إجراء 4 عمليات لزراعة القوقعة
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
العُمانية – أثير
أجرى فريقٌ طبيٌّ متخصّصٌ بمستشفى النهضة ممثلًا بقسم الأنف والأذن والحنجرة 4 عمليات لزراعة القوقعة للبالغين تحت التخدير الموضعي بالتزامن مع بدء إجراء هذه الخدمة مؤخرًا.
ووضّح الدكتور محمد بن عبدالله الرحبي استشاري جراحة أذن وأنف وحنجرة بمستشفى النهضة، لوكالة الأنباء العُمانية، أنّ هذا الإجراء يأتي لتقليص وقت العملية وتجنُّب مضاعفات التخدير العام وبخاصة لمن يعانون الأمراض المزمنة، حيث يتمُّ إدراج هذه الحالات ضمن قائمة عمليات التنويم المؤقت (الرعاية النهارية)، مشيرًا إلى أنّ الوقت المستغرق لإجراء العملية يختلف من حالة لأخرى ويتراوح بين الساعة والنصف إلى ثلاث ساعات.
وبيّن أنّ عملية زراعة قوقعة الأذن تُعرف بأنها عملية تركيب جهاز إلكتروني يُؤهّل للسمع، ويمكن أن تكون خيارًا للأشخاص الذين يعانون فقدان السمع الشديد نتيجة وجود تلف بالقوقعة.
ولفت إلى أنّ أبرز التحدّيات أثناء إجراء هذا العمليات تتمثل في وجود عيوب خَلقية بالقوقعة وعظمة الأذن، لكنها تُعدُّ من العمليات الآمنة وتكون نسبة المضاعفات فيها ضئيلة جدًّا.
وأشار إلى أنّ عمليات زراعة القوقعة بدأت في مستشفى النهضة عام ٢٠٠٠م، وتهدف لتأهيل السمع لفاقديه وخاصة الأطفال الذين يولدون بنقص شديد في السمع، موضحًا أنّ هذه العمليات تُجرى أيضًا للبالغين الذين فقدوا السمع نتيجة عطل في القوقعة بسبب التهاب أو غيرها.
وذكر أنّ المستشفى أجرى أكثر من 60 عملية زراعة للقوقعة خلال العام الماضي، ونعمل جاهدين على تقليص قوائم الانتظار للعمليات الجراحية في هذا الجانب عبر إجراء المزيد من العمليات خلال الفترة القادمة.
جدير بالذكر أنّ عمليات الزراعة تحت التخدير الموضعي أجريت من قِبل جراحيي الأذن: الدكتور محمد بن عبدالله الرحبي والدكتور يوسف بن علي السعيدي والدكتور سوبيرندرا كومار، بالتعاون مع طاقم العمليات بمستشفى النهضة.
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
دراسة: تدهور السمع قد يدق ناقوس الخطر على القلب!
يمانيون../
كشفت دراسة طبية حديثة عن علاقة مثيرة للقلق بين ضعف السمع وارتفاع احتمالات الإصابة بـقصور القلب، مؤكدة أن فقدان القدرة السمعية لا يؤثر فقط على التواصل الاجتماعي وجودة الحياة، بل قد يكون مؤشرًا مبكرًا لمشكلات صحية خطيرة تصيب القلب ذاته.
وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء البريطانية “بي إيه ميديا”، فقد أشار الباحثون إلى أن الضغط النفسي الناتج عن ضعف السمع يُعدّ عاملاً مساهماً “ملحوظاً” في تعميق هذا الخطر، ما يجعل من هذه الحالة السمعية أكثر من مجرد إعاقة حسية، بل مسألة تمسّ توازن الجسم وصحة القلب مباشرة.
تحليل شامل لأكثر من 164 ألف شخص
الدراسة التي قادها خبراء من الصين، استندت إلى بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وشملت 164,431 شخصاً، خضعوا جميعًا لاختبارات دقيقة تقيس مدى قدرتهم على السمع، وتحديداً من خلال اختبار يُعرف بـ”الاختبار الثلاثي الرقمي”، والذي يستخدم تركيبات رقمية عشوائية وسط ضوضاء مصطنعة لقياس قدرة الدماغ على تمييز الكلمات وسط الضجيج.
وبناءً على نتائج هذا الاختبار، تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات وفقاً لقدرتهم على التقاط وفهم الكلام في ظل الضوضاء، وهي طريقة دقيقة تُستخدم للكشف عن بداية تدهور السمع غير الظاهر سريريًا بعد.
نتائج صادمة بعد 11 عامًا من المتابعة
مع انطلاق الدراسة، لم يكن أي من المشاركين يعاني من قصور في القلب. لكن خلال فترة متابعة استمرت أكثر من 11 عامًا، أصيب ما مجموعه 4449 شخصاً بهذه الحالة، ما دفع الباحثين إلى تحليل الروابط الإحصائية بين ضعف السمع والإصابة بهذا المرض القلبي المزمن.
وخلصت النتائج إلى أن الأشخاص الذين يحتاجون إلى مستويات صوت أعلى لفهم الكلام – أي ممن لديهم عتبة استقبال كلام مرتفعة – كانوا أكثر عرضة للإصابة بقصور القلب مقارنة بمن يتمتعون بسمع سليم.
أجهزة السمع لا تلغي الخطر
المثير أن الخطر لم يقتصر على من يعانون من ضعف سمع غير معالج، بل شمل أيضاً من يستخدمون أجهزة مساعدة على السمع، ما يسلّط الضوء على أن المشكلة قد تتجاوز مجرد الإعاقة الحسية لتصل إلى أنظمة أعمق في الجسم، ربما من خلال تأثيرات عصبية ونفسية وهرمونية مترابطة.
وقال الباحثون:
“مقارنة بالمشاركين الذين يتمتعون بقدرة طبيعية على السمع، فإن أولئك الذين لديهم ضعف في السمع – سواء مع أو بدون أجهزة مساعدة – كانوا أكثر عرضة للإصابة بقصور في القلب، مما يشير إلى وجود آلية مترابطة معقدة تحتاج إلى مزيد من البحث”.
ماذا تعني هذه النتائج للناس؟
هذا الاكتشاف يدفع نحو إعادة النظر في التعامل مع مشاكل السمع، ليس بوصفها مجرد قضايا نوعية تتعلق بالتواصل، بل كعوامل خطر محتملة لأمراض مزمنة قاتلة. فالحفاظ على صحة السمع قد لا يكون مسألة رفاهية أو تحسين جودة الحياة فقط، بل خطوة وقائية من أمراض القلب نفسها.
وينصح الخبراء بإجراء فحوص سمع دورية خاصة لمن تجاوزوا سن الأربعين، وخصوصًا من يعانون من أمراض مزمنة أو يعيشون في بيئات صاخبة، حيث يُحتمل أن يتعرضوا لتدهور تدريجي في السمع دون أن يدركوا مدى تأثيره الصحي العميق.