لا يقتصر الأمر على سبائك الذهب وسيارة مرسيدس فحسب، حيث كان لدى مسؤولين آخرين نقود في الثلاجات أو حصلوا على إجازات في إيطاليا، ومينينديز ليس السياسي الوحيد الذي تعرض لاكتشاف أمور محرجة في منزله.

إذ عثرت السلطات على 90 ألف دولار نقداً في ثلاجة منزل عضو الكونغرس الديمقراطي ويليام "كولد كاش" جيفرسون، الذي أدين بتهم الرشوة في عام 2009.

السياسة الأمريكية مليئة بآثار براقة لمثل هذه الفضائح في السنوات الأخيرة، وبحسب  تيم نفتالي، الباحث الأول في كلية الشؤون الدولية والعامة بجامعة كولومبيا، فإنه  في أي وقت تجمع فيه المال والسلطة معًا، هناك فرصة للفساد السياسي. ولذلك لا ينبغي أن يكون مفاجئًا على الإطلاق أننا حصلنا في الولايات المتحدة على أكثر من نصيبنا العادل من فضائح الفساد السياسي".

عضو الكونغرس الجمهوري، جورج سانتوس، لم يُتهم فقط بالكذب الصارخ بشأن حالات متعددة في ماضيه، لكنه متهم أيضًا بالتلاعب بمؤسستين أمريكيتين: المحاربون القدامى والكلاب. حيث يُزعم أنه نهب مربي كلاب من خلال شراء الجراء، والاحتيال على أحد المحاربين القدامى الذي وعده سانتوس بالاعتناء بكلبه المحتضر ولكنه فشل في ذلك.

كما يُزعم أن حاكم إلينوي، رود بلاغوفيتش، تآمر لبيع مقعد باراك أوباما الشاغر في مجلس الشيوخ في عام 2008 في مزاد علني.  أُدين بلاغوجيفيتش لاحقًا بتهم الفساد – ولكن تم تخفيف عقوبته من قبل الرئيس آنذاك، ترامب.

وقال ممثلو الادعاء إن عضو الكونغرس الجمهوري عن ولاية كاليفورنيا، دنكان هانتر، أخذ أكثر من 200 ألف دولار من أموال الحملة وأنفقها على ألعاب الفيديو والبقالة وأدوات منزلية أخرى، بجانب إنفاق 14 ألف دولار لقضاء إجازة في إيطاليا.

ثم ادعى أن هذه كانت فكرة زوجته - إلى أن كشفت حقيقة الأمر في المحكمة.

وعلى ضوء المزاعم الأخيرة بقبول سبائك ذهب ونقود وسيارة رياضية، دفع السيناتور مينينديز ببراءته بشدة في هذه القضية الأخيرة، وتعهد بمقاومة الاتهامات.

من جانبهم، قال المحللون الذين تحدث إليهم مراسل شبكة CNN، بريان تود، إنه نظرًا لتاريخ مينينديز في قضايا مثل هذه، فلا يجب إسقاط التهم. فقد واجه تهمًا مماثلة في قضية مختلفة منذ بضع سنوات، لكنه حصل على هيئة محلفين معلقة وبطلان الدعوى ثم تمت تبرئته.

نشر الثلاثاء، 26 سبتمبر / ايلول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

إقرأ أيضاً:

من العراق إلى غزة.. كيف يتعامل مسلمو بريطانيا مع الانتخابات؟

لندن– تواجه الأقلية المسلمة في بريطانيا تحديا صعبا في التعامل مع الانتخابات العامة المقررة في الرابع من يوليو/تموز المقبل، وذلك بعد أن وجدت نفسها أمام أحزاب سياسية تصم آذانها عن مطالبها؛ وفي القلب منها المناداة بمواقف قوية ضد الإبادة التي يتعرض لها سكان قطاع غزة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ولا يختلف السياق الحالي الموسوم بالتوتر بين الأقلية المسلمة وبين الأحزاب البريطانية خصوصا حزبي العمال والمحافظين، بسبب الموقف من الحرب على غزة، عن سياق غزو العراق سنة 2003 الذي شاركت فيه بريطانيا، وخرجت حينها الأقلية المسلمة رفقة الرافضين للحرب في مظاهرات تاريخية للمطالبة بانسحاب بريطانيا من هذا الغزو بدون أن تجد أي صدى لاحتجاجاتها.

