الرعاية الصحية: مبدأ "الصحة للجميع" عنوان أولوياتنا.. وإدخال التحسينات مسعى دائم
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
شارك الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروعي التأمين الصحي الشامل وحياة كريمة بوزارة الصحة والسكان، في جلسة نقاشية حول "قيادة الصحة للجميع"، والتي أقيمت ضمن فعاليات المنتدى السنوي لاتحاد المستشفيات العربية الرابع والعشرين "ميد هيلث أبو ظبي" 2023، والمنعقد في إمارة أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، خلال شهر سبتمبر الجاري.
جاء ذلك ضمن مشاركة وفد مصري رفيع المستوى، ضم كلًا من الأستاذ الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس جمهورية مصر العربية لشئون الصحة والوقاية والدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، والدكتور أمير التلواني، المدير التنفيذي للهيئة، وعدد من القيادات الصحية بهيئة الرعاية، والقطاع الصحي المصري الخاص، في المنتدى السنوي الرابع والعشرين لاتحاد المستشفيات العربية.
وضمت الجلسة، كلًا من الدكتور فراس الأبيض، وزير الصحة بدولة لبنان، والدكتور أحمد العوضي، وزير الصحة بدولة الكويت، والدكتورة أمنيات الهاجري، المدير التنفيذي لقطاع صحة المجتمع بمركز أبو ظبي للصحة العامة، ونعم جمشيد، رئيس الشئون الحكومية والسياسات لأوروبا والشرق الأوسط بشركة جونسون آند جونسون، وكريستوفر حبيب، الرئيس التنفيذي لمجموعة إن إم سي للرعاية الصحية، كما ترأس الجلسة، محمد النعيمي، نائب رئيس اتحاد المستشفيات العربية، وميساء الهدمي، مستشارة إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية بجامعة الدول العربية.
واستعرض الدكتور أحمد السبكي، خلال الجلسة، التجربة المصرية الرائدة في الإصلاح الصحي الشامل، والتغطية الصحية الشاملة، حيث تم التركيز على إنجازات مصر في إطلاق المبادرات الصحية الرئاسية، ومشروعات الصحة بمبادرة حياة كريمة، إضافة إلى إطلاق منظومة التأمين الصحي الشامل، أكبر مشروع قومي للإصلاح الصحي في مصر، والتي عززت حوكمة النظام الصحي في مصر، وضمان توفير الرعاية الصحية الشاملة والعادلة للجميع، وكذلك استعراض الدروس المستفادة من تطبيق المنظومة في 6 محافظات وهم "بورسعيد، الأقصر، الإسماعيلية، جنوب سيناء، أسوان، السويس".
واستعرض السبكي، النموذج الاسترشادي المصري للوصول للتغطية الصحية الشاملة في البلدان النامية، مشيرًا إلى أنه يرتكز على 8 محاور رئيسية، وهم "حوكمة النظام الصحي، تقوية نظام الرعاية الصحية الأولية، تدريب الأطقم الطبية وتوعية المواطنين، تأمين الاستدامة المالية للنظام الصحي، إشراك القطاع الخاص والأهلي في تقديم الخدمات الصحية، التخطيط الصحي المبني على الدليل العلمي، الميكنة والتحول الرقمي، المتابعة والتقييم المستمر للارتقاء بالمنظومة".
ولفت الدكتور أحمد السبكي، إلى نجاحات هيئة الرعاية الصحية في بناء الأنظمة الصحية الحديثة، وأنظمة تكامل الدوائر الصحية، وضبط وتنظيم تقديم الخدمات الصحية باستخدام أحدث التقنيات العلاجية للمواطنين، وتطبيق مفاهيم الحوكمة الإكلينيكية، والاعتمادات القومية والدولية للمنشآت الصحية، والتحول الأخضر للرعاية الصحية، وتطبيق مفاهيم الخدمات الفندقية وأضخم برامج السياحة العلاجية، فضلًا عن الميكنة والتحول الرقمي للخدمات باعتبارها حجر الزاوية في تقدم أي نظام صحي، وغيرهم الكثير من أجل ضمان مستقبل صحي قوي وفعال ومرن ومستدام.
