بينما كان بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال يجتمع برؤساء الدول في الأمم المتحدة، التقى رجل الأعمال وعضو الكنيست السابق أريئيل مارغليت بأربعين من ممثلي المنظمات الاحتجاجية من ذوي التكنولوجيا المتقدمة المقيمين في الولايات المتحدة، لتبادل الأفكار حول الخطوات التالية ضد خطة حكومة نتنياهو بشأن السلطة القضائية، مؤكدين أنهم يواجهون حملة طويلة الأمد، وليس من الواضح أن الاحتجاجات ستنتهي قريبًا.



تال شنايدر مراسلة موقع "زمن إسرائيل"، كشفت أن "مكاتب صندوق رأس المال الاستثماري JVP الذي يملكه مارغليت، شهدت اجتماعا في نيويورك لمجموعة من مدراء شركات التكنولوجيا العالية وقادة الاحتجاجات في إسرائيل من أعضاء رابطة "إخوة السلاح" لمناقشة استمرار المظاهرات لوقف الانقلاب القانوني الجاري تنفيذه من قبل حكومة اليمين، لأنه بينما يتقدم نتنياهو مع رئيس الولايات المتحدة جو بايدن والأمير السعودي محمد بن سلمان في اتفاق متعدد الدول لتطبيع العلاقات مع السعودية والعالم الإسلامي، فإن المتظاهرين الإسرائيليين لن يوقفوا احتجاجاتهم، طالما أن نتنياهو لم يكف تماما عن نيته تمرير سلسلة أخرى من القوانين".

وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "السبب في اجتماع نيويورك يعود لقناعة مفادها أن مجموعات الاحتجاجات الإسرائيلية تستعد لشتاء طويل، وفترة من الإرهاق، لقد خرج الاحتجاج بالفعل من مرحلة الإنتاج العفوي، وأصبح قوة حاضرة، ومن وجهة نظرهم، فإن اتصالات نتنياهو في ائتلافه مع الوزراء الأكثر تطرفا تتطلب عملا مكثفا مستمرا للحفاظ على قيم الدولة، من خلال تعليق صور لمجموعات من المتظاهرين يسيرون على جسر بروكلين من مجموعة UnXeptable، وهي منظمة أسسها إسرائيليون يعيشون في الولايات المتحدة، أصبحت بالفعل القوة الدافعة وراء المظاهرات في عشرات الأماكن في الولايات المتحدة".

وأوضح أن "من أسس هذه المنظمة هو رجل الأعمال في مجال التكنولوجيا المتقدمة أوفير جوتيلزون، الناشط في الاحتجاجات في الولايات المتحدة، سواء في الساحل الغربي ونيويورك ومانهاتن، وقد شهدت مكاتب JVP سلسلة اجتماعات مكونة من أربعين 40 شخصًا من ذوي التقنية العالية، بينهم الرئيس التنفيذي لشركة Outbrain يارون جالاي؛ وليران تانشمان الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة سايبر CyActive، والرئيس التنفيذي لشركة Resilion وشركة Akeyless عوديد هارافان، والرئيس التنفيذي لشركة Co-Pilot تسيكي نفتالي؛ ومدير التسويق في Centric April Critchlow، وأمير إيلات، مدير المنتجات في Nanit".

وأوضح أن "تخوف المشاركين الأمريكيين في الاحتجاجات ضد الانقلاب تتزامن مع استمرار نتنياهو فيه كما صرح بذلك خلال لقاءاته في الأيام الأخيرة في الولايات المتحدة، وكشفوا أن المنظمة الأمريكية المعادلة لـ"إخوة السلاح" الإسرائيلية لديها موافقة كجمعية مسجلة واعتراف من السلطات الضريبية، أي الموافقة على فرض الضرائب لجمع التبرعات في الولايات المتحدة لصالح دعم الاحتجاجات الرافضة للانقلاب".

