تصاعد انخراط الأمريكيين في الاحتجاجات ضد التعديلات القانونية في إسرائيل
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
بينما كان بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال يجتمع برؤساء الدول في الأمم المتحدة، التقى رجل الأعمال وعضو الكنيست السابق أريئيل مارغليت بأربعين من ممثلي المنظمات الاحتجاجية من ذوي التكنولوجيا المتقدمة المقيمين في الولايات المتحدة، لتبادل الأفكار حول الخطوات التالية ضد خطة حكومة نتنياهو بشأن السلطة القضائية، مؤكدين أنهم يواجهون حملة طويلة الأمد، وليس من الواضح أن الاحتجاجات ستنتهي قريبًا.
تال شنايدر مراسلة موقع "زمن إسرائيل"، كشفت أن "مكاتب صندوق رأس المال الاستثماري JVP الذي يملكه مارغليت، شهدت اجتماعا في نيويورك لمجموعة من مدراء شركات التكنولوجيا العالية وقادة الاحتجاجات في إسرائيل من أعضاء رابطة "إخوة السلاح" لمناقشة استمرار المظاهرات لوقف الانقلاب القانوني الجاري تنفيذه من قبل حكومة اليمين، لأنه بينما يتقدم نتنياهو مع رئيس الولايات المتحدة جو بايدن والأمير السعودي محمد بن سلمان في اتفاق متعدد الدول لتطبيع العلاقات مع السعودية والعالم الإسلامي، فإن المتظاهرين الإسرائيليين لن يوقفوا احتجاجاتهم، طالما أن نتنياهو لم يكف تماما عن نيته تمرير سلسلة أخرى من القوانين".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "السبب في اجتماع نيويورك يعود لقناعة مفادها أن مجموعات الاحتجاجات الإسرائيلية تستعد لشتاء طويل، وفترة من الإرهاق، لقد خرج الاحتجاج بالفعل من مرحلة الإنتاج العفوي، وأصبح قوة حاضرة، ومن وجهة نظرهم، فإن اتصالات نتنياهو في ائتلافه مع الوزراء الأكثر تطرفا تتطلب عملا مكثفا مستمرا للحفاظ على قيم الدولة، من خلال تعليق صور لمجموعات من المتظاهرين يسيرون على جسر بروكلين من مجموعة UnXeptable، وهي منظمة أسسها إسرائيليون يعيشون في الولايات المتحدة، أصبحت بالفعل القوة الدافعة وراء المظاهرات في عشرات الأماكن في الولايات المتحدة".
وأوضح أن "من أسس هذه المنظمة هو رجل الأعمال في مجال التكنولوجيا المتقدمة أوفير جوتيلزون، الناشط في الاحتجاجات في الولايات المتحدة، سواء في الساحل الغربي ونيويورك ومانهاتن، وقد شهدت مكاتب JVP سلسلة اجتماعات مكونة من أربعين 40 شخصًا من ذوي التقنية العالية، بينهم الرئيس التنفيذي لشركة Outbrain يارون جالاي؛ وليران تانشمان الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة سايبر CyActive، والرئيس التنفيذي لشركة Resilion وشركة Akeyless عوديد هارافان، والرئيس التنفيذي لشركة Co-Pilot تسيكي نفتالي؛ ومدير التسويق في Centric April Critchlow، وأمير إيلات، مدير المنتجات في Nanit".
وأوضح أن "تخوف المشاركين الأمريكيين في الاحتجاجات ضد الانقلاب تتزامن مع استمرار نتنياهو فيه كما صرح بذلك خلال لقاءاته في الأيام الأخيرة في الولايات المتحدة، وكشفوا أن المنظمة الأمريكية المعادلة لـ"إخوة السلاح" الإسرائيلية لديها موافقة كجمعية مسجلة واعتراف من السلطات الضريبية، أي الموافقة على فرض الضرائب لجمع التبرعات في الولايات المتحدة لصالح دعم الاحتجاجات الرافضة للانقلاب".
وأكد أن "ممثلي منظمة "Arms to Arms" باتوا يرتدون القمصان الكاكي، ومن بين من قدموا من إسرائيل عومار غرانيت الشريك في EnPar Capita ومؤسس West 4 Capital Management، والمهندس المعماري روي غوردون، كما تحدث مرغليت للجمهور عن النشاط الكبير لمؤسسة JVP في كريات شمونة في صناعة التكنولوجيا الغذائية، ونشاطهم في صناعة الإنترنت في بئر السبع، وأوضح أنه بقدر ما يتعلق الأمر بالجيش والتكنولوجيا الفائقة، فإن الحكومة قد تتراجع عن مخططها لتفكيك النسيج الاجتماعي الإسرائيلي، من خلال تكثيف المظاهرات الكبيرة في إسرائيل والولايات المتحدة".
