تراجع إنتاج أفريقيا من النفط  الذي يعادل 8% من حجم الإنتاج النفط  العالمي، خلال النصف الأول من العام الجاري، بشكل ملحوظ بسبب معوقات لوجستية وصراعات مسلحة في عدد من بلدان إنتاج النفط الرئيسة.

تقلبات كبيرة في أسعار النفط

ووسط تراجع إنتاج النفط، شهدنا ارتفاعا كبيرا في الأسعار العالمية له، وكانت الدول المستهلكة من أكثر الدول التي تأثرت بتلك الأسعار.

وتراجعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الثلاثاء وسط مخاوف من تأثر الطلب على الوقود بإبقاء البنوك المركزية الكبرى أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، حتى مع توقع شح المعروض.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 11 سنتا إلى 93.18 دولار للبرميل بحلول الساعة 0055 بتوقيت جرينتش، وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي سنتا واحدا إلى 89.67 دولار.

وكان البنكان المركزيان الأمريكي والأوروبي قد أكدا التزامهما بمكافحة التضخم، مما يشير إلى أن سياسة التشديد النقدي قد تستمر لفترة أطول مما كان متوقعا، ويؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى إبطاء النمو الاقتصادي، مما يحد من الطلب على النفط.

وبينما لا يزال المعروض شحيحا مع تمديد روسيا والسعودية تخفيضات الإنتاج حتى نهاية العام، خففت موسكو أمس الاثنين حظرها المؤقت على صادرات البنزين والديزل، والذي صدر بشكل منفصل لتحقيق الاستقرار في السوق المحلية.

وقالت "إيه.إن.زد ريسيرش" في مذكرة "تقلص إمدادات النفط قد يفوق تحديات الاقتصاد الكلي، نتوقع تداول النفط فوق 90 دولارا للبرميل خلال الأسبوع".

وارتفعت أسعار النفط بنحو 30 بالمئة منذ منتصف العام مدفوعة في الغالب بنقص العرض، وهو ما قال بنك جيه.بي مورجان إنه تسبب في محو نصف نقطة مئوية من نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي في النصف الثاني من 2023.

وسط مخاوف من الفائدة.. تراجع أسعار النفط العالمي اليوم شركة النفط النيجيرية ومثيلاتها الكبرى تتفق على تقليص المحادثات بشأن العقود

وسبق، وكشف تقرير الصحيفة الأميركية إنه "منذ بداية العام، استفادت بكين من الإمدادات الروسية الرخيصة، لكن السائقين بدؤوا يشعرون بالضغط مرة أخرى في محطات الوقود مع اقتراب سعر النفط من 100 دولار للبرميل".

وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن انخفاض الإمدادات قد يدفع أسعار النفط العالمية إلى الارتفاع أكثر وربما تتجاوز مستوى الـ100 دولار للبرميل قريباً.

الصين أكبر مستورد للنفط 

وأفاد التقرير "أن الصين هي أكبر مستورد للنفط الخام في العالم حالياً، وبينما يبدو أن نمو الصين قد انتعش بشكل متواضع في أغسطس، فلا يزال هناك سببان رئيسيان وراء المبالغة في تقدير الأسواق للنطاق المحتمل للطلب الصيني وتأثيره على المعايير العالمية، بما في ذلك خام برنت، في نهاية عام 2023".

ويضيف التقرير: "أولاً، في الأشهر الأخيرة، استهدفت الصين بقوة النفط الروسي، المتوفر بأسعار مخفضة. وثانيا، لا تزال واردات الصين من النفط الخام تبدو متقدمة كثيرا على الطلب الأساسي ــ كما تشهد صادرات المنتجات المكررة، وخاصة الديزل، ارتفاعا حاداً".

مصر تطرح مزايدة عالمية للتنقيب عن النفط والغاز في 23 منطقة جديدة النفط ينهي الأسبوع منخفضاً في ظل مخاوف الطلب بعد حظر روسي

ومنذ بداية الحرب في أوكرانيا، أوضحت الصين أنها تعتبر العقوبات الغربية ضد روسيا غير شرعية، وتستمر في استيراد كميات كبيرة من النفط الروسي، ولكن منذ ديسمبر 2022، عندما اتفقت الولايات المتحدة وأوروبا على تحديد سقف لأسعار النفط الروسي باستخدام سيطرتهما على أعمال تأمين الشحن العالمية، ارتفعت المشتريات الصينية بشكل كبير.

