قتل 25 شخصا غالبيتهم من المسلحين الموالين للنظام في اشتباكات استمرت لساعات عدة مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في محافظة دير الزور في شرق سوريا، وفق ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، الثلاثاء.

وأسفرت المواجهات التي استمرت حتى فجر الثلاثاء، عن مقتل 21 عنصرا من المسلحين وثلاثة من قوات سوريا الديمقراطية وسيدة.

 

وأصيب 42 شخص، وهم 4 مدنيين بقصف مدفعي للنظام و26 من عناصر المسلحين المحليين، و12 من قوات سوريا الديمقراطية في الاشتباكات الدائرة، حسبما ذكر المرصد.

وتأتي هذه المواجهات بعد قرابة ثلاثة أسابيع من اشتباكات دارت على مدى أيام عدة في المنطقة ذاتها بين قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف فصائل كردية وعربية مدعومة أميركيا، ومقاتلين ينتمون الى عشائر عربية وحصدت تسعين قتيلا، وفق وكالة "فرانس برس".

والثلاثاء، قال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن "مسلحين موالين لقوات النظام السوري عبروا الإثنين نهر الفرات باتجاه مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية واشتبكوا معها".

وتضم المجموعات التي عبرت الفرات، وفق عبد الرحمن، مقاتلين عرب محليين ممن خاضوا المواجهات قبل أسابيع وانسحبوا لاحقاً إلى مناطق سيطرة النظام. 

واتهمت قوات سوريا الديمقراطية مسلحين تابعين للنظام بالتسلل "تحت غطاء من القصف المدفعي العشوائي من مدينة الميادين" إلى بلدة الذيبان.

وإثر انتهاء المواجهات التي اندلعت الإثنين، عززت قوات سوريا الديمقراطية، انتشارها في المنطقة، وأعلنت، الثلاثاء، "طرد مسلحي النظام من بلدة الذيبان بعد ساعات من تسللهم" من مناطق سيطرتهم.

ويقطع نهر الفرات محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، وهي ذات غالبية عربية وتوجد فيها عشرات العشائر العربية.

وتتقاسم السيطرة عليها قوات سوريا الديمقراطية على الضفة الشرقية للفرات، وقوات النظام التي تساندها فصائل موالية لطهران على الضفة الغربية.

وفي نهاية أغسطس، اندلعت اشتباكات بعد عزل قوات سوريا الديمقراطية لقائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها، ما أثار غضب مقاتلين محليين عرب ينتمون إلى عشائر في المنطقة.

وشددت قوات سوريا الديمقراطية في حينه أن لا خلاف مع العشائر العربية، واتهمت النظام السوري بدعم المقاتلين المحليين وإرسال تعزيزات لهم.

وبعد قرابة أسبوع من المواجهات، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية التي قاتلت لسنوات مع مقاتلين عرب في صفوفها تنظيم "داعش"، انتهاء العمليات العسكرية بعد بسط سيطرتها على الذيبان، آخر بلدة تمركز فيها المقاتلون بقيادة أحد شيوخ العشائر.

وإثر انتهاء المواجهات، أعلن قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، تكليف شيوخ عشائر بالتواصل مع الشيخ الداعم للمسلحين، وأكد أن قواته ستعمل على "إعلان عفو عن الموقوفين"، ودعا "سكان المنطقة لتوخي الحذر وتجنب الانجرار للفتن".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: قوات سوریا الدیمقراطیة دیر الزور

إقرأ أيضاً:

حملت الطابع الرسمي..هذه أهداف زيارة نواف سلام إلى سوريا

سوريا- خلَّف النظام السوري السابق والحرب التي امتدت لسنوات عددا من الملفات الشائكة بين الجارتين سوريا ولبنان، وعقب سقوط النظام وقعت اشتباكات ومناوشات بين طرفَي حرسَي الحدود اللبناني والسوري، فُتحت على إثرها قنوات التواصل بين البلدين لحل هذه الملفات وإلغاء المشاكل التي كان أبرزها ضبط الحدود وترسيمها وإغلاق المعابر غير الشرعية إضافة لملف المختفين والسجناء.

وفي زيارة تُعد الأولى والرسمية استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام والوفد المرافق له في قصر الشعب بالعاصمة السورية دمشق لبحث عدد من الملفات الشائكة بين البلدين.

وقال مصدر خاص للجزيرة نت إن الزيارة بمثابة فتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين سوريا ولبنان وعدم التدخل في الشؤون الداخلية من بعضهما لبعض "لأن قرار سوريا لسوريا وقرار لبنان للبنانيين لاستعادة الثقة وحسن الجوار".

شعب واحد

وأضاف المصدر ذاته أن من أهم الملفات التي بُحثت على طاولة النقاش بين البلدين هي ضبط الحدود وترسيمها برا وبحرا وضبط عمليات التهريب غير الشرعية، إضافة لملف المفقودين والمعتقلين.

وأشار إلى أن ملفات أخرى تمت مناقشتها، بينها فتح خطوط التجارة والتبادل في المجالات التجارية إضافة لاستجرار النفط والغاز وبحث ملف فتح خطوط الطيران المدني بين البلدين.

