أثارت الجماعات الدينية في إسرائيل، موجة غضب شديدة في "يوم الغفران" أقدس أيام العام لدى اليهود، بسبب إصرارها على الفصل بين الرجال والنساء خلال الصلوات التي تقام في الميادين العامة في تل أبيب.

وبدأ "يوم الغفران" مع غروب شمس يوم الأحد، وانتهى في ذات الموعد يوم الاثنين، وما بين اليومين تحولت ساحات تل أبيب التي أقيمت فيها صلوات العيد إلى ما يشبه ساحات قتال حيث وقعت اشتباكات وتدافع بالأيدي وتجمع المحتجين للتظاهر ضد ما اعتبروه "إكراها دينيا"، وسط تحذيرات سياسيين من اندلاع "حرب أهلية".

وسبق أن قضت المحكمة العليا الإسرائيلية برفض استئناف قدمته الجماعة الدينية المذكورة ضد قرار بلدية تل أبيب-يافا بعدم السماح لهم بالفصل بين الجنسين خلال الصلاة في الساحة المركزية بالمدينة.

تسببت المواجهات التي حدثت في تل أبيب بين المصلين في عاصفة عنيفة في الأوساط السياسية، حيث علق رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد على منصة "إكس"، وقال: "قررت النواة الأرثوذكسية المتطرفة جلب الحرب إلينا إنه لأمر مخز أنهم باسم الله دمروا يوم الغفران في الحي الذي أعيش فيه".

ورد رئيس الوزراء نتنياهو على تعليق لابيد بالقول: "الأمر الذي أثار دهشتنا في الدولة اليهودية تحديدًا، في أقدس يوم للشعب اليهودي، هو قيام متظاهرين يساريين بأعمال شغب ضد اليهود أثناء صلواتهم".
وأضاف نتنياهو على حسابه بمنصة "إكس": "يبدو أنه لا توجد حدود للكراهية من جانب متطرفي اليسار، وأنا مثل معظم المواطنين الإسرائيليين، أرفض ذلك. مثل هذا السلوك العنيف ليس له مكان بيننا".

وعلى ذات المنصة، علق اليميني المتشدد وزير المالية بتسلئيل سموتريش بالقول: "بينما كان ملايين اليهود في إسرائيل وحول العالم يصلون في المعابد والأماكن العامة، يصومون ويتحدون ويطلبون المغفرة والتسامح، ويرتبطون بجذورنا وتقاليدنا، قامت مجموعة من مشعلي الحظائر العنيفين، بدعم من يائير لابيد، بإشعال النار ودنسوا اليوم المقدس".

ولم يغب وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن جفير عن المشهد إذ كتب يقول "في يوم الغفران هذا رأينا كارهين يحاولون طرد اليهودية من المجال العام".
وأردف بن غفير مغردا: "إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية، الخميس المقبل سأقيم صلاة المساء (عرفيت) في الميدان".

وعاد لابيد لاحقا ورد على تغريدة نتنياهو بالقول: " يا سيد نتنياهو، في نهاية يوم الغفران، لا ينبغي لرئيس الوزراء أن يزيد من التحريض والنزاع، بل يجب أن يحاول تهدئة الأنفس".
ومضى مخاطبا نتنياهو: "لمعلوماتك، معظم الأشخاص الذين جاءوا للاحتجاج على إكراه المتشددين صاموا وصلوا في يوم الغفران هذا، إنهم ليسوا ضد اليهودية، بل يحاولون إنقاذ اليهودية من المجموعة العنصرية والمتطرفة التي منحتها أنت السلطة كهدية".

