بلدية غزة تتحدث لـ"صفا" عن إزالة سوق فراس وتفاصيل المشروع الجديد
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
غزة - خاص صفا
شرعت بلدية غزة مؤخرًا بإغلاق سوق فراس وسط المدينة، فيما فازت شركة بعطاء التصميم الخارجي للمنطقة التجارية المقرر إنشاؤها بدل السوق الممتد على 33 دونمًا.
وأعلنت البلدية عن إغلاق السوق بشكل نهائي وبدأت إجراءات الإزالة، فيما حددت موعد افتتاح سوق اليرموك الشعبي الذي سيخدم منطقة وسط المدينة التي يقطنها نحو 700 ألف نسمة.
منطقة تجارية
وحول موضوع المنطقة التجارية والسوق العصري الذي سيحل مكان سوق فراس التاريخي، تحدثت وكالة "صفا" مع إدارة البلدية بشأن المشروع وتفاصيل افتتاح سوق اليرموك.
وذكر المتحدث باسم البلدية حسني مهنا، أن أحد المكاتب الهندسية الخارجية حصل على مناقصة التصميم الخارجي للمنطقة التجارية التي ستتوسط غزة في مكان سوق فراس القديم.
وكان السوق شهد محاولات ومداولات لإزالته قبل 12 عامًا، إلا أن المخطط لم يُكتب له النجاح.
وأوضح أنه تقدم للمناقصة شركات ومكاتب هندسية، فيما تلقت مساهمات من مكاتب خارج البلاد لطرح أفكار تتعلق بتطوير المنطقة التجارية والسوق والاستفادة من الدول المحيطة بنظام الأسواق الشعبية الحضارية.
ومن المقرر إنشاء سوق حضاري وعصري يتناسب مع عراقة المكان ومراعاة اقترابه من ميدان "فلسطين" والبلدة القديمة.
وسيمتد المشروع الجديد على مساحة 31 دونمًا وسيشمل مناطق خضراء ومساحات مخصصة للأطفال، ومقاهٍ عصرية، ومواقف للسيارات.
كما سيضمّ أربعة مبانٍ إدارية "أبراج"، ومنطقة تجارية وسوق عصري يتناسب مع الزمان والمكان.
دواعي نقل السوق
وحول دواعي إغلاق سوق "فراس" ونقله إلى منطقة قريبة أخرى، بين المتحدث باسم البلدية أنه على الرغم من عراقة السوق الذي يتوسط المدينة؛ فقد أصبح مكرهةً صحية وبيئية نظرًا لقدمه وتهالك مبانيه ما تسبب بضعف الإقبال عليه حتى أصبحت الخدمات المقدمة فيه غير مقبولة للبلدية والسكان.
وأضاف: "بحثت البلدية عن بدائل لتطوير المحلات التجارية والسوق عبر استثمار مساحته، وتم توفير بدائل متطورة وحضارية لأصحاب المحلات التجارية عبر سوق اليرموك وبمساحة واسعة ويسهل الوصول إليه من عدة مداخل".
وأشار إلى أن سوق اليرموك الشعبي يمتاز بحركة نشطة يومي الجمعة والسبت، لافتًا إلى أنه سيتم تنشيط هذه الحركة بعد افتتاحه بشكل رسمي.
وذكر مهنا أن التجار وأصاحب المحلات التجارية – من سوق فراس- بدأوا بتسلم محلاتهم وشرعوا بتجهيزها في اليرموك.
ومن المقرر أن يتم افتتاح سوق اليرموك الثلاثاء القادم، وسيضم 638 محلًا وصندقةً موزعة على 4 واجهات لأغراض متعددة من أجل استيعاب أصحاب محلات سوق فراس وغيرهم من الباعة.
تسهيلات وامتيازات
ولفت إلى تحسينات وخدمات وفرتها البلدية لتكون سوقًا يحتذى به، عبر توفير خطوط كهرباء ومياه دائمة، ومحطة تحلية لخدمة السوق، وحراسة ليلية وكاميرات مراقبة، وخدمات النظافة على مدار الساعة، بالإضافة لحمامات ودورات مياه ذكية.
وضمن عملية نقل محلات السوق، نوّه مهنا إلى أن بلدية غزة قدّمت تسهيلات وامتيازات لأصحاب المحال التجارية في سوق فراس، كالتوافق مع شركة الكهرباء لنقل عدادات الكهرباء بدون رسوم، بالإضافة إلى إعفاء كل من يقوم بنقل وتجهيز محله قبل يوم الافتتاح الرسمي من الإيجار حتى مطلع العام القادم.
كما أكد على أنّ عملية الهدم في سوق فراس بدأت ذاتيًا من أصحاب المحلات أنفسهم؛ حيث سمحت البلدية لهم بالاستفادة من جميع مخلفات المحال المهدمة.
واختتم بالقول: "ننتظر الانتهاء من الهدم بعد أن منحت البلدية وقتًا إضافيًا للانتهاء من عملية النقل، وسيتم إغلاق السوق بشكل نهائي خلال الأيام القادمة وسيتم فصل الكهرباء والمياه هناك كما ستتخذ البلدية خطوات متدرجة لإزالة السوق نهائيًا".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: سوق اليرموك سوق فراس سوق فراس
إقرأ أيضاً:
سيناتور أسترالية تتحدث عن إخوتها الفلسطينيين (بورتريه)
سياسية صريحة، غير تقليدية على الإطلاق، تقف ضد الاستعمار الأبيض الذي سلب السكان الأصليين ممتلكاتهم وأراضيهم.
تجربتها ومعاناة آبائها وأجدادها تكاد تلامس التراجيدية الفلسطينية لذلك حين تتحدث عن فلسطين وعن قطاع غزة يتهدج صوتها ويعلوا غضبها حتى لا يجرؤ أحد على الاقتراب منها.
سياسية مستقلة من السكان الأصليين الأستراليين حظيت باهتمام إعلامي لدعمها حركة "السيادة السوداء" وانتقادها لشرعية المؤسسات السياسية الأسترالية، والتي تعتبرها إرثا للاستعمار البريطاني.
ليديا ثورب المولودة عام 1973 في كارلتون، فيكتوريا، غادرت المدرسة بعد وقت قصير، في سن الرابعة عشرة. وقد ذكرت أنها تعرضت للتحرش في المدرسة "عندما كانت طفلة سوداء"، وأنها كانت ترد بلكم وضرب الأولاد والبنات، وبدلا من ذلك، كما تقول، "تعلمت الآن استخدام فمي".
تخرجت عام 2007 من جامعة "سوينبورن" للتكنولوجيا بدرجة دبلوم في تنمية المجتمع، وفازت بجائزة التأثير الاجتماعي لعام 2021 من نفس الجامعة.
كانت وظيفتها الأولى العمل مع عمها في مركز للنشاط السياسي الأسود، وعمها هو الناشط روبي ثورب، المرتبط ببعض أقدم النضالات من أجل تقرير المصير للأستراليين الأصليين.
كما عملت ثورب مديرا لمشروع لدى مجلس مقاطعة "إيست جيبسلاند"، ومديرا للسكان الأصليين في "سنترلينك"، ومديرا في مركز تدريب السكان الأصليين في بحيرة "تايرز".وأيضا الرئيس المشارك للجنة في ولاية فيكتوريا في عام 2014.
وما لبثت أن انتخبت عضوا في البرلمان الاسترالي في الانتخابات الفرعية لعام 2017.
لكنها خسرت فيما بعد مقعدها أمام مرشحة "حزب العمال" في انتخابات ولاية فيكتوريا عام 2018 ، وأدلت بتصريحات صحفية قالت فيها: إن "حزب العمال" شن "حملة قذرة" ضدها، لكنها أقرت بأن "التغطية السلبية بسبب فضائح الحزب الداخلية" ساهمت أيضا في هزيمتها.
اختيرت في مجلس الشيوخ الاسترالي عن ولاية فيكتوريا منذ عام 2020، وهي أول عضو مجلس شيوخ من السكان الأصليين من تلك الولاية، وأول برلمانية فيدرالية من السكان الأصليين من "حزب الخضر".
أعيد انتخاب ليديا في الانتخابات الفيدرالية عام 2022، من قبل "حزب الخضر" كنائبة لزعيمه في مجلس الشيوخ. ويبدي الحزب الإعجاب بهذه الشخصية السياسية ويعتبره تمثيلا مشحونا بنشاط سياسي جذري ونضالي، يذكر بشدة بـ"حركة القوة السوداء" التي ظهرت في الستينيات والسبعينيات.
ورغم دعم الحزب لها غير أنها انسحبت منه بسبب خلافات حول مقترح "صوت السكان الأصليين في البرلمان" وبقيت عضوا مستقلا في مجلس الشيوخ، وفي بيان لها، صرحت قائلة: "لدى هذا البلد حركة سيادة سوداء قوية، مليئة بالمحاربين الأقوياء والملتزمين، وأريد أن أمثل هذه الحركة تمثيلا كاملا في هذا البرلمان. لقد أصبح واضحا لي أنني لا أستطيع القيام بذلك من داخل حزب الخضر".
وتثير تعليقاتها حول النظام الاستعماري في أستراليا ردود فعل متباينة ويظهر بعض أفراد مجتمع السكان الأصليين في فيكتوريا معارضة لها بسبب نفوذها المتزايد في السياسة التقدمية، ففي عام 2021، عقب حريق ألحق أضرارا بمبنى البرلمان القديم في كانبرا، قالت في تغريدة: "يبدو أن النظام الاستعماري يحترق. عام سعيد للجميع ستبقى أرض السكان الأصليين دوما". وبعد انتقادات أعضاء في من الائتلاف و"حزب العمال" حذف ثورب التغريدة.
وفي مقابلة أُجريت معها في عام 2022، صرحت بأن البرلمان "ليس لديه إذن بالتواجد هنا في أستراليا"، وأنها عضو في البرلمان "فقط لتتمكن من التسلل إلى المشروع الاستعماري". وأضافت أن العلم الأسترالي "ليس لديه إذن بالتواجد" في البلاد.
