موقع النيلين:
2025-01-18@10:18:50 GMT

تقشف قسري يكبح جماح الأسعار في السودان

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

تقشف قسري يكبح جماح الأسعار في السودان


تشهد الأسواق في السودان حالة من الركود الحاد في حركة البيع والشراء، بينما تراجعت أسعار معظم السلع الاستهلاكية بمعدلات نسبية بعد أن ارتفعت لمستويات قياسية مع بداية الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف أبريل الماضي.

ويعود الكساد الحالي بشكل أساسي، وفق خبراء إلى شح السيولة النقدية لدى المواطنين بعد توقف مصادر دخلهم من الأعمال الحرة والرواتب التي لم يتسن صرفها لموظفي الخدمة العامة والمعاشيين طوال 5 أشهر ماضية وهو ما دفع السكان إلى الإحجام عن شراء كثير من السلع.


ويقول أحمد الهادي – أحد التجار في السوق المركزي بمدينة ود مدني لموقع “سكاي نيوز عربية” “تراجع البيع بشكل كبير خلال الشهرين الماضيين، وقد ظللنا نجلس أمام متاجرنا من الصباح إلى المساء في انتظار الزبائن لكنهم لا يأتوا”.
-Advertisement-

Ads by

ويضيف “السوق مكتظ بالناس ولكن غالبيتهم يكتفي بسؤالنا عن أسعار المنتجات ومن ثم يذهب دون أن يشتري شيئا، من الواضح أنهم لا يملكون الأموال بسبب توقف المرتبات علما أن شريحة الموظفين كانت الأكثر استهلاكاً من بين زبائننا”.

وانخفضت أسعار 4 سلع أساسية بنسبة 100 بالمئة في كل من العاصمة الخرطوم وولايتي الجزيرة وسنار وسط السودان وهي طحين القمح، وصابون الغسيل، والشعيرية، والخضر والفاكهة.

كما تراجعت أسعار العدس والأرز بمتوسط 25 بالمئة، بينما شهدت أسعار السكر وزيوت الطعام بشكل طفيف هذه الأيام، وذلك بحسب ما نقله أصحاب محال تجارية في تلك المناطق لموقع “سكاي نيوز عربية”.

ويشير حسين صالح – أحد التجار في مدينة سنار إلى أن التراجع في بعض السلع الاستهلاكية مثل طحين القمح والصابون يأتي نتيجة إلى وصول كميات كبيرة منها مستوردة من دول الجوار وعملت على إغراق كامل للأسواق في ظل انخفاض كبير في الشراء.

ويقول صالح في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية” “نتعرض إلى خسائر كبيرة حيث لدينا نفقات على إيجار المحال التجارية إلى جانب الرسوم والجبايات المفروضة من السلطات الحكومية، وفي المقابل هناك ضعف شديد في حركة الشراء”.

وينبه إلى أن بداية كل شهر كانت تشهد ارتفاعا كبيرا في حركة البيع ويعول عليها كل أصحاب المحال التجارية سواء السلع الغذائية أو الملابس لتحقيق أرباح واسعة، لكن هذا الشي توقف منذ اندلاع الحرب في أبريل الماضي.

ولم يتقاض نحو 4 ملايين سوداني يعملون في قطاع الخدمة العامة رواتبهم على مدار الـ5 أشهر الماضية، كواحد من بين أسوا تداعيات الحرب الضارية التي التهمت مركز الاقتصاد السوداني وعطلت الإنتاج والضرائب والجمارك التي تعتمد عليها الدولة في تغطية المصروفات العامة.

ومع توقف الأعمال والرواتب اضطر السودانيون للدخول في تقشف قسري والاعتماد على سلة غذائية محدودة وتقليص عدد الوجبات إلى أقل من اثنتين في اليوم لبعض العائلات.

ويقول صديق الطيب وهو موظف حكومي نزح من الخرطوم إلى مدينة ود مدني بولاية الجزيرة “أجبرتنا الظروف الاقتصادية على تغيير نمطنا الغذائي فصرنا نعتمد على الأطعمة البلدية التي تصنع من الذرة المحلية لأن أسعارها أقل من خبز طحين القمح الذي لا نستطيع شراءه كل يوم”.

