الطريق الأوحد إلى السلم الأهلي
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
آخر تحديث: 26 شتنبر 2023 - 9:34 صبقلم :أدهم إبراهيم في صيف 2014 سيطر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على مناطق واسعة من أراضي العراق وسوريا، وأعلن زعيم التنظيم قيام دولة الخلافة الإسلامية.وجرت التصفيات الجسدية والإعدامات على نطاق واسع، وكذلك الاختطاف والتطهير العرقي والتعذيب لمختلف الطوائف والإثنيات، إضافة إلى العنف الجنسي تحت مسميات مثل السبايا وما ملكت أيمانهم وغيرهما من الممارسات المنحرفة عن الدين.
وبالمقابل حصلت عمليات انتقام عشوائية من قبل ميليشيات طائفية بعد تحرير المدن من التنظيم المتطرف، من تدمير وقتل واختطاف وتهجير، والتي شملت طوائف دينية وأقليات تحت مسمى حماية المقدسات أو الصحوة الإسلامية.وجرت أعمال مشابهة لتلك في كثير من الدول الإسلامية. كما تعرضت دول أوروبية وأفريقية لهجمات إرهابية مختلفة من قبل تنظيم القاعدة ثم تنظيم الدولة الإسلامية. وقد رافق التطرف الديني وما تبعه من عنف مفرط لكلا الطرفين ضعف القيم والمبادئ الإسلامية الحقة، والابتعاد عن عقيدة الإسلام المسالمة، نتيجة الفهم الخاطئ للنصوص الدينية والانتقائية في تطبيق بعض النصوص وإهمال النصوص الأخرى بما يتماشى مع أجندات الأطراف المتصارعة.كل ذلك أدى إلى انقسام الكثير من المجتمعات العربية والإسلامية وتصدعها، وأثر سلبا على جمهرة المسلمين في كل أصقاع العالم، حيث تسبب التطرف الديني والعنف باسم الإسلام في الإساءة إلى الكثير من المسلمين، رغم كون الغالبية العظمى منهم مسالمين، ويعبرون عن الإسلام المحافظ، الذي يتصف بالوسطية والاعتدال.إن التطرف الإسلامي حالة طارئة على مجتمعاتنا، حيث تعرّض الإسلام في السنوات الأخيرة من القرن الماضي إلى تشويه صورته، بعد نشر أفكار ومعتقدات متطرفة منسوبة إليه، نتيجة استغلال التكنولوجيا الرقمية في حملات الدعاية والتجنيد، وأدت إلى المزيد من العنف والعمليات الإرهابية. في عالم غالبا ما يشوبه سوء الفهم والصور النمطية، من الضروري تسليط الضوء على الجوانب السلمية للإسلام، فهو دين يتميز بمفاهيم غنية من التاريخ والثقافة والروحانية. ورغم أن عناوين وسائل الإعلام قد تركز في بعض الأحيان على حالات العنف، من الضروري أن ندرك أن الإسلام، مثله مثل أي دين آخر، يضم مجالا كبيرا من الاجتهادات والمعتقدات الفرعية. ولكن غالبية أتباعه تلتزم التزاما راسخا بالسلام والرحمة واللطف.يقول القرآن الكريم بتنوع المعتقدات الدينية ويشجع على الحوار والتفاهم، ويطلب من المسلمين التعايش بسلام مع أتباع الديانات المختلفة. رفض الفيلسوف أرنولد توينبي ما تطرق إليه بعض المؤرخين من أن “القوة المادية” كانت العامل الحاسم في انتشار الإسلام، وحسب رأيه فإن الشروط التي طالب المسلمون الآخرين بها للإيمان بالدين الجديد لم تزد عن تأدية عدد من الفرائض، ولم تكن بالأمر الشاق.إن التطرف ظاهرة خطيرة لها آثار مدمرة على الدول، وقد تسبب في إراقة الدماء وتدمير البنية التحتية لدول عربية وإسلامية وأدى إلى انقسام المجتمعات ونزوح الملايين من الناس، مما يوجب على كل الأفراد والجماعات نبذ التطرف ومحاربة الأفكار والمعتقدات المنافية لتعاليم الإسلام المبنية على القيم الأخلاقية العليا. وفي ظل التحديات التي تواجه العالم العربي والإسلامي اليوم أصبحنا بحاجة إلى تحرير العقول، والرجوع إلى أصل العقيدة الإسلامية التي تدعو إلى السلام والرحمة والعدل، والابتعاد عن الفكر الظلامي الذي يدعو إلى التطرف والمغالاة.إن العودة إلى العقيدة الإسلامية في منهجها المعتدل والسوي ستساهم في تحقيق السلم الأهلي وبناء مجتمعات قوية وعادلة، يتمتع جميع أفرادها بحقوقهم وحرياتهم من خلال التنمية الاقتصادية والاجتماعية المبنية على التسامح وقبول الآخر.ولذلك فإن مواجهة التطرف مهمة أساسية وحاسمة لضمان أمن الشعوب العربية ومستقبل أبنائها وهي الطريق الأوحد إلى الخلاص من دوامة الصراع والتناحر.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
للتوعية بأهمية التصدي للشائعات.. ندوة موسعة بمسجد ناصر الكبير بالفيوم
عقدت مديرية أوقاف الفيوم بالتعاون مع المركز الإعلامي بمحافظة الفيوم اليوم الأربعاء ندوة علمية بهدف تعزيز التعاون المشترك بين جميع مؤسسات الدولة.
