تتوسع انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي والجماعات الاستيطانية لكل ما له علاقة بالمسلمين في مدينة القدس المحتلة، حيث طالت تلك الانتهاكات تدنيس مقابر المسلمين والرقص فوق قبور شهدائهم. 

وشهدت الأيام الماضية التي تتزامن مع فترة أعياد يهودية، تصاعدا كبيرا في انتهاك حرمة المسجد الأقصى المبارك، وتحويل القدس المحتلة لثكنة عسكرية، وقيام المستوطنين المقتحمين للأقصى بأداء صلوات تلمودية، واقتحامهم الأقصى بلباس الكهنة والتجول في باحاته، 

كما قام بعضهم بالنفج في البوق، ورفع علم الاحتلال وغيرها من انتهاكات صارخة بحق المسجد الأقصى، وامتدت الانتهاكات لتصل المقابر الإسلامية التاريخية بالقدس المحتلة والدوس على مقابر شهداء وأموات المسلمين.

 



اعتداء بحماية رسمية
وأدان مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس، "اعتداء مجموعة من المتطرفين اليهود على مقبرة باب الرحمة التي تقع على السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك مقابل مصلى باب الرحمة من الخارج الأحد الماضي، وقيامهم بتدنيسها والدوس بأقدامهم والرقص فوق قبور أموات المسلمين". 

وأكد في بيان له اطلعت عليه "عربي21"، أن "الاعتداء على المقبرة كان بحماية معززة من شرطة الاحتلال وعساكرها، في مشهد يعكس روح عدائية ضد مقبرة تمثل تاريخنا وحضارتنا الإسلامية في محيط المسجد الأقصى وفي عموم المدينة المقدسة". 

واستنكر مجلس الأوقاف، كافة الإجراءات الشرطية والعسكرية المستجدة في الفترة الأخيرة في محيط المسجد الأقصى المبارك وبداخله، بما فيها اقتحامات المتطرفين اليهود التي استباحت كل المحرمات الدينية والقانونية.

وقال المجلس إن الإجراءات القمعية المدانة على أبواب المسجد الأقصى، تجاوزت كل الحدود من ممارسة التدقيق الأمني التعسفي واحتجاز البطاقات الشخصية لكافة المصلين المتوجهين إلى رحاب المسجد الأقصى، ومنع الشباب من الدخول لمسجدهم دون أي وجه حق وبصورة مقيتة.

من إهانات المستوطنين اليوم.

عشرات المستوطنين قامو برقصات إستفزازية فوق قبور المسلمين في مقبرة باب الرحمة في القدس.

تحت حماية الشرطة الاسرائيلية. pic.twitter.com/5RlRVFi9IC — Hanzala (@Hanzpal2) September 25, 2023
 
ونبه أن إجراءات الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى هو "انتهاك لحرمة وقداسة ورسالة هذا المسجد الإسلامي بكل ما يحمله من قيمة في نفوس أبناء الأمة الإسلامية". 

 وفي ظل تصاعد انتهاكات الاحتلال بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس، أكد مجلس الأوقاف أن "الوصاية الهاشمية المباركة على المسجد الأقصى، تمثل بحد ذاتها صمام أمان للحفاظ على المسجد الأقصى وكامل الحرم القدسي الشريف كمسجد إسلامي". 

إجراءات استفزازية
وشدد مجلس الأوقاف على أن "حق إدارة المسجد الأقصى وصيانته وممارسة شعائرهم وصلواتهم فيه، هي للمسلمين وحدهم، بالإضافة إلى كافة الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف"، داعيا "كافة حكومات العالم الإسلامي، لدعم وترسيخ هذه الوصاية ورفدها بكافة أوجه الدعم السياسي المطلوب لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية". 

وأكد المجلس، أنه "لا يمكن القبول بمثل هذه الإجراءات التعسفية بحجة الأعياد اليهودية، والتي ليس لها أي علاقة لا من قريب ولا من بعيد بتاريخ وواقع ورسالة المسجد الأقصى". 

ولفت إلى أن "مجرد ربط هذه المناسبات بمسجد إسلامي أصيل، يمثل بحد ذاته اعتداء وانتهاكا صارخا بحقه كمسجد إسلامي بكل ساحاته ومرافقه ومصلياته وطرقاته ومداخله وكامل مساحته البالغة 144 دونما". 

