من مسطّح إلى صحراء قاحلة.. أبن نجم يأن من الهجرة ومطالب باحيائه مرّة أخرى
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
بغداد اليوم- متابعة
يطالب نشطاء مدنيون في محافظة النجف الأشرف، الحكومة بالتدخل من أجل "إعادة الحياة" إلى "هور ابن نجم"، بعد أن شهد نزوحا واسعا لسكانه من صيادي السمك ومربي الماشية بسبب الجفاف.
وتأتي مطالبات النشطاء، في وقت تدعو فيه الحكومة المحلية وزارة الموارد المائية إلى زيادة حصة المحافظة من المياه لتمكينها من إمداد المزارع الواقعة على على ضفاف الهور.
يقول كريم الذي يسكن بالقرب من هذا الهور الذي تحول إلى أرض جرداء، إن استمراره في مهنة أجداده في صيد السمك وتربية المواشي والزراعة "بات أمرا مستحيلا"، كاشفا أنه "اضطر مع الكثيرين من السكان إلى النزوح والهجرة".
ويتابع كريم القاطن في إحدى المناطق المحاذية لناحية العباسية المعروفة بالزراعة وتربية المواشي، أن "السكان تركوا المنطقة وهاجروا بسبب الجفاف الذي أدى إلى انحسار أنشطة الصيد وتربية المواشي والزراعة".
ولسنين خلت، كان هور (ابن نجم) مصدر الرزق الأول للكثير من العائلات التي تعتمد على صيد الأسماك والطيور وتربية المواشي، غير أنه تحول، اليوم، إلى "كارثة بيئية واجتماعية تتطلب تدخلا حكوميا عاجلا"، بحسب نشطاء.
الناشط في المجال الزراعي والبيئي، عقيل نصر الله، يرى أنه بعد أن ضربت موجة الجفاف العراق أصبح هذا الهور "صحراء قاحلة"، لذلك ندعوا الحكومة المركزية وتحديدا وزارة الزراعة والموارد المائية والمنظمات الدولية المعنية بالشأن المائي لإعادة الحياة لهذا الهور وسكانه الذي هجروه منذ سنتين بسبب شح المياه.
من جهتها تقول السلطات المحلية في النجف إنها تحاول وبشكل جاد إعادة الحياة لهذا المسطح المائي المهم في أسرع وقت ممكن، داعية وزارة الموارد المائية للمساهمة بهذا الجهد من خلال زيادة الحصة المائية للمحافظة.
نائب محافظ النجف، هاشم الكرعاوي، يقول "حاولنا خلال الفترة الماضية كحكومة محلية إيصال المياه من آخر النهر إلى هور ابن النجم حتى نعيد به الحياة بشكل أولي، مشيرا إلى "إتمام هذه الإجراءات التي تبقى محلية وبسيطة".
ودعا الكرعاوي بدوره وزارة الموارد المائية للمبادرة بإطلاق خطوات توفر "فرصة للفلاحة والمواطنين الذين يعتاشون على تربية المواشي وصيد الأسماك".
وسبق لهور ابن نجم الذي تشترك فيه محافظات النجف وبابل والديوانية، أن تعرض أيام النظام السابق للتجفيف حاله حال العديد من الأهوار لأسباب أمنية، قبل أن تعاد إليه الحياة بعد 2003، بشكل تدريجي، حيث تم غمر 14 ألف هكتار من أصل مساحته الكلية التي تبلغ 24 ألف هكتار بالمياه.
وقالت الأمم المتحدة في تموز الماضي، إن موجة الجفاف الحالية في العراق هي الأسوأ منذ 40 عاما والوضع "مقلق" على صعيد الأهوار التي خلا 70 بالمئة منها من المياه.
وتأمل الجهات الحكومية وسكان المناطق القريبة بأن تسفر الجهود بإعادة الحياة لهذا الهور الذي يعد واحدا من أهم المسطحات المائية الطبيعية المستخدمةِ في الزراعةِ والصيدِ ورعي المواشي، في محافظات الفرات الأوسط.
المصدر: الحرة
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
الكرة النسائية بمصر.. سخرية وانتقادات رغم النجاحات.. أحمد بلال يُثير الجدل بتصريح.. ودينا الرفاعى ترد: بنات مصر يمكنهن اللعب ببراعة وتربية الرجال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رغم التطور الكبير الذي شهدته كرة القدم النسائية في الآونة الأخيرة، إلا أن هناك بعض الأشخاص الذين ما زالوا يرفضون فكرة ممارسة النساء لهذه الرياضة، مبررين ذلك بأنها ترتبط بالعنف والالتحامات والخشونة، وهي أمور تتناقض، بحسب رأيهم، مع الصفات التقليدية المرتبطة بالنساء مثل الأنوثة والرقة.