ومن ناحية أخرى، كانت إجمالي واردات الصين من النفط الخام سجل ثاني أعلى أحجام على الإطلاق في أغسطس الماضي، لكن باستثناء الواردات من روسيا، ارتفعت بنحو 2% فقط عن مستويات ديسمبر 2022. وارتفعت الواردات من روسيا بنحو 60% خلال نفس الفترة.

ووفقاً لبيانات شركة (CEIC) فإن الصين تستورد النفط الروسي بخصم قدره 28 دولاراً للطن المتري على متوسط سعر واردات النفط الخام الإجمالي، وهو أقل كثيراً من الخصم البالغ 61 دولاراً في مايو، ولكنه لا يزال كبيراً، وطالما استمرت هذه الفجوة، فإنها ستستمر في العمل كممتص للصدمات لخام برنت وغيره من المعايير العالمية.

وتستشهد "وول ستريت جورنال" على توقعها بأن يساهم النشاط الصيني في كبح جماح الأسعار بأنه "لا يوجد ما يضمن استمرار الواردات الصينية في النمو بسرعة، حيث يبدو أن الصين كانت تعمل في معظم عام 2023 بقوة على تجديد احتياطياتها النفطية، مستفيدة من انخفاض الأسعار".

ولا تنشر الصين بانتظام بيانات عن مخزوناتها من النفط الخام مثل الولايات المتحدة، لكنها أنتجت واستوردت في الربع الثاني من العام الجاري حوالي 14 مليون طن متري من النفط الخام أكثر مما قامت بتكريره، وفقاً لتقديرات شركة (CEIC) المتخصصة، كما تم تسريع إنتاج المنتجات المكررة مثل الديزل بشكل مثير للريبة في عام 2023 مقارنة بمحركات الطلب التقليدية مثل قطاع العقارات والصناعات الثقيلة.

لكن التقرير خلص إلى الاستدراك بالقول إنه "بطبيعة الحال، يمكن للنمو الصيني أن يفاجئ دائما في الاتجاه الصعودي في أواخر عام 2023، على الرغم من أن الاستقرار وليس التعافي القوي يبدو أكثر ترجيحاً في الوقت الحالي. وربما يكون لدى الصين أسباب أخرى للاستمرار في ملء احتياطياتها النفطية، حتى بأسعار أعلى، نظرا لتركيز بكين المتزايد على الأمن والحزم والعلاقات المتوترة مع الغرب".

الصين والتراجع في الأسعار

وفي هذا الصدد، قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن السبب في منع الصين وصول أسعار النفط من الارتفاع فوق حاجز الـ100 دولار للبرميل، هو أن دولًا عديدة يمكنها أن تشتري النفط من إيران دون أي مشكلات، ولكن الأخيرة تبحث عمن يدفع ثمن نفطها نقدًا، والصينيون هم الوحيدون القادرون على ذلك، لذلك توجه إيران إليهم كل صادراتها من النفط الخام أو أغلبها.

وأضاف الحجي- خلال تصريحات له، أن السحب الصيني من المخزونات المقدَّر بنحو 80 مليون برميل، من شأنه منع أسعار النفط من الارتفاع، إذ إن الفكرة أن خام برنت حاليًا في حدود 94.45 دولارًا، وأساسيات السوق لا تدعم سيناريو الـ100 دولار حاليًا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: النفط اسعار النفط السوق المحلية أسعار النفط العالمية النفط الروسي من النفط الخام دولار للبرمیل النفط الروسی أسعار النفط النفط من عام 2023

إقرأ أيضاً:

النفط قرب أدنى مستوى في أسبوعين بعد خفض توقعات نمو الطلب

الاقتصاد نيوز - متابعة

ظلت أسعار النفط، الأربعاء، قرب أدنى مستوى لها في أسبوعين بعد يوم من خفض منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عامي 2024 و2025 ووسط مخاوف إزاء الطلب في الصين.

