علماء يطورون اختبارا بسيطا يساعد في العثور على حياة خارج الأرض
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
طور العلماء اختبارا بسيطا وموثوقا للبحث عن علامات الحياة الماضية أو الحالية على كواكب أخرى، ما وصف بأنه "الكأس المقدسة لعلم الأحياء الفلكي".
وأفاد فريق مكون من سبعة أعضاء، في ورقة بحثية نشرتها مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences، أن الاختبار يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد بدقة 90% ما إذا كانت العينة بيولوجية أم لا.
ويقول العلماء إنه يمكن لهذا الاختبار الجديد أن يكشف عن تاريخ الصخور القديمة الغامضة على الأرض، وربما تاريخ العينات التي تم جمعها بالفعل بواسطة أداة تحليل العينات في المريخ (SAM) الخاصة بالمركبة الفضائية كيوريوسيتي.
وتحتوي المركبة المريخية على أداة على متنها لتحليل تلك العينات، ويمكن استخدام هذه البيانات في الاختبار.
وأوضح المؤلف الرئيسي جيم كليفز من مختبر الأرض والكواكب بمعهد كارنيجي للعلوم بواشنطن العاصمة: "يظل البحث عن حياة خارج كوكب الأرض أحد أكثر المساعي إثارة في العلوم الحديثة. إن الآثار المترتبة على هذا البحث الجديد كثيرة، ولكن هناك ثلاث نقاط رئيسية يمكن استنتاجها: أولا، على مستوى عميق، تختلف الكيمياء الحيوية عن الكيمياء العضوية اللاأحيائية. ثانيا، يمكننا أن ننظر إلى عينات المريخ والأرض القديمة لمعرفة ما إذا كانوا على قيد الحياة في يوم من الأيام. وثالثا، من المحتمل أن تتمكن هذه الطريقة الجديدة من التمييز بين المحيطات الحيوية البديلة وتلك الموجودة على الأرض، مع آثار كبيرة على مهام علم الأحياء الفلكي المستقبلية".
ولا تبحث هذه التقنية عن جزيئات أو مركبات محددة يمكن أن تشير إلى وجود الحياة، كما فعلت الكثير من الأبحاث السابقة. وبدلا من ذلك، يبحث عن اختلافات صغيرة في الأنماط الجزيئية للعينات باستخدام أنواع مختلفة من التحليل.
إقرأ المزيدوتم استخدام بيانات ضخمة متعددة الأبعاد من التحليلات الجزيئية لـ 134 عينة غنية بالكربون غير الحيوي أو الحيوي لتدريب الذكاء الاصطناعي على التنبؤ بأصل العينة. وبدقة تصل إلى 90% تقريبا، نجح الذكاء الاصطناعي في تحديد العينات التي نشأت من الكائنات الحية (مثل الأسنان، والعظام، والحشرات، وأوراق الشجر)، وبقايا الحياة القديمة التي تغيرت بسبب المعالجة الجيولوجية (مثل الفحم والنفط والعنبر والحفريات الغنية بالكربون)، أو العينات ذات الأصول غير الحيوية، مثل المواد الكيميائية المختبرية النقية (مثل الأحماض الأمينية) والنيازك الغنية بالكربون.
ويضيف العلماء أنه حتى الآن كان من الصعب تحديد أصول العديد من العينات القديمة الحاملة للكربون، لأن مجموعات الجزيئات العضوية، سواء كانت حيوية أو غير حيوية، تميل إلى التحلل بمرور الوقت.
والمثير للدهشة، أنه على الرغم من التحلل والتغيير الكبيرين، فقد كشفت الطريقة التحليلية الجديدة عن علامات بيولوجية محفوظة في بعض الحالات على مدى مئات الملايين من السنين.
ويقول روبرت هازن، من معهد كارنيجي للعلوم، وأحد قادة فريق البحث: "إن هذا الأسلوب التحليلي الروتيني لديه القدرة على إحداث ثورة في البحث عن حياة خارج كوكب الأرض وتعميق فهمنا لكل من أصل وكيمياء الحياة الأولى على الأرض. إنه يفتح الطريق لاستخدام أجهزة الاستشعار الذكية في المركبات الفضائية الآلية ومركبات الهبوط والمركبات الجوالة للبحث عن علامات الحياة قبل عودة العينات إلى الأرض".
المصدر: إندبندنت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا اكتشافات بحوث دراسات علمية كواكب معلومات عامة معلومات علمية
إقرأ أيضاً:
بعد 41 عامًا من الغربة والشتات..حيث الانسان من مارب ينهي فصولا مؤلمة من حياة عبدالله مصلح ويصنع له مرحلة بهيجة من الحياة .. مشروع الحلم واقع وحقيقة..
كثيرون هو أولئك الذين تمر حياتهم بين غربة الذات وغربة الأهل ، وتمر السنون بثقلها على بعض أؤلئك فتأخذ منهم زهرة حياتهم وربيع أيامهم، ومن أولئك عبدالله مصلح الذي أمضى اكثر من 41 عاما في فيافي الغربة والألم من أجل أن يعيش هو واسرته في ستر الحال وهربا من ذل الحاجة والسؤال.
لقد كانت حياة عبدالله تزداد قتامة وسودا حتى حانت لحظة الفرج، لحظة قرر برنامج حيث الانسان التدخل. لينهي فصول الألم والتعب من حياة الشخصية.
البداية جاءت من تتبع مؤسسة توكل كرمان للحالات التي تستحق ان تدعم بمشاريع مستدامة تهدف لتحسين أوضاع الأسر اليمنية وتمكينها اقتصاديًا.
التدخل الذي احدثه برنامج "حيث الإنسان" في موسمه السابع، ونفذته مؤسسة توكل كرمان في حلقة الليلة غير مسار حياة عبدالله مصلح، الذي عانى طويلًا من ظروف الحياة الصعبة بعد 41 عامًا من الغربة.
عبدالله، الذي عاش في محافظة مأرب قرابة 31 عاما وأمضى سنوات طويلة في العمل الحر، حيث كان يواجه قسوة العمل تحت أشعة الشمس الحارقة ويكافح لتوفير متطلبات أسرته التي تعيش في مدينة إب (وسط اليمن) في ظل الأزمة الاقتصادية التي ألقت بظلالها على قدرته في تلبية احتياجاتهم.
يبدأ عبدالله يومه مبكرًا بأداء صلاة الفجر ثم الذهاب لتحميل الخضروات من سوق "بن عبود" المحلي ليتابع يومه المرهق في العمل الذي يستمر حتى المغرب. ولكن في السنوات الأخيرة، بدأت صحته تتدهور بسبب تقدم العمر، ما جعل العمل المتواصل يشكل تحديًا جسديًا كبيرًا.
رغم أن قصته مشابهة لكثير من اليمنيين الذين بدأوا حياتهم بالاغتراب ثم عادوا إلى وطنهم ليبدأوا من الصفر، لكنه يحاول جعل حياته وأبناءه وبناته مختلفة عن الدرب الذي سار عليه. لا يريد التخلي عن العمل حتى لا يتوقفوا عن الذهاب إلى مدرستهم ولا يريد لهم أن يكرروا تجربته في غربة عن الوطن في الخارج وغربة عنهم في الداخل، وفي كلتا الحالتين دفع مع أسرته الثمن.
يقول عبدالله: "عملت في عدة مهن، واستقريت على بيع الخضروات. والحمدلله الحال ماشي لكن وبسبب الأزمة في البلاد لم استطع سداد ديوني، وأقوم بتوفير مصاريف أولادي بشق الأنفس".
يضيف عبدالله: "أعمل في ظل حر الشمس وأحيانا كانت بضائعي تتلف بسبب الحرارة الشديدة، وإحدى المرات أنفقت كل ما جنيته من أجل علاج نفسي بسبب وعكة صحية مررت بها. والآن جراء مع تقدمي في العمر لم أعد أستطيع العمل كما كان في السابق، فأصبحت أتعب سريعًا".
وأكد عبدالله أن الثمانية الأشهر الأخيرة كانت من أصعب الفترات في حياته وكأنها ثمانية أعوام، لكنه صبر بشدة حتى على الجوع والضغوط من أجل أن يوفر متطلبات أولاده، قائلاً: "أعمل الآن مُكرهًا رغم أن سني لا يساعدني، لكن من سيعول أولادي؟".
وحين كاد عبدالله ينسى أمنيته القديمة، تدخل فريق برنامج "حيث الإنسان" وتم اتخاذ خطوات عملية لتغيير حياته. حيث تم شراء سيارة خاصة له وتعديلها لتصبح متجرًا متنقلًا، ما أتاح له العمل في ظروف أفضل وأقل إرهاقًا.
يقول عبدالله: "رافقتني العربية 25 سنة في ظل ظروف قاسية، لكن بعد استلامي السيارة الجديدة نسيت تلك السنوات الصعبة نهائيًا. الآن أعيش حياة جديدة، أعمل في الظل براحة وسعادة لا توصف. أستيقظ كل يوم وأنا سعيد ومرتاح نفسيًا. أشكر مؤسسة توكل كرمان وبرنامج حيث الإنسان على هذه الفرصة التي غيرت حياتي".
ان المتأمل لملامح وجه عبدالله بعد انتقاله لمشروعه الجديد يلحظ جيدا مدى.الحيوية والحياة التي عادت الى تفاصيل وجه.
لقد صنع منه مشروعه الجديد شخصا اكثر مليئ بالثقة والأمان والأمل. وازدادت مساحات البسمه في محيط أسرته التي ظل عنها جل حياته مغتربا عنها.
مشروع سينهي لحظات الفراق ويعجل بضم الشمل وجمع الشتات.