مقدمة الترجمة

لدى العديد من المليارديرات وأصحاب الشركات الكبرى حول العالم اليوم اعتقاد راسخ بأن الديمقراطية تقف عائقا أمام ازدهار أعمالهم، وأن تبنّي أنظمة غير ديمقراطية مهم لخلق مجتمعات منتجة ومزدهرة اقتصاديا، ولا تُعد أميركا نفسها ومليارديرات وادي السيليكون استثناء من ذلك في نظر المؤرخ "كوين سلوبوديان" الذي يستعرض كل ذلك في كتابه "رأسمالية مُتصَدِّعة: راديكاليو السوق وحلم عالم بلا ديمقراطية" (Crack-Up Capitalism: Market Radicals and the Dream of a World without Democracy)، ويقدم آدم لووِنستين، الكاتب المهتم بقضايا المناخ ورأس المال ونفوذ الشركات، مراجعة لهذا الكتاب، نشرتها مجلة "الأتلانتيك" الأميركية.

نص الترجمة

بحلول عام 2017، كان الممول الملياردير "راي داليو" قد وضع شركته "بريدج ووتر وشركاه" على رأس أكبر صناديق التحوُّط في العالم (التي تُعرف أيضا بالمَحَافِظ الوقائية). وعلى غرار الكثير من المديرين التنفيذيين الأثرياء، كان "راي" قد بدأ أيضا إعادة تعريف نفسه باعتباره "رائدا فكريا" يشتبك باستمرار مع موضوعات مثل الجغرافيا السياسية والتعليم الحكومي وثقافة بيئة العمل.

في خريف ذلك العام، أجرى "مايكل ميلكِن"، ملياردير آخر شبيه قضى مؤخرا عقوبة بالسجن على خلفية تهم احتيال، مقابلة مع داليو، وعلى المسرح المضيف للمقابلة في مدينة سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا، أشاد داليو بـ"لي كوان يو"، الذي يُعد مؤسس سنغافورة الحديثة، قائلا إنه "على الأرجح أعظم زعيم في الخمسين أو المئة سنة الماضية". لقد حوَّلت فترة حُكم "لي" سنغافورة في غضون ثلاثة عقود مما سمّاه داليو "مستنقع موبوء بالبعوض" إلى اقتصاد نشط يبلغ فيه نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي أكثر من نظيره في الولايات المتحدة. وقال داليو: "إنه كان رجلا قويا بحق، ففي ظِل حُكمه ساد الحزم والصرامة فيما يتعلق بمعنى أن تكون مواطنا صالحا". بالنسبة لنُقَّاد "لي"، فإن ما فعله ليس ببعيد عن الحكم الاستبدادي.

تُصنَّف سنغافورة اليوم بأنها دولة "حرة جزئيا" بحسب منظمة "فريدوم هاوس" لحقوق الإنسان. وقد تولَّى حزبُ "العمل الشعبي" الحاكم السلطةَ منذ تولي "لي" الرئاسة عام 1959، كما أن نجله "لي شيَن لونغ" يتولَّى رئاسة الوزراء منذ عام 2004، ونادرا ما يُسمح بالاحتجاجات السياسية في البلاد. وقد قال "لي" الأب يوما ما: "نحن مَن نقرر ما الصواب، ولا نضع في الحسبان ما يراه الشعب".

في الوقت نفسه، تُعد سنغافورة قوة اقتصادية، والفضل في ذلك جزئيا يرجع إلى تكاملها العميق مع السوق المالية العالمية، وتدفقاتها الضخمة من رأس المال الدولي، وإنتاجية مئات الآلاف من العمال المهاجرين مسلوبي الحقوق المُكدَّسين في مساكن مُشتركة رخيصة. بالنسبة إلى مجموعة صغيرة ذات نفوذ من المسؤولين التنفيذيين بالشركات الكُبرى، إلى جانب عدد من المستثمرين وذوي الأيديولوجيا المتحررة، فإن "ديكتاتورية سنغافورة الرحيمة" كما سمّاها أحدهم تُقدم نموذجا لما يمكن أن يكون عليه نظام تُحرِّكه قواعد السوق حينما لا تُشكِّل المخاوف بشأن الديمقراطية عائقا على الطريق. في كتابه الجديد "رأسمالية متصدعة: راديكاليو السوق وحلم عالم بلا ديمقراطية"، يُركِّز "كوين سلوبوديان" على هذه الشخصيات، ويضعها في بوتقة واحدة ويُطلِق عليهم "راديكاليو السوق"، الذين يبدو أن تأثيرهم في اليمين السياسي آخذ في النمو.

