دمشق-سانا

“قلبي في الجبال” كتاب جديد ترجمة الأديب إبراهيم إستنبولي عن الأديب رسول حمزاتوف، بمناسبة مرور الذكرى المئوية لمولده يتضمن ملامح شخصيته وعشقه للجبال وعنفوانه وحياته وكيفية التعامل مع الآخرين.

جاء في افتتاحية للكتاب ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء رفع الستار عن تمثال رسول حمزاتوف: إنه يعرفه شخصياً وإنه إنسان رائع ببساطة وقدوة يحتذى بها في داغستان وروسيا الاتحادية، وهو ابن عظيم من أبناء روسيا وكلماته تخاطب الجميع اليوم، لافتاً إلى ضرورة ألا ينسى الإنسان معتقده وانتماءه.

وفي مقدمته بين الدكتور بشار الجعفري سفير سورية في موسكو أهمية المثل العربي القائل “لكل منا من اسمه نصيب” لأن رسول حمزاتوف هو خير تعبير عن مدى دقة هذا المثل، فهو رسول الشعر الداغستاني إلى العالم، مشيراً إلى أنه تغنى بأبجدية جبال داغستان وأوصلها إلى قلوب وعقول أقرانه في زوايا الأرض الأربع.

وأشار المترجم إستنبولي إلى وجود علاقة حميمة كانت تربط الراحل حمزاتوف بعدد كبير من الكتاب والشعراء العرب، منهم أيمن أبو الشعر وعلي عقلة عرسان وأحمد الخميسي من مصر، ومحمد مهدي الجواهري وعبد الوهاب البياتي من العراق، ومعين بسيسو من فلسطين وغيرهم الكثير.

وأثناء وجود الراحل حمزاتوف عام 1983 في سورية حسب المترجم والأديب إستنبولي زار ريف حمص والتقى مع الأهالي الذين ينحدرون من جبال داغستان، وأطلق على منطقة دير فول داغستان سورية واستقبله الأهالي استقبالاً حافلاً وحاشداً، مبيناً ضرورة أرشفة الوثائق والصور المتعلقة بزيارة حمزاتوف إلى سورية والبلدان العربية لما لهذا من دور في تطوير العلاقات الثقافية بين شعوب داغستان والشعوب العربية.

ووثق إستنبولي في كتابه عدداً من قراءات وكتابات أصدقاء حمزاتوف الكبار الذين عاشوا معه ذكرياته، ومنهم صديقه رئيس اتحاد كتاب داغستان حالياً ماغو أحميدوف الذي وصف الراحل بالحكمة والبسالة والمحبة وعبر عما يحمله من مناقب تفرد بها.

وتضمن الكتاب عدداً مما كتبه حمزاتوف من نصوص وأدبيات مثل عقيدة رسول وسلسلة من نصوصه الشعرية بشكل ممنهج، ونص بعنوان “احفظوا الأطفال” و”تمنى” و”للأزهار عيون” وغيرها، إضافة إلى بعض ذكرياته ومذكراته ولقطات من حياته والمراجع والمؤلفات التي تناولت شعره وأدبه وأرشيف صوره.

ورأى رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني أن هذا الكتاب يعتبر من أهم ما صدر في هذا العام لأنه يرصد شاعراً وأدبياً عالمياً له تاريخه النضالي والشعبي، ويعتبر من مقومات المثاقفة وتطوير الثقافة، ولاسيما أنه من المحبوبين على مستوى العالم والعرب بشكل خاص.

الكتاب من منشورات اتحاد الكتاب العرب ويقع في 414 صفحة من القطع الكبير لمؤلفه عدد من الكتب في الترجمة والتأليف وهو عضو اتحاد الكتاب العرب.

محمد خالد الخضر

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: رسول حمزاتوف

إقرأ أيضاً:

رمضان والجنة

بين الصيام والتقوى والجنة ترابط، فالصوم يحقق التقوى، وهي سبيل الفوز بجنة رب العالمين، يقول الله، عز وجل، في محكم تنزيله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون)، «سورة البقرة: الآية 183».
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة باباً يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل معهم أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيدخلون منه، فإذا دخل آخرهم أغلق، فلم يدخل منه أحد»، (صحيح البخاري، 1896).
وكما تبين، فإن بين الصيام والتقوى والجنة ترابطاً، فالصيام عناء ومن ثماره التقوى، والتقوى ثوابها الجنة، فقد أخبر القرآن الكريم بما للمتقين في الجنة من منازل، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى خصص باباً من أبواب الجنة لأهل الصوم سمّاه الريان.
فالصوم باب للجنة، يسره الله تعالى لمن أراد له الخير، والجنة هي دار القرار، فعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «قال الله: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فاقرؤوا إن شئتم: «فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ...»، (سورة السجدة: الآية 17)، (صحيح البخاري، 3244).
ومن فضل الله تعالى على المؤمنين في الجنة النظر إلى وجه الله الكريم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل»، (صحيح مسلم، 297).
فمن صام رزقه الله التقوى، ومن رزق التقوى فقد رزق القبول، ومن رزق القبول تنعم بجنات وعيون، وتمتع بما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وما ذلك إلا بشرى للصائمين. 
كما أن معرفة المقاصد في العبادة لها دورٌ كبير في تحسين أداء العبادات، فهي تزيد الإيمان.
وتقوى الصائم تعني: «ضبط نفسه عن الشهوات، وتزكيتها من الرذائل، قَالَ رسول الله: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ»، فحري بالصائم أن يحرص على ضبط جوارحه عموماً، فلا تمتد يده إلى شبهة، ولا تخطو رجله إلى باطل، ولا يُجري على لسانه كذباً ولا نميمة ولا غيبة، فقد قال: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَ شَرَابَه».
الإعراض عن اللغو
يتوجب الإعراض عن اللغو، فالإعراض عنه من صفات عباد الرحمن، وأن الخوض فيه من مساوئ الأخلاق التي ينبغي على المسلم أن يربأ بنفسه عنها، فلا يخوض في كلامٍ يعيبه، أو فعلٍ يشينه، وخاصةً في شهر رمضان، موسم الطاعة والغفران، فنقبل فيه على طاعة ربنا، وما فيه الخير لنا ولأسرنا ومجتمعنا، عملاً بقوله: «وَاحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ».
حديث
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال:، كان الناس يسألون رسول الله، ﷺ عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله: إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم، قلت: وهل بعد هذا الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دخن، قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها: قلت: يا رسول الله صفهم لنا، فقال: هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك.

أخبار ذات صلة 46.8 ألف وجبة «كسر الصيام»  وزعتها «الهلال» في أبوظبي «تراحم » توزع 20 ألف سلة غذائية

مقالات مشابهة

  • داغستان والشيشان تحظران «تيليغرام»
  • للصائم دعوة لا ترد
  • روسيا تحظر تيليجرام في داغستان والشيشان لمواجهة تهديدات أمنية
  • كتاب أبي الحواري إلى أبي زياد ومحمد بن مكرم
  • رمضان والجنة
  • الذكرى تنفع المؤمنين.. هذا هو شهر رمضان
  • بمناسبة يوم العلم.. “قيصرية الكتاب” تستضيف أمسية قصائد وطنية
  • نقيب الصحفيين العراقيين رئيس اتحاد الصحفيين العرب الاستاذ مؤيد اللامي : غيًرنا صورة العراق في الإعلام العربي من ” بلد القتل والطائفية” إلى “بلد السلام والأمان”
  • عظة اجتماع درس الكتاب لالأنبا غبريال أسقف بني سويف
  • «اتحاد كتاب الإمارات» يناقش مشاركاته الخارجية