لم يقرر "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" الخروج من حوارهما الذي انطلق منذ فترة لأسباب أساسية يتمسك بها الفريقان ، فصحيح أنه قد تمر فترات يدخل فيها هذا الحوار في استراحة إنما قد يكون هناك تعليق له بالكامل إذا رغب أحدهما في ذلك . وحتى هذه الساعة يتمسك الطرفان بمبدأ تبادل الرأي والنقاش على الملفات المطروحة.

لم يتم التوصل إلى تفاهمات جديدة وربما لن يحصل هذا الأمر إنما هناك نقاط مشتركة يجري التوافق عليها ليس كحليفين إنما كفريقين في البلاد يتحاوران على قضايا معينة .يحاول "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" الإبقاء على هامش واسع من التحرك بعيدا عن هذا الحوار ، في حين أن تقاطعهما على شخصية للرئاسة لا يزال بعيدا في الوقت الراهن .ليس هناك من شروط لأستكمال ما بدأ به الفريقان وفي اعتقاد البعض أنه حوار ظرفي، وليس المقصود منه في أي حال من الأحوال إبرام تفاهم جديد ومتكامل ، وهناك قناعة بأن بقاء الأمور على هذا المنوال أفضل لهما، لكن ماذا بأمكان هذا الحوار أن يحقق ؟
الواقع يقول أن "التيار البرتقالي" الذي سجل ملاحظات على "تفاهم مار مخايل" لا يسعى إلى تكرار التجربة لكنه مقتنع بهدف الحوار المتضمن لقضايا أساسية ، وما سرب من معطيات اوحى أن لا مانع من تأخير مطلبي اللامركزية الإدارية الموسعة والصندوق الائتماني إلى ما بعد الرئاسة، ومعلوم أن هاتين النقطتين تتصدران جدول هذا الحوار.

وترى أوساط سياسية مطلعة عبر "لبنان 24"أن الأرباك واضح في مواقف عدد من قيادات "التيار" بفعل عدم قدرتهم على حسم تطلعاتهم من الحوار الجاري والمنفعة منه في الوقت الذي بات "التيار" كما يعلن بعيدا عن الاصطفافات، حتى أنه لم يشر صراحة إلى أنه مؤيد أو معارض وهذه نابعة من"اللعب على الوتر الشعبوي",كما ان النائب باسيل الذي يعرفه الحزب عن "ظهر قلب"درج على توزيع الرسائل السياسية في مناسبات تتصل ب"التيار" ، أما الرد عليها فله توقيته وإي موقف بوقف الحوار قد لا يأتي بشكل صريح ، فيكفي الا ينعقد حتى يقال أنه اصبح من الماضي وهذه مسألة تتصل بالفريقين أيضا.

وتفيد هذه الأوساط أن ملف الرئاسة الذي حضر في حوارهما ظل محور خلاف في ظل مقاربة مختلفة وبدا الفريقان غير مستعدين للدخول في أسماء بديلة تحظى بتوافقهما المشترك، أما برنامج رئيس الجمهورية ومواصفاته فلا يحتاج إلى نقاش، أما إقناع أحدهما الآخر بهذه الشخصية أو تلك فليس سهلا على الاطلاق، ولذلك لم ترشح اجواء عن تقدم النقاش، ولعل إطلالات رئيس التيار كفيلة بأشاعة هذه الأجواء.
وتعرب الاوساط عن اعتقادها ان باسيل قد يواصل بعث ما يريده من مواقف حتى ترتسم له صورة واضحة عن التسوية التي تنتج رئيسا ومن يشارك فيها بشكل مباشر ، على أن بعض المراقبين يتحدثون عن رفض باسيل أي تسوية تستبعد "التيار" عن تفاصيلها .

