لبنان ٢٤:
2024-07-08@04:35:35 GMT

متى يقتنع اللبنانيون بـ لبننة الاستحقاق الرئاسي؟

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

متى يقتنع اللبنانيون بـ لبننة الاستحقاق الرئاسي؟

من يراقب كيف تتعاطى المملكة العربية السعودية مع الأزمة اللبنانية، وبالتحديد الأزمة الرئاسية، منذ أن تولى ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان المسؤولية فيها، لا يمكنه أن يصدّق أن التطابق في المواقف التي أعلنها كل من وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، من على منبر الأمم المتحدة، أو تلك التي أطلقها السفير وليد البخاري أمام حشد من السياسيين والديبلوماسيين والشخصيات الحزبية والأمنية والإعلامية والفنية، الذين شاركوا في احتفال اليوم الوطني السعودي الثالث والتسعين، هو مجرد صدفة.

 
فسياسة المملكة تجاه لبنان واضحة ولا تحتاج إلى الكثير من التفسير والشرح. وهذا ما حاول اختصاره كل من الوزير بن فرحان والسفير البخاري في كلمتيهما. الأول أكد وقوف المملكة الى جانب الشعب اللبناني، داعياً الأطراف اللبنانية الى تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة، ومذكّرًا بموقف المملكة المطالب ببسط سلطة الدولة اللبنانية على مختلف الأراضي اللبنانية "بما يسهم في ضبط الأمن والتصدّي لعمليات تهريب المخدّرات والأنشطة الارهابية التي تهدّد أمن المنطقة والعالم". أمّا الثاني، وهو العائد توًّا من نيويورك، حيث شارك في اجتماع اللجنة الرئاسية الخماسية، فحذّر من تداعيات استمرار الفراغ الرئاسي، الذي اعتبر أنّه مثير للقلق ويحول دون تنفيذ الإصلاحات المطلوبة. وتحدّث عن تقاسم "مسؤولية دولية مشتركة من أجل الحفاظ على استقرار لبنان وحماية سيادته"، وجدّد التأكيد أنّ "الحلول المستدامة تأتي فقط من داخل لبنان، وأن الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني، ونحن على ثقة بأن اللبنانيين يمكنهم تحمّل مسؤولياتهم التاريخية والتلاقي من دون إبطاء لإنجاز الاستحقاق الرئاسي… لأنّنا نريد للبنان أن يكون كما كان، وأن يستعيد دوره الفاعل في المنطقة". 
فمسألة "لبننة" الاستحقاق الرئاسي قد أصبحت قناعة راسخة لدى جميع الذين يتعاطون به من الخارج. يبقى أن يقتنع من هم في الداخل بهذه المعادلة، ويقرروا أن يستعيدوا بعضًا مما فقدوه بالممارسة الخاطئة على مدى سنوات، وذلك عملًا بالمثل القائل "ما حكّ جلدك مثل ظفرك". ولأن "أهل مكّة أدرى بشعابها"، فإن ما يلائم وضعية لبنان الحالية وبكل ما يحيط بها من التباسات يعرفها اللبنانيون أكثر من غيرهم، على رغم ما يبديه بعض هذا الخارج من غيرة غير مشكوك فيها تجاه لبنان، وقد لا تتوافق نظرة اللبنانيين إلى أوضاعهم مع نظرة البعض الآخر من هذا الخارج إلى أزماته الداخلية. 
فكلام السفير البخاري لم يكن مجرد كلام عادي، بل هو نابع من عمق وجدانية النظرة السعودية إلى ما يحتاج إليه اللبنانيون، لكي "يعود لبنان كما كان". وفي ذلك الكثير من المعاني التي تختصر ما تتطلع إليه المملكة لكي "يستعيد لبنان دوره الفاعل في المنطقة". وحتى يستعيد لبنان هذا الدور ما على اللبنانيين سوى أن يعوا، وقبل غيرهم، أن مصلحتهم الأولى والأخيرة في هذه الظروف العصيبة تكمن في وضع حدّ للشغور الرئاسي، وأن يتفقوا على انتخاب رئيس لجمهوريتهم المتهالكة، بحيث يكون على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وأن يكون جامعًا وموحِدًّا، في انتظار اكتمال حلقات التسوية الإقليمية، التي لا تزال تحتاج إلى مزيد من الوقت، سواء بالنسبة إلى تفصيل التفاصيل المتعلقة بالمفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، أو بالنسبة إلى إنضاج ما تم التفاهم عليه من مشاريع بين الرياض وطهران، مع ما يستلزمه كل ذلك من تفاهمات على تقاسم النفوذ في المنطقة، بدءًا باليمن ومرورًا بالعراق وسوريا وصولًا إلى لبنان، وإن لم تكن الساحة الفلسطينية آخر عنقود التسويات. 
ولئلا يبقى لبنان منتظرًا الفرج، الذي لن يأتي، على ما يبدو، من الخارج، فإنه لا بدّ في نهاية المطاف من أن "تتلببن" الرئاسة الأولى، إلاّ إذا كانت مصلحة البعض تقضي بأن يبقى الشغور الرئاسي إلى ما لا نهاية.    المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الاستحقاق الرئاسی

