هربًا من ظل التسول، تنتشر ظاهرة مسح زجاج السيارات قرب الاشارات الضوئية وفي التقاطعات بالعاصمة بغداد ، فيما ابدى اصحاب المركبات امتعاضهم من انتشار هذه الظاهرة التي شوهت تراث العاصمة. يرصد الإشارة الضوئية، وحين يضيء أحمرها يقترب من السيارات، ويعرض خدماته على السائقين لقاء أجر بخس منهم،في ظاهرة مسح زجاج المركبات هربًا من ظل التسول.


أصحاب المركبات ابدوا امتعاضا واضحا من انتشار هذه الظاهرة التي شوهت شوارع العاصمة، غير مستبعدين وقوف عصابات خلف هؤلاء لجمع المال.
عقوبات تنتظر مروجي هذه الظاهرة الموازية للتسول في الشارع من خلال حملات تعهدت وزارة العمل بتنفيذها قريبا وعزل المستحقين منهم لشمولهم براتب الرعاية الاجتماعية.

المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

رحلة مزمل للتحرر من الخرافة

اعتاد علماء الاجتماع النظر إلى الموت باعتباره ظاهرة، تعكس اتجاها معينا نحو الحياة ورؤية لمعانيها. وعلى عكس كثيرين ممن يرون أن من الحكمة أن نتخذ من الموت ذريعة للتفكير الدائم فى الفناء، فإن علماء الاجتماع يقولون إننا يجب أن نتخذ منه ذريعة للتفكير فى الحياة، لماذا؟ لأن الحياة لا ينبغى أن تقاس بالطول وحده، إذ إن لها عرضا وعمقا، لا يتحققان، إلا بأن ننغمس فيها، ونقتحم عبابها، حتى لو تعرضنا بذلك للموت المبكر، لأن الوقوف على ساحلها متفرجين، هو موت من نوع آخر، لا يصيب الفرد وحده بالأذى يل يشل قدرات المجتمعات على التطور والتقدم والازدهار.

قبل سنوات قرأت دراسة مهمة لعالم الاجتماع الرائد «سيد عويس» عن ظاهرة الموت، أشار فيها إلى أنها ظاهرة تعكس تحكم الموتى فى الأحياء فى مجتمعنا. وبينت الدراسة الاتجاهات السلبية الناجمة عن ذلك، بينها الإيمان المطلق لكثيرين بكرامات أولياء الله والقديسين والاعتقاد الراسخ بوجود الأشباح والحياة فى القبر، وإرسال الرسائل إلى الموتى طلبا للشفاء، أو منعا لحسد، أو شكوى من ظلم، بما يعنى أن الأحياء لا يعيشون حياتهم كما ينبغى عليهم أن يفعلوا، وما ترتب على استثمار ذلك فى أعمال تجارية تمثلت فى انتشار جمعيات دفن الموتى، وظهور دور الندابات، بجانب النظم الاجتماعية التى نشأت فى العزاء فى الأقرباء والغرباء، وهى نظم تقول الدراسة لا يقرها لا عقل ولا دين. هذا فضلا عن الجانب الثقافى واللغوى، وهو ما جعلنا، برغم محبتنا للدعابة، والتفنن فى صناعتها، وعشقنا للغناء والطرب، نبكى إذا حزنا وإذا فرحنا، ونعود عن فرحنا إذا بدا لنا زائدا عن الحد بالقول «اللهم اجعله خير» بما يعنى العلاقة الوثيقة التى تربط بين تراثنا فى الحزن بنظرتنا إلى الموت.

يستخدم المصريون فى تعبيراتهم اللغوية كلمة الموت مرتبطا حتى بسلوكهم فى الحياة، بما يؤكد أن الموت يشغلنا أكثر من الحياة. ويدلل دكتور عويس على ذلك بقوله إن الإنسان حين يتدله فى حب آخر يقول بحبه موت، ويكره موت، ويصف صنف من الطعام فيقول لذيذ موت، فالموت لا يغيب عنا حين نكره وحين نحب، وحين نحدث الموتى فى صفحات الوفيات بتعبيرات من الأسى والابتهال والدعوات، وكأنهم أحياء.

تذكرت هذه الدراسة الرائدة أثناء مشاهدتى قبل أيام للفيلم السودانى «ستموت فى العشرين» فى سينما زاوية، التى أصبحت ملاذا ثقافيا ومعرفيا لمحبى السينما غير التجارية. ولأن أشقاءنا وأحبتنا فى السودان لديهم تعبير جميل يقول «مصر والسودان حتة واحدة» فإن الظواهر التى رصدها الدكتور سيد عويس عن تحكم الموتى فى حياة المصريين، تنطبق كذلك على حياة السودانيين، وربما تسود معظم الدول العربية.

الفيلم الذى أخرجه «أمجد أبوالعلا» وشارك فى كتابته مع الكاتب الإمارتى «يوسف إبراهيم المأخوذ عن قصة للكاتب السودانى» حمور زيادة من مجموعته القصصية «النوم عند قدمى الجبل». يروى بحساسية شديدة فى التصوير والموسيقى والديكور والتمثيل قصة الفتى «مزمل» الذى يعيش مع أبويه فى قرية فقيرة نائية فى منطقة الجزيرة، التى تحفل بأضرحة الأولياء والجماعات الصوفية. ظل مزمل عشرين عاما يعانق الموت، بعدما أصابته نبوءة عابرة فى طفولته من درويش جاهل أنه سيموت فى العشرين، لكنه عاش ولم يمت، فكيف تعامل البطل مع النبوءة، وكيف يدعو للتحرر منها؟ ذلك حيث آخر.

 

 

مقالات مشابهة

  • محافظ أسيوط يتابع أعمال إصلاح المركبات والسيارات التابعة للمحافظة
  • رحلة مزمل للتحرر من الخرافة
  • التوعية بأهمية الفحص المبكر لسرطان الثدي بالظاهرة
  • السير: إعادة فتح شوارع وسط البلد أمام حركة المركبات
  • المقاهي بديل المدارس.. الهروب من الحصص الدراسية مشكلة بلا حل في الدقهلية
  • 90 رقماً مميزاً للوحات المركبات بمزاد علني 12 الجاري
  • فرق الإطفاء تسيطر على حريق عدد من المركبات بمنطقة جابر الأحمد
  • الطائف.. إزالة مظلات السيارات المخالفة ضمن جهود تحسين المشهد الحضري
  • الإيقاع بشبكة إجرامية مختصة في سرقة المركبات بوهران
  • متى الكسوف الحلقي للشمس هذا العام ؟ خبراء الفلك يجيبوا ويكشفوا عن أهم التجهيزات