لبنان ٢٤:
2025-01-03@17:28:53 GMT

متى يقتنع اللبنانيون بـ لبننة الاستحقاق الرئاسي؟

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

متى يقتنع اللبنانيون بـ لبننة الاستحقاق الرئاسي؟

من يراقب كيف تتعاطى المملكة العربية السعودية مع الأزمة اللبنانية، وبالتحديد الأزمة الرئاسية، منذ أن تولى ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان المسؤولية فيها، لا يمكنه أن يصدّق أن التطابق في المواقف التي أعلنها كل من وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، من على منبر الأمم المتحدة، أو تلك التي أطلقها السفير وليد البخاري أمام حشد من السياسيين والديبلوماسيين والشخصيات الحزبية والأمنية والإعلامية والفنية، الذين شاركوا في احتفال اليوم الوطني السعودي الثالث والتسعين، هو مجرد صدفة.

 
فسياسة المملكة تجاه لبنان واضحة ولا تحتاج إلى الكثير من التفسير والشرح. وهذا ما حاول اختصاره كل من الوزير بن فرحان والسفير البخاري في كلمتيهما. الأول أكد وقوف المملكة الى جانب الشعب اللبناني، داعياً الأطراف اللبنانية الى تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة، ومذكّرًا بموقف المملكة المطالب ببسط سلطة الدولة اللبنانية على مختلف الأراضي اللبنانية "بما يسهم في ضبط الأمن والتصدّي لعمليات تهريب المخدّرات والأنشطة الارهابية التي تهدّد أمن المنطقة والعالم". أمّا الثاني، وهو العائد توًّا من نيويورك، حيث شارك في اجتماع اللجنة الرئاسية الخماسية، فحذّر من تداعيات استمرار الفراغ الرئاسي، الذي اعتبر أنّه مثير للقلق ويحول دون تنفيذ الإصلاحات المطلوبة. وتحدّث عن تقاسم "مسؤولية دولية مشتركة من أجل الحفاظ على استقرار لبنان وحماية سيادته"، وجدّد التأكيد أنّ "الحلول المستدامة تأتي فقط من داخل لبنان، وأن الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني، ونحن على ثقة بأن اللبنانيين يمكنهم تحمّل مسؤولياتهم التاريخية والتلاقي من دون إبطاء لإنجاز الاستحقاق الرئاسي… لأنّنا نريد للبنان أن يكون كما كان، وأن يستعيد دوره الفاعل في المنطقة". 
فمسألة "لبننة" الاستحقاق الرئاسي قد أصبحت قناعة راسخة لدى جميع الذين يتعاطون به من الخارج. يبقى أن يقتنع من هم في الداخل بهذه المعادلة، ويقرروا أن يستعيدوا بعضًا مما فقدوه بالممارسة الخاطئة على مدى سنوات، وذلك عملًا بالمثل القائل "ما حكّ جلدك مثل ظفرك". ولأن "أهل مكّة أدرى بشعابها"، فإن ما يلائم وضعية لبنان الحالية وبكل ما يحيط بها من التباسات يعرفها اللبنانيون أكثر من غيرهم، على رغم ما يبديه بعض هذا الخارج من غيرة غير مشكوك فيها تجاه لبنان، وقد لا تتوافق نظرة اللبنانيين إلى أوضاعهم مع نظرة البعض الآخر من هذا الخارج إلى أزماته الداخلية. 
فكلام السفير البخاري لم يكن مجرد كلام عادي، بل هو نابع من عمق وجدانية النظرة السعودية إلى ما يحتاج إليه اللبنانيون، لكي "يعود لبنان كما كان". وفي ذلك الكثير من المعاني التي تختصر ما تتطلع إليه المملكة لكي "يستعيد لبنان دوره الفاعل في المنطقة". وحتى يستعيد لبنان هذا الدور ما على اللبنانيين سوى أن يعوا، وقبل غيرهم، أن مصلحتهم الأولى والأخيرة في هذه الظروف العصيبة تكمن في وضع حدّ للشغور الرئاسي، وأن يتفقوا على انتخاب رئيس لجمهوريتهم المتهالكة، بحيث يكون على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وأن يكون جامعًا وموحِدًّا، في انتظار اكتمال حلقات التسوية الإقليمية، التي لا تزال تحتاج إلى مزيد من الوقت، سواء بالنسبة إلى تفصيل التفاصيل المتعلقة بالمفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، أو بالنسبة إلى إنضاج ما تم التفاهم عليه من مشاريع بين الرياض وطهران، مع ما يستلزمه كل ذلك من تفاهمات على تقاسم النفوذ في المنطقة، بدءًا باليمن ومرورًا بالعراق وسوريا وصولًا إلى لبنان، وإن لم تكن الساحة الفلسطينية آخر عنقود التسويات. 
ولئلا يبقى لبنان منتظرًا الفرج، الذي لن يأتي، على ما يبدو، من الخارج، فإنه لا بدّ في نهاية المطاف من أن "تتلببن" الرئاسة الأولى، إلاّ إذا كانت مصلحة البعض تقضي بأن يبقى الشغور الرئاسي إلى ما لا نهاية.    المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الاستحقاق الرئاسی

إقرأ أيضاً:

وزارة الخارجية: المملكة تأسف لحادثة إطلاق النار التي وقعت في مدينة سيتينيي بالجبل الأسود

أعربت وزارة الخارجية عن بالغ أسف المملكة العربية السعودية لحادثة إطلاق النار التي وقعت في مدينة سيتينيي بالجبل الأسود، وما نتج عنها من وفاة وإصابة عدد من الأشخاص.
وعبّرت المملكة عن تعاطفها وصادق تعازيها لأسر المتوفين ولشعب وحكومة الجبل الأسود، مع تمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل.

مقالات مشابهة

  • تسليم الثنائي الشيعي بالأمر الواقع قد يساهم في تسريع التوافق على الرئيس
  • عام من الحرب والشغور الرئاسي في لبنان
  • وزارة الخارجية: المملكة تأسف لحادثة إطلاق النار التي وقعت في مدينة سيتينيي بالجبل الأسود
  • أبو فاعور: نعمل على انجاز الاستحقاق الرئاسي
  • مفاجأة.. هذا ما يبحث عنه اللبنانيون عبر غوغل
  • بين تفاؤل حذر وواقع أليم.. اللبنانيون يبنون الآمال ويعولون على سنة أحلى عسى ألا تدمرها غارات جديدة
  • ‏نعيم قاسم: الدولة اللبنانية هي المسؤولة عن متابعة وقف إطلاق النار مع لجنة تنفيذ الاتفاق
  • ‏نعيم قاسم: الاعتداءات الإسرائيلية في جنوب لبنان تستهدف الدولة اللبنانية والمجتمع الدولي
  • مصادر دبلوماسية عربية: لبنان أمام فرصة ذهبية مدخلها الرئاسة
  • عامُ الاستحقاق الرئاسي انطلق وترقّب لـكلمة السر الخارجية