واعتبر أن "كافة هذه الإجراءات تعد مدخلا لزعزعة الوضع التاريخي والقانوني والديني القائم في المسجد الأقصى"، مطالبا قوات شرطة الاحتلال وكافة مؤسساته "بضرورة وقف جميع الممارسات والانتهاكات لحرمة المسجد الأقصى، وإنهاء كافة المظاهر المسلحة والحشودات العسكرية على أبواب المسجد الأقصى المبارك وداخل ساحاته، والتي تحرم آلاف المصلين من ممارسة حقهم الطبيعي في تأدية شعائرهم وصلواتهم في مسجدهم، والتوقف عن هذه المشاهد التي تستفز مشاعر ملايين المسلمين في العالم". 



تشجيع رسمي
وفي تعليقة على رقص المستوطنين فوق قبور المسلمين، قال المحامي الفلسطيني المقيم في الداخل المحتل، عمر الخمايسي: "من يتتبع التصرفات والسلوكيات التي يقوم بها المجتمع الإسرائيلي (اليهودي) وخاصة المتطرفين فيه، يرى مدى العنصرية والهمجية وانتهاك الحقوق الأساسية للإنسان". 

وأضاف في حديث لـ"عربي21": "ما رأينا من رقص للمستوطنين والمتطرفين على قبور المسلمين، هو انتهاك لحرمة الميت، ولكن الأزمة الأكبر هي الأزمة الأخلاقية التي يمر بها المجتمع الإسرائيلي، وهي الأخطر"، منوها أن "سكوت المؤسسة الإسرائيلية على مثل هذه السلوكيات، ستساهم في نقل مثل هذه الانتهاكات (لقبور المسلمين) لتنتقل على الرقص على قبور العلمانيين اليهود". 

ونبه الخمايسي، أن هذه الانتهاكات "لم تأتي من فراغ، وإنما جاءت هذه التصرفات من قبل هؤلاء، بعدما اعتلوا سدة الحكم ولهم من يمثلهم اليوم في الحكومة الإسرائيلية والكنيست". 

وأكد المحامي الفلسطيني، أن "هذه سلوكيات (من قبل المستوطنين)، تدل على فقدان هؤلاء للإنسانية والأخلاق، وعلى المجتمع الإسرائيلي أيضا أن يقلق من هذا الأمر، لأن هذه السلوكيات ستعود عليه بالدمار الأخلاقي والمجتمعي والتفكك الداخلي". 

وأوضح أنه "حينما سمحت المحكمة العليا الإسرائيلية، بتدنيس قبور المسلمين ونبشها في مقبرة مأمن الله التاريخية، ورفضت كافة الالتماسات التي تقدمنا بها كمسلمين وضرورة التوقف عن انتهاك حرمة قبور المسلمين وجرف رفات الموتى، حينما تتصرف المحكمة بهذا الشكل، فلا عجب أن نرى مثل هؤلاء الرعاع يقومون بمثل هذه التصرفات والرقص على قبور المسلمين". 

وختم حديثه لـ"عربي21": "نعم هؤلاء قاموا بتدنيس مقابر المسلمين، ولكن كان هناك قضاة في المحكمة العليا الإسرائيلية، دنسوا بأقلامهم قبور المسلمين وانتهكوها بشكل صارخ". 



تحرك دولي
بدوره، أكد مدير العلاقات العامة في رابط "برلمانيون لأجل القدس" عبد الله البلتاجي، أن "الرقص على قبور المسلمين، هو تطور خطير، ويأتي ضمن سلسلة تقوم بها الجماعات الصهيونية المتطرفة في ظل هذه الحكومة اليمينية، من أجل تهويد المسجد الأقصى والاستيلاء على باقي الأراضي في الضفة الغربية المحتلة وإحكام حصار غزة". 

وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "هذا دليل على ضعف الموقف السياسي الفلسطيني والعربي والإسلامي، إضافة إلى عض النظر من قبل البرلمانات الأوروبية والعالمية"، محذرا من أن "انتهاكات الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى المبارك، إن لم يتم وضع حد لها، ستمتد أكثر ولن تقف عند هذا الحد". 

ونبه البلتاجي، أن "الاحتلال يحاول أن يكرس التقسيم والزماني والمكاني للمسجد الأقصى والتسريع من عملية تهويده وهدمه وتهويد القدس". 

