توقعت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيفات الائتمانية "إس آند بي" نمو اقتصاد دولة الإمارات بنسبة 3 بالمئة في العام 2023، على أن ترتفع وتيرة النمو إلى نحو 4 بالمئة في العام 2024، بدعم رئيسي من القطاع غير النفطي.

وقال محللون في "ستاندرد آند بورز"، إن حكومة الإمارات نفذت حزمة واسعة من المبادرات الاقتصادية والاجتماعية على مدى السنوات القليلة الماضية والتي من شأنها أن تؤدي إلى نمو طويل الأجل.

وتوقع محللو "إس آند بي" استمرار نمو القطاع السياحي في الإمارات بدعم استضافة الإمارات لأحداث وفعاليات كبرى مما يساعد على تحقيق الهدف المتمثل في زيادة عدد الزوار إلى 40 مليون بحلول عام 2030، ووصول عدد الغرف الفندقية إلى 250 ألف غرفة خلال الفترة نفسها، بحسب وكالة أنباء الإمارات.

كما توقع المحللون أن يواصل القطاع المصرفي الإماراتي إظهار أساسات قوية، واستمرار التحسين في الربحية وتجاوز مستويات ما قبل وباء "كوفيد – 19" بدعم من ارتفاع أسعار الفائدة، مشيرين إلى أن قطاع العقارات في دبي سيُظهر مرونة أكبر وسط توقعات باستقرار أسعار المساكن في ظل الطلب القوي.

وقال تريفور كولينان، محلل التصنيفات السيادية لدى "إس آند بي"، إنه من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الإماراتي بنحو 3 بالمئة هذا العام، كما نتوقع أن يظل توسع القطاع غير النفطي قوياً، مع نمو واسع النطاق عبر قطاعي الخدمات والصناعة.

وأضاف أنه من المتوقع أن ينمو اقتصاد الإمارات أيضا بنحو 4 بالمئة في العام القادم مدعوماً من القطاع النفطي والنمو المستمر للقطاع غير النفطي، مشيراً إلى أن هناك العديد من القطاعات التي تساهم بشكل كبير في نمو اقتصاد الإمارات وعلى رأسها النفط والغاز، وتجارة الجملة، والصناعة، والبناء والخدمات المالية، والعقارات.

وتوقع أن يكون الزخم الاقتصادي في الاقتصاد غير النفطي مدعوماً بتدفقات الوافدين والسياح، والمشاعر الإيجابية للمستثمرين والمستهلكين، إضافة إلى القطاع الخاص وذلك بما يتماشى مع رؤية "نحن الإمارات 2031" التي تهدف إلى زيادة حجم التجارة وحصة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي، من خلال التعاون مع جميع الجهات والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص لدفع المسيرة التنموية.

وأشار تريفور كولينان إلى أن حكومة الإمارات اتخذت حزمة واسعة من المبادرات التجارية والاجتماعية خلال السنوات القليلة الماضية والتي من شأنها أن تؤدي إلى نمو طويل الأجل، حيث من المتوقع أن تسهم المبادرات الخاصة بالإقامة والأعمال في جذب العمالة الماهرة، بينما تساعد المبادرات الاجتماعية في تعزيز مكانة الإمارات باعتبارها الأكثر أماناً في منطقة الشرق الأوسط.

وذكر بأن مبادرات الإمارات شملت إتاحة التملك الأجنبي المباشر 100 بالمئة في أكثر من 1000 نشاط تجاري وصناعي، إضافة إلى قانون "الإعسار" الذي سهل على الأفراد الذين يواجهون صعوبات مالية عبر إعادة تنظيم مديونياتهم، وإتاحة الفرصة لهم للاقتراض من جديد بشروط ميسرة، بما يعزز تنافسية الدولة في مجال سهولة ممارسة الأعمال.