ووصف وزير الدفاع السابق بيني جانتس رئيس حزب "المعسكر الرسمي" المعارض رئيس الوزراء نتنياهو بأنه "أكبر مولد للكراهية"، قائلا "هو الذي يختار الآن تأجيج النار، جنبا إلى جنب مع السياسيين الذين قرروا تحويل الفضاء العام لدينا إلى منطقة كوارث".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إسرائيل يوم الغفران حرب أهلية یوم الغفران تل أبیب

إقرأ أيضاً:

يهوذا مازال حيًا

السيد المسيح عليه السلام واقف وأمامه يهوذا الإسخريوطى أحد تلاميذه الإثنى عشر، وخلف السيد المسيح عليه السلام الجمع من الجنود الرومان يريدون القبض عليه ولكنهم لا يعرفونه.. هنا يأتى دور يهوذا الخائن الذى دلهم على السيد المسيح عليه السلام، بل وأعطاهم علامة على المسيح أنه من يُقبّله، والمسيح يسأل من تريدون، فيقولون يسوع الناصرى.

خيانة يهوذا، هى الحدث المذكور فى العهد الجديد، بوصفه تواطأ مع أعضاء المجلس الأعلى لليهود الذين خافوا من تزايد عدد اليهود المؤمنين بالسيد المسيح عليه السلام، وتصاعد خوفهم من أن يكون برنامجه يحوى ثورة سياسية على الإمبراطورية الرومانية تؤدى إلى تدمير الحكم الذاتى الذى تمتع به اليهود.

يهوذا تلميذ السيد المسيح عليه السلام وأحد حوارييه الإثنى عشر قام بتسليمه مقابل ثلاثين قطعة من الفضة! والتى تعادل ثمن العبد فى الشريعة اليهودية.

ويتفق المؤرخون وكذلك الباحثون فى الكتاب المقدس أن يهوذا كان من جماعة الزيلوت أو الغيورين ينتظر أن يشرع المسيح المنتظر فى ثورة مسلحة ضد الرومان، يعلن فى نهايتها إعادة إقامة مملكة إسرائيل الموحدة.

ويظهر الكتاب المقدس أن سائر التلاميذ الاثنى عشر كانت لديهم مثل هذه الفكرة الرائجة فى المجتمع، غير أنهم عدلوا عنها لاحقًا فى حين ظلّ يهوذا متمسكًا بمملكة سياسية لا روحية، ومخلصا بالمعنى الدنيوى لا الدينى للكلمة، ودفعه اليأس من تحقيق أهداف جماعته، إلى خيانة سيده وتسليمه كما سُلم الكثير من الثوار ضد روما.

ولكن هل انتهى نسل يهوذا من العالم؟ ألم نشهد من بعد يهوذا خيانات يهودية؟ الاجابة ببساطة هى النفى القاطع فهناك يهوذا صهيونى فى كل عصر، لديه هوس مريض بإعادة إقامة مملكة إسرائيل الموحدة، بأى ثمن حتى لو بقتل وسحل واغتصاب الأرض والعرض فى إعلان صارخ لموت الضمير الإنساني، وإحياء فكرة الخيانة والتآمر والعدوان، وتمرير الحلم المشوه على أنه التمسك بأكذوبة القومية اليهودية والعودة لأرض الأجداد حتى لو على جثة الشعب العربى الفلسطينى الأبى.

البداية فى العصر الحديث مع يهوذا جديد ولد فى السويد  ولكنه لا يؤمن بوطنه الذى نشأ فيه وتعلم فى مدارسه وعاش على أرضه يهوذا الجديد هو ثيودور هرتزل، الصحافى السويدي، أبو الحركة الصهيونية الحديثة، ومنظم المؤتمر الصهيونى الذى عقد فى مدينة بازل السويسرية عام 1897، الذى قرر تشكيل المنظمة الصهيونية العالمية، برئاسته للعمل على إنشاء وطن قومى لليهود

يهوذا النمساوى أو هرتزل كتب نهاية عام 1895 كتاب بعنوان «الدولة اليهودية»، الذى نشر فى فبراير 1896، وناقش فيه إقامة كيان لليهود مدعيا أنهم يشكلون قومية بينما اليهودية دين وليست قومية، وطالب الشعب اليهودى بدم بارد ان يخونوا أوطانهم التى ولدوا فيها وعاشوا على ارضها ينتجون ويتعلمون ويتزوجون ويمتلكون منازل ومقابر فيها، مطالبًا إياهم بأن يغادروا بلادهم الأوروبية، ويزحفوا إما إلى الأرجنتين أو على نحو مفضل بالنسبة ليهوذا هرتزل، لفلسطين، كما يدعى « وطنهم التاريخي».

