مسؤولة دولية لـالمانحين: الآن ليس الوقت المناسب للنظر بعيدًا عن اليمن
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
حذرت منظمة إنقاذ الطفولة الدولية من أن المساعدات الإنسانية في اليمن انخفضت بنسبة 62% على مدى الخمس سنوات الماضية، وهو ما يعرض حياة ومستقبل الأشخاص الأكثر ضعفاً في البلاد، وخاصة الأطفال، للخطر.
وقالت المنظمة، في بلاغ لها، إن تأثير هذا الجفاف المالي فوري ومثير للقلق العميق، موضحة أن قطاعات الأطفال هي الأقل تمويلاً حتى الآن في عام 2023، حيث تم تأمين 7.
وأشارت إلى أن الأطفال في اليمن يتعرضون لخطر نقص الاختصاصيين الاجتماعيين والمساحات الآمنة والدعم النفسي الاجتماعي. كما وصل نظام التعليم إلى نقطة الانهيار، وهو ما يتجلى في نقص المواد وتدهور المرافق وارتفاع معدل التسرب - وخاصة بين الفتيات.
وقالت راما هانسراج، المدير القطري لمنظمة إنقاذ الطفولة في اليمن: "لقد وفّر سخاء المانحين لليمن شريان حياة بالغ الأهمية للأطفال وأسرهم. وبينما نقدر بشدة سنوات الدعم الذي تم تقديمه، فإن الآن ليس الوقت المناسب للنظر بعيدًا عن اليمن.
وأضافت: نحن على وشك ترك جيل كامل خلفنا. هذه ليست مجرد أرقام. هؤلاء هم الأطفال الذين لديهم أحلام وتطلعات والحق في حياة آمنة ومرضية. وإذا استمرت الأموال في التدهور، خاصة من مانحينا الرئيسيين، فإن العواقب ستكون كارثية لا رجعة فيها.
ودعت منظمة إنقاذ الطفولة بشكل عاجل إلى زيادات فورية ومرنة في التمويل، خاصة في القطاعات الرئيسية التي تعاني من نقص التمويل، لمنع سنوات التقدم في اليمن من التراجع. كما دعت إلى الإفراج المبكر والمستدام عن هذه الأموال من أجل تقديم الخدمات دون انقطاع.
ووفقاً للأمم المتحدة، سيحتاج ثلثا سكان اليمن –21.6 مليون شخص، بمن في ذلك 11 مليون طفل– إلى المساعدة الإنسانية والحماية هذا العام.
وأشار بلاغ المنظمة إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية لليمن، تعد واحدة من أكبر حالات الطوارئ في العالم، انخفضت من 3.64 مليار دولار أمريكي في عام 2019 إلى 1.38 مليار دولار في العام 2023، موضحا أن الالتزامات التي تعهدت بها الجهات المانحة في مؤتمر التبرعات الرفيع المستوى في فبراير/شباط لم تصل إلا بالكاد إلى ثلث متطلبات التمويل، ومع اقتراب عام 2023، من المثير للقلق العميق أنه تم تقديم عدد قليل من التعهدات والمساهمات الإضافية وأن بعض الجهات المانحة لم تقم بعد بتوزيع التمويل الذي وعد به.
منذ عام 1963، تلتزم منظمة إنقاذ الطفولة بشدة بتحسين حياة الأطفال والأسر في اليمن من خلال مجموعة من البرامج متعددة القطاعات، بما في ذلك حماية الطفل والتعليم والرعاية الصحية والأمن الغذائي والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية. ومن خلال العمليات التي تمتد إلى 9 محافظات من أصل 23 محافظة يمنية، لدينا واحدة من أكثر المنظمات غير الحكومية الدولية انتشارًا في البلاد بهدف تمكين المجتمعات الضعيفة من بناء مستقبل أكثر إشراقًا وأكثر أمانًا.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: إنقاذ الطفولة فی الیمن
إقرأ أيضاً:
استثمار منفعة الطفولة
دعيت من قبل إحدى المدارس لإلقاء محاضرة تثقيفية حول (الثقافة المالية لليافعين)، عندما جاء ذكر منفعة الطفل تباينت ردود أفعال الصغار، فمنهم من تحدث بمرارة بأن والديه استولوا على المنفعة ولم يعطوه منها شيئا، وهناك من كان يفخر بأنه يحصل على كامل المبلغ الذي بات يخصص جزءًا منه للادخار، فأصبح لديه مبلغ كبير لبدء مشروع تجاري به، وهناك طبعًا فئة أخرى لم تعرف بوجود المنفعة من الأساس، من ناحية أخرى تصلني بشكل مستمر أسئلة حول كيفية التصرف بمنفعة الطفولة، التي جاء تقديمها متأخرا في نظام الحماية الاجتماعية في سلطنة عُمان ولعل ذلك أحد أسباب اللغط الحاصل حولها.
فالدول تقوم بصرف منافع مالية للطفولة بغرض دعم الأسر في تلبية احتياجات الأطفال الأساسية وتعزيز الرفاه الاجتماعي والاقتصادي. هذا الدعم يهدف إلى تحسين نوعية حياة الأطفال وضمان حصولهم على الرعاية الصحية، والتعليم، والتغذية السليمة، وكل ما يحتاجونه للنمو في بيئة آمنة ومستقرة، فهي تساعد في خفض معدلات الفقر لدى الأسر ذات الدخول المنخفضة، مما يعزز فرص الأطفال للتمتع بحياة كريمة، وضمان حصولهم على التعليم المناسب من خلال تقليل معدل التسرب الدراسي، نتيجة عجز الأسر عن توفير المستلزمات الأساسية لأطفالها، مثل الوجبات والأدوات المدرسية والملابس. لذا تُعتبر منافع الطفولة جزءًا من برامج الحماية الاجتماعية، وهي تهدف إلى تقديم شبكات أمان للأطفال الأكثر احتياجًا لضمان عدم تأثرهم بالأزمات الاقتصادية أو الطارئة، إضافة إلى الأسباب آنفا فإن بعض الدول التي تواجه انخفاضًا في معدلات الولادة قد تقدم حوافز مالية للطفولة لتشجيع النمو السكاني.
وتصرف منافع الطفولة للوالدين أو الوصي القانوني للطفل، وليس للطفل مباشرةً، وذلك لأن الوالدين أو الأوصياء هم المسؤولون عن تلبية احتياجات الطفل الأساسية من طعام، وملابس، وتعليم، ورعاية صحية، بعبارة أخرى، الدعم المالي يكون مخصصًا للأطفال، لكن يُصرف للوالدين أو الأوصياء لتمكينهم من تحمل تكاليف رعايتهم بشكل أفضل.
لذا نصيحتي دائمًا للوالدين الذين يبحثون عن طرق لاستثمار منفعة الطفولة هي في أن يستثمروا هذه المنفعة في توفير الرفاه للأطفال اليوم، وصرف المنفعة لما وجدت له، خاصة بالنسبة للأطفال الذين ينحدرون من أسر منخفضة الدخل لا تستطيع توفير الأساسيات لأبنائها، فالأولى في هذه الحالة هو توفير هذه الأساسيات اليوم.
المستقبل أطفالنا كفيلون بتأمينه لأنفسهم إذ ما تم تأسيسهم وتنشئتهم تنشئة سليمة.
حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية