اعتمد المؤتمر الثاني عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي، الذي تنظمه منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) وتستضيفه دولة قطر ممثلة في وزارة الثقافة، مدينة لوسيل عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي للعام 2030.
جاء ذلك خلال الاجتماع الوزاري الذي ناقش واعتمد وثيقة آليات برنامج الإيسيسكو لعواصم العالم الإسلامي.


وجاء اختيار مدينة لوسيل كعاصمة للثقافة في العالم الإسلامي تتويجا لجهود وزارة الثقافة ونجاحها في تقديم نموذج استثنائي خلال الدوحة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي.
وترتكز المقاربة الحالية لاختيار عواصم الثقافة في العالم الإسلامي بالأساس حسب وثيقة الإيسيسكو على ضرورة "الاحتفاء بالمدن التي تزخر بتاريخ ثقافي بارز وإحياء أمجادها الثقافية والحضارية، وتعزيز الحوار الثقافي والحضاري وترسيخ قيم التعايش والتفاهم بين الشعوب"، إلى جانب تميز المدن بما تحتويه من أماكن عمرانية جديدة، ومرافق ثقافية وفنية وإبداعية حديثة، ينشط فيها المثقفون والفنانون والمبدعون، ويقصدها الجمهور الواسع من ساكنة المدينة ومن خارجها، للترفيه والاستمتاع والمشاركة في الحياة الثقافية والفنية فيها، إلى جانب احتوائها على منشآت ثقافية تساهم بشكل كبير في النهوض بالصناعات الإبداعية التي تلعب دورا محوريا في تحقيق التنمية الاقتصادية، مما شجع على إدراج البعد الثقافي في التخطيط الحضري للمدينة ليشمل مفاهيم من قبيل المناطق المبدعة، و"نماذج التجمعات المبدعة" أو "المجمعات الثقافية المتكاملة"، أو "المدن الثقافية الخلاقة"، التي أصبحت تسهم بشكل كبير في التطوير الحضري للمدينة وفي تحسين صورة مجموعة من المدن عبر العالم.
وذكرت الوثيقة أن المقاربة الجديدة التي تقدمها الإدارة العامة للإيسيسكو في اعتمادها لاختيار عواصم الثقافة في العالم الإسلامي للأعوام المقبلة هي التي سبق أن ضمنتها في "وثيقة المبادئ التوجيهية بشأن الثقافة والمدينة". التي اعتمدها مؤتمر وزراء الثقافة في العالم الإسلامي، في دورته العاشرة بالخرطوم نوفمبر 2017 والتي دعت إلى العناية بمراكز وسط المدن الإسلامية العتيقة في الدول الأعضاء التي تزخر بتراث ثقافي متنوع وتثمين هذه المراكز وتأهيلها من جديد، وجعلها منطلق نهضة ثقافية مستدامة، من خلال جعلها أماكن لتنظيم عروض جديدة لتراثها الثقافي حول منشآت ثقافية حديثة كبرى.
وقالت منظمة الايسيسكو إن برنامج عواصم الثقافة في العالم الإسلامي، بما يتيحه من تجديد وبعث للثقافة في المدن والحواضر المختارة وبما يقترحه من التعديلات سيشكل فرصة حقيقية للاحتفال بالمدن التي استطاعت أن تنشئ هذه الأماكن الثقافية الكبرى، وتحول أحياء بكاملها لكي تصبح مجمعات ثقافية متكاملة، يؤمها الجمهور الواسع من كل مكان وقبلة لاستقطاب السياح محليا ودوليا، كما سيتيح الفرصة للمدن المترشحة لإنجاز ما ستتعهد بإنشائه من مشروعات ومنشآت ثقافية جديدة لتكون هذه المشروعات النواة الصلبة والمركز المشع لمختلف الأنشطة الثقافية والفنية فيها، وتسهم في التنمية الحضرية للمخططات العمرانية لهذه المدن، وتشكل رصيدا ثقافيا ورأسمالا حضاريا يساهم في التنمية المستدامة لهذه العواصم، ويبرز تنوع وغنى تراثها الثقافي والحضاري وخصائصه المشتركة مع الثقافات والفنون الأخرى.
واقترح برنامج عواصم الثقافة في صيغته الجديدة عواصم إضافية جديدة كانت مسرحا ونقطة ارتكاز حضارية مع العالم الإسلامي، رغم أنها ليست حاليا ضمن الدول الأعضاء في منظمة الإيسيسكو، وذلك بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين، بما يخدم مصالح العالم الإسلامي ويبرز حضوره الدولي.
وأعلنت الإيسيسكو اختيار 6 مدن لنيل لقب عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي للأعوام القادمة لتبدأ العواصم الجديدة مع مدينة شوشة بجمهورية أذربيجان 2024، يليها مدينة سمرقند بجمهورية أوزبكستان 2025، ثم مدينة الخليل بدولة فلسطين 2026، فمدينة أبيدجان بجمهورية كوت ديفوار 2026، يليها مدينة سيوة بجمهورية مصر العربية 2027، ليتم الاحتفاء بمدينة لوسيل بدولة قطر كعاصمة للثقافة في العالم الإسلامي عام 2030.

 

 

 

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: لوسيل

إقرأ أيضاً:

ماغرو زار المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان: من دون الأبحاث يستحيل أن نتوقع التطورات التي تحصل في العالم

زار سفير فرنسا هيرفي ماغرو المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان.

