حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذهب المالكي - المولد النبوي 2023 ، يزداد البحث في هذه الأثناء عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذهب المالكي والحكم في المذاهب الأربعة . 

قضية حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الأربعة (المالكي والحنفي والحنبلي والشافعي) هي مسألة قانونية وفقهية محورية، ومن ضمنها حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذهب المالكي .

حكم الاحتفال بالمولد النبوي 

تعتبر مناسبة المولد النبوي الشريف إحدى الأعياد الدينية الهامة التي ينتظرها المسلمون في شتى أنحاء العالم، وهي فرصة للتعبير عن حبهم واحترامهم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، سيد البشر وخاتم الأنبياء.

 ومع اقتراب موعد المولد النبوي، ينشأ نقاش واسع حول حكم الاحتفال بهذه المناسبة في الشرع الإسلامي، وتحديداً حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذهب المالكي .

في هذا المقال من وكالة سوا، سنقوم باستعراض ومناقشة حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذهب المالكي ومن منظور فقهي في بعض المذاهب الإسلامية الرئيسية، وسنلقي الضوء على الآراء المتباينة حول هذا الموضوع.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذهب المالكي 

في المذهب المالكي، هناك انقسام في وجهات النظر حول حكم الاحتفال بالمولد النبوي، بعض العلماء المالكيين يرون أن الاحتفال بالمولد النبوي هو بدعة محدثة ومخالفة للتعاليم الشرعية، وبالتالي يعتبرونها ممنوعة.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذهب المالكي هناك من العلماء المالكية الذين يرون أن الاحتفال بالمولد النبوي يمكن أن يكون جائزًا إذا تم تنظيمه بطريقة تعزز من حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتعليم الناس عن سيرته وتعاليمه بدون الوقوع في البدع أو الشرك.

بالنهاية، يتوجب على الفرد المالكي الالتماس للرأي الشرعي لعلماء دينه ومشايخه الموثوقين لفهم الرأي الفقهي الصحيح بناءً على السياق والظروف المحلية.

اقرأ أيضاً: حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الأربعة حلال أم حرام؟

اقرأ أيضاً: تهاني المولد النبوي الشريف 2023 و ماذا نقول في المولد النبوي الشريف

تفاصيل حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذهب المالكي

يُعتبر حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذهب المالكي بشكل عام بدعة، ويُمنع عادة، ولكن العلماء المالكيين يستندون إلى مبدأ أن الشريعة الإسلامية تقتصر على ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية بشكل صريح، وأن أي عمل ديني لم يأت به دليل صريح من القرآن أو السنة يعتبر بدعة ويُمنع.

بناءً على هذا الاعتقاد، يرون العلماء المالكيين أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يعتبر ابتداعًا دينيًا لم يكن معروفًا في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم أو في عهد الصحابة الكرام. وبالتالي، يجب تجنبه وعدم المشاركة فيه.

مع ذلك، يجب ملاحظة أن هناك اختلافًا في حكم  الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الأربعة حتى داخل المذهب المالكي نفسه. 

بعض العلماء المالكيين يرون أن الاحتفال بالمولد النبوي يمكن أن يكون مسموحًا إذا كان يهدف إلى التذكير بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتعاليمه دون اللجوء إلى الابتداعات والبدع الدينية.

لذا، إذا كنت تتبع المذهب المالكي وتفكر في الاحتفال بالمولد النبوي، يجب عليك مراجعة علماء مالكيين معتبرين في مجتمعك أو منظمة إسلامية محلية للحصول على توجيهات دقيقة بناءً على الفهم والتوجيهات الدينية المحلية.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الأربعة حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذهب الحنفي

حول حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذهب المالكي والمذاهب الأربعة ، هناك تفسيرات وآراء مختلفة بشأن حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في المذهب الحنفي. تشمل هذه الآراء ما يلي:

أولاً: السماح بالاحتفال بعض العلماء الحنفية يرون أن الاحتفال بالمولد النبوي مسموح به ومستحب. 

يبرر هؤلاء العلماء وجهة نظرهم بأن الاحتفال يمكن أن يكون وسيلة لتعزيز حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم في قلوب المسلمين ولتذكيرهم بسيرته النبيلة وتعاليمه.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذهب المالكي

والعلماء المالكيين يستندون إلى مبدأ أن الشريعة الإسلامية في حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذهب المالكي تقتصر على ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية بشكل صريح، وأن أي عمل ديني لم يأت به دليل صريح من القرآن أو السنة يعتبر بدعة ويُمنع.

