لبنان ٢٤:
2025-02-23@01:28:43 GMT
متى يقتنع اللبنانيون بـ لبننة الاستحقاق الرئاسي؟
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
من يراقب كيف تتعاطى المملكة العربية السعودية مع الأزمة اللبنانية، وبالتحديد الأزمة الرئاسية، منذ أن تولى ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان المسؤولية فيها، لا يمكنه أن يصدّق أن التطابق في المواقف التي أعلنها كل من وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، من على منبر الأمم المتحدة، أو تلك التي أطلقها السفير وليد البخاري أمام حشد من السياسيين والديبلوماسيين والشخصيات الحزبية والأمنية والإعلامية والفنية، الذين شاركوا في احتفال اليوم الوطني السعودي الثالث والتسعين، هو مجرد صدفة.
فسياسة المملكة تجاه لبنان واضحة ولا تحتاج إلى الكثير من التفسير والشرح. وهذا ما حاول اختصاره كل من الوزير بن فرحان والسفير البخاري في كلمتيهما. الأول أكد وقوف المملكة الى جانب الشعب اللبناني، داعياً الأطراف اللبنانية الى تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة، ومذكّرًا بموقف المملكة المطالب ببسط سلطة الدولة اللبنانية على مختلف الأراضي اللبنانية "بما يسهم في ضبط الأمن والتصدّي لعمليات تهريب المخدّرات والأنشطة الارهابية التي تهدّد أمن المنطقة والعالم". أمّا الثاني، وهو العائد توًّا من نيويورك، حيث شارك في اجتماع اللجنة الرئاسية الخماسية، فحذّر من تداعيات استمرار الفراغ الرئاسي، الذي اعتبر أنّه مثير للقلق ويحول دون تنفيذ الإصلاحات المطلوبة. وتحدّث عن تقاسم "مسؤولية دولية مشتركة من أجل الحفاظ على استقرار لبنان وحماية سيادته"، وجدّد التأكيد أنّ "الحلول المستدامة تأتي فقط من داخل لبنان، وأن الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني، ونحن على ثقة بأن اللبنانيين يمكنهم تحمّل مسؤولياتهم التاريخية والتلاقي من دون إبطاء لإنجاز الاستحقاق الرئاسي… لأنّنا نريد للبنان أن يكون كما كان، وأن يستعيد دوره الفاعل في المنطقة".
فمسألة "لبننة" الاستحقاق الرئاسي قد أصبحت قناعة راسخة لدى جميع الذين يتعاطون به من الخارج. يبقى أن يقتنع من هم في الداخل بهذه المعادلة، ويقرروا أن يستعيدوا بعضًا مما فقدوه بالممارسة الخاطئة على مدى سنوات، وذلك عملًا بالمثل القائل "ما حكّ جلدك مثل ظفرك". ولأن "أهل مكّة أدرى بشعابها"، فإن ما يلائم وضعية لبنان الحالية وبكل ما يحيط بها من التباسات يعرفها اللبنانيون أكثر من غيرهم، على رغم ما يبديه بعض هذا الخارج من غيرة غير مشكوك فيها تجاه لبنان، وقد لا تتوافق نظرة اللبنانيين إلى أوضاعهم مع نظرة البعض الآخر من هذا الخارج إلى أزماته الداخلية.
فكلام السفير البخاري لم يكن مجرد كلام عادي، بل هو نابع من عمق وجدانية النظرة السعودية إلى ما يحتاج إليه اللبنانيون، لكي "يعود لبنان كما كان". وفي ذلك الكثير من المعاني التي تختصر ما تتطلع إليه المملكة لكي "يستعيد لبنان دوره الفاعل في المنطقة". وحتى يستعيد لبنان هذا الدور ما على اللبنانيين سوى أن يعوا، وقبل غيرهم، أن مصلحتهم الأولى والأخيرة في هذه الظروف العصيبة تكمن في وضع حدّ للشغور الرئاسي، وأن يتفقوا على انتخاب رئيس لجمهوريتهم المتهالكة، بحيث يكون على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وأن يكون جامعًا وموحِدًّا، في انتظار اكتمال حلقات التسوية الإقليمية، التي لا تزال تحتاج إلى مزيد من الوقت، سواء بالنسبة إلى تفصيل التفاصيل المتعلقة بالمفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، أو بالنسبة إلى إنضاج ما تم التفاهم عليه من مشاريع بين الرياض وطهران، مع ما يستلزمه كل ذلك من تفاهمات على تقاسم النفوذ في المنطقة، بدءًا باليمن ومرورًا بالعراق وسوريا وصولًا إلى لبنان، وإن لم تكن الساحة الفلسطينية آخر عنقود التسويات.