اما اذا كان الطلاق سيقع بين "حزب الله" و"التيار" مرة أخرى ما يؤدي إلى الانفصال الكلي، فإن الترجيح بترتيب العلاقة يوازي الانفصال الجزئي وفق ما تؤكد هذه الأوساط ، فالفريقان لن ينعيا العلاقة التي تخضع للمد والجزر طيلة هذه المرحلة قبل مواعيد الأستحقاقات المقبلة والتي تستدعي التنسيق بينهما برضاهما، على أن الأيام المقبلة من شأنها أن تكشف النيات أو الخطط الموضوعة بشكل أو بآخر ، وقد يشهد الحوار تقلبات قبل أن يستقر على قرار حاسم وربما لن تكون هناك نتائج مضمونة .

بين أن تعود العلاقة بين الحزب والتيار الى سابق عهدها ومرورها بأزمات تتطلب تجاوزها، وبين انفراط عقدها ، يصعب تحديد مسارها، لكن من المؤكد أن ما أصابها يحتاج إلى فترة لترميمها بشكل صحيح أو مناسب .
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هذا الحوار حزب الله

إقرأ أيضاً:

التحية للدكتور الصادق الرزيقي القوي الذي وقف وقفة مشرفة

حضرت حلقتين من برنامج بودكاست بالسوداني مع الدكتور الصحفي الصادق الرزيقي وشايف نزلو حلقة ثالثة
د.الصادق عهدي بيهو قديم منذ أن كنت في الأساس،وذلك انو الوالد رحمة الله عليه كان محبا للاطلاع والقراءة فكان في اليوم يقرأ قرابة الست سبع صحف
أنا لمن وعيت كده كانت صحيفة الانتباهة هي التوب و لا صحيفة تعلوا عليها
الصادق في الحلقة الأولى تكلم عن نشأته وتنقله بين نيالا والجنينة و الضعين فهو رزيقي وتكلم عن مراحل تعليمه بتلك المناطق وتكلم كلام يغيب عن الكثيرين فيما يخص مشاكل دارفور و أن السبب الرئيس فيها هم فيه الآن بعض مثقفيها الذين تأثروا بجون قرنق وغيره
و إلا دارفور كانت حاضنة لشتات كبير من القبائل العربية و الإفريقية و من شمال السودان وشرقه وكانت سوقا تجاريا كبيرا والناس يعيشون في وئام وسلام ومصاهرة، ومن منتصف السبعينات تقريبا بدأت الاضطرابات شيئا فشيئا،مهم جدا لو زول مهتم بشأن دارفور يراجع الحلقة الأولى

وتكلم عن الانتهاكات و الضغوطات التي تمارس على كل أبناء تلك المناطق الآن في حالة أن واحدا منهم أنكر جرائم الميليشيا وذكر أن كثيرا من معارفه و أهله تعرضوا للأذى بسبب موقفه القوي في دعم الجيش
وهنا أنا داير أنبه لمسألة انو في كثير من الأهالي الهم من حواضن الميليشيا هم كارهون لفعالها لكن ما بقدرو يصرحو و لا يتكلموا وحكمهم حكم المضطر ،بتذكر لمن تحررت مدني تواصل معي أحد الفضلاء المشهورين باعتباره وهو من تلك المناطق وفرحان فرح شديد لكن قالي ما بقدر أنشر و لا أكتب و لا أظهر شيئا من ذلك ،دي نقطة مهمة جدا لازم الناس تفهمها وما تعمم في حكمها
أثناء كلامه عن المراحل التعليمية وقدراتهم الوقت داك كطلاب و حبهم للاطلاع وده كان حال غالب طلاب الفترات تلك جمعيات ثقافية وأدبية و سياسية