وكشف لـ"عربي21"، أن رابطة "برلمانيون لأجل القدس" كمنظمة الدولية، "ستسعى للتواصل مع كل البرلمانيين الأصدقاء والمنضوين تحت عضوية الرابطة، من أجل التحرك ومواجهة هذا السلوك الصهيوني، وسنقوم بتوجيه رسائل إلى اتحاد البرلمان الدولي واتحاد البرلمان الإفريقي وأيضا الأوروبي والعربي، من أجل التحرك لإيقاف هذه الانتهاكات". 

وشدد على أهمية أن "تتحرك الأردن بصفتها صاحبة الوصاية الهاشمية بشكل أكبر، كما يجب على الوسطاء؛ الأوروبي والمصري، للتحرك بقوة، لأن مثل هذه الانتهاكات الصهيونية من الممكن أن تؤدي إلى اندلاع حرب، لأن أبناء الشعب الفلسطيني لن يقفوا مكتوفي الأيدي في ظل انتهاك المقدسات بالقدس وتهوديها، كما لن يقف المسلمين أيضا مكتوفي الأيدي أمام هذه الانتهاكات الكبيرة تجاه مقدساتهم".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال الاحتلال اقتحام الاقصى يوم الغفران انتهاكات المستوطنين سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المسجد الأقصى المبارک هذه الانتهاکات القدس المحتلة مجلس الأوقاف فی القدس على قبور مثل هذه

إقرأ أيضاً:

صبري: مؤامرات تهدف إلى تسليم الأقصى لليهود

حذر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري من أن "كل المؤامرات الحالية"، وحتى "صفقة القرن" التي طرحها سابقا الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، تستهدف تسليم "الأقصى" لليهود.

وتولى ترامب الرئاسة بين عامي 2017 و2021، ويبدأ فترة رئاسية ثانية في 20 يناير/كانون الثاني الجاري، إثر فوزه في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وألقى الشيخ صبري كلمة في إسطنبول، خلال لقاء مع جمعية "جيهان الأمة" (أهلية) أمس الثلاثاء حول موضوع "فلسطين حقنا"، تحدث خلالها عن حقوق المسلمين في فلسطين.

وقال إن "فلسطين حقنا، وعندما نقولها نتكلم باسم جميع المسلمين في أرجاء المعمورة، لا نتكلم باسم الفلسطينيين فقط، نقول حقنا بأدلة وليس مجرد عواطف".

وأضاف "نحن كمسلمين جميعا نحب القدس والأقصى، ولكن العاطفة هذه لا تكفي".

صبري: التزم عمر بن الخطاب بالحفاظ على الكنائس، ولم يكن هناك كنس يهودية (الجزيرة) دفاع بالأدلة

وأوضح أنه "لا بد أن يكون دفاعنا عن حقنا بالأدلة والبراهين، وحقنا يتضمن مجموعة حقوق وليس جانبا معينا، وأول هذه الجوانب الحق العقدي الإيماني بأن فلسطين هي جزء من عقيدتنا".

وأكمل "المفسرون قالوا إن القدس هي بوابة الأرض للسماء بعروج سيدنا محمد (منها)، وبوابة السماء للأرض بنزول الأنبياء والرسول، وأرض فلسطين هي أرض المحشر والمنشر وجزء من يوم القيامة ومعجزة وارتباط بعقيدتنا".

إعلان

وعن الحق الثاني أفاد بـ"ارتباط فلسطين بالعقيدة وهناك ارتباط بالعبادة، فالصلاة (في الأقصى) بحسب الرسول الكريم كل ركعة تعادل 500 ركعة في مكان آخر، والصلاة شرعت في سماء فلسطين ليلة الإسراء والمعراج".

و"الحق الثالث، وهو الارتباط السياسي والفتح السياسي، في معجزة الإسراء والمعراج كان فتحا روحيا، وعلى يد عمر بن الخطاب كان فتحا سياسيا وسياديا، دخلها مشيا على الأقدام للدلالة على أنه دخلها بسلاسة وسلم لم يستخدم القوة"، كما أكد صبري.