وأشارت السفارة الفرنسية في بيان، إلى أن "الحوار مع الأمينة العامة للمجلس تمارا الزين ومديري مراكز الأبحاث شكل مناسبة للقيام بجولة أفق حول التعاون الثنائي الكثيف والمثمر بين فرنسا والمجلس. كما زار السفير المركز الوطني للمخاطر الطبيعية والإنذار المبكر والهيئة اللبنانية للطاقة الذرية".

ولفتت إلى أن "فرنسا تدعم عمل المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان من خلال العديد من مشاريع التعاون، لا سيما في مجال إدارة الأزمات"، وقالت: "في أعقاب الزلزال الذي حدث في 6 شباط 2023 في تركيا وسوريا، وشعر به سكان لبنان بقوة، تم تعزيز التعاون الثنائي في مجال رصد الزلازل على نحو ملحوظ".

وأوضحت السفارة أن "فرنسا قدمت دعما ماديا بقيمة 379000 يورو من خلال مركز الأزمات والمساندة التابع لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية، وأتاح هذا المبلغ تركيب وحدة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، مما مكن منصة الإنذار المبكر التابعة للمجلس الوطني للبحوث العلمية من العمل على مدار الساعة خلال الأزمات، مع تحقيق وفر كبير في الوقت نفسه. واستعمل هذا المبلغ كذلك لنشر 10 محطات جديدة لرصد الزلازل في مناطق مختلفة من البلاد"، وقالت: "بالتالي، يستطيع المركز الوطني للجيوفيزياء أن يحسن بشكل ملحوظ استخدام وتحليل البيانات التي يتم جمعها حول مخاطر الزلازل".

واعتبرت أن "هذا المشروع الذي تدعمه فرنسا ويعنى بسلامة الشعب اللبناني يسلط الضوء على دور المجلس الوطني للبحوث العلمية في مجال الخدمة العامة"، مشيرة إلى أن "هذا المشروع الطموح يواكب توقيع اتفاقية بين المجلسين الوطنيين للبحوث العلمية في فرنسا ولبنان بهدف تعزيز التعاون اللبناني - الفرنسي في مجال علوم الزلازل، وهذا ما نوه به السفير ماغرو والدكتورة تمارا الزين".

ولفتت إلى أن "الشراكة بين فرنسا والمجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان تتجلى من خلال الالتزام التقني والتبادلات العلمية مع المجلس الوطني الفرنسي للبحوث العلمية، إضافة إلى دعم سفارة فرنسا لتنقل الباحثين التابعين للمجلس الوطني للبحوث العلمية ومنح جامعية لشهادة الدكتوراه يستفيد منها طلاب مسجلون وفق نظام الإشراف المشترك أو الإدارة المشتركة مع جامعة في فرنسا" مشيرة إلى "المشاريع المختلفة التي تقوم بها وكالة التنمية الفرنسية والمعهد الفرنسي للشرق الأدنى".

وأشارت إلى أن "فرنسا عازمة على مواصلة دعمها للأبحاث الجامعية والعلمية في لبنان من خلال مشاريع عدة للمساعدة على تنقل الباحثين، وبرامج المنح، وبرنامج "هوبير كوريان" – "سيدر"، ومواكبة العديد من مشاريع الشراكة الجامعية".

وتحدث ماغرو فقال: "إن هذا المركز، الذي تم تأسيسه عام 1962، هو رمز قيم وميزة كبيرة ودعامة ضرورية لهذه المرحلة المفصلية في تاريخ البلاد".

وأشار إلى أن "للمجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان أهميّة فائقة بالنسبة إلى استقلال لبنان الغد وسيادته، من خلال تجسيد القوى الحية في البلاد"، وقال: "من دون الأبحاث، يستحيل أن نفهم أو أن نتوقع التطورات التي تحصل في العالم. ويستحيل أيضا أن نتخيل الحلول اللازمة للمستقبل وأن ننير القرارات التي يتخذها المسؤولون من خلال توفير البيانات الموضوعية والموثوقة من أجل إعادة إعمار البلاد".

مقالات مشابهة

  • عمر خيرت: أبوظبي عاصمة الثقافة والفن
  • “وزير الصناعة”: مدينة الجبيل الصناعية تحولت من ارض صحراوية الى مركز عالمي
  • ماغرو زار المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان: من دون الأبحاث يستحيل أن نتوقع التطورات التي تحصل في العالم
  • معرض القاهرة الدولي للكتاب: أول هزيمة معنوية لإسرائيل بعد نكسة 67.. وضربة لعزلة مصر الثقافية
  • لقجع: 32 مدينة مغربية ستشارك في استضافة كأس العالم 2030
  • أبوظبي أسعد مدينة عالمياً ضمن قائمة أفضل المدن لعام 2025
  • تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي ضمن إصدارات قصور الثقافة
  • المليون كتاب.. مبادرة ثقافية تستهدف تعزيز دور المكتبات العامة في مصر
  • الأعلى للثقافة يناقش «الاقتصاد البرتقالى والثقافة المصرية" غدًا
  • يمق: المرتضى أعاد لطرابلس مكانتها ووضعها من جديد على الخارطة الثقافة والسياسية