تغطية الفَرَقَة بين منظمات الإغاثة والعون الإنساني وخال فَاطنَة وعَشَا البَايتَات وأخو بَغَارَة وموسى وناس الغُربَة البَطَّالَة
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
و الفَرَقَة المنطوقة بترقيق الرآء و نطق القاف بمخرج أقرب إلى حرف الكاف هي الفجوة للناطقين بها...
و تشير مصادر عديدة ، و جميعها غير مؤكدة ، إلى أن أعداد ضحايا الحرب الدآئرة الآن في العاصمة المثلثة الخرطوم و ضواحيها و تخوم ولاية الجزيرة المجاورة و ولايات دارفور و كردفان و بقاع أخرى من بلاد السودان تبلغ ألاف القتلى و أضعاف ذلك من المصابين و المعاقين ، هذا بالإضافة إلى أكثر من سبعة ملايين نازح/مهاجر.
و لقد أبانت الحرب الكثير من سوءات و حسنات الشعوب السودانية و كذلك عورات الكثير من الدول و المنظمات...
و فيما يلي الشعوب السودانية فقد ظهرت جليةً سوءات: القادة العسكريين في القوات المسلحة السودانية و النظامية و أمرآء الحروب في مليشيات الجَنجَوِيد و المليشيات المتمردة الأخرى (حركات الكفاح المُصَلَّح) و توابع هؤلآء و أولئك من الأرزقية و الطفيلية ، كما أظهرت الكارثة بعضاً من صفات الأنفس السودانية الغير مطمئنات و تلك الأَمَّارَات بالسوء و التي أسآءت ثلاثاً ، الأولى بالتأييد و التعاون مع مليشيات الجنجويد و دول أجنبية و الثانية في السرقة و النهب و الثالثة في الإستغلال اللأخلاقي لمصيبة و ضعف النازحين/الفارين من ويلات و فظاعات الحرب...
أما أسوأ/أردأ/أفدح/أقبح/أعظم السوءات على الإطلاق فقد كانت ، و كما كان متوقعاً ، من نصيب الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) ، و التي و من أجل القضآء على الثورة و إفشال التغيير و العودة العلنية إلى كراسي السلطة بغرض حماية المصالح و مواصلة نهب الموارد و الثروات ، لجأت إلى ممارسة أقذر ضروب الخبث السياسي و فنون التآمر الإستخباراتي مستخدمة في ذلك كل خبراتها المتراكمة في الإفساد و الإنحطاط و النفاق و إشعال الصراعات ، و لم تبالي الجماعة إن كانت أفعالها و ممارستها الغير سوية سوف تؤدي إلى زهق الأنفس بغير حق و إلى خلق الفتن و تدمير الوطن المسمى بلاد السودان و تمزيقه...
و في الجانب الآخر المضيء فقد كشفت المصآئب عن بريق معادن أنفس سودانية نفيسة تخصصت في الفزعة و نجدة الملهوف ، و كانت عند حسن الظن بها في تعاملها النبيل/الكريم مع النازحين الفارين من ويلات الحرب التي أزهقت الأنفس و أضاعت المقتنيات و المدخرات و دمرت البيوت و الممتلكات...
أما فيما يلي الدول و المنظمات فقد أبانت تغطيات الحرب و ما رشح عنها من مآسي الكثير من عورات الدول ”المانحة“ و تقصير منظمات الأمم المتحدة و المجتمع المدني العاملة في مجالات الإغاثة و العون الإنساني و كذلك القنوات التلڨزيونية و وكالات الأنبآء الإقليمية و العالمية ، و قد جرت العادة و ما أن تحل كارثة طبيعية أو تنشب حرب في أي بقعة من العالم إلا و يهرع/يتسابق/يتقاطر إليها مراسلو القنوات التلڨزيونية و مناديب وكالات الأنبآء العالمية و ناشطو الوسآئط الإجتماعية من كل بقاع العالم و من خلفهم العاملون في منظمات العون و الإغاثة الدولية ، فيهبطون جميعهم في البقاع المنكوبة يباشرون التغطية المباشرة و نقل الأخبار و تقديم العون ، و كذلك تقصي أدق تفاصيل ما تعرض و يتعرض له الضحايا/المنكوبون/الفارون/النازحون الذين شُرِّدوا أو هاجروا أو هُجِّروا أو هَجَرُوا مساكنهم من ضياعٍ و رهقٍ للأنفس و خرابٍ و دمارٍ للممتلكات...