وأوضح أن مبادرات الإمارات شملت كذلك التأشيرات الجديدة وتوسيع معايير الحصول على تأشيرة الإقامة الذهبية لمدة 10 سنوات، وإطلاق تأشيرة الإقامة الخضراء لمدة خمس سنوات، والسماح للمستثمرين ورجال الأعمال للتقدم بطلب للحصول على تأشيرة عمل دون الحاجة إلى كفيل أو مضيف، وإطلاق تأشيرة سياحية متعددة الدخول لمدة خمس سنوات، بالإضافة إلى التأشيرات السياحية للمجموعة العائلية.

وقال كولينان إن مبادرات الإمارات الأخيرة لتطوير منحنى العائد مقوماً بالدرهم الإماراتي من خلال إطلاق سندات وصكوك خزينة مقومة بالعملة المحلية، ستؤدي إلى تنمية أسواق رأس المال المحلية، وتوسيع مصادر التمويل للشركات والبنوك الإماراتية، مشيراً إلى أن تطبيق الإمارات لنظام ضريبة الشركات سيسهم في تنويع الإيرادات الحكومية بعيداً عن قطاع النفط، حيث يمثل تطبيق هذه الضريبة خطوة أخرى نحو تحديث بيئة الأعمال في الإمارات ومواءمتها أكثر مع المعايير الدولية.

من جانبها، توقعت تاتيانا ليسكوفا، محللة تصنيفات الشركات لدى "إس آند بي"، أن يدعم توسع القطاع السياحي من النمو الاقتصادي بشكل أكبر في دولة الإمارات، مشيرة إلى أن إمارة دبي نجحت في استقطاب 14.7 مليون زائر دولي في 2022، أي ضعف المحقق في عام 2021، مما يشير إلى أن عدد الزوار قد يعود هذا العام 2023 إلى ذروة عام 2019 البالغة 16.7 مليون زائر، بينما استقطبت إمارة أبوظبي 4.1 مليون نزيل فندقي في 2022، بنسبة زيادة 24 بالمئة عن عام 2021.

كما توقعت أن يستمر القطاع السياحي في الإمارات في النمو بدعم من الاستضافة المنتظمة للفعاليات البارزة مثل مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28"، مما يساعد على تحقيق هدف الإمارات المتمثل في زيادة عدد الزوار إلى 40 مليون بحلول عام 2030، مع توقعات بوصول عدد الغرف الفندقية إلى 250 ألف غرفة خلال الفترة نفسها.

وأشارت إلى أن إمارتي أبوظبي ودبي ستظلان في الصدارة من ناحية جذب الأعمال والسياحة إلى الدولة، بينما تعمل الإمارات الأخرى مثل رأس الخيمة والشارقة على الترويج لقطاعات السياحة، مما يزيد من تنويع عروض السياحة في الإمارات لا سيما وأن إمارة الشارقة تعد واجهة للثقافة العربية والإسلامية ووجهة عائلية آمنة، فضلا عن تميز إمارة رأس الخيمة بطبيعتها الخلابة وأنشطتها الترفيهية وعروضها الأصيلة.

وتتوقع تاتيانا ليسكوفا، أن يُظهر قطاع العقارات في دبي مرونة أكبر مع توقعات باستقرار أسعار المساكن في ظل الطلب القوي، مشيرة إلى جاذبية دبي للشركات تتضح من خلال زيادة عدد التراخيص التجارية الجديدة.

من جانبه، قال د. محمد دمق، محلل تصنيفات المؤسسات المالية والرئيس العالمي للتمويل الإسلامي لدى "إس آند بي"، إن القطاع المصرفي في دولة الإمارات يواصل إظهار أساسات قوية، ومن المتوقع أن تستمر الربحية في التحسن وتجاوز مستويات ما قبل جائحة "كوفيد – 19" بدعم من ارتفاع أسعار الفائدة مع استفادة البنوك أيضا من التقدم التكنولوجي.

وتوقع أن تحافظ رسملة النظام المصرفي الإماراتي على قوتها والاستفادة من تحسين توليد رأس المال الداخلي، مع استمرار البنوك الإماراتية في التمتع بأوضاع تمويلية وسيولة جيدة وبوضع صافي أصول خارجية جيد، مما يحميها من ضغوط انخفاض وزيادة تكلفة السيولة العالمية.