يكشف نشاط المحتجين الأمريكيين عن حجم الانخراط الأمريكي في محاولة كبح جماح حكومة نتنياهو، خاصة مع صدور المزيد من الدعوات لإعادة تقييم العلاقات مع دولة الاحتلال، وادعاء المسؤولين السياسيين الإسرائيليين بأنها ليست ظاهرة جديدة، رغم أنها المرة الأولى التي تدين فيها الولايات المتحدة سياسة تتعلق بالقضايا الداخلية الإسرائيلية، لأنها باتت مقتنعة أن دولة الاحتلال تنأى عن قيمها وهويتها.
تمار أوتومزغين المحررة في القسم الرقمي في "القناة 13"، أكدت أن "الأزمة السياسية الإسرائيلية تجاه الولايات المتحدة من أهم الأزمات التي سبّبها الانقلاب القضائي، حيث لم يتوقف الرئيس جو بايدن ومسؤولو البيت الأبيض عن انتقاد الحكومة الحالية بإدانات قاسية، وردا على ذلك، يحاول العديد من كبار مسؤوليها في تل أبيب تهدئة العاصفة بدعوى أنها أزمة عابرة، لكن فحص الإدانات السابقة للبيت الأبيض ضد إسرائيل يثبت أن الأزمة الحالية في العلاقات بينهما مختلفة، وليس فقط أنها أول إدانة لواشنطن تنتقد سياسة إسرائيل الداخلية".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "التوتر الإسرائيلي الأمريكي وصل ذروته بمقال توماس فريدمان، ودعوته لإعادة تقييم العلاقات الإسرائيلية الأمريكية بصورة حتمية، بجانب الإدانات الأمريكية للانقلاب القانوني، مما يسبّب انزعاجا كبيرا بين الأمريكيين من محبي دولة الاحتلال، التي تفصل نفسها ببطء عن "أفضل صديق لها في العالم"، فضلاً عن تمييز نفسها عنها أيديولوجيًا ووجوديًا وقيمًا وهوية، وأي شخص يعرف الولايات المتحدة، ولو قليلاً، يعرف مدى أهمية هذه الأمور للحكومة الأمريكية والشعب الأمريكي".
يتزامن التوتر الأمريكي الإسرائيلي على خلفية الانقلاب القانوني مع انخفاض كبير في نسبة الدعم لدولة الاحتلال بين عامة سكان الولايات المتحدة، خاصة بين الشباب، وكذلك داخل الجالية اليهودية، وهي في الغالب ديمقراطية، رغم أن بايدن من مؤيديها المعروفين، ولكن إذا تم تمرير الانقلاب القانوني، فستصبح دولة الاحتلال دولة أجنبية، ومعزولة، وقبل كل شيء "دولة أخرى" في علاقاتها مع الولايات المتحدة، دون أن تشاركها نفس العلاقة الموحّدة شبه الأسرية، التي ربطتهما حتى يومنا هذا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال اليهودية امريكا الاحتلال قضاء يهود صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الولایات المتحدة دولة الاحتلال
إقرأ أيضاً:
تصريحات ترامب حول غزة تثير الجدل وسط تصاعد العنف وتعثر المفاوضات
في ظل تصاعد الأحداث في قطاع غزة، أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات أثارت جدلاً واسعاً حول الموقف الأمريكي من الأزمة.
وقال ترامب في خطاب له، إنه "لا أحد سوف يطرد أحدًا من غزة"، في إشارة إلى الجدل المستمر حول مصير سكان القطاع.
كما سخر ترامب من موقف زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، قائلاً إنه "كان يهوديًا لكنه أصبح الآن فلسطينيًا"، وذلك بسبب دعمه لتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة.
وأضاف الرئيس الأمريكي: "7 أكتوبر كان يومًا سيئًا للغاية، وإسرائيل كانت تحت الحصار"، في إشارة إلى الهجوم الذي نفذته حركة حماس ضد إسرائيل والذي أشعل فتيل الصراع المستمر منذ ذلك الحين.
في الوقت نفسه، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، ارتفاع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى 48,515 شهيدًا، معظمهم من الأطفال والنساء، منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023.
وأضافت الوزارة في بيان، نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن عدد المصابين بلغ 111,941 جريحًا، مشيرة إلى أن هناك ضحايا لا يزالون تحت الأنقاض، وسط صعوبة وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم بسبب استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية.
كما أفادت الوزارة بأن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية 12 شهيدًا جديدًا (منهم 5 انتشلت جثامينهم و7 سقطوا حديثًا)، إضافة إلى 14 إصابة.
توسع الاقتحامات الإسرائيلية في الضفة الغربيةعلى صعيد متصل، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحاماتها المكثفة في عدة مناطق بالضفة الغربية.
فقد أفادت وكالة وفا بأن قوات الاحتلال اقتحمت المدخل الشرقي لبلدة الخضر، وتمركزت في عدة أحياء منها البلدة القديمة والبوابة والجامع الكبير، حيث أطلقت قنابل الصوت، لكن لم ترد تقارير عن اعتقالات أو إصابات.
كما داهمت القوات عددًا من منازل المواطنين في منطقة حارة دار محمود، ودققت في هويات السكان، بينما سيّرت دوريات راجلة ونشرت القناصة في أماكن متفرقة من البلدة.