تواجه كرة القدم النسائية في مصر مزيجًا من السخرية والنقد والإصرار على إثبات الذات، رغم أن المرأة قد حققت نجاحات كبيرة في العديد من المجالات. إلا أن كرة القدم النسائية ما زالت عرضة للسخرية لمجرد المشاركة النسائية الفعالة في هذا المجال. على الرغم من النجاح الذي تحقق، مثل تنظيم دوري متكامل، وتفوق بعض الأندية، ووجود لاعبات ومدربين يستحقون التكريم، إلا أنه مع كل خطأ يحدث في المباريات، يظهر البعض لرفع لافتات التهكم مثل المرأة مكانها المطبخ.
وكانت تصريحات أحمد بلال، لاعب الأهلي الأسبق، أثارت استياءً وغضبًا واسعًا بين العديد من اللاعبات والمشجعين للكرة النسائية في مصر، وذلك مع انطلاق الجولة الثامنة من الدوري المصري الممتاز لكرة القدم النسائية.
وكتب «بلال» منشورًا عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» يسخر فيه من مستوى اللاعبات، ويستهجن فكرة ممارسة النساء لكرة القدم، قائلًا: «كرة نسائية إيه اللي بيلعبوها في مصر.. دا الستات مبيعرفوش يطبخوا.. هيعرفوا يلعبوا؟»، وبعد هجوم واسع من متابعي الكرة النسائية، اضطر لحذف المنشور بعد دقائق من نشره.
في ردها على هذا المنشور، نشرت الدكتورة دينا الرفاعي، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، والمشرفة على الكرة النسائية في مصر، منشورًا عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قالت فيه: «بنات مصر يمكنهن الطبخ ولعب كرة القدم ببراعة وتسجيل الأهداف بمهارة، بالإضافة إلى تربية الأطفال ليصبحوا رجالًا بحق يحترمون أنفسهم ويحترمون الآخرين»، مُضيفةً أن حرية الرأي مكفولة للجميع، بشرط أن يكون النقد مقبولًا دون إهانة أو تقليل.
وفي سياق متصل، تمكن فريق النادي الأهلي لكرة القدم النسائية بقيادة المدير الفني الفرنسي ديميتري لوبوف من تحقيق العلامة الكاملة برصيد 21 نقطة من 7 مباريات في 8 جولات من الدوري المصري الممتاز، ليحل في المركز الأول، ويلاحقه فريق البنك الأهلي بقيادة الكابتن محمد كمال، المدرب الفني للفريق، الذي جمع 18 نقطة من 6 مباريات بدون هزيمة. بينما تأتي فرق مسار وزد ووادي دجلة خلفهما بفارق 15 نقطة، ويحتل فريق الزمالك المركز الثامن برصيد 12 نقطة من 6 مباريات.
أما عن الأزمة الثانية التي يواجهها الدوري النسائي، والمتعلقة بانسحاب بعض الفرق من المباريات بعد هزيمتها، مثل انسحاب اتحاد بسيون أمام مسار والاتحاد السكندري أمام الأهلي، فقد علق الكابتن محمد كمال، مدرب منتخب مصر السابق للكرة النسائية والمدير الفني لفريق البنك الأهلي، قائلًا: «لا يمكن اتهام الأندية بالتخاذل، بل يجب أن يكون هناك تعاون بين الأندية واتحاد الكرة. اتحاد الكرة يتحمل مسئولية كبيرة في نجاح منظومة الكرة النسائية في مصر».
وأضاف «كمال» في تصريحات خاصة لـ«البوابة»، أنه من الممكن أن يدعم اتحاد الكرة الأندية التي تفتقر إلى الإمكانات اللازمة للاستمرارية، وأن الدعم لا يقتصر فقط على الدعم المادي، بل يمكن أن يشمل دعمًا معنويًا مثل توفير حافلات لنقل اللاعبات أو توفير المعدات والملابس، لضمان وصول الدعم للكرة النسائية في الأندية.
وأشار إلى أن ظاهرة الانسحابات تؤثر بشكل كبير على اللاعبين والمدربين، لأن الأندية الكبيرة مثل الأهلي وبيراميدز وغيرهما، عندما تواجه أندية ضعيفة، تؤثر على الحالة النفسية للاعبات، خصوصًا عندما يبدأ الفريق الأقوى في إحراز أهداف كثيرة في وقت قصير جدًا، وقال إن الأندية الضعيفة بحاجة لدعم أكبر بدلًا من اتهامها بأنها تؤثر سلبًا على شكل الدوري النسائي.