وأشار السبكي، إلى الخطط المستقبلية لهيئة الرعاية في تبني مفاهيم الرعاية الصحية المتمركزة حول المريض، والرعاية الصحية المبنية على القيمة بالمنظور العالمي، واستكمال التحول الأخضر للرعاية الصحية، وتفعيل الخدمات الافتراضية، واستمرارية الارتقاء بالجودة، والتوظيف الأمثل للابتكارات والتكنولوجيا الحديثة، ومواصلتها التميز والتطوير بهدف تحقيق نجاحات أكبر، إضافة إلى تعزيز التعاون مع كيانات الرعاية الصحية من جميع القطاعات الحكومي والخاص والأهلي بشكل جماعي لتحقيق مبدأ "الصحة للجميع".
وتابع السبكي: أن مبدأ "الصحة للجميع" هو عنوان أولوياتنا، وتأتي قيادة الصحة للجميع كأساس أساسي لتحقيق مستقبل صحي أفضل، بما في ذلك تعزيز الوعي الصحي لدى الأفراد، ووصول الرعاية الصحية الأساسية والشاملة لهم مشيرًا إلى أن العدالة الصحية جزء لا يتجزأ من قيادة الصحة للجميع، وكذلك يجب أن تكون هناك جهود مستدامة للتصدي للتحديات البيئية والمناخية التي تؤثر على صحة الجميع، والذي يتطلب التشجيع على التحول الأخضر للرعاية الصحية.
وأكد الدكتور أحمد السبكي، أهمية الإدراك أن الحفاظ على الصحة ليست مسؤولية فردية فحسب، بل هو أيضًا واجب اجتماعي يتطلب تعاونًا وتضافر جهود من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الأفراد والهيئات الصحية والمؤسسات والمجتمعات والحكومات، مؤكدًا أن يجب العمل معًا لتعزيز الوعي الصحي وتوفير الرعاية الصحية الشاملة وتوفير الفرص الصحية للجميع بدون تمييز، متابعًا: من خلال قيادة الصحة للجميع سنستطيع بناء مستقبل صحي أفضل للأجيال الحالية والقادمة وتعزيز الاستدامة، قائًلا: لا بد أن نتحد جميعًا للعمل معًا والتركيز على تحقيق هذا الهدف الأسمى.
ولفت السبكي، إلى أن المنتدى يمثل فرصة ذهبية لالتقاء الخبرات والكفاءات المتميزة في مجال الرعاية الصحية، والوقوف على التحديات، وآخر المستجدات والتطورات، من أجل بناء مستقبل صحي أفضل يضمن الاستجابة بشكل أكبر لاحتياجات ومتطلبات الرعاية الصحية المتجددة للأشخاص الذين نخدمهم، والتي تعد غاية أساسية للوصول إلى مجتمع أكثر صحة وسعادة، والذي يتماشى مع أهداف التنمية الصحية المستدامة 2030، ومشيرًا إلى أن إدخال التحسينات مسعى دائم، حيث هناك أنواع جديدة من التطورات الصحية الآخذة في الازدياد، ولا بد من الاستفادة من جميع منافع التكنولوجيا والتقدم العلمي في توفير خدمات رعاية صحية أكثر تكاملًا للمواطنين.
وتجدر الإشارة، إلى أن الهيئة العامة للرعاية الصحية حصدت الجائزة البلاتينية في "قيادة الصحة الرقمية" على مستوى الوطن العربي من اتحاد المستشفيات العربية خلال فعاليات المنتدى، ومُنحت الجائزة للهيئة تقديرًا لجهودها المتميزة في الميكنة والتحول الرقمي للخدمات حجر الزاوية في تقدم أي نظام صحي، حيث أنجزت هيئة الرعاية أكثر من 4 مليون ملف طبي إلكتروني للمواطنين المسجلين بمنظومة التأمين الصحي الشامل، إضافة إلى تفعيل نظام الإحالة الإلكترونية، وتطبيق نظام الوصفات الإلكترونية، وتطبيق أكواد ICD11 وجعل مصر أول دولة في إقليم شمال وشرق المتوسط بتطبيقها، علاوة على الانتهاء بنسبة 100% من ميكنة مراكز ووحدات الرعاية الصحية الأولية، وميكنة العمل بالمستشفيات، والعمل بلوح مؤشرات تفاعلية وقاعدة بيانات ديناميكية مجهزة للدخول لنظام الذكاء الاصطناعي.
