قد يكون  مجتمع بكامله على وشك التخلي عن موطن أجداده، فبعد أشهر من الحصار الذي فرضته أذربيجان، خرج آلاف الأرمن من جيبهم المرتفع في ناغورنو قرة باخ، بحثاً عن ملاذ آمن في أرمينيا.

99.9% يفضلون مغادرة أراضينا التاريخية. مصير شعبنا الفقير سيُدرج في التاريخ باعتباره وصمة عار.

ترك هؤلاء وراءهم البلدات والقرى التي ظلت لسنوات داخل الأراضي الأذرية المعترف بها دولياً، لكنها حافظت على الحكم الذاتي الفعلي في شكل جمهورية آرتساخ، غير المعترف بها، وهو الاسم الأرمني في العصور الوسطى للمنطقة المتنازع عليها.

أكبر تصعيد في الصراع

وتقول صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن  ما كان موجوداً منذ قرون يوشك التلاشي في أيام، في إشارة إلى الحملة الأذرية السريعة التي أطاحت بالانفصاليين المسلحين في ناغورنو قرة باخ في الأسبوع الماضي، واضطرت سلطات آرتساخ معها على الموافقة على حل قوات الدفاع، والدخول في مفاوضات على شروط الاستسلام الفعلي.

Azerbaijan's ethnic cleansing of the Armenian enclave of Nagorno-Karabakh: https://t.co/nw4pttrSen

— Nicholas Kristof (@NickKristof) September 26, 2023

ويمثل هذا التقدم أكبر تصعيد في الصراع منذ حرب قصيرة في  2020 شهدت استعادة الجيش الأذري المتفوق مساحات كبيرة من الأراضي، التي استولت عليها القوات الأرمنية في جولات سابقة من القتال في التسعينيات.

  نزوح جماعي

وقد تتمكن الحكومة  في باكو للمرة الأولى منذ انهيار الاتحاد السوفيتي من بسط سيطرتها الكاملة على الجيب ذي الأغلبية الأرمنية.
وأثار هذا الواقع المتغير نزوحاً جماعياً. ووافق الأذر المنتصرون على فتح الممر الوحيد الذي يربط ناغورنو قرة باخ بأرمينيا، الأمر الذي أدى إلى تسريع تدفق أعداد هائلة من اللاجئين الفارين من الجيب.

 

وتصر باكو على أنها ترحب بحوالي 120 ألف أرمني في المنطقة مواطنين في دولة أذرية تعددية ومتكاملة. لكن سكان قرة باخ تحملوا تسعة أشهر من الحصار الذي أدى إلى إفراغ محلات البقالة من المواد الغذائية، وحرمان المستشفيات من الإمدادات الطبية الحيوية. وانضمت هذه التجربة المباشرة للحرمان القسري إلى العداوات بين الجانبين وإلى تاريخ طويل من الفظائع والعنف.


وقال ديفيد بابايان، مستشار سامفيل شهرامانيان، رئيس جمهورية آرتساخ المعلنة لرويترز: "شعبنا لا يريد أن يعيش جزءاً من أذربيجان"، مضيفاً أن "99.9% يفضلون مغادرة أراضينا التاريخية. مصير شعبنا الفقير سيُدرج في التاريخ باعتباره وصمة عار للشعب الأرمني وللعالم المتحضر بأسره".
ولم يصدر أي مسؤول أذري أمراً بالطرد. لكن العديد من سكان المنطقة يشعرون بأنه ليس لديهم خيار سوى القليل.
وقال ماروت فانيان، وهو مدون محلي، لمجلة بوليتيكو: "يقول الناس الآن إن الجميع سيغادر، في ستيباناكيرت، عاصمة المنطقة، ليس هناك رأي ثانٍ، الجميع يحاول العثور على بضعة لترات من البنزين، والاستعداد في أي وقت، وفي أي ثانية، للمغادرة".


حكومة باشينيان عاجزة


وفي أرمينيا المجاورة، وقفت حكومة رئيس الوزراء نيكول باشينيان المحاصرة عاجزة، وقدمت ملاذاً آمناً لآلاف الأرمن، وحضت  باكو على ضمان سلامة سكان قرة باخ.
وقال باشينيان يوم الأحد:  "إذا لم تهيئ الظروف المناسبة للأرمن في قرة باخ للعيش في منازلهم، ولم تكن هناك آليات حماية فعالة من التطهير العرقي، فإن الاحتمال يزيد أن الأرمن هناك سيعتبرون المنفى طريقة لإنقاذ حياتهم وهويتهم".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني قرة باخ قرة باخ

إقرأ أيضاً:

بالتفصيل.. خريطة التوزيع العرقي في سوريا

تعد سوريا من الدول التي تتمتع بتنوع ديني وعرقي كبير، إذ تتجاوز مساحتها 180 ألف كيلومتر مربع، وتشكل مزيجًا معقدًا من المجموعات الطائفية والعرقية التي تعيش في مناطق مختلفة من البلاد.

وبحسب تقرير نشرته قناة “سكاي نيوز”، “يشكل المسلمون السنّة غالبية السكان في البلاد، ويمثل 74% من السكان من الطائفة السنية التي تتنوع في أعراقها بين العرب الأكثرية، والأكراد والشركس والشيشان، وبعض التركمان”.

ووفق التقرير، “يشكل الأكراد ثاني أكبر عرقية في سوريا بعد العرب، وتتراوح أعدادهم بين 2 و3 ملايين فرد، يتوزعون في مناطق الحسكة ومدينة القامشلي وعين العرب وعفرين وأحياء في دمشق وحلب”.

وبحسب التقرير، “تشكل الطائفة العلوية ثاني أكبر طائفة في سوريا، حيث تشكل ما نسبته 12% من إجمالي السكان، ويتركز العلويون في المناطق الساحلية للبلاد، لا سيما في مدينتي اللاذقية وطرطوس على البحر المتوسط، وتوجد نسبة أقل منهم في محافظات حمص وحماة”.

ووفق التقرير، “يعد المسيحيون ثالث أكبر طائفة في سوريا، ويشكلون 10% من السكان قبل عام 2011، وتتركز هذه الطائفة في محافظات حلب والحسكة ودمشق وحمص وطرطوس”.

وبحسب التقرير، “تقدر نسبة الدروز في سوريا بحوالي 3% من إجمالي السكان، وهم يتركزون بشكل رئيس في محافظات ريف دمشق وإدلب والسويداء والقنيطرة، بينما يتركز التركمان، بشكل رئيسي، في المناطق الشمالية، وتحديدا في جبل التركمان في اللاذقية بالقرب من الحدود التركية، بالإضافة إلى حلب وإدلب وطرطوس، أما الأرمن، الذين تراجعت أعدادهم بشكل كبير بعد عام 2011 من حوالي 100 ألف إلى نحو 15 ألفا، فيتوزعون في مدن حلب والقامشلي وعين العرب ودير الزور ودمشق”.

مقالات مشابهة

  • بالتفصيل.. خريطة التوزيع العرقي في سوريا
  • إنفوغرافيك.. خريطة التوزيع العرقي والطائفي في سوريا
  • انفجار في مركز التسوق «ألانيا مول» في شمال القوقاز الروسي يوقع ضحايا ويثير حالة من الذعر
  • WSJ: هذه هي التحديات التي تواجه حكام سوريا الجدد
  • المطران أوشاكان كولكوليان يهنئ المطران فراس دردر بميلاد المسيح
  • محافظ القاهرة يشهد احتفال بطريركية الأرمن الكاثوليك بعيد ميلاد السيد المسيح 
  • محافظ القاهرة يشهد احتفال بطريركية الأرمن الكاثوليك بعيد الميلاد المجيد
  • نزوح 221 أسرة إلى مأرب خلال نوفمبر الماضي
  • رحمة أحمد.. بين «الكابتن» و«80 باكو»
  • نزوح أعداد كبيرة من المواطنين بالأحياء السكنية التي غمرتها المياه بالجزيرة أبا