الرأسمالية الراديكالية.. من تاتشر إلى وادي السيليكون

يسعى سلوبوديان، مؤرخ الفِكر بكلية "ويليسلي" الأميركية، إلى فهم كيفية تقويض راديكاليي السوق للديمقراطية، ويولي تحليله تركيزا خاصا على رؤية بعينها يرى أنها مشتركة بين مجموعة متنوِّعة من الشخصيات، تتضمن رئيسة وزراء بريطانيا السابقة "مارجرِت تاتشر" ومليارديرَيْ وادي السيليكون "بيتر ثيل" و"مارك أندرسِن". وتتفاوت طريقة التعبير عن هذه الراديكالية تفاوتا كبيرا.

فهناك مديرون تنفيذيون ومستثمرون يجوبون العالم بحثا عن ملاذات لمضاعفة ثرواتهم، ومع أنهم ربما لا يعارضون الديمقراطية بقوة، لكنهم بالفعل ينظرون إلى الحريات المدنية والسياسية باعتبارها أمورا ثانوية تأتي بعد سلاسة الاقتصاد واستقرار المجتمع، بل ويردد بعضهم مقولة أكثر الاقتصاديين مناصرة للحرية المطلقة للاقتصاد، "ميلتون فريدمان"، الذي أعرب ذات مرة عن أسفه من أن "الديمقراطية السياسية تنطوي على عوامل من شأنها تدمير الحرية الاقتصادية". على الجهة الأخرى الأكثر تطرفا، هناك شخصيات ذات أيديولوجيا متحررة على غرار حفيد فريدمان، "باتري"، الذي يؤيد ما يُعرَف بـ"التملك البحري بوضع اليَد" (Seasteading)، أي إنشاء مجتمعات انفصالية (لا تفرض الضرائب) تتأسس على مواقع في المياه الدولية، ومن ثمَّ لا تكون أسيرة القوانين واللوائح التطفُّلية التي لا تناسب مؤسسي هذه المجتمعات.

كتاب "رأسمالية متصدعة: راديكاليو السوق وحلم عالم بلا ديمقراطية" لـ "كوين سلوبوديان" (مواقع التواصل)

حسبما يوضح كتاب "رأسمالية متصدعة"، فإن ما يوحد راديكاليي السوق هو القناعة بضرورة تشكيل مجتمعات تعطي الأولوية لرؤوس الأموال على حساب الشعوب. ويرسم الكتاب ملامح الجَبْرية العميقة بشأن الديمقراطية -وأحيانا الازدراء الصريح لها- المترسخة في قرارة الكثير من راديكاليي السوق. وكما يصوغ سلوبوديان المسألة، فإنهم يعتقدون أن الديمقراطية، أي الحكم الذاتي الذي يتسم بمشاركة المواطنين، والحريات المدنية والسياسية، وتدابير الحماية للناس، وممثلي الشعب المتجاوبين وحتى المُلزَمين بتنفيذ مطالب الشعب؛ لا توفر بيئة مناسبة لتحقيق أقصى أرباح مُمكنة.

ومع ذلك، فإن مناهضة الديمقراطية لا تنطوي على مناهضة الحُكم، فكما اتضح من المطالب المستميتة للرأسماليين المغامرين وغيرهم من المستثمرين الأثرياء بوضع خطة تنقذهم من بنك وادي السيليكون، فإن راديكاليي السوق يهتمون بسلطة الدولة ومواردها، ما دامت السلطة تعطي الأولوية لقدرتهم على ممارسة التجارة. وقد كتب سلوبوديان: "إنهم لا يهدفون إلى توجيه ضربة مدمرة للدولة، بل إلى الاستحواذ عليها وتفكيكها وإعادة بنائها تحت ملكيتهم الخاصة". ويشير كتاب "رأسمالية متصدعة" إلى طموح راديكاليي السوق، الذي يفوق كل شيء آخر، في استغلال حقوق العمال والمواطنين، وعدم الاستقرار السياسي، والقيود على تدفق رأس المال، ووضع موارد الدولة -سواء كانت البشرية أو الأراضي أو النظام القضائي- تحت تصرفهم. ويعتقد هؤلاء أن هذا النهج سينتج عنه في المقابل مجتمع أكثر ازدهارا ذو مزايا ستعود على الجميع في نهاية المطاف.

في الفترة التي سبقت تصويت بريطانيا على مغادرة الاتحاد الأوروبي عام 2016، كان الكثير من المؤيدين للبريكسِت يعتقدون أنه بمجرد التحرر من قوانين الاتحاد الأوروبي ستصبح بريطانيا نسخة من "سنغافورة على نهر التَايمز". ولكن كما أوضح سلوبوديان، حَمَل هذا التصور الخيالي فَهما معكوسا للأمر، إذ لا ينبع ازدهار سنغافورة الاقتصادي من "غياب" الدولة، بل اعتمد نموها جزئيا على إحكام الحكومة سيطرتها على الشعب اجتماعيا وسياسيا.

اقتصاد بلا سياسة يرى الكثير من راديكاليي السوق أنهم يقاتلون لتحرير الإنسانية وتخليص الأسواق من طغيان الحكومة والبيروقراطية. (شترستوك)

لا تعدو سنغافورة كونها إحدى دول العالم العديدة ذات النظام القضائي الذي تستخدم فيه الحكومة سلطتها للتخلص من القواعد والقوانين التقليدية، لا سيما تلك المتعلقة بالضرائب. وتوجد هذه "الجيوب" حول العالم لكنها تتفاوت من حيث حجمها ونطاقها وخصائصها. وقد تكوَّن بعضها، منها سنغافورة وليختنشتاين، على هيئة دول مستقلة، فيما تكوَّن بعضها الآخر على شكل مشروعات تنموية تلقى ترويجا واسع النطاق، مثل منطقتي "كناري وارف" في لندن و"هَدسون ياردز" في نيويورك. ولا تزال هناك مناطق أخرى بالكاد تلحظها عين، فربما تكون شديدة الصغر ولا تتجاوز عددا ضئيلا من البنايات.

أسَّست التخفيضات الضريبية التي أقرَّها ترامب عام 2017، على سبيل المثال، "مناطقَ فُرَص" كان من المفترض لها بحسب "دائرة الإيرادات الداخلية" (مصلحة الضرائب الأميركية) "تحفيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل في المجتمعات منخفضة الدخل إلى جانب توفير مزايا ضريبية للمستثمرين". وفي تلك المناطق، تدعم الحكومة الأميركية المستثمرين من القطاع الخاص بالسماح لهم بتجنب دفع ضرائب على أرباح رأس المال في حال حافظوا على استثماراتهم لمدة عقد على الأقل. (وتوجد حاليا أكثر من 8700 منطقة فرص في أنحاء الولايات المتحدة، وتضم العاصمة واشنطن وحدها 25 منطقة منها).

بعض تلك المناطق التي تلقى تقديرا كبيرا من راديكاليي السوق موجودة في دبي. وعلى غرار سنغافورة، ترحب الإمارة الخليجية ترحيبا كبيرا بالأموال الأجنبية، كما أنها سريعة التجاوب مع رغبات الشركات والمستثمرين. هذا إلى جانب استعدادها للحفاظ على أنظمة قضائية مختلفة، ما يسمح للمستثمرين والشركات بانتقاء الترتيب الأفضل والأنسب لها.

بيتر ثيل، المؤسس المشارك لشركة PayPal وPalantir Technologies وFounders Fund (غيتي)

الأهم من ذلك كله هو أن دبي، التي تُحكم بنظام ملكي، آمنة عموما من أي تهديد للاستقرار السياسي أو المعارضة. أما منطقة جبل علي الحرة في دبي، وهي ميناء ضخم يضم صناعات تتضمن سلع التجزئة، والبتروكيماويات، والبترول والغاز، ويُوصف الميناء بأنه "أكبر منطقة تجارية حرة في العالم"؛ فإنها تجذب المستثمرين من أنحاء العالم بفضل غياب الضرائب على دخول الأفراد أو الشركات، وأيضا بفضل العمالة الرخيصة وقلة الرقابة على حقوق العمال. هذا الخليط من السمات جعل دبي ومثيلاتها مراكز لرأس مال المستثمرين ومصالح الشركات. لكن دبي جذبت أيضا فئة أخرى من راديكاليي السوق، وهم التحرريون الذين يجدون إلهاما في نموذجها "غير الديمقراطي". فمن بين أشد المعجبين بدبي مهندس البرمجيات والمدون "كُرتِس يارفِن"، الذي يُشار إليه أحيانا باسم شهرته "مِنسيوس مولدبَغ"، وقد وصف دبي باعتبارها دليلا على أن "السياسة ليست ضرورية لخلق مجتمع حديث حر ومستقر ومُنتِج".

لعل يارفِن ليس اسما معروفا لدى معظم الأميركيين، لكنه جذب انتباه بعض أقوى الشخصيات اليمينية، ومنها "ستيف بانون"، و"تاكر كارلسون"، و"بيتر ثيل"، وهو أحد أسخى المانحين للحملات الانتخابية التابعة للجمهوريين في الدورات الانتخابية مؤخرا. وفي عام 2022، كتب ثيل (وهو صديق يارفِن) أنه "لا يؤمن بانسجام الحرية مع الديمقراطية"، كما استثمر عشرات الملايين من الدولارات في حملات عضوي مجلس الشيوخ "جيمز ديفيد فانس" و"بلَيك ماسترز"، اللذين أشادا بأعمال يارفِن بحسب تقرير لموقع "ڤوكس". حتى إن يارفِن دعا في مدونته إلى استلهام الولايات المتحدة بعض مزايا دبي الأكثر نيلا لإعجابه -وبالتحديد الحُكم غير الديمقراطي-، إذ يُصبَح مثاليا من وجهة نظره أن يحكم الولايات المتحدة مدير تنفيذي "دون أي تدخل من الكونغرس أو القضاء". ولا ينحصر وجود هذه الرؤية للعالم في فضاء الإنترنت فحسب، إذ يرجح سلوبوديان أنها بدأت تتغلغل في أحد أكبر الأحزاب الأميركية.

يقول الكثير من راديكاليي السوق إنهم يقاتلون لتحرير الإنسانية وتخليص الأسواق من طغيان الحكومة والبيروقراطية. ويزعم المفكرون والمستثمرون، لا سيما المنبثقين عن وادي السيليكون، أنهم يخترقون الدولة لجعلها أكثر كفاءة وفاعلية. بيد أنه بحسب سلوبوديان فإن الكثير من هؤلاء الذين اعتبروا أنفسهم من دعاة الثورة على الوضع القائم، هم في الواقع لا يريدون سوى الثورة على القواعد مثل الحريات المدنية والسياسية، التي ربما تهدد مصالحهم.

___________________________________________

ترجمة: هدير عبد العظيم

هذا التقرير مترجم عن The Atlantic ولا يعبر بالضرورة عن موقع ميدان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة وادی السیلیکون أن الدیمقراطیة رأس المال الکثیر من الذی ی

إقرأ أيضاً:

وزير العدل:العراق “أفضل دولة في العالم تحترم حقوق الإنسان”!!!

آخر تحديث: 28 يناير 2025 - 11:06 صبغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد وزير العدل خالد شواني، الثلاثاء، أن الحكومة العراقية تسير بخطى ثابتة لتعزيز حقوق الإنسان، وضمان العدالة والمساواة لجميع أفراد الشعب العراقي.وذكرت وزارة العدل في بيان : أن “وزير العدل خالد شواني، ترأس وفد جمهورية العراق لمناقشة التقرير الرابع للاستعراض الدوري الشامل في جنيف، وذلك في إطار تنفيذ التوصيات التي قبلها العراق خلال الاستعراض الدوري الشامل بدورته الثالثة، وعرض الجهود المبذولة والتقدم المحرز في مجال حقوق الإنسان على المستوى التشريعي والتنفيذي والقضائي”.وأضافت، أنه “خلال كلمته التي توجه بها لرئيس المجلس والأعضاء وممثلي الدول، أكد شواني أن العراق استطاع الانطلاق نحو الاستقرار والبناء والتنمية، حيث تم إجراء انتخابات برلمانية مبكرة سنة 2021 نتج عنها تشكيل حكومة توافقية مثلت جميع مكونات المجتمع العراقي، وكذلك إجراء انتخابات مجالس المحافظات غير المنتظمة بإقليم سنة 2023، وإجراء انتخابات برلمان اقليم كردستان سنة 2024”.وقال شواني بحسب البيان: إن “حكومة العراق تسير وفق منهاج يولي ملف حقوق الإنسان أهمية بالغة، ويتضمن محاور عدة، منها إصلاح القطاعات الاقتصادية والمالية والخدمية، ومعالجة الفقر والبطالة ومكافحة التضخم، وتطوير قطاعات الصحة والتربية والتعليم، ومعالجة أزمة السكن وخدمات البنى التحتية وإرساء الأمن والاستقرار وتعزيز سيادة القانون ومعالجة ملف النازحين وإعمار المناطق المحررة من تنظيم داعش الإرهابي”.وأشار إلى، أن “حكومة العراق اهتمت بالتحول الرقمي والحوكمة الالكترونية؛ لمواكبة التطور العالمي بهذا المجال وإشاء آليات وبرامج ومنصات، تهدف إلى تطوير الإجراءات والمعاملات الحكومية وتبسيطها ونقلها من الأطر التقليدية إلى الأطر التقنية المتقدمة، من خلال الاستخدام الأمثل لعناصر التكنولوجيا ونظم شبكات الاتصال والربط الالكتروني؛ للارتقاء بكفاءة العمل وتبسيط الإجراءات، بما يسهم في تقديم الخدمات العامة للمواطنين بشكل أفضل”.
وتابع شواني، أنه “تم إنجاز عملية التعداد العام للسكان والمساكن سنة 2024، بعد أن قدمت الحكومة كل وسائل الدعم المادي والإداري لإنجاحه؛ كونه يمثل خطوة مهمة في تحقيق خطوات التنمية الشاملة، تعزز بها معايير حقوق الإنسان في الإجراءات والسياسات العامة، وكانت نتائجه الأولية أن عدد السكان حوالي (45) مليون نسمة وعدد الأسر حوالي (8) ملايين ومتوسط حجم الأسرة (5,7) فرداً، كما بلغ معدل النمو السكاني في العراق حالياً (2,33%)”. كما لفت رئيس الوفد إلى، “سعي الحكومة لتطوير القطاع الاقتصادي من خلال عدد من الخطط والسياسات والمشاريع التي تسهم في زيادة الناتج المحلي وتنويع موارده، مثل إكمال المراحل الأولى من ميناء الفاو الكبير، والعمل على إنشاء طريق التنمية بالشراكة مع دول الجوار، وطريق ربط بري وسككي مع الدول المشتركة في المشروع، وتأهيل ودعم القطاع الصناعي فضلاً عن دعم قطاع الزراعة، وكذلك تطوير بيئة الاستثمار وتوفير التسهيلات للمشاريع الاستثمارية، حيث أسهمت هذه الجهود بتنفيذ مشاريع استثمارية كبيرة في العراق، فضلا عن التطور الذي شهده ملف الطاقة”.واستدرك شواني، بأن “الحكومة عملت على وضع خطط واستراتيجيات تنموية فاعلة تنفذ وفق مدد زمنية محددة، منها السعي الجاد لتوفير السكن اللائق للمواطنين، من خلال العمل على إنشاء (52) مدينة جديدة متكاملة الخدمات بواقع (مليون ومئة ألف) وحدة سكنية، تنفذها شركات متخصصة كبرى في أغلب المحافظات العراقية”.