إقرأ أيضاً:

حزب الله يمطر مواقع إسرائيلية بالصواريخ.. والاحتلال يقصف جنوب لبنان

أمطر حزب الله اللبناني، الجمعة، مواقع عسكرية إسرائيلية بالصواريخ، قبالة الحدود الجنوبية للبنان مع فلسطين المحتلة.

وقال الحزب في سلسلة بيانات إن عناصره "استهدفوا موقعي ‏الرمثا والسماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوهما إصابة مباشرة.".

وأضاف الحزب في بيان آخر أن "مقاتليه قصفوا موقع ‏راميا الإسرائيلي قبالة بلدة راميا اللبنانية بقذائف المدفعية وأصابوه إصابة مباشرة".‏

بدورها، قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه تم رصد إطلاق 5 صواريخ على "زرعيت" في الجليل الغربي و3 على "هار دوف" (مزارع شبعا)

وأضافت أنه لم يتم تسجيل إصابات.

وكانت القناة 12 العبرية أشارت إلى دوي صفارات الإنذار في عدد من البلدات الإسرائيلية القريبة من
الحدود اللبنانية.


بدورها، قالت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية إن الطيران الإسرائيلي المسيّر أغار على محيط ساحة بلدة مركبا، ما أسفر عن سقوط جريح.

وأضافت أن قصفا مدفعيا إسرائيليا استهدف أطراف الهبارية وراشيا الفخار- قضاء حاصبيا جنوب لبنان.

ولفتت الوكالة إلى أن "الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ أيضا عدوانا جويا حيث شن غارة مستهدفا مرتفعات كسارة العروش في منطقة إقليم التفاح".

كما شنّ الجيش غارة على الجبل الرفيع في جبل الريحان بمنطقة جزين، فيما تعرضت أطراف بلدة راميا لقصف مدفعي معاد من الأعيرة الثقيلة، وفق الوكالة ذاتها.

وبعد منتصف ليل الخميس/ الجمعة، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على أطراف بلدة طير حرفا، ما أدى إلى أضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية، وفق الوكالة.

وفي الأسابيع الأخيرة، زاد التصعيد بين تل أبيب و"حزب الله"، ما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة، لا سيما مع إقرار الجيش الإسرائيلي خططا عملياتية لـ"هجوم واسع" على لبنان.

وتتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، خلف مئات بين قتل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

مقالات مشابهة

  • شمال إسرائيل تحول إلى غابة: قطعان ابن آوى بين المنازل وكلاب تسللت من لبنان وصياد قاتل اقتحم المكان
  • وزير خارجية لبنان الأسبق: سيناريوهات خطرة وأهداف إسرائيلية على الحدود اللبنانية
  • تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.. و10 فرق لإطفاء حرائق الجليل الأسفل
  • لن نفرّط بالمسيحية.. قبلان: لبنان لا يقوم إلا بالمسلم والمسيحي
  • عطاالله: الحلّ الأنسب اليوم بانتخاب رئيس توافقي
  • غوتيريش يحذر من حرب واسعة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية
  • الإطلالة السعودية من السرايا: تأكيد استمرار الحضور في لبنان
  • الخارجية اللبنانية تنفي توجيه بوحبيب رسالة خاصة إلى وزير الخارجية الإسرائيلي
  • حزب الله يمطر مواقع إسرائيلية بالصواريخ.. والاحتلال يقصف جنوب لبنان
  • حمية: لبنان ليس عاجزاً ولا فقيراً