موقع 24:
2025-01-09@12:07:13 GMT

ارتدادات الصراع في ناغورنو كاراباخ

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

ارتدادات الصراع في ناغورنو كاراباخ

إقليم ناغورنو كاراباخ الجبلي الذي يقع وسط دولة أذربيجان، واحد من الترِكات السوفيتية التي تدور حولها الإشكاليات الاستراتيجية، وهو مكان تتولَّد منه مشكلة "طويلة المدى" يجب التعامل معها بهدوء، كما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.

والإقليم الذي تبلغ مساحته 4800 كلم مربع ويقطنه ما يقارب 150 ألف شخص غالبيتهم من الأرمن، أعلن الانفصال عن أذربيجان دون أن يلاقي أي اعتراف دولي، سوى من الحكومة الأرمنية في يريفان، التي تعتبره تابعاً لها وليس جمهورية مستقلة كما يدعي ناشطون في الإقليم.

يشبه إقليم كاراباخ حالة جزيرة القرم التي كان الاتحاد السوفيتي منحها لأوكرانيا عام 1954، ثم عادت القوات الروسية ودخلتها وأعلنتها موسكو جزءاً من أراضيها عام 2014. ووضعية إقليم كالينينغراد الذي يقع في أقصى شمال أوروبا بين ألمانيا وبولندا تشبه الحالة نفسها، وقد أبقته القوات السوفييتية ضمن السيادة الروسية، رغم أنه غير متصل بأراضيها، وتصل إليه روسيا بممر أرضي ضيق (طريق) بطول 60 كلم، كما هو الوضع مع إقليم كاراباخ البعيد عن أراضي أرمينيا، ولا يتصل معها سوى بطريق واحد، هو ممر لاتشين. والاتحاد السوفييتي كان قد أعطى الإقليم استقلالاً ذاتياً تشرف عليه أرمينيا، وأصبح من ضمن الترِكات السوفيتية التي تنتج توترات دائمة، ولم تنجح كل الوساطات في إرساء سلام دائم فيه. الحرب التي أعلنتها باكو على الإقليم في 19سبتمبر (أيلول)  لاستعادته إلى السيادة الأذربيجانية الكاملة، لم تكُن الأولى، فسبق أن حصلت حروب في الإقليم بين باكو ويريفان عام 1992 وعام 2020، وقد أفضت الحرب الأولى إلى تكريس استقلال الإقليم ضمن السيادة الأذربيجانية، بعد أن وقفت موسكو إلى جانب أرمينيا، لكن حرب عام 2020 غيّرت المعادلة لصالح باكو، وأصبح الإقليم محافظة أذربيجانية، تضمن سلامة سكانه الأرمن قوات سلام روسية، وتنازلت أرمينيا عن اعتباره جزءاً من كيانها، والقوات الأذربيجانية لا تدخل بتفاصيل حياة سكان الإقليم، لكنها تشرف على الممر الترابي الوحيد الذي يربط الإقليم بأرمينيا. 