وذكر الوزير، أن “الحكومة عملت على تحسين واقع حقوق الإنسان في مراكز التوقيف والسجون واتخذت عددا من الإجراءات مثل: إعداد مشروع قانون العقوبات البديلة لتقليل العقوبات والتدابير السالبة للحرية، ومعالجة الاكتظاظ عبر توسعة وإنشاء عدد من السجون، والاهتمام بالجانب الصحي للنزلاء وإنشاء مستشفيات ومراكز صحية في المؤسسات الإصلاحية وتخصيص مبالغ إضافية لشراء الأدوية للمرضى، والاهتمام بالجانب التربوي والتعليمي ومنح فرصة التعليم المجاني للنزلاء وفتح صفوف دراسية متكاملة في السجون بالتعاون بين وزارة العدل ووزارتي التربية والتعليم العالي، وكذلك إصدار تعليمات تشغيل النزلاء لتدريبهم مهنياً وتوفير فرص عمل تسهم في إعادة إدماجهم بالمجتمع لاحقاً، فضلا عن إنشاء آلية شكاوى في السجون متاحة للنزلاء للإبلاغ عن انتهاكات حقوق الإنسان، بالإضافة إلى أن العراق يمتلك سلطة قضائية مستقلة تمارس مهامها بمهنية واستقلالية تامة، لتوفر ضمانات التقاضي من خلال تطبيق معايير حقوق الإنسان المقرة في الدستور والتشريعات الوطنية والمواثيق الدولية”.
وأضاف، أن “العراق عمل على تطوير البنية التشريعية والقانونية انسجاما مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان من خلال صياغة وإعداد وتشريع عدد من القوانين مثل قانون المساعدة القانونية الذي يهدف إلى تقديم المساعدة القانونية للفئات الهشة والضعيفة، وتعديل قانون العفو العام لشمول عدد كبير من النزلاء المحكومين باعادة الإدماج إلى المجتمع، ومشروع قانون حرية التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي، ومشروع تعديل قانون إصلاح الأحداث لرفع المسؤولية الجنائية للأحداث تماشياً مع معايير حقوق الإنسان، وكذلك مشروع تعديل قانون مكافحة الاتجار بالبشر”.
ونبه شواني، بـ “حرص العراق على التعاون الجاد والفعال مع المجتمع الدولي من خلال تنفيذ عدد من البرامج والزيارات، منها زيارة المفوض السامي لحقوق الإنسان وممثل الأمين العام للأمم المتحدة المعني بالأطفال والنزاعات المسلحة، فضلاً عن تنفيذ برامج عمل مشتركة مع وكالات الأمم المتحدة في قطاعات عديدة مثل التعاون الوثيق مع فريق التحقيق الدولي (يونتاد) وتقديم الوسائل كافة لتسهيل إنجاز مهمته، وحرص العراق بعد انتهاء عمل الفريق على إحالة الملف إلى مجلس القضاء الأعلى لتنفيذ الخطوات اللاحقة في مجال الإدانة والمحاكمة لعناصر كيان داعش الإرهابي، فضلاً عن تأسيس المركز الوطني للتعاون القضائي الدولي، إضافة إلى جهود العراق في تنفيذ خطته الوطنية مع الفريق القطري للأمم المتحدة الخاصة بمنع تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة، والتي أفضت إلى خروج العراق من قائمة البلدان المنتهكة لحقوق الأطفال في التقرير الأخير الصادر عن الأمين العام للأمم المتحدة، كما اهتمت الحكومة بملف مكافحة الاتجار بالبشر من خلال وضع استراتيجيات وخطط تنفيذية أثمرت هذه الجهود إلى خروج العراق من قائمة المراقبة الخاصة”.واختتم وزير العدل كلمته بالإشارة إلى، أن “الحكومة العراقية تسير بخطى ثابتة لتعزيز قيم ومبادئ حقوق الإنسان في أعمالها وتشريعاتها وخططها الاستراتيجية كافة لضمان الحكم الرشيد في ظل نظام ديمقراطي يضمن الحريات ويحقق العدل والمساواة والعيش الكريم لأفراد المجتمع العراقي كافة دون تمييز على أساس الجنس أو العرق أو القومية أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الوضع الاقتصادي والاجتماعي”. 

مقالات مشابهة

  • حقوق الإنسان في سوريا.. من يدافع عن الأقليات؟
  • منذر رياحنة: أنا أنتمي لعالم الخيال الحقيقي
  • موقع : عائلة مليارديرات بولندية تعتزم تشييد أطول تمثال للسيدة العذراء في العالم
  • مصر تشارك بعشرة لاعبين في بطولة سنغافورة سماش لتنس الطاولة
  • أغرب معركة طعام.. تقليد غريب لرأس السنة القمرية يشمل رمي المأكولات بالهواء طلبًا للبركة
  • معارك عنيفة واستهداف سفارات غربية.. ما الذي يجري في الكونغو الديمقراطية؟
  • "إيغل APDS".. أول طائرة مسيّرة في العالم تعمل بالبالونات
  • «عبدالعاطي»: «المراجعة الدورية» جميع دول العالم الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان تخضع لها|فيديو
  • السوق «العائم».. العالم على ضفاف الوثبة
  • وزير العدل:العراق “أفضل دولة في العالم تحترم حقوق الإنسان”!!!