وبحلول الساعة 1040 بتوقيت غرينتش، صعدت العقود الآجلة لخام برنت 49 سنتا، أو 0.68 بالمئة، إلى 72.38 دولار للبرميل. كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 48 سنتا، أو 0.70بالمئة، إلى 68.60 دولار.

وقال محللون لدى إيه.إن.زد في مذكرة "ارتفعت أسعار النفط الخام قليلا إذ فاق تأثير شح المعروض في السوق الفعلية مخاوف هبوط الطلب. وكانت تداولات السوق الفعلية نشطة على وجه الخصوص مع شراء أي شحنات متاحة بسرعة".

لكن التوقعات بانخفاض الطلب وتراجعه في الصين، وهي مستهلك رئيسي، لا تزال تؤثر على معنويات المستثمرين وأسعار النفط الخام.

وقال شارالامبوس بيسوروس، المحلل البارز في إكس.إم، إن أسعار النفط انخفضت بشدة في الفترة الأخيرة بسبب ارتفاع الدولار بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية وضعف جهود تحفيز الاقتصاد في الصين وخفض أوبك توقعاتها للطلب.

وأضاف "كل هذه التطورات تبقي على المخاطر المحيطة بأسعار النفط وتجعلها تميل نحو الانخفاض، مما يشير إلى أن خام غرب تكساس الوسيط قد ينخفض قريبا إلى أدنى مستوى له في سبتمبر عند حوالي 65.70 دولار".

وخفضت أوبك أمس الثلاثاء توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط للعامين الحالي والمقبل، وأرجعت ذلك إلى ضعف الطلب في الصين والهند ودول أخرى. وهذه هي رابع مراجعة بالخفض على التوالي للمنظمة لعام 2024.

وارتفعت أسعار النفط 0.1 بالمئة عند التسوية أمس الثلاثاء عقب هذه الأنباء بعد أن هبطت بنحو خمسة بالمئة خلال الجلستين السابقتين.

وخفضت أوبك أيضا تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2025 إلى 1.54 مليون برميل يوميا من 1.64 مليون برميل يوميا.

ومن المقرر أن تصدر وكالة الطاقة الدولية تحديثا لتوقعاتها غدا الخميس.

عودة ترامب للسلطة تربك أسواق الطاقة

وعلى جانب العرض، قال بنك باركليز إن الأسواق ربما تظل متأثرة باضطراب الإمدادات من إيران أو المزيد من التصعيد بينها وبين إسرائيل.

ومرشح ترامب المتوقع لتولي وزارة الخارجية هو السيناتور ماركو روبيو المعروف بموقفه المتشدد تجاه إيران والصين وكوبا. ومن الممكن أن يؤدي فرض عقوبات أكثر صرامة على طهران إلى اضطراب إمدادات النفط العالمية، في حين قد يؤدي اتباع نهج أكثر صرامة تجاه الصين إلى إضعاف الطلب على النفط.

ويترقب المستثمرون أيضا بيانات معهد البترول الأميركي المقرر صدورها الساعة 2130 بتوقيت غرينتش اليوم.

ويشير متوسط تقديرات محللين استطلعت رويترز آراءهم إلى ارتفاع مخزونات الخام بنحو 100 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في الثامن من نوفمبر.

مقالات مشابهة

  • النفط يتهاوى بسبب ضعف الطلب الصيني وضبابية خفض الفائدة
  • انخفاض أسعار النفط وسط مخاوف من وفرة معروض الخام
  • النفط يتجه لخسارة أسبوعية وسط ضبابية أسعار الفائدة وطلب الصين
  • انخفاض أسعار النفط وسط مخاوف على الطلب
  • أسعار النفط تتراجع مع صعود الدولار ومخاوف من ارتفاع الإنتاج
  • استقرار أسعار النفط مع ارتفاع الدولار والتركيز على الصين
  • توقعات ضعف نمو الطلب تدفع أسعار النفط للهبوط
  • محللون يحذرون من هبوط حاد في أسعار النفط
  • النفط قرب أدنى مستوى في أسبوعين بعد خفض توقعات نمو الطلب
  • النفط قرب أدنى مستوى في أسبوعين