وخلفت حرب العراق إرثا من انعدام ثقة الجالية المسلمة في العملية الانتخابية، وفضّل جزء من هذه الأقلية الانسحاب ومقاطعة الانتخابات التي أعقبت غزو العراق، في المقابل قرر جزء آخر التصويت العقابي ضد حزب العمال الذي كان يقود الحكومة حينها. فهل يتكرر نفس السيناريو مع الانتخابات المقبلة التي تتزامن مع العدوان على غزة؟

البريطاني من أصول فلسطينية سامح حبيب استقال من حزب العمال احتجاجا على سياساته في الملف الفلسطيني (الجزيرة) الانسحاب أو العقاب

وتظهر أرقام الانتخابات التي جرت سنة 2005 مباشرة بعد غزو العراق، كيف تراجع تصويت الجالية المسلمة لصالح حزب العمال بأكثر من 25%، وحينها كان الصوت المسلم قادرا على حسم 10 مقاعد فقط، أما حاليا فالصوت المسلم قادر على حسم أكثر من 42 مقعدا، ومن بينها مقعد مدينة بيرمنغهام التي تسكنها جالية مسلمة كبيرة، حيث تراجع التصويت للعمال بنسبة 21%، ومقعد "بيثنال غرين" الذي تراجع فيه التصويت للعمال بنسبة 16%.

ومن أوجه الشبه بين ما حدث في انتخابات 2005 وما يحدث حاليا، هو أن الجالية المسلمة كانت خلف صعود النائب البرلماني جورج غلاوي إلى البرلمان بسبب موقفه الرافض لغزو العراق، وكذلك فعلت الجالية المسلمة مع النائب نفسه خلال الانتخابات الجزئية بالبرلمان البريطاني مطلع مارس/آذار الماضي، بسبب موقفه الرافض للحرب على قطاع غزة.

وخلال تلك الانتخابات أظهرت دراسة لمركز "إيبسوس" للأبحاث أن 52% من الأقليات قالوا إنهم لم يصوتوا في الانتخابات لـ3 أسباب رئيسية، وهي:

عدم الاهتمام بالسياسة والنقاشات السياسية. وكذلك عدم الثقة في السياسيين. وأخيرا، الإحباط من أن التصويت لا يُحدث أي فرق في تحديد من يحكم البلاد.

موقف غير موحد

واعترف مسعود أحمد، الكاتب العام لمجلس مسلمي بريطانيا، الذي يعتبر أكبر مظلة للمؤسسات الإسلامية في البلاد، بصعوبة توحيد الموقف في صفوف الجالية المسلمة، لأن موقف المرشحين مما يجري في غزة غير موحد، "فقد نجد نوابا في العمال يناصرون فلسطين وكذلك قد نجد نوابا مسلمين فضلوا الصمت عما يقع في غزة".

وحسب اللقاءات والاستطلاعات التي قام بها المجلس، يقول مسعود أحمد للجزيرة نت: "تبين لنا أن هناك من سيواصل دعم الأحزاب التقليدية التي تحظى بدعم الجالية المسلمة كحزب العمال، وهناك آخرون سيبحثون عن بدائل للتعبير عن غضبهم وتحفظهم من الموقف الحزبي تجاه حرب غزة".

ولا يقوم المجلس بعملية الحشد أو الدعم لأي مرشح، وفق تأكيد أحمد، وهذا راجع لطبيعة المجلس الذي تنضوي تحته مئات المؤسسات الإسلامية "ولكن كل جهدنا ينصب على الدعوة للمشاركة في العملية الانتخابية وضرورة اتخاذ قرار واعٍ يخدم مصالحهم في مناطقهم ومصالح القضايا التي يدافعون عنها".

وتوقع الناشط السياسي البريطاني أن نسبة المشاركة في صفوف الجالية المسلمة "ستكون جيدة ولن نشهد انسحابا من العملية السياسية، لأن الناس لديها رغبة في تغيير المعادلة السياسية والاحتجاج على السياسات التي تراها مجحفة في حقها".

وأوضح أنه يجب عدم إغفال "شريحة مهمة يمكن أن تكون صامتة ولكن أيضا ذات وزن معتبر، وقد لا تذهب لصناديق الاقتراع لأنها ترى أن صوتها لن يسمع، وأن بنية النظام السياسي يصعب اختراقها أو تغيير موقفها من القضايا الأساسية".

مشاركة مكثفة

ويتفق رئيس مجلس أمناء مسجد "فينسبري بارك" في لندن محمد كزبر، مع مسعود أحمد في توقع مشاركة مكثفة للجالية المسلمة في الانتخابات المقبلة. ويؤكد أن هؤلاء "لن يكتفوا فقط بالذهاب للتصويت في يوم الاقتراع، ولكن من الواضح أنهم منخرطون بشكل فاعل في الحشد للمرشحين سواء المستقلين أو من حتى المنضوين تحت لواء الأحزاب ولكنهم داعمون للقضية الفلسطينية".

وكشف كزبر في حديث مع الجزيرة نت، عن وجود "عمل دؤوب من خلال المؤسسات الإسلامية لتأطير الناخبين وتوعيتهم أيضا بأهمية هذه الانتخابات في صناعة الفَرق، والتأكيد على أهمية الصوت المسلم ودعم القضايا التي تهمهم، وهذا يؤسس لمرحلة مهمة في تاريخ انخراط الجاليات المسلمة في الشأن السياسي البريطاني ككتلة انتخابية يجب أن تكون موحدة من أجل الضغط وفرض قضايا على أجندة السياسة البريطانية" كما قال.

ومن خلال العمل الذي قامت به الجالية المسلمة وانخراطها في النقاش السياسي منذ اندلاع الحرب على غزة، يقول كزبر إن الأحزاب بدأت تشعر بالضغط "ولاحظنا على الأقل تململا في موقفها الداعم لإسرائيل مع بداية الحرب، والذي بدأت تعدله مع إدراكها أنها قد تخسر أصوات خزانها الانتخابي التقليدي في مناطق يكون فيها الصوت العربي والمسلم حاسما في ترجيح كفة مرشح دون آخر، وهذا واضح مثلا في موقف حزب العمال".

وفي الوقت نفسه، يقول كزبر إن هناك أحزابا تعاملت بمبدئية مع القضية الفلسطينية كحزب "الخضر" الذي أيد حق الفلسطينيين في دولة مستقلة وندد بالحرب الإسرائيلية على أهالي قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • إيطاليا.. مقتل سائق توصيل وسرقة مقتنيات بقيمة 500 ألف دولار
  • الإطار ينتفض والصدري صامت حول مشروع قانون في الكونغرس الأميركي يستهدف شخصيات عراقية
  • يورو 2024.. تعرف على مستقبل سبالتي بعد خروج منتخب إيطاليا من أمم أوروبا
  • أكثر من مليار دولار مبيعات البنك المركزي إلى مصارف أحزاب الفساد خلال الأيام الأربعة الماضية
  • فرنسا تستعد اليوم لانتخابات تشريعية حاسمة
  • يورو 2024.. تعرف على رجل مباراة سويسرا وإيطاليا بدور الـ16
  • من العراق إلى غزة.. كيف يتعامل مسلمو بريطانيا مع الانتخابات؟
  • النائب عاتب...ليتذكروا ايام الاعتقال
  • برلمان باكستان يرد على قرار أميركي بشأن الانتخابات
  • الحملة الانتخابية في فرنسا في ساعاتها الأخيرة واليمين المتطرف في الصدارة