بناءً على هذا الاعتقاد، يرون العلماء المالكيين أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يعتبر ابتداعًا دينيًا لم يكن معروفًا في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم أو في عهد الصحابة الكرام. وبالتالي، يجب تجنبه وعدم المشاركة فيه.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذهب الشافعي

في المذهب الشافعي، هناك تفسيرات وآراء متنوعة بشأن حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف. تشمل هذه الآراء ما يلي:

أولاً: بعض العلماء الشافعية يرون أن الاحتفال بالمولد النبوي مسموح به ومستحب. يبرر هؤلاء العلماء وجهة نظرهم بأن الاحتفال يمكن أن يكون وسيلة لتعزيز حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم في قلوب المسلمين ولتذكيرهم بسيرته النبيلة وتعاليمه.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي حسب المذهب الحنبلي

المذهب الحنبلي عمومًا ليس لديه موقف رسمي حول حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ولم يُذكر شيء صريحًا في هذا المذهب بشأن مدى صحة الاحتفال بهذا اليوم أو عدمه. 

وفي العموم، يُعتقد أن بعض أتباع المذهب الحنبلي يرون الاحتفال بالمولد النبوي على أنه تذكرة لسيرة وتعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وليس بقصد الاحتفال أو التعظيم المبالغ فيه.

وفي الختام نكون عرضنا لكم في وكالة سوا الاخبارية حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذهب المالكي وحكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الأربعة المالكي والحنفي والحنبلي والشافعي وهل الاحتفال بالمولد النبوي حلال أم حرام؟.

المصدر : وكالة سوا- وكالات

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: الاحتفال بالمولد النبوی الشریف النبی محمد صلى الله علیه وسلم المولد النبوی الشریف یمکن أن یکون بعض العلماء فی عهد

إقرأ أيضاً:

عالم أزهري: الفقه المالكي اعتنى بالحالة النفسية في مسألة الطلاق وأكَّد أنه لا طلاق في إغلاق

شهد جناح دار الإفتاء المصرية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الأربعاء، ندوة علمية مهمة بعنوان "الفتوى والصحة النفسية"، بمشاركة كلٍّ من الدكتور محمود صديق -نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث-، والدكتور أنس أبو شادي -أستاذ الفقه المقارن رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية الطب جامعة الأزهر-،  والدكتور محمد المهدي -أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر-.


وفي مستهلِّ الندوة، قال الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث: إن الاهتمام بالنفس والجسد والصحة النفسية هو اهتمام ورد في الشرع الشريف، كما أنَّ حفظ النفس جاء ضمن الكليات الخمس. كما أوضح أنَّ دَلالات حفظ النفس في القرآن الكريم كثيرة، وقد أقسم المولى عز وجل بها في القرآن في مواضع كثيرة.


كذلك أشار إلى أنَّ مناط الشريعة الإسلامية هي حفظ هذه النفس التي تسمو بالإنسان إلى مرتبة أعلى من مرتبة الملائكة، قائلًا: لو أنَّ النفس سَمَتْ وزَكَتْ وكانت في درجة مطمئنة كانت أحقَّ أن تكون في رعاية الله عز وجل، لذا فالاهتمام بالصحة النفسية وردت الإشارة إليه في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك تناوله الفقه المالكي في بعض المسائل، مثل حالة الطلاق أحيانًا ونظرته إلى النفس البشرية والْتماسه الحالة النفسية التي تنتاب الإنسان وقت الطلاق، وأن هناك حالات لا يقع فيها الطلاق، مثل الطلاق وقت الغضب، فقال المالكية: "لا طلاق في إغلاق"، وكل هذا يدل على مكانة النفس البشرية في الشرع والإسلام والحفاظ عليها.