ولئلا يبقى لبنان منتظرًا الفرج، الذي لن يأتي، على ما يبدو، من الخارج، فإنه لا بدّ في نهاية المطاف من أن "تتلببن" الرئاسة الأولى، إلاّ إذا كانت مصلحة البعض تقضي بأن يبقى الشغور الرئاسي إلى ما لا نهاية. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الاستحقاق الرئاسی
إقرأ أيضاً:
الاستقرار في المنطقة.. هل يطال لبنان؟
من الواضح ان مسار التطورات الدولية والاقليمية يسير بشكل ثابت نحو استقرار جدي، الا ان المشكلة الفعلية تكمن في قرارات رئيس حكومة الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالحصول على مزيد من المكاسب وهذا الامر يحظى بتشجيع الإدارة الاميركية برئاسة دونالد ترامب، ما يطرح اسئلة كثيرة عن مصير دول المنطقة.عملياً تريد إسرائيل توسيع نفوذها في المنطقة بشكلٍ حاسم خصوصاً انها استطاعت اضعاف كل من "حماس" و"حزب الله"، ما اضعف بدوره أيضاً إيران، لكن في الوقت نفسه يسير العالم نحو سباق بين التهدئة والتسوية الشاملة وبين الصدام الكبير في ظل إدارة ترامب التي تعمل بشكل متناقض، ففي حين انها تسعى الى التهدئة مع روسيا ترفع سقف التصعيد مع دول اخرى.
لكن هل من الممكن ان تؤدي هذه التطورات إلى عودة اشتعال المعارك في المنطقة؟
لعلّ الخطر الاكبر يحوم حول غزة، اذ ان تسليم المقاومة الفلسطينية "حماس" للأسرى وسط عملية تبادل قد يدفع نتنياهو في لحظة ما الى اعادة اشعال الحرب لتحقيق مزيد من المكاسب، خصوصاً ان الهدف الفعلي هو تهجير اهالي غزة الى خارج فلسطين المحتلة وهذا لا يمكن ان يتمّ من دون تجدّد الحرب.
اما في ما يخص لبنان، فلا يبدو ان هناك مخاطر كبرى، بغض النظر عن كل الهواجس من إسرائيل وأدائها، لكن تل ابيب هي التي قد بادرت الى طلب وقف اطلاق النار حيث كانت غير قادرة على استكمال الحرب لانها أدركت أن المقاومة لا تزال تحتفظ بجزء كبير جداً من قوتها، وفي الوقت نفسه تعتقد تل ابيب انها حققت انجازات كبرى و اعادت "الحزب" سنوات طويلة الى الوراء وهذا ما يؤكّد استبعاد حصول مواجهة عسكرية قريبة.
من جهة اخرى، فإنّ التطورات في سوريا وإغلاق المنفذ البري للحزب يجعل من اعادة بناء قدراته من وجهة نظر إسرائيلية أمراً صعباً للغاية، وهذا ما تسعى اسرائيل الى منعه بشكلٍ كامل. لذلك فإنّ اشعال حرب جديدة ليس بالأمر السهل ويمكن حتماً الاستغناء عنه في هذه المرحلة. وعليه فإنّ الاستقرار من جهة ومخاطر الحروب من جهة اخرى قد لا تطال لبنان فعلاً وبشكل مباشر.
المصدر: خاص لبنان24