وفي جنين، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة عسكرية واسعة، حيث اقتحمت بلدة عرابة جنوب المدينة، مدعومة بأعداد كبيرة من الجنود والآليات العسكرية.
وخلال العملية، داهمت القوات منازل المواطنين، واعتقلت عددًا من الأشخاص، إضافة إلى تفجير بوابة ديوان العارضة بعد تفتيشه. كما قامت القوات بقطع الكهرباء عن بعض الأحياء، وأطلقت الرصاص الحي بشكل عشوائي، مما أثار حالة من الرعب بين الأهالي.
كما أفادت مصادر محلية بأن الاحتلال اعتقل مواطنًا من قرية عنزة جنوب جنين، بعد مداهمة منزله وتفتيشه، في إطار تصعيد حملات الاعتقال المستمرة منذ أكثر من 51 يومًا في جنين ومحيطها.
الموقف المصري من تصريحات ترامبفي سياق ردود الفعل الدولية، أعربت جمهورية مصر العربية عن تقديرها لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن عدم مطالبة سكان قطاع غزة بمغادرته، معتبرة أن هذه التصريحات تعكس تفهمًا أمريكيًا لأهمية تجنب تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان رسمي، أن مصر ترى في هذه التصريحات فرصة للبناء عليها لدفع جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط. كما شددت على ضرورة تبني مسار شامل يستند إلى رؤية واضحة تضمن الاستقرار والأمن لجميع الأطراف.
مصر تدعو إلى حل شامل وعادلوفي هذا الإطار، شددت مصر على أن مبادرة الرئيس الأمريكي لإنهاء النزاعات الدولية، بما في ذلك الأزمة في الشرق الأوسط، يمكن أن تشكل أساسًا عمليًا للحل، شريطة أن تراعي حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أكدت مصر أنها ملتزمة بدعم كافة المبادرات الجادة التي تهدف إلى تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة، داعية المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لدفع عملية التسوية السلمية، بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لشعوب المنطقة.
ومع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وتصاعد أعداد الضحايا، تظل الأزمة في غزة محور اهتمام دولي. وبينما تسعى مصر وقوى إقليمية أخرى للتهدئة، فإن الموقف الأمريكي المتغير يلقي بظلاله على تطورات المشهد، في انتظار تحركات دبلوماسية قد تسهم في كسر الجمود القائم.
وفي هذا السياق، علّق أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والقيادي بحركة فتح، الدكتور أيمن الرقب، على المشهد الحالي، مشيرًا إلى العقبات التي تواجه المباحثات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، والتي تجري بوساطة أمريكية وقطرية.
وأضاف الرقب في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن وصول المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، لم يسهم حتى الآن في تحقيق اختراق جوهري في ملف التهدئة. وأوضح أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لا يبدو جادًا في التوصل إلى اتفاق حقيقي في هذه المرحلة.
ولفت إلى أن نتنياهو أرسل وفدًا إلى المباحثات دون صلاحيات حقيقية أو قيادة إستراتيجية، ما يعكس نية إسرائيلية لجعل هذه الجولة استطلاعية أكثر من كونها جلسة حقيقية لتوقيع اتفاق.
الدور الأمريكي وتحريك الجمودوأشار الرقب إلى أن هناك آمالًا معلقة على دور الولايات المتحدة في كسر الجمود السياسي، لا سيما مع وصول مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، والذي كان له دور أساسي في إتمام الاتفاق السابق في يناير الماضي. وأضاف أن الأيام الأخيرة شهدت تكثيفًا للاتصالات، حيث التقى المسؤول الأمريكي آدم بولار بقيادة حركة حماس، وهو ما أثار استياء الجانب الإسرائيلي الذي يرى في هذه اللقاءات تحريكًا للمياه الراكدة.
وتابع الرقب موضحًا أن التقديرات تشير إلى طرح مقترح يقضي بتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، مع تنفيذ صفقة تبادل أسرى، دون الانتقال إلى المرحلة الثانية بشكل مباشر. ووفقًا لهذا السيناريو، قد تفضل إسرائيل تنفيذ انسحابات جزئية بدلاً من الانسحاب الكامل من قطاع غزة.
وأضاف أنه في حال وافقت حماس على هذا التعديل، فقد تجد إسرائيل نفسها مضطرة لتنفيذه تحت الضغط الأمريكي. ومع ذلك، تبقى هناك شكوك حول مدى استعداد واشنطن لدفع إسرائيل نحو انسحاب أوسع في هذه المرحلة الدقيقة.
واختتم الدكتور أيمن الرقب تصريحاته بالتأكيد على أن مستقبل الاتفاق مرهون بقدرة الأطراف المعنية على تجاوز العقبات السياسية، وإيجاد حل يُنهي المعاناة الإنسانية في غزة. ومع استمرار المباحثات، يظل المشهد مفتوحًا على جميع الاحتمالات، في ظل غياب مؤشرات واضحة على تحقيق اختراق حاسم قريبًا.