خصومها يصفون هذه التصريحات بأنها "مثيرة للانقسام" و"طفولية"، وسط دعوات بإقالتها من البرلمان.
وأثناء أدائها القسم كاسيناتور، أضافت ثورب عبارة "الاستعمار" في قسم الولاء المطلوب للملكة إليزابيث الثانية، قائلة :"أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا ومخلصا للولاء لصاحبة الجلالة (المستعمرة) إليزابيث الثانية، ملكة أستراليا، وورثتها وخلفائها وفقا للقانون".
وتوجت موقفها من بريطانيا العام الماضي حين قاطعت الملك تشارلز الثالث أثناء زيارته الملكية لأستراليا، وبعد أن أنهى خطابه في مبنى البرلمان الأسترالي، صارخة في القاعة الممتلئة بالحضور: "هذه ليست أرضك، أنت لست ملكي" واتهمته بـ" الإبادة الجماعية"، وبينما كانت ترافقها قوات الأمن، سمعت تصرخ قائلة: "اللعنة على المستعمرة".
هذه الحادث جعلت ليديا تتصدر عناوين الصحف العالمية وجذبت اهتماما واسع النطاق، مما سلط الضوء على نشاط ثورب الطويل ومعارضتها للنظام الملكي وللاستعمار.
وكانت أستراليا مستعمرة بريطانية طوال أكثر من قرن من الزمان، وهي الفترة التي قتل فيها الآلاف من السكان الأصليين، وشرد كثيرون منهم. ومنذ عام 1901، أصبحت أستراليا دولة مستقلة، لكنها تظل عضوا في الكومنولث، وتعترف بالسيادة البريطانية كرئيسة فعلية للدولة.
وكثيرا ما عوقبت ثورب من مجلس الشيوخ بسبب مواقفها الحادة والمباشرة والصريحة من أعضاء المجلس ومن الحكومة، ووصفت مثل هذه العقوبات بـ "الإجراءات التأديبية الاستعمارية" وبأنها "وسام شرف"، وأن مجلس الشيوخ "مكان عمل شديد العنف يتألف في معظمه من رجال بيض يرتدون بدلات، وينظرون بازدراء إلى أشخاص مثلي".
لا تتوانى ثورب عن إعلان مواقفها من القضايا السياسية الخارجية، وفي مقدمتها فلسطين والحرب الوحشية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة بدعم غير مشروط من الولايات المتحدة الأمريكية، فغالبا ما تدخل مجلس الشيوخ عبر قاعة الصحافة وتهف بكل قوة "فلسطين حرة" رافعة قبضتها رمزا قويا للتحدي.
تدعو باستمرار، وعبر التجمعات والتظاهرات التي شهدتها أستراليا، لوقف الحرب الفاشية على القطاع، تقول ثورب: "شعبنا يقف بتضامن كامل مع إخوتنا وأخواتنا الفلسطينيين. نحن نفعل ذلك منذ 50 عاما، منذ أن أدرك جيلي التشابه التاريخي بين تجربتنا وتجربتكم في مع الاستعـمار الاستيطاني المتوحش الذي اجتاح أرضنا واحتلها.. اقترفوا إبادة جماعية في أستراليا ويبـيدون أوطانكم. لذا نقف معكم".
وظهرت ثورب مرتدية الكوفية الفلسطينية في مجلس الشيوخ، وقارنت الحكومة الأسترالية بدولة الاحتلال باعتبارها "المحتل غير الشرعي لهذه الأراضي" في خطاب حماسي تعهدت فيه بدعم فلسطين، وقالت إنها تتعاطف مع الشهداء.
معتبرة إن الفلسطينيين "يعيشون مع صدمة أجيال من الحرمان، وهم مستمرون في النضال من أجل السيادة والتحرير واستعادة الأرض، كما يفعل الشعب الأول في هذا البلد".
و دعت حكومة بلادها إلى الاعتراف بسيادة دولة فلسطين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني.
وأثارت ثورب الانتباه أيضا بحديثها عن وحشية القوة العسكرية الإسرائيلية وانتهاكاتها المستمرة لحقوق الفلسطينيين وقتل أعداد كبيرة من الفلسطينيين، بما في ذلك الأطفال والنساء.
ورحبت بتغيير الخطاب الحكومي الاسترالي الأخير الذي أكد على ضرورة إنهاء الاحتلال واعترف بأنه غير قانوني بموجب القانون الدولي".
فيديو وصورة ليديا وهي ترتدي الكوفية الفلسطينية انتشرت بشكل كبير عبر منصات التواصل وحين نزعت الكوفية عن كتفها ظهر "تي شيرت" كتب عليه أوقفوا الإبادة الجماعية.
في مقابلة أجريت معها عام 2018، قالت ثورب: "لقد ولدت في عالم السياسة، ولا أعرف شيئا آخر" . لذلك لا يبدو أنها ستتوقف يوما عن مواجهة الاستعمار القديم ممثلا ببريطانيا والاستعمار الحديث والمستمر ممثلا بكيان الاحتلال.