دعاء استقبال شهر شعبان .. 18 كلمة تحقق الأمنيات وهذه أفضل 110 أدعية جامعة للخيراتدار الإفتاء: بعد غد الجمعة أول أيام شهر شعبان 1446 هـ 2025 م
وأضاف أن النفس عُرفت بأشياء كثيرة، ومن ثم لا بدَّ أن تكون النفس معتبره ولها المكانة التي وُضعت من شأنها، فإن كان الإنسان في حالة رضًا تام فأسمى درجات ما يعبد به الله هي النفس المطمئنة الراضية بكل شيء، فالله خلق الإنسان ينفعل ويدور بداخله حوار كبير، ولا بدَّ أن تَعِيَ الأسرة حقيقةَ النفس وقيمتها، وأنها عُرضة للأمراض كما تمرض الأبدان، مشيرًا على أن أحد عيوب البعض أنه يتعامل مع من يصاب ببعض الأمراض النفسية بشيء من العار والخفاء، بينما علينا أن نتعامل مع الأمر بصدر رحب لا بوصم ولا سرية، فالإسلام لم يترك شاردة أو واردة إلا وتناولها، كحُكمه على "المصاب بالجنون" و"غائب الذهن"، ومن ثم لا بد من تغيير نظرة المجتمع تجاه المريض النفسي.


في السياق ذاته أوضح الدكتور محمود صديق طريقة تعامل الإسلام مع المرض النفسي ومع الصرَع، مؤكدًا أن الله خلق البشر منهم الرزين ومنهم المنضبط، وهناك درجات من الكمال والخفة والنقصان للعقل، وحالة الخوف والهلع التي تنتاب الإنسان موجودة وممثلة في النطاق البشري، وفي نطاق خلق الله للأنفس المتعددة الصفات، ومن ثم يجب أن نغذِّي لدى العامة ثقافة أن الحياة تعب وكد ومشقة ولا راحة فيها إلى نهايتها.


من جانبه تحدث الدكتور محمد المهدي عن الفرق بين المريض النفسي والمريض العقلي موضحًا أنه في الطب النفسي لا يُوجد ما يُسمى مريض نفسي وعقلي، بل هناك العُصاب والذُّهان. فالعصاب يشمل حالات التوتر والقلق والخوف، حيث يكون المريض واعيًا ومدركًا لما يحدث حوله وقادرًا على التمييز. أما الذهان فهو ما يُصطلح عليه بالجنون، ويشمل أمراضًا مثل الفصام والهوس، حيث يفقد المريض إدراكه ولا يستطيع التمييز، والصحة النفسية تعني أن يكون الإنسان صحيحًا بدنيًّا ونفسيًّا وروحيًّا. وأشار الدكتور إلى مشاركاته في ندوات متعددة نظَّمتها دار الإفتاء حول اضطرابات مثل: الإدمان والوسواس القهري، وأشاد بجهود دار الإفتاء وسَبْقِها في تناول هذه القضايا المهمة.


وفي حديثه عن عملية الإفتاء، تناول ثلاثة عناصر: المستفتي، والمفتي، وعناصر الإفتاء. فأوضح أنَّ هناك أنواعًا مختلفة من المستفتين، مثل المستفتي المتشكك، والتعجيزي، والاستعراضي، والانتقائي الذي يبحث عن فتوى توافق هواه، والمستفتي التعددي. هذه الأنماط تحتاج إلى فهم عميق من قِبل المفتي. أما بالنسبة للمفتين، فهناك المفتي المتوازن، والميسِّر، والمتساهل، والمغرض، والعدواني، والمتشدد. ويجب على المفتي أن يتمتع بالصحة النفسية والتوازن والحيادية والقدرة على البحث والتقصي.


كما تحدَّث الدكتور المهدي عن أهمية الصحة النفسية في معالجة مواضيع مثل التدخين، والمخدرات، والانتحار، حيث أكَّد أن الانتحار ليس دائمًا ناتجًا عن الكفر كما يظن البعض، بل قد يكون بتأثير مرض نفسي. وأوضح الخلط بين الوسواس النفسي والوسواس الشيطاني، مشيرًا إلى أهمية فَهْم الفرق بينهما.


وتناول الدكتور المهدي أيضًا الفتاوى المتعلقة بالأمور الجنسية، مثل إدمان العادة السرية، والتحول الجنسي، والشذوذ، والشره الجنسي. وأشاد بدَور دار الإفتاء كمرجعية دينية عالمية تتعامل مع هذه القضايا بحكمة. وأشار إلى أن بعض حالات الطلاق تحتاج إلى تدخل نفسي.