وأكد أن "ممثلي منظمة "Arms to Arms" باتوا يرتدون القمصان الكاكي، ومن بين من قدموا من إسرائيل عومار غرانيت الشريك في EnPar Capita ومؤسس West 4 Capital Management، والمهندس المعماري روي غوردون، كما تحدث مرغليت للجمهور عن النشاط الكبير لمؤسسة JVP في كريات شمونة في صناعة التكنولوجيا الغذائية، ونشاطهم في صناعة الإنترنت في بئر السبع، وأوضح أنه بقدر ما يتعلق الأمر بالجيش والتكنولوجيا الفائقة، فإن الحكومة قد تتراجع عن مخططها لتفكيك النسيج الاجتماعي الإسرائيلي، من خلال تكثيف المظاهرات الكبيرة في إسرائيل والولايات المتحدة".

يكشف نشاط المحتجين الأمريكيين عن حجم الانخراط الأمريكي في محاولة كبح جماح حكومة نتنياهو، خاصة مع صدور المزيد من الدعوات لإعادة تقييم العلاقات مع دولة الاحتلال، وادعاء المسؤولين السياسيين الإسرائيليين بأنها ليست ظاهرة جديدة، رغم أنها المرة الأولى التي تدين فيها الولايات المتحدة سياسة تتعلق بالقضايا الداخلية الإسرائيلية، لأنها باتت مقتنعة أن دولة الاحتلال تنأى عن قيمها وهويتها.


تمار أوتومزغين المحررة في القسم الرقمي في "القناة 13"، أكدت أن "الأزمة السياسية الإسرائيلية تجاه الولايات المتحدة من أهم الأزمات التي سبّبها الانقلاب القضائي، حيث لم يتوقف الرئيس جو بايدن ومسؤولو البيت الأبيض عن انتقاد الحكومة الحالية بإدانات قاسية، وردا على ذلك، يحاول العديد من كبار مسؤوليها في تل أبيب تهدئة العاصفة بدعوى أنها أزمة عابرة، لكن فحص الإدانات السابقة للبيت الأبيض ضد إسرائيل يثبت أن الأزمة الحالية في العلاقات بينهما مختلفة، وليس فقط أنها أول إدانة لواشنطن تنتقد سياسة إسرائيل الداخلية".

وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "التوتر الإسرائيلي الأمريكي وصل ذروته بمقال توماس فريدمان، ودعوته لإعادة تقييم العلاقات الإسرائيلية الأمريكية بصورة حتمية، بجانب الإدانات الأمريكية للانقلاب القانوني، مما يسبّب انزعاجا كبيرا بين الأمريكيين من محبي دولة الاحتلال، التي تفصل نفسها ببطء عن "أفضل صديق لها في العالم"، فضلاً عن تمييز نفسها عنها أيديولوجيًا ووجوديًا وقيمًا وهوية، وأي شخص يعرف الولايات المتحدة، ولو قليلاً، يعرف مدى أهمية هذه الأمور للحكومة الأمريكية والشعب الأمريكي".

يتزامن التوتر الأمريكي الإسرائيلي على خلفية الانقلاب القانوني مع انخفاض كبير في نسبة الدعم لدولة الاحتلال بين عامة سكان الولايات المتحدة، خاصة بين الشباب، وكذلك داخل الجالية اليهودية، وهي في الغالب ديمقراطية، رغم أن بايدن من مؤيديها المعروفين، ولكن إذا تم تمرير الانقلاب القانوني، فستصبح دولة الاحتلال دولة أجنبية، ومعزولة، وقبل كل شيء "دولة أخرى" في علاقاتها مع الولايات المتحدة، دون أن تشاركها نفس العلاقة الموحّدة شبه الأسرية، التي ربطتهما حتى يومنا هذا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال اليهودية امريكا الاحتلال قضاء يهود صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الولایات المتحدة دولة الاحتلال

إقرأ أيضاً:

فلسطين تسلم مرافعتها للعدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل

فلسطين – قدمت فلسطين، امس الجمعة، مرافعتها لمحكمة العدل الدولية، في إطار الإجراءات الخاصة بإصدار فتوى قانونية بشأن التزامات إسرائيل تجاه وجود وأنشطة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والدول الثالثة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، إن “فلسطين سلمت مرافعتها الكتابية لمحكمة العدل الدولية في إطار إجراءاتها لإصدار فتوى قانونية بشأن التزامات إسرائيل فيما يتعلق بوجود وأنشطة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى والدول الثالثة”.

وأكدت فلسطين في مرافعتها أن “سلطات الاحتلال ملزمة بعدم إعاقة عمل الأمم المتحدة والمنظمات الأممية والدولية والدول الثالثة في الأرض الفلسطينية المحتلة، لتوفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية والإنمائية للشعب الفلسطيني وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير”.

كما أكدت المرافعة أن إسرائيل “تنتهك بشكل منهجي وواسع النطاق” التزاماتها كسلطة قائمة بالاحتلال بموجب القانون الدولي والإنساني.

وحذرت من الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” والعاملين فيها.

وبحسب “وفا”، أكدت فلسطين مسؤولية إسرائيل، بصفتها سلطة احتلال غير شرعي، في احترام الحقوق الأساسية غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في تقرير المصير والعودة، وحقوق الإنسان الأساسية التي تكفلها المواثيق والشرائع الدولية.

وطالبت فلسطين المحكمة الدولية “بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتنفيذ سلطة الاحتلال لالتزاماتها القانونية تجاه الشعب الفلسطيني، وتمكين الأمم المتحدة والمنظمات الأممية (…) من ممارسة أنشطتها الإغاثية والإنمائية في الأرض الفلسطينية المحتلة”.

وفي 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، صدّق الكنيست الإسرائيلي على قانونين يمنعان الأونروا من ممارسة أي أنشطة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما يقضي بسحب الامتيازات والتسهيلات المقدمة لها ومنع أي اتصال رسمي بها، ودخلا حيّز التنفيذ في 30 يناير/كانون الثاني الماضي.

وتزعم إسرائيل أن موظفين لدى الأونروا شاركوا في هجوم حركة “حماس” في 7 أكتوبر 2023، وهو ما نفته الوكالة، وأكدت الأمم المتحدة التزام الأونروا الحياد، وتتمسك بمواصلة عملها، وترفض الحظر الإسرائيلي.

وتقدم الأونروا المساعدات والخدمات الصحية والتعليمية لملايين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، إضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان والأردن.

وترفض دولة فلسطين أي محاولات لتقويض الوكالة الأممية أو استبدالها أو تقييد عملها وتمويلها، داعية “المجتمع الدولي إلى التحرك الجدي لمحاسبة الاحتلال، وحماية ولاية الأونروا”.

وتعاظمت حاجة الفلسطينيين إلى الأونروا، أكبر منظمة إنسانية دولية، تحت وطأة حرب إبادة جماعية شنتها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة على مدى قرابة 16 شهرا، خلفت نحو 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • متحدث فتح: نتنياهو يسعى للتصعيد لحماية نفسه من الأزمات الداخلية في إسرائيل
  • سفير مصر السابق بدولة الاحتلال: إسرائيل تسعى لتهجير الشعب الفلسطيني إلى الصومال
  • تصاعد الدعوات الإسرائيلية لتشديد حصار غزة ومنع توزيع المساعدات الإنسانية
  • قطر تقدم مذكرة لمحكمة العدل الدولية بشأن إسرائيل
  • عاجل | ماركو روبيو: إدارة ترامب ستستمر في استخدام كل الأدوات المتاحة للوفاء بالتزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل
  • الاتحاد الأوروبي يدعو إسرائيل للوفاء بالتزاماتها القانونية الدولية
  • 196 دولة مدعوة للمشاركة في مؤتمر دولي حول فلسطين في سويسرا
  • "التعاون الإسلامي" تؤكد أهمية مواجهة الإجراءات الإسرائيلية تجاه الأونروا
  • خطة إسرائيل لإجهاض مقترح إعادة إعمار غزة – "الفقاعات الإنسانية"
  • فلسطين تسلم مرافعتها للعدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل