رقص وغناء فوق القبور.. هكذا انتهك المستوطنون "باب الرحمة"
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
القدس المحتلة - خاص صفا
فوق قبور مقبرة باب الرحمة الملاصقة للجدار الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، رقصوا وغنوا وأدوا طقوسهم التلمودية وانتهكوا حرمة الأموات، احتفالًا بما يسمى "عيد الغفران" اليهودي، في مشهدٍ يعكس مدى وحشية وعنصرية المستوطنين المتطرفين ضد مقبرة تُمثل تاريخ وحضارة إسلامية عريقة.
المقبرة التي تعتبر إحدى أقدم المقابر الإسلامية في القدس، يعود تاريخها إلى 1400 عام، تضم قبورًا لصحابة شاركوا في فتح المدينة مع عمر بن الخطاب، ورفات مئات ممن شاركوا مع صلاح الدين الأيوبي في تحريرها من الصليبيين، ما أكسبها مكانة خاصة لدى المسلمين.
وتمتد المقبرة من باب الأسباط وحتى نهاية سور المسجد المبارك قرب القصور الأموية في الجهة الجنوبية، تبلغ مساحتها 23 دونمًا، تنوي سلطات الاحتلال الإسرائيلي اقتطاع جزء منها وتحويله إلى "حديقة توراتية"، ضمن مشروعها الاستراتيجي لتهويد القدس.
ومع كل اقتحام للمسجد، سيما فترة الأعياد اليهودية، يتعمد المستوطنون اقتحام المقبرة، والرقص والغناء وأداء طقوسهم التلمودية داخلها، والدوس فوق قبور المسلمين، الذين لم يسلموا من تلك الاعتداءات والغطرسة الإسرائيلية.
واعتداءات الاحتلال على المقبرة لم تتوقف على مدار السنوات السابقة؛ بل تتعرض لهجمة مستمرة وغير مسبوقة، في سبيل اقتطاع أجزاء منعا، بهدف طمسها ومحو معالمها الإسلامية، وتغيير المشهد الثقافي لهذه المنطقة الحساسة، كجزء من محاولات السيطرة على القدس القديمة ومحيطها.
وتصاعدت وتيرة أداء الطقوس التلمودية في مقبرة باب الرحمة، خاصة بعدما أصدرت محكمة الاحتلال عام 2022، قرارًا بعدم ممانعتها أداء المستوطنين لتلك الطقوس، بما فيها "نفخ البوق" فيها.
عداء ديني
المختص في شؤون القدس جمال عمرو يقول إن "مقبرة باب الرحمة مستهدفة إسرائيليًا بشكل كامل منذ نشأتها، من منطلق عقائدي ديني متطرف، حيث يكتب اليهود في أبجديتاهم ومراجعهم بأن المسلمين تعمدوا دفن موتاهم بجوار باب الرحمة، لاعتقادهم بأن هذا الباب هو المدخل لبناء الهيكل".
ويضيف عمرو، في حديث لوكالة "صفا"، أن "العداء لهذه لمقبرة التاريخية مُستحكم وعميق في وجدان وتاريخ اليهود، رُغم عدم وجود أي صلة لهم لا علميًا ولا تاريخيًا في هذا المكان".
ويتعمد المستوطنون استفزاز مشاعر المسلمين خلال اقتحام المقبرة، وتحطيم شواهد القبور، وأداء طقوسهم التلمودية، في انتهاك واضح لحرمة الأموات والمقابر الإسلامية.
ويوضح أن اعتداءات الاحتلال ضد المقبرة لم تتوقف، بل تصاعدت وتيرتها في الفترة الأخيرة، في محاولة لاقتطاعها أجزاء منها والاستيلاء عليها، وصولًا لداخل المسجد الأقصى.
ومنذ سنوات طويلة، تمنع سلطات الاحتلال المقدسيين من دفن موتاهم في السور الجنوبي من المقبرة، كما يشير عمرو، مضيفًا "لدى اليهود عداءً مستحكمًا ضد المسلمين، فهم يشنون حربًا ضد الأحياء والأموات، والماضي والتاريخ والحاضر".
سيطرة وتهويد
ووفقًا للباحث المقدسي، فإن "الاحتلال لديه مخططات تهويدية خطيرة إجرامية يريد تطبيقها في مقبرة باب الرحمة لإطباق السيطرة على باب الرحمة من الداخل والخارج، تمهيدًا للانقضاض على المسجد الأقصى".
ويؤكد أن هناك مساعٍ إسرائيلية لإقامة "حديقة توراتية" على أجزاء من المقبرة الإسلامية، كما جرى اقتطاع جزء من المقبرة اليوسفية ليحولها إلى "مسارات تلمودية".
ولم تتمكن سلطات الاحتلال من "إكمال إقامة حزام المسار التوراتي في المقطع الذي يبدأ من باب الأسباط حتى الزاوية الجنوبية الشرقية من الأقصى الملاصقة لأبواب الرحمة والتوبة والجنائز، لهذا يعتدي المتطرفون على الأموات وشواهد القبور في مقبرة باب الرحمة ويرقصون ويُغنون فوقها".
إجراءات قمعية
وأدان مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالقدس، اقتحام وتدنيس متطرفين مقبرة باب الرحمة، والدوس بأقدامهم والرقص فوق قبور أموات المسلمين، بحماية معززة من شرطة الاحتلال وعساكرها.
وقال المجلس: إن "المشهد يعكس روحًا عدائية ضد مقبرة تمثل تاريخ حضارتنا الإسلامية في محيط المسجد الأقصى المبارك، وعموم المدينة المقدسة".
واستنكر كافة الإجراءات الشرطية والعسكرية في محيط الأقصى وداخله، بما فيها اقتحامات المتطرفين التي استباحت كل المحرمات الدينية والقانونية، كما تجاوزت الإجراءات القمعية المدانة على أبواب المسجد كل الحدود.
وأكد أنه "لا يمكن القبول بمثل هذه الإجراءات التعسفية بحجة الأعياد اليهودية، والتي ليس لها أي علاقة لا من قريب ولا من بعيد بتاريخ وواقع ورسالة الأقصى"، معتبرًا كافة هذه الإجراءات تشكل مدخلًا لزعزعة الوضع التاريخي والقانوني والديني القائم بالمسجد.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: عيد الغفران باب الرحمة المسجد الأقصى مقبرة باب الرحمة تهويد الأقصى
إقرأ أيضاً:
الأقصى المهدد
#الأقصى #المهدد _ #ماهر_أبوطير
يطالب الكاتب الحاخام الإسرائيلي دانئيل سجرون، بضرورة الإسراع في بناء الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى وتحويل إقامته من قضية للنقاش إلى مهمة، ومن مجرد تمنيات إلى خطة عملية، واستغلال صمت الأمّة الإسلامية التي باتت عديمة الجدوى على حد قوله.
ويقول أيضا.. “يجب أن ندرك بأن إقامة الهيكل هو استمرار طبيعي لوجود وإقامة إسرائيل وهو ما يتطلب تجنيد الرأي العام الدولي وإقناعه بأن اليهود يريدون إقامة الهيكل الثالث”.
ويضيف قائلا إن الحرب الحالية تكشف عن حقيقة الصراع وطابعه الديني حول الأقصى مستدلا بذلك قائلا إن كل بيت فلسطيني في غزة يحتوى على صورة للمسجد الأقصى.
مقالات ذات صلة بصراحة 2024/11/20وجود صورة الأقصى في كل بيت في غزة، ليست قصة جديدة، فقد تحدث عنها جنود إسرائيليون عند اقتحامهم لبيوت غزة، وأن هذه البيوت مزينة بصورة المسجد الأقصى، وهو حال تراه في بيوت فلسطينية خارج غزة، وفي بيوت عربية، مع مجسمات للحرم القدسي.
مناسبة نشر كلام الحاخام هنا ليس الترويج لها، لكن لفردها بين يدي التيار العربي الذي يقول إن معركة فلسطين ليست دينية، وهي معركة وطنية فقط، وإذا كان العربي يريد نزع السمة الدينية عن كل معركة فلسطين في سياق تبريرات مختلفة، فهو هنا يتطوع بالتنازل عن أهم محرك في هذه المعركة أي الدين، مع إدراكنا أيضا أن المعركة وطنية لأن وجود العرب في فلسطين سبق الإسلام، ومنذ عهد الكنعانيين، وغيرهم، وجاء الإسلام ليقدم تعريفا جديدا للمكان، وهو تعريف ارتبط بالمقدس السماوي، من أجل تحصين فلسطين، في ظل استهدافات تاريخية.
ذروة المشروع الإسرائيلي في فلسطين ترتبط بالمسجد الأقصى، وهدم المسجدين القبلي وقبة الصخرة، أو أحدهما، أو السطو على المساحات الفارغة داخل الحرم القدسي لإقامة كنيس إسرائيلي وهذا مشروع وزير الأمن الإسرائيلي تحديدا، وكما نرى فإن المشروع الإسرائيلي يعد مشروعا دينيا، فلا يتحدث الإسرائيليون عن إسرائيل من باب الوطنية المستحدثة، بقدر وصفهم لإسرائيل بكونها وعداً توراتياً، فتظهر المفارقة هنا، فالإسرائيلي يعتبر إسرائيل دولة دينية، والمعركة مع العرب والمسلمين دينية، فيما يتطوع بعض العرب لوصفها مجرد معركة وطنية.
علاقة الإنسان بوطنه مقدسة، لكنها ليست مجرد علاقة بقطعة أرض، لأن الأرض التي يتم سلبها منك، قد تستبدلها بأرض في كندا أو أستراليا، وقد تعيش عليها بوضع أحسن بكثير، وما يمنح الأرض قيمة مضاعفة، ما تعنيه خصوصا على صعيد موروث أي شعب، أو تاريخ، أو ما يقدمه الدين من إمداد لأهل الأرض، من حيث تعريفها بشكل مختلف كما هي فلسطين.
المسجد الأقصى في ظل تزايد الاقتحامات الإسرائيلية التي تحولت إلى يومية، وفي ظل تركيبة الحكومة الإسرائيلية والفريق الإسرائيلي الحاكم أمام مهدد كبير بعد وصول الرئيس الأميركي إلى الحكم، الذي سيؤدي وصوله إلى مرحلة أعلى في الصراع، وهي مرحلة تتمحور عناوينها المهددة حول 7 عناوين أساسية وهي: أولا، تصفية القضية الفلسطينية كليا. وثانيا التخلص من الفلسطينيين داخل فلسطين نحو دول الجوار. وثالثا السطو على المسجد الأقصى. ورابعا تسوية ملف إيران بالحرب أو السلم. وخامسا إطفاء كل البؤر التي تهدد إسرائيل. وسادسا تكريس إسرائيل دولة شرق أوسطية عظمى. وسابعا إعادة تعريف كينونات المنطقة ضمن دور وظيفي جديد، يوفر ثروات المنطقة وإمكاناتها في خدمة المشروع الإسرائيلي.
لكن ليس كل ما تخطط له إسرائيل سيحدث، فإن لله إرادته فوق كل شيء.
الغد