 

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات ستاندرد آند بورز الإمارات القطاع السياحي القطاع المصرفي الإماراتي الربحية كوفيد دبي الاقتصاد الإماراتي القطاع غير النفطي الخدمات والصناعة النفطي والغاز والعقارات والسياح التجارة التجارية التأشيرات الإقامة الذهبية السياحية السياحي أبوظبي ودبي رأس الخيمة والشارقة السياحة الإمارات النظام المصرفي البنوك السيولة اقتصاد الإمارات الاقتصاد الإماراتي نمو اقتصاد الإمارات ستاندرد آند بورز الإمارات القطاع السياحي القطاع المصرفي الإماراتي الربحية كوفيد دبي الاقتصاد الإماراتي القطاع غير النفطي الخدمات والصناعة النفطي والغاز والعقارات والسياح التجارة التجارية التأشيرات الإقامة الذهبية السياحية السياحي أبوظبي ودبي رأس الخيمة والشارقة السياحة الإمارات النظام المصرفي البنوك السيولة أخبار الإمارات اقتصاد الإمارات من المتوقع أن فی الإمارات غیر النفطی بالمئة فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

المملكة.. اقتصاد قوي وأدنى تضخم

البلاد ــ الرياض

حافظ معدل التضخم السنوي في المملكة على استقراره خلال الأشهر الثلاثة الماضية بنسبة 1,6% من عام 2024، حيث سجل استقرارًا نسبيًا على أساس سنوي،

ويُعد معدل التضخم في المملكة من أكثر معدلات التضخم استقرارًا، ما يؤكد قوة ومتانة الاقتصاد السعودي، بالإضافة إلى نجاعة الخطط الاقتصادية، والقرارات التي سارعت المملكة لاتخاذها منذ وقت مبكر؛ لمواجهة موجة التضخم العالمي وارتفاع الأسعار.

يُذكر أن مؤشر أسعار المستهلك (CPI) يعكس التغيرات في الأسعار، التي يدفعها المستهلكون مقابل سلة ثابتة من السلع والخدمات، تتكون من 490 بندًا، وقد تم اختيار هذه السلة بناءً على نتائج مسح إنفاق ودخل الأسرة، الذي أُجري في عام 2018م، ويتم جمع الأسعار المعنية من خلال الزيارات الميدانية لنقاط البيع، وتُنشر إحصاءات مؤشر أسعار المستهلك في المملكة على أساس شهري.

مقالات مشابهة

  • 60 مليار درهم زيادة في رؤوس أموال بنوك الإمارات
  • لأول مرة منذ سنوات... عدد موظفي القطاع المصرفي الألماني يرتفع في 2023
  • «اتش اي جي» تستثمر 50 مليون يورو في «تسيجرت» الألمانية للتطوير العقاري
  • المملكة.. اقتصاد قوي وأدنى تضخم
  • نمو اقتصاد سريلانكا يتباطأ بالربع الثاني ويسجل 4.7%
  • الوزراء: 5.7 مليون مشتغل في أنشطة الزراعة والصيد خلال الربع الثاني من 2024
  • 23andMe تدفع 30 مليون دولار لتسوية دعوى خرق البيانات لعام 2023
  • حققت تركيا إيرادات بقيمة مليارين و349 مليون دولار من صادرات البندق في موسم التصدير 2023- 2024. وذلك بحسب بيان اتحاد مصدري البندق في منطقة البحر الأسود، الجمعة، بشأن موسم التصدير الذي بدأ في 1 سبتمبر/ أيلول 2023 وانتهى في 31 أغسطس/آب 2024. وأشار الاتحاد إل
  • عاجل| مؤشرات سلبية عن الاقتصاد الصيني.. هل بدء ركود أكبر اقتصاد عالمي؟
  • أستاذ اقتصاد: زيادة 11% في الصادرات المصرية إلى ألمانيا خلال النصف الأول من 2024