وفيما يتعلَّق بالمدارس النفسية، تحدَّث د. المهدي عن المدارس الوضعية التي تدرس سلوك الإنسان من خلال الغرائز، مثل: المدرسة التحليلية والسلوكية والإنسانية، بينما تتوقَّف عند الاحتياجات المادية فقط. أما المدرسة الوجودية فتتناول رؤية الإنسان لنفسه والطبيعة من حوله. والتصور الإسلامي وضع تصورًا شاملًا لعَلاقة الإنسان مع الكون، مع غيره، ومع الله.


وأشار الدكتور محمد المهدي إلى أنَّ الإسلام عندما تحدث عن دوافع الإنسان وحاجاته أشار إلى الشهوات المادية لكنه لم يُغفل الجانب الروحيَّ، مستشهدًا بقوله تعالى: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ} [آل عمران: 15]. كما تحدث عن معالجة الإسلام لجوانب مواجهة الضغوط في قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ} [البقرة: 155]، موضحًا أنَّ الأصل في الحياة هو السلامة وليس الأزمات، وأن الله يمنح الإنسان سندًا إلهيًّا يعينه على الصبر.
وفيما يتعلَّق بالمرضى الذين يرفضون العلاج النفسي، قسم الدكتور المهدي هؤلاء إلى أربع حالات: من يخشى الوصمة الاجتماعية، ومن يعتقد أنه مصاب بمسٍّ أو سحر، والمريض الذهاني، والمدمن، مشيرًا إلى أن الحالتين الأوليين يمكن إقناعهما بضرورة العلاج، بينما يتطلب الأمر إدخالًا إلزاميًّا للحالتين الأخريين وَفْقًا للقانون.


كذلك تحدث الدكتور المهدي عن أهمية دَور المفتي في التعامل مع المرضى النفسيين بحكمة، مستشهدًا بقصة الرجل الذي قتل 99 نفسًا وذهب إلى عابد فأخطأ في الفتوى فقتله، بينما العالم أرشده إرشادًا نفسيًّا أدى إلى نجاته. كما ذَكر تعامل النبي محمد ﷺ مع الشاب الذي طلب منه إباحة الزنا؛ حيث جلس معه جلسة نفسية قصيرة واستغل مشاعر الحَميَّة لديه ثم دعا له بأن يطهِّر الله قلبه.


كما أشار أيضًا إلى قصة الرجل الذي بال في المسجد وكيف تعامل النبي معه بحكمة ورفق، حيث تركه يكمل بولته ثم أمر بتطهير المكان بالماء بدلًا من الانفعال والغضب.


وأكَّد الدكتور المهدي أن الأمراض النفسية إذا عطلت الإنسان عن وظيفته الحياتية فإنها تحتاج إلى تدخل طبي وعقاقير، أما الحالات النفسية البسيطة فيمكن أن تعالج بواسطة الأخصائي النفسي دون الحاجة إلى الأدوية.


وتناول أيضًا الوسواس القهري الذي قد يدفع بعض الأشخاص إلى سبِّ الذات الإلهية، مشيرًا إلى أنه غالبًا ما يصيب الأشخاص المتدينين. كما تحدث عن الهلاوس الحسية التي يشعر معها الشخص بنزول شيء منه يبطل وضوءه رغم عدم حدوث ذلك.


واختتم الدكتور المهدي حديثه بأهمية التكامل بين الفتوى والصحة النفسية لمساعدة الناس في مواجهة مشاكلهم النفسية والروحية بأسلوب حكيم ومتوازن.


من جهته قال الأستاذ الدكتور أنس أبو شادي، أستاذ الفقه المقارن، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية الطب جامعة الأزهر: إن الفتوى هي الإخبار بحُكم شرعي، وتختلف عن الحكم الذى يصدره القاضي؛ لأنَّ حكم القاضي ملزم والفتوى غير ملزمة، وقد تكون الفتوى في الأحكام القطعية والأحكام الظنية، وهذه القطعيات كلها تزيد الإيمان وتحقق المصالح المختلفة التي تعتبرها الشريعة من الحاجيات والضروريات، وكلها لها علاقة مباشرة بالإيمان.


