رغم انتهاك سقف الأسعار.. روسيا لا تزال تعتمد على أوروبا لشحن نفطها
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
لا تزال روسيا تعتمد على أساطيل الشحن الأوروبية لنقل نفطها حتى مع تجاوز إمدادات البلاد الحدود القصوى للأسعار التي حددتها مجموعة السبع، وفقاً لأحد الباحثين.
وقال مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف "CREA"، ومقره هلسنكي، إن ما يقرب من ثلثي النفط الخام والمنتجات النفطية الروسية يتم نقلها بواسطة سفن مؤمنة أو مملوكة لدول تطبق حدوداً قصوى للأسعار تفرضها مجموعة السبع وحلفاؤها.
وقد تم تصميم هذا الحد للحفاظ على تدفق ما يكفي من النفط إلى العالم مع تقليص إيرادات الكرملين. ولكن بالإضافة إلى استمرارها في استخدام السفن الغربية، قامت روسيا بتجميع ما يسمى بأسطول الظل من الناقلات التي تعمل خارج الولايات القضائية للدول التي تفرض عقوبات. وقالت CREA إنها تميل إلى نقل النفط عبر مسافات أقصر حيث يمكن لنفس القدر من القدرة نقل المزيد من الإمدادات.
من جانبه، قال رئيس فريق CREA لأوروبا وروسيا، إسحاق ليفي: "أكثر من استخدام ناقلات "الظل"، تم تقويض تأثير سقف أسعار النفط بسبب فشل الحكومات المشاركة في التطبيق الكامل للحد الأقصى للسعر ومعاقبة المخالفين".
وفرضت مجموعة السبع وحلفاؤها سقفا على صادرات النفط الخام الروسية في ديسمبر وعلى الوقود المكرر مثل البنزين والديزل في فبراير. ويتم تداول الخام الروسي فوق الحد الأقصى لسعر 60 دولاراً للبرميل منذ منتصف يوليو.
وبدأت بعض إمدادات البلاد المباعة في آسيا في تحقيق علاوة على المعايير القياسية، ومع تداول خام برنت بالقرب من 95 دولاراً، يتم تداول بعض الخامات الروسية بالقرب من 100 دولار بدلاً من 60 دولاراً. ومن الممكن أن يتجاوز الخام الروسي الحد الأقصى إذا لم تشارك شركات النقل الغربية في شحنه.
وقالت CREA إن حوالي ثلاثة أرباع جميع رحلات أسطول الظل كانت مخصصة لنقل الخام الروسي.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News أسعار النفط خام برنت روسيا وأوكرانيا النفط الروسيالمصدر: العربية
كلمات دلالية: أسعار النفط خام برنت روسيا وأوكرانيا النفط الروسي الخام الروسی
إقرأ أيضاً:
أوروبا والتقارب الأمريكي الروسي
لم يعد يؤرق قادة أوروبا في الوقت الحاضر إلا مشكلة أساسية احتلت المساحة الأكبر في مناقشاتهم على الميديا وهي: كيف يمكنهم تطوير صناعة السلاح لديهم بأسرع ما يمكن بعد أن تخلت عنهم الولايات المتحدة وآثر رئيسها التحالف مع العدو التاريخي لبلاده وخصمهم اللدود؟
كانت الولايات المتحدة تتحمل العبء الأعظم في حمايتهم أمنياً وعسكرياً باسم الصداقة والتضامن والإيمان المشترك بقيم الديمقراطية والليبرالية وحقوق الإنسان منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى ابتلاهم القدر بمن ينسف روابط القربى والصداقة. لا شك أن الولايات المتحدة كانت تنوء بنسبة كبيرة بنفقات حلف الناتو وتتكفل بمده بالمال والعتاد الأساسي من السلاح والجنود. كما أنها لعبت الدور الأكبر في تزويد أوكرانيا بالسلاح وبالمعلومات الاستخبارية الحيوية في حربها ضد روسيا. ومن ثم فإن جل ما يشغل بال قادة أوروبا الآن هو يتركز على وضع خطة عاجلة تمكن الدول الأوروبية من الصمود أمام الحليف الأمريكي الذي خان عهد الصداقة والعشرة وتخلى عنهم وجعلهم يواجهون وحدهم بوتين.