واستطرد "التزم عمر بن الخطاب بالحفاظ على الكنائس، ولم يكن هناك كنس يهودية، لو كانت هناك لكانت في العهدة العمرية، استلام المدينة كان من الرومان، وادعاء اليهود أن المسلمين اغتصبوا البلاد منهم هذا ليس بحقائق ولا يوجد ما يدل عليه".

سلطات الاحتلال كثفت إجراءاتها في القدس منذ احتلالها وفق خطيب الأقصى (وكالة الأناضول) منع الأذان

وبشأن ما تتعرض له القدس حاليا، قال صبري "يحاول الاحتلال منع رفع الأذان، وخاصة الفجر والعشاء، بحجة أنه يزعج المستوطنين الذين أتوا غرباء لفلسطين، حاولوا منع الأذان عدة مرات وفشلوا، فإن نداء الله أكبر سيبقى قائما حتى يوم القيامة".

وأردف صبري "مَن ينزعج من الأذان عليه أن يرحل، أما نحن فمتجذرون بأرضنا ومتمسكون بحقنا".

وتابع "ونطمئن جميع المسلمين بأن شعب فلسطين متمسك بحقه ملتزم بدينه لن يستسلم، رغم ما حصل ويحصل الآن في غزة العزة، إننا أقوياء في حقنا، لأن صاحب الحق قوي".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أميركي حرب "إبادة جماعية" على غزة، أسفرت عن أكثر من 156 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

وشدد صبري على أن "ثبات أهل فلسطين ثبات إيماني، ولو أن المؤامرات التي لحقت بفلسطين أصابت دولا أخرى لانقرضت، ولكن القضية الفلسطينية منذ 100 عام بقيت قائمة، لأن الأقصى في قلب فلسطين".

خطيب الأقصى: سلطات الاحتلال تضيق على الأتراك القادمين للأقصى (الجزيرة) مؤامرات

وحذر خطيب الأقصى من أن "جميع المؤامرات الحالية تستهدف الأقصى حتى صفقة القرن، التي ينادي بها الرئيس الأميركي (المنتخب ترامب) تهدف للسيطرة على الأقصى وتسليمه لليهود".

إعلان

وأرجع ذلك إلى أن "المسلمين مرتبطون بفلسطين من أجل الأقصى، ويحبون فلسطين لوجود الأقصى، فيتآمرون (إسرائيل وحلفاؤها) على الأقصى لقطع علاقة المسلمين به".

وفي يناير/كانون الثاني 2020، أعلن ترامب ما تُعرف إعلاميا بـ"صفقة القرن"، وهي خطة لتسوية سياسية رفضها الفلسطينيون لأنها مجحفة بحقهم ومنحازة لإسرائيل.

وعن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، قال صبري إن "سلطات الاحتلال تضيق على الأتراك القادمين للأقصى، وخاصة خلال حرب غزة، ولكن أقول لا تستلموا، وحاولوا مرة تلو أخرى، فلديكم العزيمة والوفاء للأقصى".

وأضاف أنه "بالحفريات أسفل الأقصى ومحيطه لم يجدوا (الإسرائيليون) حجرا واحدا له علاقة بالهيكل (المزعوم) ولا بالتاريخ العبري القديم، والادعاء باطل لا دليل له، لكن يستخدمون القوة الظالمة في سيطرتهم على الأقصى".

وتابع "لا نيأس وعلينا أن نثبت، والمفاجآت قد تحصل بين الفترة والأخرى، ولم نكن نصدق ما حصل في سوريا وحصل"، في إشارة إلى الإطاحة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بنظام بشار الأسد (2000-2024).

وأكد أنه "في فلسطين لا نستطيع أن نحكم ماذا (قد) يحصل، وعلينا أن نثبت على حقنا حتى يفرج الله الكرب".

مقالات مشابهة

  • فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم شعفاط شمال القدس المحتلة
  • علي جمعة: القدس رمزًا ا للهوية الإسلامية ولوجود المسلمين في العالم
  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى القدس المحتلة
  • قطعان المستوطنين الصهاينة يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
  • مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
  • صبري: مؤامرات تهدف إلى تسليم الأقصى لليهود
  • الشيخ صبري: فلسطين حقنا وكل المؤامرات تهدف إلى تسليم الأقصى لليهود
  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى تحت حماية من الاحتلال (شاهد)
  • العشرات يقتحمون الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
  • استنكار شعبي واسع للحكم الصادر بحق الشيخ سالم الفلاحات