وكانت حجة القوات الأذربيجانية التي بدأت بالهجوم على بلدات في الإقليم يوم الثلاثاء 19 أيلول/سبتمبر، قيام مجموعات إرهابية بزرع ألغام على بعض الممرات، أدت إلى قتل 4 من أفراد الشرطة الأذرية ومدنيين اثنين، وتطالب باكو هذه المرة بأن تسلِّم المجموعات الانفصالية سلاحها بالكامل للقوات الأذرية، وأن تكفّ يريفان عن دعم هذه المجموعات. بينما يقول رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، إن "باكو تقوم بأعمال تصفية عرقية في الإقليم"، وهو دعا روسيا التي كفلت تطبيق الاتفاقات السابقة إلى حماية المواطنين الأرمن، كما ناشد الأمم المتحدة التحرُّك السريع لوقف العدوان الأذربيجاني كما قال. بدأت الارتدادات الإقليمية والدولية لأحداث ناغورنو كاراباخ تتصاعد، وتنذر باصطفافات جديدة في المنطقة، كما تؤشر إلى إمكانية اندلاع توترات واسعة في منطقة القوقاز. ففرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي لا تخفي تضامنها مع أرمينيا، وتطالب بتدخل دولي لوقف العدوان الأذربيجاني، كما ورد في تصريحات صادرة عن مسؤولين في هذه الأطراف، بينما ترى تركيا أن ما يجري هو عبارة عن إجراءات سيادية أذربيجانية لحفظ الأمن الداخلي في البلاد، والقانون الدولي يعطي حكومة باكو الحق في القيام بهذه التدابير الأمنية، لأن الإقليم ضمن أراضيها. بينما ما زالت روسيا تراقب الوضع، وقواتها المنتشرة في بعض مناطق الإقليم لم تحرك ساكناً حتى الآن.من المؤكد أن موسكو اليوم ليست كما كانت عام 2020 قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا، وفي هذه الحرب تقف الدول الأوروبية ضدها وتدعم أوكرانيا بقوة، وانطلاقاً من هذه المستجدات، قد تغير موسكو موقفها المتعاطف مع يريفان التي تحتضنها الدول الأوروبية، وهي لن تغامر بخسارة تعاونها مع أنقرة الذي تجدد في جزء كبير منه خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 4 سبتمبر (أيلول) إلى مدينة سوتشي الروسية ولقائه مع الرئيس فلاديمير بوتين.
أما الولايات المتحدة، فلم تتخذ موقفاً حاسماً من الأحداث الجارية حتى الآن، ودعت إلى ضبط النفس في التعامل مع مشاكل طويلة المدى، وليست وليدة اليوم. ويبدو أن موقفها يتمايز بعض الشيء عن موقف حلفائها الأوروبيين، وهؤلاء يهمهم الاستقرار في منطقة القوقاز، لأنها ممر لأنابيب غاز ونفط مهمة تغذي أوروبا.
المهم أن العملية العسكرية الأذربيجانية في الإقليم انتهت سريعاً، بعدما قرر المسلحون الأرمن تسليم أسلحتهم وبدء محادثات مع باكو حول دمج الإقليم في أذربيجان، فيما قرر عدد كبير من أبناء الإقليم عدم البقاء في منازلهم واللجوء إلى أرمينيا باعتبارها وطنهم الأم، كما شهدت العاصمة يريفان تظاهرات ضد رئيس الوزراء باشينيان لأنه فرط في الإقليم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني فی الإقلیم

إقرأ أيضاً:

مصدر سياسي كردي: تشكيل حكومة الإقليم ستتأخر كثيراً

آخر تحديث: 9 يناير 2025 - 12:19 مبغداد/ شبكة أخبار العراق- كشف مصدر سياسي، اليوم الخميس (9 كانون الثاني 2025)، عن أسماء لجنة صياغة مسودة تشكيل حكومة كردستان الجديدة.وقال المصدر: إنه “ولليوم الثالث على التوالي هناك لجنة فنية مكونة من ستة أشخاص من الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني تتناقش لصياغة مسودة عمل وتشكيل حكومة كردستان الجديدة”.وأضاف ان “اللجنة تواجه مشاكل في صياغة بعض فقرات المسودة لأنها معقدة لذلك ستتركها لمناقشات واجتماعات القيادات خلال الأيام المقبلة”.وأشار إلى أن “اللجنة تتكون من دلشاد شهاد وأوميد صباح وبشتيوان صادق عن الديمقراطي الكردستاني، ومن الاتحاد كلا من ريواز فائق وآمانج رحيم و شالاو شيخ صلاح”.هذا وأكد عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني شيرزاد حسين، يوم الثلاثاء (7 كانون الثاني 2025)، أن مفاوضات تشكيل حكومة إقليم كردستان ماتزال طويلة.

مقالات مشابهة

  • مصدر سياسي كردي: تشكيل حكومة الإقليم ستتأخر كثيراً
  • حزب طالباني: نرفض تشكيل حكومة الإقليم الجديدة بصبغة تركية
  • حكومة الإقليم تبتلع مجهود شهر كامل من موظفيها.. لا راتب لكانون الأول
  • تهديد فاشي يجب القضاء عليه..أرمينيا تحذر رئيس أذربيجان
  • مجلس وزراء كوردستان يؤكد إيفائه بجميع التزاماته بشأن رواتب الإقليم
  • واشنطن تحث الديمقراطي الكوردستاني على الإسراع بتشكيل حكومة شاملة في الإقليم
  • اكتمال فك تشفير الصندوقين الأسودين للطائرة الأذربيجانية المنكوبة
  • البرازيل تفك شفرة الصندوقين الأسودين للطائرة الأذربيجانية
  • الثلاثاء.. اجتماع للحزبين الرئيسيين في كوردستان لتشكيل حكومة الإقليم
  • الجمارك: منافذ الإقليم لا تلتزم بالقرارات الاتحادية بشأن الرسوم