لهذا قررت أوروبا الاستثمار بكثافة في الدفاع والتسلح بعد أن رسخ في أذهان قادتها أن بوتين بعد أن يلتهم أوكرانيا بأكملها لن يتردد في الزحف على بولندا وما يجاورها من بلاد كانت في الماضي جزءاً من الاتحاد السوفيتي. والواقع أن نفور ترامب من القارة الأوروبية وضيقه باستغلال دولها لموارد بلاده قد دفعه إلى أن ينشر على منصة السوشال تروث «Social Truth» بوستا متضمناً عبارة قالها له بوتين أثناء لقائهما وتقول: «سترى بنفسك قريباً الجميع وهم واقفون عند أقدام سيدهم يهزون له ذيولهم بخفة ولطف». إن ما يريده ترامب هو إذلال القارة القديمة، إذ لديه شعور قوي بأن الأوروبيين قوم من المبذرين المتغطرسين الذين يتبرمون حتى من سداد ثمن مظلة عسكرية تحميهم! إن ما أثار حنق ترامب التصريحات التي أدلت بها رئيسة المفوضية الأوروبية وأعلنت فيها التزام الاتحاد الأوروبى بمد أوكرانيا بكل ما تحتاجه من دعم مادي وبدون أي شروط حتى تتمكن من هزيمة بوتين رغم أن الاتحاد مثقل بالديون ومتعثر اقتصادياً وعسكرياً اعتماداً منه على أن الولايات المتحدة هي التي ستتكفل بسداد فواتير السلاح لأوكرانيا! والواقع أن تحالف ترامب مع بوتين لا يزال يثير العديد من علامات الاستفهام في مجال الاجتهاد النظري لمحاولة التعرف على ما يمكن أن تفضي إليه التغيرات العميقة في السياسة الأمريكية من تحولات في النظام العالمي والعلاقات الدولية بين القوى المتنافسة، فضلاً عن النزاعات المحتملة بينها. فالواضح أن شخصية ترامب تكاد تؤكد أنه لا يزأر بالتهديد والوعيد إلا لمن يرتجف أمامه وإذا ما وجد فيه طاعة وخنوعاً تمادى في تهديده له. كما أن قراراته كلها محكومة بمنطق الصفقة وحجم ما ستجلبه له من عائد مادي وفير ويمكنه بسهولة التراجع عنها إذا ما جاءه عرض أكبر. وأكثر ما يتأفف منه ترامب الألفاظ الكلية المجردة التي تلوكها المؤسسات الدولية والقانونية في خطاباتها المكررة مثل: الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان، فهي بالنسبة له فارغة المضمون مادامت منقطعة الصلة بالتجارة المربحة.
ويعقد المفكر الفرنسي جاك أتالى مقارنة مثيرة بين ترامب وهتلر. إذ يرى أن ترامب في تصرفاته كلها في طريقه إلى أن يكون شخصية مطابقة لنموذج الشخصية الهتلرية. فقد سبق لترامب أن حاول القيام بانقلاب فاشل وأشاع الذعر بين المواطنين وسعى إلى الترويج لكثير من الأكاذيب ويسعى إلى تهجير الناس من بلادهم ولا يتوانى عن إلقاء معارضيه في السجون وتهديد القضاة وضرب بأحكامهم عرض الحائط.
والواقع أن أكثر أن ما يقلق ترامب سببه النفوذ الذي يتمتع به العملاق الصيني. وليس يخف على أحد أن يكون تقاربه الأخير مع بوتين وهو الغريم التاريخي للولايات المتحدة ليس إلا محاولة منه لإحداث شرخ في العلاقة الوطيدة التي تربط الصين بروسيا. لن تنظر الصين بعين الارتياح إلى تقارب من هذا النوع بين الولايات المتحدة وحليفها الروسي. فهل سيتمكن ترامب بمنطق الصفقة من عزل العملاق الصيني بعد أن تخلص من القارة العجوز التي استنزفت موارد بلاده باسم التضامن والمحبة؟