أعلن الدكتور أحمد السبكي رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروعي التأمين الصحي الشامل وحياة كريمة بوزارة الصحة والسكان، فوز مصر بالجائزة البلاتينية في "قيادة الصحة الرقمية" على مستوى الوطن العربي، بجانب مايو كلينيك وكليفلاند كلينيك أبو ظبي، وذلك في إطار المبادرة الذهبية التي أطلقها اتحاد المستشفيات العربية بهدف تعزيز التحول الرقمي في الرعاية الصحية بالوطن العربي.

وأشار الدكتور أحمد السبكي، إلى أن فوز مصر لأول مرة بهذه الجائزة يأتي ترجمة لسعي القيادة السياسية والحكومة نحو التحول الرقمي وشهادة نجاح لكافة الشركاء الفاعلين في ميكنة منظومة التأمين الصحي الشامل، ومؤكدا أن التحول الرقمي هو حجر الزاوية لأي مجتمع يسعى للارتقاء وتطوير خدماته الصحية.

جاء ذلك خلال مشاركة وفد مصري رفيع المستوى، ضم كلا من الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، والدكتور أحمد السبكي رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، والدكتور أمير التلواني المدير التنفيذي للهيئة، وعدد من القيادات الصحية بالهيئة، والقطاع الصحي المصري الخاص، في المنتدى السنوي ال(24) لاتحاد المستشفيات العربية، "ميد هيلث أبو ظبي" 2023، والمنعقد في أبوظبي ، خلال شهر سبتمبر الجاري.
وأشار الدكتور أحمد السبكي، إلى نجاح مصر ممثلة في هيئة الرعاية الصحية، في الانتهاء من أكثر من 4 ملايين ملف صحي إلكتروني للمواطنين بمحافظات تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، إضافة إلى تطبيق نظام الإحالة الإلكترونية من وحدات ومراكز الرعاية الصحية الأولية إلى المستويات الأعلى من الخدمة، وتطبيق نظام الأكواد الصحية الدولية ICD11 كأول دولة في إقليم شمال وشرق المتوسط.

وأشار السبكي إلى تطبيق هيئة الرعاية نظام الوصفات الطبية الإلكترونية، حيث تم إصدار أكثر من 30 مليون روشتة إلكترونية حتى الآن، وذلك علاوة على أن مراكز ووحدات الرعاية الصحية الأولية التابعة للهيئة بمحافظات تطبيق المنظومة مميكنة بالكامل بنسبة 100%، وعمل المستشفيات بنظام مميكن بالكامل، إضافة إلى لوحات المؤشرات التفاعلية وقاعدة البيانات الديناميكية والمجهزة للدخول لنظام الذكاء الاصطناعي، لافتا إلى أن تلك النجاحات كانت أساس منح للجائزة.

مصر أصبحت نموذجا ملهما

ومن جانبه، أشار البروفيسور فادي علامة رئيس اتحاد المستشفيات العربية إلى أن مصر أصبحت نموذجا ملهما في قطاع الرعاية الصحية بنجاحاتها المبهرة، حيث اعتمدت تطوير أنظمة رعاية صحية مستدامة، تعتمد على تحسين الوقاية والتشخيص المبكر والعلاج للأمراض، والتحول الأخضر للرعاية الصحية، إضافة إلى تعزيز ثقافة التحول والابتكار في جميع جوانب الرعاية الصحية بدءا من تنظيم الخدمات وصولا إلى تبني التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، وأخيرا التعاون حيث تضافرت جهود الجميع بها من أجل بناء مستقبل رعاية صحية متميزة وتحقيق التقدم والازدهار، مشيرا إلى أن الاستدامة والتحول والتعاون يعكس رؤية مصر الاستراتيجية نحو تطوير النظام الصحي بشكل عام.

وبدورها، قالت المديرة التنفيذية لإتحاد المستشفيات العربية أليس يمين بويز "شاهدنا من خلال الزيارات الميدانية إلى المنشآت الصحية في مصر التابعة لهيئة الرعاية الصحية المصرية بمنظومة التأمين الصحي الشامل تقدما سريعا ومذهلا في حوكمة العمليات الإكلينيكية، وتطبيق دقيق لنظام الميكنة، وهو ما أهلها للفوز بالجائزة البلاتينية في قيادة الصحة الرقمية على مستوى الوطن العربي".. مضيفة أن الدولة المصرية تسير وفقا لاستراتيجية متطورة لتحقيق المزيد من النجاحات في القطاع الصحي، وتحقيق التكامل والأمن الصحي بالوطن العربي.

وأكد البروفيسور توفيق خوجة الأمين العام لاتحاد المستشفيات العربية، أن مصر نجحت في الاستمرار في مشروعها الطموح للتغطية الصحية الشاملة رغم الأزمات الصحية والإقتصادية.. مشيرا إلى أن هيئة الرعاية الصحية المصرية قدمت دليلا استرشاديا للدول لتطبيق نظام صحي قوي ومرن ومستدام بأقل كلفة، كما أكد خوجة أن القطاع الصحي المصري يعتبر من النماذج المهمة في المنطقة التي حققت نجاحا كبيرا، واحتل مركزا مرموقا على خارطة الرعاية الصحية العربية والعالمية، وسيستمر في التطور والتميز.

يشار إلى أن المبادرة الذهبية لاتحاد المستشفيات العربية لتعزيز التحول الرقمي في الرعاية الصحية بالوطن العربي، هي المسابقة الأكبر في الوطن العربي في قيادة التحول الرقمي في الأنظمة الصحية، وقد فازت مصر بالجائزة البلاتينية، فيما احتلت مايو كلينيك وكليفلاند كلينيك أبو ظبي المركز الثاني والثالث في الجائزة، ويشرف على تقييم الجائزة خبراء من اتحاد المستشفيات العربية "مستقلين"، إضافة إلى مؤسسة هيمس الدولية "HIMSS" وهي المؤسسة الأكبر في اعتماد نظم الميكنة في المستشفيات وقطاع الرعاية الصحية.

وينعقد منتدى اتحاد المستشفيات العربية في دورته ال(24)، بتنظيم من اتحاد المستشفيات العربية بالتعاون مع دائرة الصحة أبو ظبي، تحت شعار "قيادة مستقبل الرعاية الصحية: استدامة، تحول، تعاون"، وبمشاركة 350 زائرا، وأكثر من 50 متحدثا من 12 دولة حول العالم.

وتتضمن فعاليات المنتدى، مناقشة العديد من الموضوعات والقضايا المتعلقة بقطاع الرعاية الصحية، بما في ذلك قيادة المستشفيات العربية نحو التحول والاستدامة والقيادة والصحة الرقمية والابتكار، وغيرها، ويناقشها نخبة من الخبراء العالميين والعرب، بهدف المضي قدما بمستقبل قطاعات الرعاية الصحية في المنطقة، كما يتضمن معرضا متخصصا لمقدمي الخدمات لعرض أحدث التكنولوجيات والتقنيات والإبتكارات الطبية في قطاع الرعاية الصحية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اتحاد المستشفیات العربیة التأمین الصحی الشامل الدکتور أحمد السبکی الرعایة الصحیة الصحة الرقمیة التحول الرقمی الوطن العربی إضافة إلى أبو ظبی إلى أن

إقرأ أيضاً:

حرب ضد المستشفيات.. كيف يواصل الاحتلال كذبه لتدمير القطاع الصحي في غزة؟

لم يسلم القطاع الصحي في قطاع غزة من استهداف قوات الاحتلال، بل كان في قلب القصف والتدمير على مدار أشهر العدوان الوحشي المستمر منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تحت ذراع وأكاذيب ثبت تداعيها أمام الحقائق والشهادات المستقلة.

وأقدم جيش الاحتلال الأحد، على قصف مبنى مستشفى الأهلي العربي "المعمداني"، في مدينة غزة، ما أدى إلى تدمير مبنى الإسعاف وتضرر مباني الاستقبال والصيدلية والمختبر ومحطة توليد الأكسجين الطبي المخصصة لمرضى العناية المكثفة.

كذبة مستشفى الشفاء
استهلت قوات الاحتلال تدميرها الممنهج للقطاع الصحي، مبكرا، حين استهدفت مجمع الشفاء الطبي، الأكبر في قطاع غزة، فبعد وقت قليل من بدء العدوان البري على قطاع غزة، اقتحمت قوات الاحتلال مجمع الشفاء الطبي، في الـ16 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 بعد تمهيد وقصف جوي عليه، زاعمة وجود أسلحة فيه، وأنفاق للمقاومة أسفله.


عاثت قوات الاحتلال خرابا وتدميرا في أبنية وأروقة وأقسام المستشفى، لكنها لم تعثر على ما زعمته، وحين اكتشفت تداعي روايتها، نشرت بعض قطع السلاح الخاصة بالقوات الشرطية التي كانت تؤمن المستشفى في حينه، زاعمة أنها تابعة لعناصر المقاومة، قبل أن تنسحب منه وتعود إليه بعد أشهر على حين غزة، وتحديدا في الـ18 من آذار/ مارس 2024، مرتكبة فيه مجازر مروعة وإعدامات فظيعة، ومدمرة كل مرافقه لتحيله كومة من الركام والأنقاض.

وفي حينه، أدلى شهود عيان من مستشفى الشفاء بغزة بشهادات مروعة لـ"عربي21" كشفوا فيها عن إعدام عشرات المعتقلين من النازحين والجرحى، في أروقة وأقسام المستشفى المدمر، في أعقاب الحصار والعدوان الذي استمر أسبوعين انطلاقا من منتصف آذار/ مارس 2024.