وتجي تقارن حسي تتأسف أسف شديد لما آلت إليه الأمور و آل إليه التعليم
ياخي لوقت قريب كانت في ثقافة الصحف و الاطلاع وتلقى الناس الصباح متلمين حول بتاع الجرائد الكلام ده قل و تأثر بانتشار الميديا و جات قحت كمان وانتهت منه فعليا بمحاربتها لصحفيين كبار و بذلك توقفت العديد من الصحف إلى أن اختفت ظاهرة الصحف تماما
أنا بقول الكلام ده لانو الوالد الله يرحمو كان لازم كل يوم أمشي اجيب ليهو جرائد وكان كلما يوم التحصل عليها ببقى صعب و بتعب جدا عشان ألقاها لحدي ما اختفت تماما
فللأسف الآن بقت مصادر الثقافة شبه مختفية ومعدومة ماف إلا مشاهير الميديا ديل البغلب عليهم السفه و الطيش و الجهل والعوارة
ما تقدر تقارن واحد بربع أي صحفي في بدايات الألفينات خلي ما قبلها
ياخي زمان ثقافة قراية العواميد و النقاشات
حسين خوجلي و مصطفى أبو العزائم و د.محمد الجزولي فك الله أسره والصادق الرزيقي و اسحاق فضل الله و أحمد البلال و الشمارات بتاعت جريدة الدار

و المهاترات الرياضية بين مزمل أبو القاسم و بتاع قوون داك عبدالماجد منو نسيت اسمو
كان في ثقافة القراية والاطلاع
ياخ جريدة الانتباهة دي لمن مرقت كانت صيحة وضجة كبيرة جدا في المجتمع السوداني ومنبر السلام العادل وكتابات الطيب مصطفى رحمه الله تعالى القوية وقتها و التي كانت فيها جرأة كبيرة
و د.الصادق الرزيقي المذيع الطاهر حسن التوم سألوا قاليهوا كيف أنت تمشي من جريدة ألوان و تمشي لجريدة جديدة و معروفة بدعوتها للانفصال وكان يقال أنها عنصرية
و الوقت داك جريدة ألوان كانت التوب وجات اكتسحتها الانتباهة (هوي ما تقولو كبير الوقت داك عمري ١٢ سنة تقريبا)
فدكتور الصادق الرزيقي قال ما كانت جريدة عنصرية أكتر منها كانت صحيفة لمجابهة الاستفزاز والابتزاز الذي كان تمارسه الحركة الشعبية مسنودة في ذلك بالضغط الخارجي
وانو الناس ما عندها مشكلة في السلام و رفع التهميش لكن برضو ما يكون رفع التهميش عن طائفة و إيقاعه في طوائف أخرى

والآن أنا شايف الموضوع ده برضو في من بعض السياسين النفعيين وبتكلموا بأسماء أقاليم بعينها
يتم الابتزاز المدعوم بأيدي خارجية لتحقيق سلام غير عادل ولتحقيق مكاسب شخصية و ده طبيعي جدا حيعمل ليك حركة مناهضة من الأطراف الأخرى وحيقوليك نحن زاتنا مهمشين و سيزداد خطاب العنصرية
يا حليل الصحف والجرائد و ربنا يعلمنا
والتحية للدكتور الصادق الرزيقي القوي والذي وقف وقفة مشرفة

مصطفى ميرغني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • المطالب الاميركية في لبنان: استعجال غير محسوب قد يؤدي إلى نتائج عكسية
  • حوار عون وحزب الله لم ينطلق بعد
  • اشتعال النار بسيارة أمام استراحة محافظ الدقهلية
  • التيار ومعركة الوجود في الاستحقاق البلدي تفاديا لهزائم لاحقة
  • ما التناجي الذي نهى عنه الرسول ومتى يجوز؟.. الإفتاء تجيب
  • أذكار الصباح اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025.. «بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء»
  • التحية للدكتور الصادق الرزيقي القوي الذي وقف وقفة مشرفة
  • الجو هيبرد تاني.. تحذير من الأرصاد وتقلبات جوية خلال ساعات
  • محمد الشيخ: نقاط النصر والشباب ليست مضمونة للاتحاد.. فيديو
  • مركز الملك عبد الله للحوار ينعى البابا فرنسيس: رمزًا للحوار والسلام