و تجد مراسلو القنوات الإخبارية و وكالات الأنبآء الغربية يسارعون إلى كاميراتهم و مايكروفوناتهم و إلى البث المباشر من داخل المناطق المنكوبة ، يفعلون ذلك و قد تهيأوا مسبقاً بكل ما يلزم من أدوات التغطية الميدانية ، و قد دلت التجارب أن التغطيات و التعليقات تشمل الشاردة و الواردة و لكن بحسبان ، و أنها أصبحت ترتكز على التعريف الجديد لمفاهيم: المصداقية و النزاهة و الشفافية و الحيادية و عدم الإنحياز و التي تمت صياغاتها بحيث لا تتعارض مع مصالح الدول و الجهات و الأجهزة الراعية و المانحة ، مع الحرص العظيم على أن تتم التغطية و بما يتوافق و أهداف و سياسات القناة الناقلة للخبر و توجيهات/توجهات الممولين/المالكين ، هذا مع مراعاة الموازنة الدقيقة ما بين ما يبث من جرعات المآسي و الدراما و التراجيديا و برامج الترفيه و المتعة و الإعلانات ، و بحيث لا تتعارض تغطية الأحداث مع اللباقة/اللياقة/الكياسة السياسية و التنوع العرقي و الديني و الثقافي ، و بما يضمن إنحياز و قبول المشاهدين و الرأي العام ، و كذلك رضا جماعات المحافظة على حقوق: الإنسان و المرأة و الطفل و المثليين و العابرين جنسياً و المعاقين و الأقليات!!!...
و توثق المصادر و إحصآئيات و منشورات منظمات الأمم المتحدة و المنظمات الأممية الأخرى و تقارير المراقبين أن الغالبية العظمى من الفارين/المنكوبين/المشردين/النازحين/اللاجئين/المهاجرين/المُهَجَّرين تستقبلهم و تستوعبهم دول الجوار المباشر للمناطق المنكوبة ، و تشير ذات المصادر إلى أن غالبية/جميع دول الجوار أعضآء مؤسسون لنادي الدول الفقيرة ، النامية/النايمة و العَدمَانَة التَّعرِيفَة...
كما تظهر/توثق الصور و الڨيديوهات و الأخبار و البرامج الوثآئقية في القنوات التلڨزيونية و الوسآئط الإجتماعية و أسافير الشبكة العنكبوتية أن أغلب النازحين و اللاجئين الفارين من جحيم الكوارث و ويلات الحروب إلى دول الجوار الفقيرة يتم إيوآءهم/حشرهم في مخيمات و معسكرات سيئة الترتيب و التخطيط تم إعدادها على عجل ، أما الناجون من النازحين/اللاجئين المهاجرين إلى الدول الغربية البعيدة و الذين غامروا بأرواحهم ، و الذين لم تبلعهم أجواف/بطون: الصحارى و البحار و المحيطات و الحيتان و تماسيح بني الإنسان ، فيتم إيوآءهم/حشرهم في بيوت/شقق المجالس البلدية في الأحيآء الفقيرة ذات السمعة المنخفضة و معدلات الجريمة العالية أو الفنادق الرديئة أو مراكز الإيوآء البآئسة ، و ذلك بعد أن تطلع أعينهم جرآء إجرآءات كشف الحال و مَرمَطَة الحبس و الفحص الأمني...
كما تبين العديد من التقارير و البرامج التوثيقية أن منظمات الأمم المتحدة للاجئين و منظمات المجتمع المدني غير الحكومية العاملة في مجالات الإغاثة و العون الإنساني و جمعيات خيرية و مسئولين في دولٍ عديدة يتسابقون/يتنازعون/يتقاتلون على الظفر بالإعانات و الهبات و التبرعات المالية و مواد الإغاثة المتنوعة المقدمة من صناديق الأمم المتحدة المختلفة و الدول المانحة و الشركات و الجهات و الأفراد ، و أن أغلب الإعانات و المنح و التبرعات و مواد الإغاثة تصرف في بند العاملين عليها ، أو تختفي ، أو تنتهي عند غير مستحقيها...
و الملاحظ أن الكثير من القنوات التلڨزيونية ”العالمية“ و وكالات الأنبآء ”الدولية“ المعروفة المتخصصة في تغطية الكوارث الطبيعية و الحروب عملت نايمة أو رايحة أو طَنَّشَت عن تغطية أخبار الحرب في بلاد السودان ، و يبدوا أن في التغطياتِ الإخبارية التلڨزيونية خيارٌ و فقوسٌ ، و هذه الجمل و المقدمة أعلاه ضرورية لإبراز تجاهل تلك القنوات و الوكالات لأحداث الحرب في بلاد السودان و التقصير في تغطية و نقل ما ألم بالنازحين الفارين من ويلات و أهوال القتال إلى المشاهدين حول العالم ، فقد أبانت المتابعات أن مراسلي القنوات التلڨزيونية و وكالات الأنبآء العالمية لم يهرعوا/يتسابقوا/يتقاطروا إلى العاصمة الخرطوم و ولايات: الجزيرة و دارفور و كردفان لنقل و متابعة وقآئع الحرب و البَلْ و الجَغِمْ الحي و الذبح على الطريقة السودانية...
و يبدوا أن جهاتٍ قد أوكلت أمر تغطية حرب بلاد السودان إلى بعض من القنوات الإقليمية الممولة بسخآء من قبل دولٍ في المنطقة ضالعة/والغة في الشأن السوداني ، و قد قامت تلك القنوات بتغطية بعض من وقآئع الحرب و الخراب و الدمار الذي حل بالعاصمة المثلثة و الأقاليم على ذمتهم و قَدُر قُدرَتُهم و بما يخدم مصالح الكفيل ، بينما ترك أمر نقل تفاصيل دقآئق البَلْ الأصلي و الجَغِمْ التمام لناشطي الوسآئط الإجتماعية و القُرُوبَات (المجموعات) من الهواة و جماعات غرف الجِدَاد (الدجاج) الإلكتروني ، المتخصصة في الفبركة ، التابعة لمليشيات الجنجويد و جماعة الكيزان...
خلاصة الأمر أن تغطية القنوات الإقليمية للأحداث الجارية في بلاد السودان لم تكن على قدر كِدَه ، بل كانت من على البعد و مُش و لا بد ، و كان فيها إِنَّ و هوا (هوآء) ، و لم تكن بالكثافة أو الدقة المتوقعة و المطلوبة أو كما جرت العادة في تغطية الكوارث و الحروب في بقاع و أنحآء أخرى من العالم مثل: غزو العراق و أفغانستان و حروب ميانمار و سوريا و ليبيا و اليمن و الحرب الدآئرة الآن في أوكرانيا و جزيرة القرم حيث التغطية الحية المباشرة و المكثفة و المَا خَمَج ، و حيث يتم البَلْ و الجَغِمْ الخواجاتي بطرق الفتك الحديثة و آخر ما توصلت إليه ترسانات القتل و مصانع الأسلحة في روسيا و دول منظمة حلف شمال الأطلسي...
و كانت أغلب التغطيات الحقيقية من داخل الغرف و المكاتب أو أسطح المباني البعيدة عن مواقع الأحداث ، حيث يتم عرض إفادات و أرآء مراسلي القنوات المحليين الخايفين من بطش حِمِيدتِي و رَبَّاطَة مليشيات الجَنجَوِيد الفالتين و ناس جهاز الأمن و الإستخبارات العسكرية ، و حيث يتم تخصيص دقآئق (ثمينة) لأرآء و إجتهادات الخبرآء الإستراتيجيين التي ما أنزل الله بها من سلطان ، و الذين حالتهم و أفكارهم تَحَنِن أو تجنن ربما بسبب الجهل أو لعدم الأهلية أو لنقصٍ حآدٍ في الكفآءة أو للإنعدام التآم للحيآء و الإختشآء أو لقوةٍ في الأعين أو بسبب التكالب و الإِنبِهَال على العملات الصعبة المبذولة بسخآء ، كما كانت التغطية سانحة لعرض قلة مهنية (أدب) بعض من مقدمي البرامج التلڨزيونية و كذلك إستعراض أزيآء المراسلين و الخبرآء (يمكن إسقاط حرف البآء أو إدغامه بالكامل) الإستراتيجيين العجيبة و غربية و المقطوعة من الرأس...
