مصالح دول الجوار، في وقت تسعى فيه الدول إلى تحقيق مصالحها عبر إيجاد مسارات تعاون وتنسيق مع الإدارة الأمريكية أو الدول الغربية عمومًا".

وأكد أن "العقوبات الأمريكية المقبلة ستكون شخصية، وقد تستهدف أسماء ومؤسسات بعينها، بعدما استُنفدت العقوبات المفروضة على القطاع المصرفي العراقي، حيث شملت 33 مصرفًا حتى الآن"، مبينًا أن "واشنطن تمتلك معلومات واسعة عن عمليات تهريب الدولار وغسيل الأموال، ما قد يدفعها إلى اتباع استراتيجيات مختلفة في فرض العقوبات خلال الفترة المقبلة".

هذا وحدد عضو مجلس النواب، علي سعدون، يوم الاثنين (3 آذار 2025)، خيارات بغداد لمواجهة العقوبات الأمريكية المحتملة، مشددًا على أهمية وحدة الصف السياسي في هذه المرحلة.

وقال سعدون في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "الوضع العام ينذر بالخطر، خاصة مع غموض مواقف الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، مما يفرض علينا تحديات متعددة الأبعاد"، مؤكدًا أن "رص الصفوف وتوحيد الموقف السياسي بات أمرًا ضروريًا لدعم الحكومة وضبط الإيقاع، خصوصًا في ظل الهجمة المحتملة".

وأشار إلى أن "بغداد تواجه العديد من التحديات، خاصة ارتباطها بالفيدرالي الأمريكي من ناحية الدولار، ما يجعل الاقتصاد العراقي عرضة للتأثيرات المباشرة لأي قرارات تصدر عن الإدارة الأمريكية"، مبينًا أن "هناك عدة أوراق ضغط تمتلكها واشنطن، أبرزها وقف تدفق الدولار، وهو ما قد ينعكس سلبًا على الجميع". 

وأكد سعدون أن "وحدة الصف وتحديد الأولويات يمكن أن تعزز خيارات بغداد في مواجهة أي عاصفة عقوبات مقبلة"، مشددًا على أن "بغداد يجب أن تحافظ على مبدأ التوازن في علاقاتها، وألا تكون جزءًا من محور ضد آخر، لأن مصالح العراق يجب أن تأتي أولًا".

وتابع أن "العلاقات المتوازنة مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية ستساهم في حماية الاقتصاد العراقي ومصالحه، بعيدًا عن الانخراط في سياسات محورية قد تكلف البلاد ثمنًا باهظًا"، مضيفًا أن "الوضع المقبل يحمل الكثير من المخاطر، لكن في حال كانت وحدة الصف السياسي حاضرة، فإن الضغوط ستكون أقل، كما أن بغداد بحاجة إلى مرونة عالية في التعامل مع المتغيرات الإقليمية لحماية مصالحها سواء مع واشنطن أو مع العواصم الإقليمية الأخرى".

مقالات مشابهة

  • بكين: سنرد على الرسوم الأمريكية الجديدة على الصلب والألمنيوم
  • أمريكا تكشف تفاصيل مفاوضات جدة مع الأوكرانيين
  • اجتماع ثلاثي بين إيران والصين وروسيا في بكين يوم الجمعة المقبل
  • الخارجية الصينية: سنجري محادثات مع موسكو وطهران في بكين بشأن الملف النووي الإيراني
  • بلومبرج : المحادثات بين الولايات المتحدة والصين وصلت إلى طريق مسدود
  • وول ستريت جورنال: التحضير لاجتماع قمة بين ترامب ورئيس الصين في واشنطن
  • أمريكا وأوكرانيا تستعدان لمفاوضات شاقة
  • بريطانيا: قلقون بشأن أنشطة بكين المزعزعة للاستقرار فى بحر جنوب الصين
  • بالتوازي مع البيئة غير الآمنة.. عقوبات أمريكا تضعف استثماراتها في العراق
  • أول تصريح لرئيس وزراء كندا الجديد: بلادنا لن تصبح أبدا جزءا من الولايات المتحدة