ودحضا لمزاعم الاحتلال قال الطبيب النرويجي مادس جيلبرت، الذي عمل في مستشفى الشفاء بقطاع غزة لمدة 16 عاما، إن إسرائيل لم تستطع تقديم أي دليل يثبت صحة ادعاءاتها حول وجود قاعدة عسكرية بالمستشفى.

وذكر جيلبرت حينها قائلا: "عملت في مستشفى الشفاء لمدة 16 عامًا، تجولت في كل مكان بداخله، والتقطت الصور والفيديو، وتحدثت مع المرضى والعاملين، ونمت في المستشفى ولم أر قط قاعدة عسكرية".
وشبه جيلبرت مزاعم الاحتلال، بموقف وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول في مجلس الأمن الدولي، حين قدم مزاعم كاذبة بأن العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل". قائلا: "إسرائيل مدمنة على الكذب".


مستشفيات أخرى
لم تسلم معظم المستشفيات الكبيرة الرئيسية من بطش وتدمير قوات الاحتلال، تحت الذريعة نفسها، فلقد عمدت قوات الاحتلال إلى تدمير مستشفى بيت حانون، الوحيد الذي كان يقدم الخدمة الطبية في المدينة الحدودية شمال القطاع، ولاحقا تعمدت قصف وتدمير وإحراق المستشفى الإندونيسي في جباليا شمال القطاع.

وفي جريمة أخرى قبل أشهر قليلة، حاصرت قوات الاحتلال مستشفى الشهيد كمال عدوان في منطقة مشروع بيت لاهيا، على أطراف مخيم جباليا، حيث اعتقلت طاقمه الطبي، وعلى رأسهم مدير المستشفى، حسام أبو صفية، وشردت المرضى والجرحى فيه، واعتقلت بعضهم، قبل أن تدميره بالكامل بالقذائف المدفعية، والقصف الجوي.

لم تسلم مستشفيات أخرى في قطاع غزة أيضا، فلقد تعرض مستشفى الصداقة التركي جنوب غزة للنسف والتدمير، ومستشفى القدس للقصف والحرق، ومستشفى شهداء الأقصى في دير البلح للقصف مرات عدة، كما لاقى مستشفى ناصر، الأكبر في خانيونس نفس المصير حيث قصف عدة مرات، كان آخرها قبل نحو ثلاثة أسابيع فقط، ومن قبله مستشفى أبو يوسف النجار في رفح.
واستهدف الاحتلال عموما 36 مستشفى خلال حرب الإبادة المستمرة، فضلا عن عشرات المراكز الصحية والعيادات العامة والخاصة. وفق إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي.


تدمير ممنهج ومدروس
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف هذه المستشفيات طوال شهور حرب الإبادة، إما بالقصف أو الحرق أو التدمير، أو العمل على إخراجها عن الخدمة.

وعلى إثر هذا التدمير الواسع للقطاع الطبي، أجمع محللون تحدثت إليهم "عربي21" سابقا على أن تدمير المستشفيات كان ممنهجا ومدروسا بدقة، والهدف المباشر منه تطبيق سياسة التهجير الواسعة للأهالي من مناطقهم، إذ لن يتمكن أي من الفلسطينيين من البقاء في بيته أو منطقته دون غطاء طبي تقدمه المستشفيات في منطقته. ولهذا عمدت قوات الاحتلال إلى تحييد المستشفيات بتدميرها وإخراجها عن الخدمة، كأحد وسائل الإبادة والتطهير العرقي التي مارستها، جنبا إلى جنب مع سياسة القتل والتجويع والتعطيش والحصار والعقاب الجماعي، التي لا زالت تمارس في قطاع غزة حتى الآن.

مقالات مشابهة

  • متابعة تنفيذ المشاريع المتوقفة بعدد من المستشفيات والمراكز الصحية
  • الصحة العالمية:أكثر من 10% من الأفغان قد لا يحصلون على الرعاية الصحية نهاية عام 2025
  • وزير الصحة يبحث مع نظيره اليوناني التعاون بملف الرعاية الصحية للفلسطنيين
  • وزير الصحة يبحث مع نظيره اليوناني تعزيز التعاون بملف الرعاية الصحية
  • الصحة تختتم أولى دورات تأهيل أطباء الأطفال بمراكز الرعاية الصحية الأولية
  • هيئة الصناعة تكرم مصانع كويتية فائزة بالجائزة العربية للجودة
  • "أول مستشفى افتراضي بأفريقيا".. «الرعاية الصحية» تعزز التحول الرقمي والبنية التحتية الذكية
  • رئيس هيئة الرعاية الصحية يوقع اتفاقية لتعزيز التحول الرقمي وتطوير البنية التحتية الذكية
  • فريق وزاري يُتابع إجراءات تعزيز وتحسين جودة الرعاية الصحية بالبحيرة
  • حرب ضد المستشفيات.. كيف يواصل الاحتلال كذبه لتدمير القطاع الصحي في غزة؟