إن ما قامت به القنوات التلڨزيونية الإقليمية و بعضٌ من وكالات الأنبآء العالمية ما هو إلا تغطية لبعضٍ يسيرٍ مما تعرضت له قطاعات واسعة من الشعوب السودانية من أضرار في الأنفس و الممتلكات ، و قد كان التناول في أغلبه سطحي و كلام ساكت و فطير تجنب الغوص في أعماق الكارثة و الأحوال/الأهوال التي حلت ببعض/كثير من الضحايا و المنكوبين ، كما أن أغلب النقل و التغطية تمت بصورة رديئة و دون المستوى و تنقصها المهنية ، بل كانت مخجلةً و شَارِطَةً للعين بكل المقاييس...
حاشية:
يلاحظ القاريء أنه لم يتم التعرض للحِبِيبَة قناة جمهورية السودان و توابعها من قنوات الفَكَة السودانية و ذلك لأنها جميعها معذورة!!! ، و تعاني من ضيق ذات اليد و قلة الحيلة ، و أيضاً حفاظاً على رباطة الجأش و ما تبقى من طول البال و العقل ، كما أنه قد قيل أن الضرب على الميت حرام...
أما في الجانب الإنساني فقد لوحظ أن هنالك غياب تآم أو شبه تآم لخبرآء/مندوبي/ممثلي/مبعوثي صناديق و منظمات: الأمم المتحدة و المجتمع المدني و الإغاثة و العون الإنساني و الدول المانحة و الجمعيات الخيرية الدولية و المحلية الذين سَدُّوا إِضنِينُهم دي بطينة و دي بعجينة ، و قد ذكرت مصادر أن أغلب مواد العون و الإغاثة قد ضلت طريقها إلى المخازن أو إلى دول الجوار ، و أن ما وصل منها قَصَّر و ما حَاق ، و أن أغلب/معظم مواد الإغاثة كان هَتَشاً و من جنس التَّابَا و اليَّابَا ، و كان أَخِير عَدَمَها...
و الملاحظ أنه لم تسجل أي حالات بنآء/إقامة/نشوء معسكرات لإيوآء (الوافدين) في الولايات المستوعبة في: الجزيرة ، النيل الأبيض ، سنار ، القضارف ، كسلا ، نهر النيل ، الشمالية ، البحر الأحمر...
حاشية:
لا يفضل/يستسيغ الفارون من ويلات جحيم حرب العاصمة المثلثة و ضواحيها إلى الولايات وصفهم بهذا النعت أو بالمنكوبين أو بالمشردين أو بالنازحين أو باللاجئين أو بالمهاجرين أو بالمُهَجَّرِين و يفضلون عوضاً عن ذلك أن يوصفوا بالوافدين!!!...
و الملاحظ أن مجموعات الوافدين من (الفارين/المنكوبين/المشردين/النازحين/اللاجئين/المهاجرين/المُهَجَّرِين) لم تستقبلهم المعسكرات المهيئة و خيام الأمم المتحدة في دول الجوار ، و أن من نزحوا/فروا/إستجاروا بشمال الوادي و الهضبة الحبشية فقد فعلوا ذلك بضُرَاعَاتِهم و شديدهم و حقهم ، و البركة في تحويلات المغتربين ، و الشكر موصول للبنوك و الصرافات و شركة ويسترن يونيون Western Union و السوق الموازي (الأسود سابقاً) للعملات الصعبة...
أما الغالبية العظمى من الوافدين (النازحين/الفارين) فقد تم إستيعابهم في الداخل السوداني و من قبل أهلهم و أقاربهم و أصدقآءهم و معارفهم و ناس الفزعة و نجدة الملهوف في القرى و المدن السودانية و مرافيء الغربة ، الذين قاموا من فورهم و قَاسَمُوا الوافدين السكن و فضل الظهر و النَّبَقَة ، و ذلك على الرغم من ضيق ذوات الأيادي و المعاناة و شظف العيش و قسوة الأحوال المعيشية و الطبيعية و مضايقات الناموس و الضُّبَان و حركات الولاة النُص كُم و مضايقات أجهزة الأمن و المخابرات و ناس الموية و الكهربة...