إعلان

بدوره، قال رئيس الهيئة السياسية في محافظة إدلب أحمد بكرو، للجزيرة نت، إن العلاقة بين سوريا ولبنان علاقة "شعب واحد" موزع على بلدين تربطهما ببعضهما علاقات تاريخية وثقافية ويجمعهما نسيج اجتماعي متجانس، و"لكن هناك تحديات أمنية وسياسية واقتصادية بين الدولتين خلفها النظام البائد".

وأضاف بكرو أن هذه الزيارة "مهمة" كونها ستبحث "أهم الملفات"، وهي ترسيم الحدود. وتابع "بمجرد إعادة النظر بالاتفاقية بين البلدين بتبعية هذه المزارع لسوريا سيتم حينها إبطال ذريعة وجود حزب الله في سوريا وعلى الحدود".

ولفت أن سوريين كثيرين في لبنان بحاجة لتهيئة الظروف المناسبة لعودتهم إلى بلدهم سوريا والحفاظ على حقوقهم وسجلاتهم الرسمية، إضافة إلى ضبط الحدود بين البلدين.

بلدة مجدل عنجر مع نقطة المصنع ووادي القرن الفاصل بين لبنان وسوريا حيث تعد الحدود الملف الأساس بين البلدين (الجزيرة) خطر التهريب

وثمة خطر أساسي -حسب بكرو- يستوجب ضبط الحدود والمعابر غير الشرعية، لأنها مصدر لتهريب الحشيش وتجارة الكبتاغون.

وأوضح أن التنسيق السياسي بين البلدين مهم جدا فيما يتعلق بالعمق العربي والموقف من إسرائيل، إضافة لحفظ الحقوق بين الشعبين في الانتقال وممارسة النشاطات الاقتصادية لقرب البلدين بعضهما من بعض والترابط الشعبي بين البلدين.

من جهته، يرى الباحث السياسي بسام السليمان أن الزيارة تشكل أساسا لعلاقة جديدة متوازنة بين الدولتين والشعبين السوري واللبناني اللذين كانا يشتركان بالضرر من النظام السوري المخلوع، لكن نتائجها لن تكون "فورية" بل تحتاج لوقت طويل بسبب التراكمات التي تركها النظام البائد.

وأضاف للجزيرة نت أن ملف الحدود "شائك جدا" بسبب تداخل الجغرافيا والديموغرافيا، ولا تقنية ستعيق تنفيذ الحلول التي ستوضع بشكل سريع إنما ستأخذ وقتا لحلها، و"لكن وجود الأرضية المشتركة بالاحترام المتبادل دولة لدولة بين الطرفين سيشكل انسجاما ويساهم بحل المشاكل العالقة".

إعلان "عوائق محلية"

وأشار السليمان إلى أن ثمة رغبة بين الدولتين لحل المشاكل بشأن ضبط الحدود ومنع التهريب رغم أن "عوائق محلية" ستعمل على خلق مشاكل لبقاء التوتر بين الدولتين .

وفي السياق، قال الباحث السياسي في الشأن السوري رضوان الأطرش، إن زيارة نواف سلام إلى سوريا تُعد "الأولى الرسمية" إلى الحكومة السورية الجديدة التي سبقتها زيارة الرئيس نجيب ميقاتي، ولكنها (هذه الزيارة) تحمل "الطابع الرسمي" وستكون فاعليتها أكثر أهمية.

كثير من النازحين السوريين في لبنان يعكفون على العودة لبلدانهم (مواقع التواصل )

وأشار الأطرش في حديثه مع الجزيرة نت لوجود مجموعة من المشاكل العالقة بين النظام السابق ولبنان، أبرزها ترسيم الحدود والمجلس الأعلى السوري اللبناني، إضافة إلى عقبات أخرى مثل المعابر غير الرسمية، وملف السوريين النازحين إلى لبنان بسبب الحرب مع ضمان العودة الآمنة والطوعية لهم برعاية المجتمع الدولي والأمم المتحدة.

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • أمريكا تبدأ سحب قواتها من سوريا
  • وزير الداخلية السوري يعلن إحباط مشروع انقلاب خطط له ضباط النظام المخلوع
  • وزير الداخلية السوري يكشف إحباط "مشروع انقلاب"
  • مجالس الصلح في سوريا.. تساند القضاء وتحل النزاعات وديا
  • سقوط شهداء وجرحى.. قصف إسرائيلي يستهدف عدة مناطق في مدينة غزة
  • تفكيك الألغام واختبار سوريا الصعب
  • حملت الطابع الرسمي..هذه أهداف زيارة نواف سلام إلى سوريا
  • وزير الخارجية يبحث هاتفيًا مع نظيره السوري مستجدات الأوضاع في المنطقة
  • فتح الطرق المؤدية إلى حيي الأشرفية والشيخ مقصود في حلب تنفيذاً للاتفاق الموقع بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية
  • سوريا ولبنان.. من الجوار الصعب إلى التعاون