تطأ جيوش التاج البريطانى بلاد الزيتون مع هزيمة رجل أوروبا المريض -الدولة العثمانية- فى الحرب العالمية الأولى وتوزّع التركة على الحلفاء الذين فازت بريطانيا من بينهم بالسلطة على فلسطين عام 1918. وفى أثناء ذلك، كانت تتردد فى الأرجاء رسالة رئيس الوزراء البريطانى «آرثر جيمس بلفور» -ذائعة الصيت- التى أرسلها بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد اليهودى «والتر دى روتشيلد» -أحد أضلاع عائلة روتشيلد الثرية- يُشير فيها إلى تأييد حكومة بريطانيا لإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين، قائلا فيها: «إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومى فى فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية».

كم يهوذا باعك يافلسطين وقدمك لليهود بثمن بخس؟ ربما الإجابة على هذا السؤال التعس تأتى بإجابة سؤال آخر تحمل الكثير من الأمل مفاده: ما جزاء العيش يا صهيونى فى أرض ليست هى أرضك ولكنك تنسبها زورًا وتزييفًا لنفسك؟ ما جزاء العيش ياصهيونى فى بيت عقد ملكيته ومفاتيحه العتيقة وحكاياته فلسطينية حتى لو سلمه لك يهوذا؟

الإجابة جاءت فى عام 2023 على يد الحاخام الأرثوذكسى المناهض للصهيونية الحنان بيك، الذى كشف عن أن عملية «طوفان الأقصى»، لم تبدأ بهجوم حماس، موضحا أن الصراع بدأ فى 15 مايو 1948، مبينا أنه بالنسبة للفلسطينيين بدأ الأمر بالنكبة حيث تعرض الفلسطينيون لجرائم القتل والإبادة الجماعية.

وأكد أن ما حدث فى السابع من أكتوبر 2023 كان نتيجة للسياسة الإسرائيلية، داعيا زعماء العالم إلى فتح أعينهم ليفهموا أن مساعدة إسرائيل ليست فى مصلحة الشعب اليهودى.

وقال بيك، والذى يعد أحد أبرز رجال الدين فى بريطانيا، «سافروا حول العالم وفى النهاية سترون أن أخطر مكان لليهودى اليوم، هو إسرائيل».

ولفت بيك، وهو عضو فى حركة ناطورى كارتا (حرّاس المدينة) اليهودية المناهضة للصهيونية، أن الأخيرة ساهمت بشكل كبير فى معاداة السامية، ووصف الصهيونية بأنها «خيانة لله»، لافتا إلى أن الهجمات الإسرائيلية على غزة أداة حقيقية للإبادة الجماعية.

وسلط الحاخام بيك الضوء على أنه وفقا للعقيدة اليهودية الأرثوذكسية، لا يُسمح لليهود بحكم حتى شبر واحد من الأرض (فى إشارة إلى فلسطين).

وأشار إلى أن طائفته لا تدعم حل الدولتين، لأنها تؤمن بضرورة زوال دولة إسرائيل، وتحرير فلسطين من النهر إلى البحر.

 

مقالات مشابهة

  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: حكومة نتنياهو «مجنونة» والاحتجاج هو السبيل الوحيد لإنقاذ الكيان
  • محللان: أخطر ما يهدد نتنياهو وقوع تمرد داخل الليكود
  • رئيس دولة الاحتلال: إسرائيل على شفير حرب أهلية «عنف لفظي قد يتحول لقتل»
  • يهوذا مازال حيًا
  • لابيد ينفي وجود اتصالات مع نتنياهو
  • سقوط صاروخ بشكل مباشر على مستوطنة كريات شمونة شمال إسرائيل
  • لابيد: لا اتصالات مع نتنياهو لتشكيل لجنة تحقيق رسمية فى أحداث 7 أكتوبر
  • موقع أميركي: هل تتجه إسرائيل نحو حرب أهلية؟
  • الآلاف يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل
  • تحذيرات من جائحة وبائية تضرب أبين