وأضاف أنَّ الدين أتى لحفظ حياة الناس وتنظيمها فمَن عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها، موضحًا أن الإيمان وفعل الواجبات وترك المحرمات يصبُّ في خانة تحسين الصحة النفسية للإنسان، وذلك ضمن المصالح المتنوعة التي يحققها الدين الإسلامي؛ فزيادة الإيمان تعني الاطمئنان وزيادة اليقين والبُعد عن الخوف والقلق، مؤكدًا أن الإنسان إن كان مؤمنًا كان مستقيمًا في حياته ويبعد عن الفواحش وتتحقق مصالحه في الدنيا وأمنه النفسي، وقد قال الرسول r: «إن لبدنك عليك حقًّا» وهذا يشمل المحافظة على الصحة النفسية.


وذهب الدكتور أنس أبو شادي إلى أن المرض النفسي هو ابتلاء من الله -عز وجل- وليس عيبًا ولا وصمة عار لأصحابه، فالمريض النفسي يستحقُّ الرحمةَ والعطف والمعاونة، واتِّباع الطريق الصحيح للشفاء والعلاج لا الذهاب إلى الدجالين أو المشعوذين.
وأشار الدكتور أنس إلى أن أهم مرض نفسي هو "الوساس القهري"، وهو مرض مؤلم ومعاناة لمن يُصاب به، وابتلاء شديد، موضحًا أن العلماء قد أَفْتَوْا بأن المصاب بهذا المرض ليس عليه كفارة يمين. كذلك أفتى العلماء من ضمن الفتاوى التي تساعد في العلاج بأن هذا الإنسان لا يقع طلاقه إلا إذا وثِّق أمام مختصٍّ، كما أنَّ الصلاة لا تسقط إلا عن المريض بمرض عقلي، قائلًا: إن هذا الابتلاء لا يدلُّ على أن الله غاضب عليه، بل ربما أرد الله به خيرًا، وأن يرفعه درجات بهذا الابتلاء، وأن الابتلاء لو كان شرًّا ما ابْتُلِيَ الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما أن الأنبياء كانوا أشد الناس بلاءً، ومن ثَم فالابتلاء ليس دليلًا على المهانة ولا الخذلان.


وحول مدى احتياج المستفتي إلى علاج نفسي خلال تلقِّيه الفتوى، قال: إن العلاقة بين الدين والصحة النفسية هي علاقة تكاملية، فالفتاوى لها أثر إيجابي في الصحة النفسية وتساعد الطب، والله ذَكر أن الإنسان الذي يتحلَّى بالإيمان والعمل الصالح تكون له حياة طيبة في الدنيا، فكل شرائع الإيمان والعمل الصالح وترك المحرمات والبعد عن الكبائر تؤدي إلى حياة مطمئنة، وهذا كله يساعد ويغذي الجانب النفسي لدى الإنسان، فالعلاج النفسي مع الديني يتكاملان ويتعاونان، لافتًا النظر إلى أن النواحي الدينية عنصر مساعد للمريض النفسي، ولكنه في بعض الأوقات يحتاج المريض إلى الطب قبل الفتوى في المقام الأول، مشيرًا إلى أن الجانب الروحي ثابت في دراسات موثقة، وهناك بلاد ثبت فيها انخفاض نسبة الانتحار نتيجة ارتفاع الجانب الروحي، لذا فعَلى مَن يشتغل بالناحية الشرعية أن يدلَّ الناسَ على العلاج الطبي إذا كان بحاجة إلى ذلك؛ لأن هناك جوانب طبية لا بدَّ أن تستوفى.

مقالات مشابهة

  • المالكي يقود الاتفاق أمام الشباب
  • عالم أزهري: الفقه المالكي اعتنى بالحالة النفسية في مسألة الطلاق وأكَّد أنه لا طلاق في إغلاق
  • ائتلاف المالكي:نسعى لجعل المحافظة دائرة انتخابية واحدة
  • من أنوار الصلاة على سيدنا ومولانا محمد عليه الصلاة والسلام
  • 60 ألف دولار لـ نور النبوي و100 ألف لـ رزان جمال مقابل ظهورهما في برنامج رامز جلال| خاص
  • "سمات الشخصية الوطنية".. ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي بأوقاف الفيوم
  • الإعجاز القرآني فى قوله سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ.. تعرف عليه
  • مصدر يكشف كواليس تحالف الـ12 بمجلس ذي قار وعلاقته بـنوري المالكي
  • النجف تؤكد اكمال الاستعدادات بشأن زيارة ذكرى المبعث النبوي
  • النجف تعطل الدوام الرسمي بمناسبة المبعث النبوي عدا الدوائر الأمنية والخدمية والامتحانات الوزارية