جاء ذلك للحديث عن مبادرة: " إتحقق قبل ما تصدق.. للتوعية بأهمية التصدي للشائعات"، وذلك بقاعة مسجد ناصر الكبير بمدينة الفيوم.
يأتي هذا فى إطار توجيهات الدكتور أسامه الأزهري وزير الأوقاف، وبحضور الدكتور محمود الشيمي وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، واللواء أسامة أبو الليل، مساعد مدير أمن الفيوم سابقا،ومحمد هاشم زكي مدير عام مركز النيل للإعلام بالفيوم، وحنان حمدي، مدير البرامج والتدريب بالمركز، وقيادات المديرية، وعدد من الأئمة والعاملين بالأوقاف.
وفي كلمته، رحب الدكتور محمود الشيمي، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم بالجميع، مؤكدًا أن ديننا الحنيف قد دعانا إلى ضرورة التثبت في النقل قولا أو كتابة أو مشاركة إلكترونية،مبينا أن العاقل يفكر قبل أن يتكلم والأحمق يتكلم دون أن يفكر، وإن أخطر أنواع الاستعلاء هو الاستعلاء باسم الدين، موضحا أن المؤسسات الفكرية دورها هنا مهم للغاية، فقد تحملت المؤسسات الأمنية ما يفوق طاقتها بكثير، وحان الوقت لمعركة فكرية حاسمة تخفف العبء عن كاهل الأجهزة الأمنية لمواجهة المتطرفين وأفكارهم المسمومة، وأرى أن تسعة أعشار المعركة مع التطرف تقع على عاتق المؤسسات الفكرية ولاسيما أئمة المساجد.
وأشار "الشيمي" إلى أهمية حصر مواطن الخطر، فالتنظيمات المتطرفة تستغل التكنولوجيا وتسخرها في مخططاتها وهناك من القوى العالمية من ينفق عليهم بسخاء ويوظفهم ويستغلهم لضرب استقرار الأوطان، وهنا يجب أن تكون المواجهة مع مثل هذه التنظيمات منظمة ومدروسة ووفق مسار محدد بدقة وبتعاون من كل المؤسسات.
أبوالليل: التطرف لا يعرف ديانة ووقائع التاريخ تؤكد ذلكومن جانبه أكد اللواء أسامة أبو الليل، مساعد مدير أمن الفيوم سابقا، أن التطرف لا يعرف ديانة، ووقائع التاريخ تؤكد ذلك، والدين لا يصنع التطرف، فالإرهاب والتطرف فكرة عابرة للأديان والشعوب والثقافات، نحن في حرب فكرية نخوضها وخطر يجب مواجهته لحماية أوطاننا وأبنائنا وحتى أطفالنا، وهنا يجب علينا الحذر كل الحذر في التعامل مع النشء، والحرص من السوشيال ميديا التى تمتلئ بكتائب إلكترونية مغرضة تستهدف بث روح التشاؤم واليأس وإثارة الحيرة والشكوك في مؤسسات الدولة، ولذلك كان من أولويات عملنا -واعتبره من أولويات تجديد الخطاب الديني- إعادة جسور الثقة، سواء للمواطن في ذاته وقدراته ونجاحاته أو في بلده أو مؤسسات الدولة، وأضاف أن الحفاظ على الهوية والمكونات المصرية الأصيلة كانت أولوية وهدفا في مواجهة أهل الشر لردع محاولاتهم المستمرة لزعزعة ثقة الشعب في تاريخه أو مؤسساته ورموزه الوطنية والتاريخية.
وفي كلمته حذر محمد هاشم زكي، مدير عام مركز النيل للإعلام بالفيوم من محاولات النيل من الآخرين غيبة أو نميمة أو سخرية أو همزا أو لمزا، ولاسيما الحديث في الشأن العام ،فقد ورد أن رجلا أتى إلى سيدنا عمر بن عبدالعزيز، وذكر له عن رجل شيئا، قال له: "إن شئت نظرنا في أمرك؛ فإن كنت كاذبا، فأنت من أهل هذه الآية: {إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا}، وإن كنت صادقا، فأنت من أهل هذه الآية: {هماز مشاء بنميم}، وإن شئت عفونا عنك، فقال: العفو يا أمير المؤمنين، لا أعود إليه".