و الملاحظ أيضاً أن جميع القنوات التلڨزيونية و وكالات الأنبآء الإقليمية و العالمية قد تجاهلت تماماً جميع الزخم الإنساني الفريد و الفزعة و نجدة الملهوف المستندة إلى إرث (فرج الرجال وِكتِين يضيقوا) و عُرف (ضًبَّاح الشَّايل) التي أسهمت بها مجتمعات الداخل و الخارج السوداني ، كما سَفَّهُوا كل نشاطات و تحركات و إسهامات: موسى و عَشَا البَايتَات و أخو بَغَارَة و خال فَاطنَة و الأخ المغترب في الغُربَة البَطَّالَة الذين قشوا/يقشون الدموع و سندوا/يسندون الجوع و عَشُّوا/يَعَشُّون الضيف الهجوع ، و كيف أن الإنسان السوداني في ولايات: الجزيرة ، النيل الأبيض ، سنار ، القضارف ، كسلا ، نهر النيل ، الشمالية ، البحر الأحمر و كذلك في بلاد الغُربَة البَطَّالَة قد مارس أصنافاً من الكرم و النبل الإنساني الأصيل و القيم و مكارم الأخلاق مما تعجز المفردات عن وصفه و الأضابير و الكتب عن تسطيره و توثيقه...
في الختام:
ما بعد الضيق إلا الفرج...
و لن تفلح أبداً مليشيات الجنجويد...
و سوف تتوقف الحرب كما توقفت العديد من الحروب...
و سوف يعود الوافدون و النازحون و اللاجئون إلى دورهم و أحيآءهم و حِبَّانِهم...
و الثورة مستمرة و بالغة لأهدافها في إقامة دولة: الحرية و السلام و العدالة...
و سوف تتم محاسبة و معاقبة المجرمين و الظالمين و الفاسدين...
و سوف يكون التغيير و البنآء و التعمير...
و الله يجازي اللي كان السبب في الإعاقة و التأخير...
و لن يعود الكيزان إلى الحكم و لو إنطبقت السما مع الوَاضَة...
و أي كوز ندوسو دوس...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com
//////////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: العون الإنسانی وکالات الأنبآء الأمم المتحدة منظمات الأمم الفارین من دول الجوار الکثیر من فی بلاد
إقرأ أيضاً:
موقع أفريقي: هكذا تؤدي الحرب السودانية إلى زعزعة استقرار الدول المجاورة
نشر موقع (آول آفريكا) الإخباري المختص بالشؤون الأفريقية تقريرا عن الحرب في السودان التي أكملت عامها الثاني اليوم 15 أبريل/نيسان 2025، قائلا إن آثار هذا الصراع لم تقتصر على الداخل فقط، بل انتشرت إلى دول الجوار.
وأوضح التقرير أن الصراع بين القوات الحكومية وقوات الدعم السريع يشتد حاليا، مما فاقم الأزمات الموجودة جراءه، داخليا وخارجيا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع إيطالي: الأسلحة الألمانية في أوكرانيا باهظة وفاشلةlist 2 of 2موقع إيطالي: المقاتلة الروسية "سو-75" من نموذج واعد إلى مشروع وهميend of listوأشار إلى ما قاله المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، فيليبو غراندي، في فبراير/شباط الماضي عن أن ثلث سكان السودان نازحون، وأن تداعيات هذه الحرب الوحشية وغير المبررة تمتد إلى ما هو أبعد من حدود السودان.
أوضاع شديدة الهشاشة
وذكر الموقع أن نحو 3.8 ملايين لاجئ عبروا حدود السودان إلى الدول المجاورة، مما خلق أزمة إنسانية كبيرة، لأنهم غالبا ما يكونون في أوضاع شديدة الهشاشة، إذ يعانون من نقص في الغذاء والماء والرعاية الصحية. وتتوقع الأمم المتحدة أن يرتفع هذا العدد بمليون آخر خلال عام 2025.
وكانت الدول المجاورة للسودان تعاني أصلا من ضغوط كبيرة جراء موجات النزوح السابقة قبل اندلاع الحرب الحالية في أبريل/نيسان 2023، خاصة مع استمرار الأزمات منذ نزاع دارفور في 2003.
إعلانوتستضيف هذه الدول أعدادا كبيرة من اللاجئين والنازحين داخليا، كما أن برامجها الإنسانية تعاني من نقص حاد في التمويل. بالإضافة إلى ذلك، يصل الفارّون من السودان إلى مناطق نائية يصعب الوصول إليها.
وقال التقرير إن تشاد ومصر تُعتبران أكثر الدول استقبالا للاجئين، حيث تستضيف مصر نحو 600 ألف سوداني، بينما تم تسجيل أكثر من 700 ألف في تشاد (وقدّرت الحكومة التشادية أن هذا العدد قد يقترب من المليون بحلول نهاية عام 2025).
صعوبة تقديم الخدمات الأساسيةوأشار الموقع إلى أن الدول المجاورة تعاني في مواجهة الطلب المتزايد على الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم. ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن تدفق اللاجئين قد أدى إلى إنهاك المرافق الصحية في تشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان، وسط نقص كبير في الأدوية والموارد والكوادر الطبية.
كما أن عدم وضوح حجم الدعم المالي من المانحين هذا العام أضاف مزيدا من الغموض. فعلى سبيل المثال، اضطرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى تعليق جميع العلاجات الطبية للاجئين الذين دخلوا مصر من السودان، بما في ذلك العمليات الجراحية للسرطان والقلب وعلاجات الأمراض المزمنة، مما أثر على حوالي 20 ألف مريض.
وحذرت منظمة الصحة العالمية العام الماضي من أن الوضع في السودان يقترب من "عاصفة كاملة"، بسبب انهيار نظام الرعاية الصحية، وتكدّس السكان في مناطق مكتظة تفتقر للمياه النظيفة والصرف الصحي والغذاء والخدمات الأساسية.
وأدى انهيار البنية التحتية الصحية داخل السودان إلى انتشار الأمراض، ووصولها إلى الدول المجاورة، خاصة في أماكن اللاجئين الذين تزداد قابليتهم للإصابة بالأمراض بسبب الانخفاض الحاد في معدلات التطعيم في السودان.
وسجل شركاء العون الإنساني تزايدا في حالات الأمراض ومخاوف من تفشيها، خصوصا في المناطق الحدودية ومراكز الإيواء.
إعلان انعدام الأمنواستمر التقرير في رصد معاناة الدول المجاورة للسودان، قائلا إن مصر، وليبيا، وتشاد، وجنوب السودان، وإثيوبيا، وإريتريا، وجمهورية أفريقيا الوسطى، كانت تواجه أزمات داخلية مثل النزاعات والجوع والأمراض، قبل اندلاع الحرب السودانية.
وقد تسبب الصراع السوداني في زيادة العنف وعدم الاستقرار بالمناطق الحدودية، حيث وردت تقارير عن اشتباكات عبر الحدود. وفي تشاد، زاد تدفق الأسلحة ووجود الجماعات المسلحة من مستوى العنف، بينما أُفيد بأن جماعة مسلحة بدولة جنوب السودان تحالفت مع قوات الدعم السريع داخل السودان.
العنف الجنسيوذكر الموقع أن العنف الجنسي يُستخدم كسلاح في هذا الصراع، مما يعرّض ملايين الأطفال للخطر. ويدفع هذا الواقع الوحشي والخوف منه الكثير من النساء والفتيات إلى الفرار من منازلهن، ليتعرضن لاحقا للمزيد من المخاطر أثناء نزوحهن الداخلي أو عبورهن الحدود، في ظل الحاجة الشديدة إلى خدمات الرعاية الطبية والدعم النفسي.
وأفادت منظمة اليونيسيف في مارس/آذار بأن الفتيات ينتهي بهن المطاف غالبا في مواقع نزوح غير رسمية تفتقر للموارد، حيث يكون خطر العنف الجنسي مرتفعا. ومن بين ضحايا الاغتصاب المبلغ عنهم من الأطفال، كانت 66% من الفتيات.
أما الفتيان، فيواجهون صعوبات خاصة تتعلق بالوصمة الاجتماعية، مما يجعل من الصعب عليهم الإبلاغ عن الاعتداءات الجنسية والحصول على المساعدة.
ومن الصادم، كما ورد في التقرير، أن 16 من الضحايا كانوا دون سن الخامسة، بينهم 4 رضع لم تتجاوز أعمارهم سنة واحدة.
تعطيل طرق التجارة والفقروأدى الصراع بالسودان إلى تعطيل طرق التجارة والأنشطة الاقتصادية، مما أثر على مصادر رزق السكان في الدول المجاورة، وتسبب بزيادة الفقر والمصاعب الاقتصادية.
ففي إثيوبيا ومصر، أدت القيود الحدودية وانعدام الأمن في الممرات التجارية إلى ارتفاع تكاليف النقل وانخفاض كبير في النشاط الاقتصادي عبر الحدود، بينما في تشاد وجنوب السودان، أدى التدفق الكبير للاجئين إلى تحويل الموارد بعيدا عن قطاعات حيوية في الاقتصاد.
إعلان