قالت أوكرانيا إنها قتلت قائد أسطول البحر الأسود الروسي، الأدميرال فيكتور سوكولوف، إلى جانب 33 ضابطا آخر، خلال اجتماع للقادة الروس في سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم، وهو ما يعد "اختراقا استخباراتيا وعسكريا، وضربة قوية للقوات الروسية".

وإذا تأكدت الضربة فإنها ستكون من بين الضربات الأكثر ضررا التي تعرضت لها البحرية الروسية منذ غرق سفينة الأسطول الرئيسية العام الماضي، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".

ويعد ذلك من أجرأ هجمات كييف حتى الآن على شبه جزيرة القرم المحتلة، حسبما تشير صحيفة "الغارديان" البريطانية.

ماذا حدث؟

الإثنين، قالت قوات العمليات الخاصة الأوكرانية إن الضربة التي وقعت الجمعة أسفرت عن مقتل 34 ضابطا، من بينهم قائد الأسطول، وإصابة 105 آخرين. 

وفي تحديث لاحق عبر حسابها بمنصة "أكس" (تويتر سابقا) أشارت أن الهجوم أدى لمقتل 62 بحارا روسيا، بعد تدمير سفينة مينسك.

‼️Updated info regarding enemy losses

❗️62 russian sailors were destroyed as a result of destruction of Minsk ship

❗️commander of the russian Black Sea fleet was among 34 killed during missile strike of HQ. 105 occupiers were injured.

— SPECIAL OPERATIONS FORCES OF UKRAINE (@SOF_UKR) September 25, 2023

وأكدت أن قائد أسطول البحر الأسود الروسي كان من بين 34 قتيلا خلال الهجوم الصاروخي على المقر الرئيسي.

ولم تذكر اسم القائد البحري، لكن قائد أسطول البحر الأسود هو الأدميرال فيكتور سوكولوف، وهو أحد كبار الضباط في البحرية الروسية، حسبما تؤكد "نيويورك تايمز" و"الغارديان".

ولم يتضح حتى الآن كيف أحصت القوات الخاصة الأوكرانية عدد القتلى والجرحى في الهجوم.

وقال الجيش الأوكراني إن الهجوم جاء خلال اجتماع للقادة الروس، وألحق أضرارا بالغة بمقر الأسطول الروسي في سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم. 

ولم يصدر تعليق فوري من وزارة الدفاع الروسية بشأن وضع أي من قادتها، ولم تتمكن "نيويورك تايمز" أو "الغارديان" من التحقق من المزاعم الأوكرانية.

ورفض العديد من أقارب سوكولوف المقربين الاستجابة لطلبات تعليق من "الغارديان".

وأكد مسؤولون عينتهم روسيا وقوع الهجوم الأوكراني الجمعة قائلين إن صاروخا واحدا على الأقل أصاب مقر الأسطول، وفق وكالة "رويترز".

من هو سوكولوف؟ تم تعيين سوكولوف كقائد جديد لأسطول البحر الأسود المتمركز في شبه جزيرة القرم في أغسطس 2022

تم تعيين سوكولوف كقائد جديد لأسطول البحر الأسود المتمركز في شبه جزيرة القرم في أغسطس 2022، وذلك لدعم دفاعات شبه جزيرة القرم بعد تعرضها لأول مرة لسلسلة من الانفجارات الأوكرانية في الصيف الماضي.

وقد شغل سابقًا سلسلة من المناصب في أسطول المحيط الهادئ والأسطول الشمالي، حيث شغل وقتها منصب نائب القائد.

والإثنين، حث بعض المدونين الروس المؤيدين للحرب وزارة الدفاع على التعليق على المزاعم الأوكرانية. 

وكتب سيرجي ماركوف، المدون الشهير والمستشار السابق للكرملين: "نود أن نتلقى المعلومات بشكل أسرع... كلنا ننتظر إجابات بسيطة وواضحة حول قائد أسطول البحر الأسود الروسي".

ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا، بالغ الجانبان في تضخيم خسائر العدو، بينما التزما الصمت في كثير من الأحيان بشأن خسائرهما، لكن بالنظر إلى أقدمية سوكولوف، فمن غير المرجح أن تتمكن موسكو من إخفاء وفاته لفترة طويلة، حسبما تؤكد "الغارديان".

انقلاب استخباراتي وعسكري؟

إذا كانت ادعاءات أوكرانيا دقيقة، بشأن علمها بالاجتماع الروسي رفيع المستوى، وهويات الأشخاص الذين تعرضوا للضرب، والتمكن من الحصول على أعداد الضحايا، فإن هذه التصريحات تشير إلى انقلاب استخباراتي فضلا عن انقلاب عسكري، حسب "نيويورك تايمز".

ولم يكن من الواضح ما هي الأسلحة المستخدمة في هجوم الجمعة، لكن أوكرانيا 
نشرت مؤخرا صواريخ كروز من طرازي "ستورم شادو" التي قدمتها بريطانيا، و"سكالب" الفرنسية والتي يقال إنها يمكنها السفر لأكثر من 300 ميل، وهو ما يتجاوز نطاق الأسلحة الغربية الأخرى المستخدمة بواسطة أوكرانيا.

وعلى الرغم من أن روسيا لا تزال القوة البحرية الأعظم في البحر الأسود، لكن الأسطول الروسي هناك عانى من انتكاسات متعددة. 

وفي أبريل 2022، أغرقت أوكرانيا الطراد "موسكفا"، السفينة الرئيسية للأسطول، بهجوم صاروخي. 

وفي أغسطس 2023، استخدمت الطائرات البحرية بدون طيار لتدمير سفينة حربية روسية على الجانب البعيد من البحر الأسود.

وقال محللون لـ"نيويورك تايمز"، إن شبه جزيرة القرم تعد عنصرا أساسيا في الرؤية الإقليمية التوسعية التي حددها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لذا فإن عجز موسكو عن حمايتها من الضربات يشكل إحراجا للكرملين.

وعندما غزت روسيا جارتها في فبراير 2022، استخدمت القوات الروسية شبه جزيرة القرم كنقطة انطلاق للاستيلاء على أجزاء من جنوب أوكرانيا، وإنشاء جسر بري يربط بالمناطق التي تحتلها روسيا في أقصى الشرق.

على المدى الطويل، تهدف موسكو إلى النجاة من الهجمات الأوكرانية، مدركة أن القوات البرية الأوكرانية لا تزال بعيدة عن الوصول إلى شبه جزيرة القرم، ناهيك عن استعادتها، وفقا لحديث المحلل بصحيفة ميدوزا الروسية المستقلة، لديميتري كوزنتس.

وقال إن المخزونات الأوكرانية من الصواريخ طويلة المدى محدودة، مؤكدا أن "الضربات لم تصل بعد إلى نقطة حرجة بالنسبة لموسكو".

وأضاف: "الهدف هو تعطيل الخدمات اللوجستية والسيطرة الروسية من أجل الحصول على ميزة على الجبهة". 

ولتحقيق ذلك، لا يتم تنفيذ الضربات في شبه جزيرة القرم فحسب، بل في جميع أنحاء جنوب أوكرانيا أيضا، وبهذا المعنى فإن "التقدم كان محدودا حتى الآن"، حسبما يؤكد.

وتستهدف أوكرانيا القرم منذ بدأت العملية العسكرية الروسية ضدها، لكن تم تكثيف الهجمات على المنشآت العسكرية فيها مؤخرا في وقت تتعهّد كييف استعادة شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو عام 2014، وفق وكالة "فرانس برس".

وفي الأسابيع الأخيرة، زادت أوكرانيا بشكل حاد من وتيرة ضرباتها على شبه جزيرة القرم في سعيها لتوجيه ضربات استراتيجية ورمزية ضد القوات الروسية المتمركزة هناك.

وزادت مؤخرا وتيرة الهجمات على الأراضي الروسية بعدما كانت نادرة في بداية العملية العسكرية، وتعلن كييف بشكل متزايد مسؤوليتها عن هذه الهجمات.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: قائد أسطول البحر الأسود شبه جزیرة القرم نیویورک تایمز

إقرأ أيضاً:

هل يستطيع ترامب إنهاء الأزمة الروسية الأوكرانية؟

قال أحمد الياسري، رئيس المركز العربي الأسترالي للدراسات، إنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتقد أنه يستطيع إنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا وحل هذه الأزمة المعقدة باتصال هاتفي، لكن الصراع في أوكرانيا له أبعاد مختلفة وفي غاية التعقيد، موضحا أنه ليس هناك نوايا من كلا الطرفين بوقف الحرب. 

 الأهداف الروسية والأوكرانية

وأضاف «الياسري»، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ سقف الأهداف الروسية والأوكرانية مرتفع، وبالتالي ترامب لا يملك القدرات لتقريب وجهات النظر على الأقل، مشيرا إلى أنّ ترامب يستطيع إيقاف عمليات الضخ المالي والدعم العسكري إلى أوكرانيا، بهدف الضغط على الرئيس الأوكراني.

الحرب الأوكرانية استنزفت روسيا

وتابع: «ما يقوله ترامب مجرد دعايا وليس واقعا سياسيا»، لافتا إلى أنّ الحرب الأوكرانية استنزفت روسيا كثيرا، بالتالي روسيا تريد أن تقلص حضورها في منطقة الشرق الأوسط بسبب انشغالها بالحرب، بالتالي منذ بدء الحرب وروسيا ترفع يدها عن سوريا بدليل سحب قواتها منها.

عضو بـ«حزب البتريوت»: أوكرانيا تنتظر الدعم من الدول الغربية

جدير بالذكر أن الدكتور رامي أبو شمسية، عضو حزب البتريوت الأوكراني، قال إنّ أوكرانيا تنتظر الدعم الأكبر من حلفاؤها الغرب، موضحا أنّ الأسلحة التي تمتلكها أوكرانيا غير كافية لخوض الحرب ضد روسيا على جبهة كبيرة أكثر من ألف كيلو مترا، بالتالي أوكرانيا أصبحت في حالة الدفاع، ولكن هناك هجوم من جانبها على بعض الأراضي الروسية ما يجعلها تحتاج إلى الدبابات والمدرعات والصواريخ طويلة المدى التي تساعدها على رد العدوان الروسي عن أراضيها.

وأضاف «أبو شمسية»، أنّ قول روسيا بأنّ أوكرانيا تتجاوز الخطوط الحمراء يدفع أوكرانيا إلى الدفاع عن أراضيها، بالتالي لا يوجد حل غير بمطالبة أوكرانيا الدعم الأكثر من الدول الغربية من أجل مساعدتها على الوقوف بهذه الأزمة والحرب غير المبررة على أراضيها من قبل دولة روسيا.

وأردف عضو حزب البتريوت الأوكراني أنّ هناك شروط جرى وضعها من قبل الغرب في حالة استعمال الأسلحة الغربية على الأراضي الأوكرانية وتتمثل في مطالبة الأوكرانيين بعدم استخدام الأسلحة خارج أراضيهم، ولكن الحرب خدعة وانتقلت الحرب من الأراضي الأوكرانية إلى الأراضي الروسية.

وتابع، أنّ انتقال الحرب إلى الأراضي الروسية فرصة كبيرة للغرب من أجل إضعاف روسيا، ولكن أوكرانيا ليس أمامها أي خيار سوى الدفاع عن أراضيها عبر الاستيلاء على أراضي أخرى قد تفيدها في مرحلة السلام.

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا تتبنى العملية.. تفاصيل مقتل إيجور كيريلوف قائد قوات الدفاع الإشعاعي بالجيش الروسي
  • هل يستطيع ترامب إنهاء الأزمة الروسية الأوكرانية؟
  • أوكرانيا تعلن مسؤوليتها عن اغتيال قائد قوات الدفاع النووي بالجيش الروسي
  • مصدر لـCNN: أجهزة الأمن الأوكرانية تقف وراء اغتيال قائد قوات الحماية النووية الروسية
  • أوكرانيا تُعلن مسئوليتها عن اغتيال قائد الدفاع الإشعاعي الروسي
  • أوكرانيا تعلن مسؤوليتها عن اغتيال قائد قوات الدفاع الإشعاعي بالجيش الروسي
  • اغتيال قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي في الجيش الروسي
  • «أبو جرز»: ترامب يختلف عن الأوروبيين في تعاملهم مع الحرب الروسية الأوكرانية
  • أوكرانيا تدعو لفرض عقوبات على ناقلات النفط الروسية بسبب تسرب النفط في البحر الأسود
  • «أبو جرز»: ترامب يختلف عن الأوروبيين في تعاملهم مع الحرب الروسية الأوكرانية