وينعقد منتدى اتحاد المستشفيات العربية في دورته الرابعة والعشرين، بتنظيم من اتحاد المستشفيات العربية بالتعاون مع دائرة الصحة أبو ظبي، تحت شعار "قيادة مستقبل الرعاية الصحية: استدامة، تحول، تعاون"، وبحضور العديد من وزراء الصحة العرب، ونخبة من رؤساء هيئات الصحة العربية، والمسؤولون الحكوميون العرب، وممثلون عن جامعة الدول العربية، وصناع القرار الرئيسيين في قطاع الرعاية الصحية من مؤسسات كبرى وشركات عالمية، وبمشاركة 350 زائرًا، وأكثر من 50 متحدثًا من 12 دولة حول العالم.
وتتضمن فعاليات المنتدى، مناقشة العديد من الموضوعات والقضايا المتعلقة بقطاع الرعاية الصحية، بما في ذلك قيادة المستشفيات العربية نحو التحول والاستدامة والقيادة والصحة الرقمية والابتكار، وغيرها، ويناقشها نخبة من الخبراء العالميين والعرب، بهدف المُضِّي قُدمًا بمستقبل قطاعات الرعاية الصحية في المنطقة، كما يتضمن معرضًا متخصصًا لمقدمي الخدمات لعرض أحدث التكنولوجيات والتقنيات والإبتكارات الطبية في قطاع الرعاية الصحية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اتحاد المستشفیات العربیة الدکتور أحمد السبکی الصحیة الشاملة الرعایة الصحیة للرعایة الصحیة الصحی الشامل أبو ظبی إلى أن
إقرأ أيضاً:
63 مركزاً بـ«الإمارات الصحية» توفر خدمات الرعاية المجتمعية
سامي عبد الرؤوف (دبي)
أخبار ذات صلةأكدت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية توفير خدمات الصحة المجتمعية، في 63 مركزاً للرعاية الصحية الأولية في 6 إمارات من دبي وحتى الفجيرة، لتعزيز بيئة الصحة والسلامة المجتمعية، وتمكين كل فئات وشرائح المجتمع من الحصول على الرعاية الصحية المتميزة في الوقت المناسب.
وقالت المؤسسة: «الرعاية المجتمعية هي مصدر أساسي وعنصر هام لبناء مجتمع صحي مستدام، ومن هذا المنطلق تولي المؤسسة، الأسرة والمجتمع اهتماماً كبيراً، من خلال تقديم خدمات تغطي جميع مراحل نمو الأسرة من مرحلة الزواج والحمل والولادة ونمو الطفل والتقدم في العمر».
وأشارت إلى تقديم خدمات استباقية وشاملة، من خلال زيارة المراكز الصحية الموجودة في مدة زمنية أقل من 15 دقيقة لجميع المناطق السكنية، مؤكدة أن الاهتمام بالرعاية المجتمعية يجسد اهتمام المؤسسة بالإنسان، باعتباره محور التنمية في المجتمع.
ولفتت إلى إطلاقها «باقة الأسرة»، من خلال منصة أسرتي بالتعاون مع الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ وهيئة الاتصالات والحكومة الرقمية، وذلك في إطار استراتيجية دولة الإمارات ودورها الريادي في مجال الرعاية الصحية، وبناء مجتمع صحي ومستدام. وذكرت أن هذه الباقة تقدم خدمات الفحص والمشورة قبل الزواج والتي تشمل الفحوص الجينية، وتغطي 570 جيناً للكشف عن أكثر من 840 مرضاً أو حالة طبية، لتحديد عدد من الأمراض الوراثية للمقبلين على الزواج، وتحديد فرصة انتقالها إلى الأبناء، وذلك لتوعية الأزواج، وتقديم حلول وبدائل فيما يخص الإنجاب مستقبلاً.
والاختبار الجيني عبارة عن فحص واحد يؤخذ عن طريق الدم، ويهدف إلى الكشف عن وجود أي طفرات جينية مشتركة، قد يحملها الأفراد دون ظهور أي أعراض عليهم، وقد تتسبب لأطفالهم بأمراض وراثية يمكن الوقاية منها، حيث ينطوي الاختبار على تحليل المادة الوراثية من عينتي دم يتم جمعهما من الشخصين المقبلين على الزواج.
وهناك مشروع العلاج الجيني أثناء الحمل، وهو مشروع استباقي قيد الدراسة، يركز على تصحيح الطفرات الجينية بشكل دائم ومباشر، وتعديل الخلل الجيني لدى الجنين، عن طريق تعديل الحمض النووي في الكبد، سواء أثناء الحمل أو بعد الولادة بفترة قصيرة.
وتضم خدمات الأسرة، كذلك إطلاق حملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي للمعلمات الأصغر سناً ما بين 30 و40 عاماً باستخدام جهاز «بيكسا»، بجهاز استشعار المرونة المحمول والمدعم بالذكاء الاصطناعي.
الموجات الصوتية
هذا المشروع يتم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ويستعمل بتركيز الموجات الصوتية للكشف عن سرطان الثدي بحساسية عالية، وهو يعتبر جهازاً مكملاً لجهاز «الماموجرام» للكشف عن سرطان الثدي، ويمكن الاستفادة منه كفحص أول، تُحوّل بعده المريضة للتصوير الدقيق إذا ما كشف عن وجود ورم أثناء الفحص. وتطرقت المؤسسة إلى تقديم مراكز الرعاية خدمات صحة الأم الطفل والفحص الدوري لطلبة المدارس والصحة النفسية وعيادة الأمراض غير سارية والرعاية المنزلية لكبار المواطنين، ومؤخراً عيادة صحة اليافعين.
ويهدف مشروع صحة اليافعين إلى توفير الخدمة لكل يافع في مراكز قريبة منه، وتوجد هذه الخدمة حالياً في 22 مركزاً للرعاية الصحية الأولية.
وتقدم عيادة اليافعين خدماتها التوعوية للفئة العمرية من 10 إلى 19 عاماً، وأيضاً تهتم بتوعية المجتمع الطاقة الطبي والإداري بمدى أثر الاهتمام بهذه الفئة ودعمهم ومتابعتهم، وأبرز التحديات التي يعيشونها والمخاطر المتعلقة بهذه الفئة العمرية.
وذكرت أنه يأتي في إطار خدمات الرعاية الصحية للمجتمع، إطلاق مشروع الرعاية العاجلة الافتراضية والذي يُعنى بتقديم خدمات فورية للمرضى عن طريق استخدام أحدث التقنيات في مجال الخدمات الافتراضية، وذلك بالتقدم للحصول على الخدمة من خلال منصة المؤسسة، ومن ثم تقييم الحالة عن طريق أدوات فرز للحالات الطارئة ومن ثم تقديم الخدمة بوساطة الطبيب بكفاءة وسرعة عالية.
ويعد مشروع «الرعاية العاجلة الافتراضية»، الأول إقليمياً وعالمياً كخدمة افتراضية متطورة تتيح للمواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً الحصول على المشورة الطبية الفورية والعلاج على مدار الساعة عبر تطبيق المؤسسة أو بوابة المرضى.
ويعتمد على تقنية الفرز الذكي لتحديد مستوى الرعاية المناسب بناءً على الأعراض، كما يتضمن المشروع خدمة توصيل الأدوية خلال 24 ساعة، ويهدف إلى تقديم استشارات طبية سريعة وفعالة للحالات غير الطارئة، مما يسهم بشكل مباشر في تحسين تجربة المتعاملين، وتلبية احتياجاتهم بكفاءة.