ويضيف الطيب في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية” “توقف راتبي وعملي الإضافي في حين أتحمل تكاليف عالية نظير إيجار المنزل الذي نسكنه في ود مدني فكان لزاما علينا التنازل عن كثير من السلع خاصة الفواكه واللحوم التي أصبحت بمثابة سلع رفاهية بالنسبة لنا، فلم يكن أمامنا أي خيار غير ترشيد الإنفاق الأسري”.

ووصلت شحنات مساعدات إنسانية من الخارج، ولكن لم يتسن وصولها إلى متضرري الحرب وذلك نتيجة لعدم وجود ممرات آمنة في ظل استمرار الاشتباكات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع.

يقول الخبير الاقتصادي إبراهيم أونور لموقع “سكاي نيوز عربية” إن “الركود وتراجع الإنتاج تأتي كنتاج طبيعي لعدم وجود قوة شرائية نتيجة توقف الرواتب وأنشطة الدخل الجانبية للمواطنين”.

ويشير إلى أن السكان يعيشون حاليا على الحد الأدنى من الاستهلاك، مما أدى إلى الركود الذي نشهده في الوقت الراهن فهي أمور مترابطة تعتبر أحد تداعيات الحرب.

ويوضح أن تراجع أسعار بعض السلع نتاج طبيعي أيضاً لتوسع العرض السلعي في المقابل هناك قلة في الطلب وعمليات الشراء.

سكاي نيوز عربية

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: سکای نیوز عربیة

إقرأ أيضاً:

أسباب توقف العمل بالسفارة السعودية في بورتسودان: بين التحديات والحلول

رغم إصدار السفارة السعودية في بورتسودان لأول تأشيرة بعد الحرب، توقفت العمليات بشكل مفاجئ ورغم ان الموعد المحدد لضربة البداية في استخراج التأشيرات كان بداية يناير الجاري، هذا التوقف أثار تساؤلات واسعة حول الأسباب الحقيقية وراء ذلك، خصوصاً مع استمرار تأشير الجوازات السودانية في السفارات السعودية حول العالم دون عقبات تُذكر. هل السبب تقني أم إداري؟ أم أن هناك عوامل خفية تلعب دوراً في تعطيل العمل؟

“تسهيل”و “تأشير” والسلاسة في الإجراءات خارج السودان

جوازات السفر السودانية، سواء التي صدرت قبل الحرب أو بعدها، تم تأشيرها عبر السفارات السعودية عالميًا من خلال الحجز عبر “تسهيل” و “تأشير” او مباشرة عبر السفارة . العملية واضحة: حجز موعد إلكتروني، الذهاب إلى مركز “تأشير” لإجراء البصمة والتصوير، ثم انتظار استلام الجواز في غضون يومين. هذه الخطوات تُعتبر معيارية وتُطبق دون تعقيدات في جميع الدول. فلماذا اختلف الوضع في بورتسودان؟

جهود إدارة الجوازات السودانية: إنجازات تستحق الإشادة

إدارة الجوازات السودانية بذلت جهودًا جبارة لاستعادة جميع بيانات الجوازات المفقودة، بما في ذلك بيانات البصمة، بعد الدمار الذي سببته الحرب. وكذلك إدارة السجل المدني، أُعيد إصدار الأرقام الوطنية، ما يُثبت قدرة المؤسسات السودانية على التكيف مع الظروف الاستثنائية.

جدلية البصمة والشريحة في جوازات السفر

هناك اعتقاد خاطئ بأن جواز السفر يجب أن يحتوي على بصمة أو شريحة إلكترونية ليكون صالحًا. مثال على ذلك جواز السفر المصري، الذي يُصنع من خامة خفيفة ولا يحتوي على بصمة أو شريحة، ومع ذلك يُعتبر مقبولاً دوليًا. هذه النقطة تُبرز أن التحديات المتعلقة بجواز السفر السوداني ليست تقنية بحتة.

أول تأشيرة بعد الحرب: نجاح رمزي أم بداية متعثرة؟

عندما أُصدرت أول تأشيرة في بورتسودان بعد الحرب، بحضور وزير الخارجية السوداني ونائب وزير الخارجية السعودي، كان ذلك بمثابة رسالة أمل. ومع ذلك، توقف العمل لاحقًا أثار مخاوف بشأن استمرارية هذا النجاح، وأعاد فتح النقاش حول العقبات المحتملة، سواء كانت سياسية أو إدارية.

الحظر الأمريكي: هل هو جزء من المشكلة؟

شائعات ربطت بين تأخير تأشيرات الجواز السوداني والحظر الأمريكي. لكن هذه المزاعم تفتقر إلى أدلة ملموسة. العلاقات بين السودان والمجتمع الدولي شهدت تطورات ملحوظة، والحظر لا يُفسر تعقيدات العمل بالسفارة في بورتسودان.

وكالات السفر السودانية: أرقام مبالغ فيها وشبهات استغلال

قدرت وكالات السفر السودانية أن لديها 25 ألف موظف. رقم يبدو مبالغًا فيه للغاية، خصوصاً أن التقديرات الواقعية تُشير إلى أن العدد الحقيقي لا يتجاوز 500 موظف داخل وخارج السودان. هذا التضخيم يثير تساؤلات حول دوافع هذه التصريحات ومدى ارتباطها بمصالح خفية.

اتهامات مكتب “تأشير”: الحقيقة خلف الكواليس

مكتب “تأشير” وُجهت إليه اتهامات بأنه يعمل ك “لوبي” وتم الزج بلجنة ازالة التمكين والحرب والمليشيا وغيرها من الاتهامات بغرض التخويف والترويع وبأنه يسعى للسيطرة على العملية. هذا الاتهام يفتح الباب للتساؤل عن طبيعة تأسيسة ومن هو الطرف الآخر الذي ينافسه. هل هي منافسة مشروعة أم صراع على المكاسب؟

تجاوز الوسطاء: الحل الذي يطبقه العالم

في معظم دول العالم، تُدار عمليات الحجز والبصمة عبر أنظمة إلكترونية مثل “تسهيل وتكتمل بتأشير”، دون الحاجة لوسيط أو سمسار. هذا النظام يضمن الشفافية والسرعة، فلماذا يُصر بعض وكلاء السفر السودانيين على التدخل؟

استغلال المواطنين: معاناة تتكرر

قصص التأخير والاستغلال من وكالات السفر باتت شائعة بين المواطنين. عبارات مثل “جوازك بدخل السفارة الأسبوع الجاي”، و”لو دفعت زيادة نخلص ليك الجواز في يومين”، تعكس استغلالًا واضحًا. هذه الممارسات تُظهر الحاجة إلى إصلاحات شاملة لضمان حقوق المواطنين.

خاتمة

توقف العمل بالسفارة السعودية في بورتسودان قضية معقدة تتطلب تعاونًا بين جميع الأطراف لحلها. بين التحديات الإدارية والشائعات السياسية، يبقى الهدف الأساسي هو تسهيل حياة المواطنين وضمان حصولهم على الخدمات دون عناء. الحل يبدأ من الشفافية وتعزيز التعاون بين الجهات المعنية.

 

كوش نيوز (بورتسودان )

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • انخفاض أسعار القمح والدقيق والزيوت والفول.. الحكومة تتحرك لضبط الأسعار قبل رمضان| عاجل
  • الجشع وسلع رمضان
  • لتخفيف الأعباء عن المواطنين.. زيادة المرتبات والمعاشات في هذا الموعد
  • قبل انطلاق الشهر الفضيل.. مبادرات حكومية لضبط الأسعار وخبير اقتصادي: التضخم سيد الموقف
  • خبير اقتصادي: المبادرات الحكومية فاعلية ومحاولة لكبح التضخم
  • إدارة حماية المستهلك: مخزون السلع يكفي 3 أشهر بشرط تسريع فتح الاعتمادات
  • أسباب توقف العمل بالسفارة السعودية في بورتسودان: بين التحديات والحلول
  • لغز العقارات
  • محافظ الفيوم يوضح تفاصيل عن كيفية ضبط الأسعار في الأسواق
  • برلماني ينفي ارتفاع أسعار السلع الغذائية: الأسواق مستقرة - عاجل