شاهد: الحرب في السودان تهدد موسم حصاد البلح
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
تسببت الحرب فيما يسميه الخبراء ب "تفكيك الصناعة" في البلاد وأثرت سلبا على القطاع الزراعي الذي يساهم ب 40 في المائة من أجمالي الناتج المحلي ويوفر 80 في المائة من الوظائف في السودان، بحسب الأمم المتحدة.
كان يفترض أن يواصل حذيفة يوسف دراسته في الهند، لكن الحرب في السودان رسمت له طريقا آخر إذ يشارك الشاب الآن في حصاد البلح بمسقط رأسه فيما يخشى المزارعون أن يعجزوا عن تسويق انتاجهم.
في بلدة كريمة الواقعة على بعد 350 كيلومترا شمال الخرطوم، تنتشر آلاف أشجار النخيل المزروعة على مسافة متساوية، في الأراضي التي تنتشر فيها خزانات مياه.
في كريمة، كما في جميع أنحاء شمال السودان، بدأ موسم حصاد البلح مطلع أيلول/سبتمبر. ولكن بمناطق أخرى، مثل القضارف جنوبا، ظلت الأراضي بورا هذا العام.
تمكن الفاتح البدوي من حصاد البلح في كريمة، إلا انه غير واثق من قدرته على تسويقه إذ أن المشترين "حذرون" على حد تعبيره.
إلى جواره يقفز رجل حافي القدمين مزودا بحبل فقط، على ساق نخلة ويتسلقها لقطع عناقيد البلح. وعلى الأرض في ظل أغصان النخيل، يجلس رجال وصبية فوق ملاءات كبيرة بيضاء ويضربون العناقيد لجني البلح.
من أكبر منتجي البلحمن بين هؤلاء حذيفة يوسف وهو أخصائي أشعة في السادسة والعشرين كان يعمل في الخرطوم قبل أن يغادرها هربا من الحرب التي اندلعت في الخامس عشر من نيسان/ابريل، وينضم الى أسرته في الشمال حيث يعمل بحصاد البلح لكسب القليل من المال.
يروي يوسف لوكالة فرانس برس "كان من المفترض أن أسافر الى الهند للحصول على درجة الماستر لكن مع الحرب، إضطررت الى تغيير خططي".
وغرق السودان في الفوضى منذ اندلاع الحرب بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو اللذين يتنازعان على السلطة. وأوقعت المعارك أكثر من 7500 قتيل، وفق إحصاء لمنظمة أكلد غير الحكومية فيما تؤكد الأمم المتحدة نزوح ولجوء أكثر من خمسة ملايين سوداني.
وفق شروط محددة.. الجيش السوداني يعلن استعداده للتفاوض مع "الدعم السريع"نقابة الأطباء في السودان: ارتفاع كارثي لحالات حمى الضنك في ولاية القضارفوتسببت الحرب كذلك فيما يسميه الخبراء ب "تفكيك الصناعة" في البلاد وأثرت سلبا على القطاع الزراعي الذي يساهم ب 40 في المائة من أجمالي الناتج المحلي ويوفر 80 في المائة من الوظائف في السودان، بحسب الأمم المتحدة.
يشكل البلح غذاء يوميا في السودان، كما في الكثير من الدول العربية، وهو حيوي بالنسبة للاقتصاد. ويحتل السودان المرتبة السابعة على قائمة منتجي البلح في العالم إذ يوفر 460 ألف طن منه كل عام، وفق منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو).
وفي جميع أنحاء البلاد، يعجز المزارعون عن الحصول على تمويل والتجار عن تصريف بضاعتهم في الأسواق كما أن شركات الصناعات الزراعية الكبرى توقفت عن العمل.
ففي أيار/مايو، أعلنت مجموعة حجار للصناعات الزراعية، وهي أكبر مصدر للوظائف في السودان، تعليق أنشطتها واستثماراتها في البلاد.
ويواجه الذين يواصلون العمل تحديات هائلة.
"أسواق بديلة"قبل الحرب، كانت الخرطوم مركز التجارة. غير أن المعارك غيرت بنية الاقتصاد الضعيف أصلا ودمرت العاصمة التي كانت تمثل رئة السودان الاقتصادية.
ويقول البدوي "كنا نبيع الجزء الأكبر من انتاجنا في الخرطوم بسبب قربها الجغرافي وبسبب الطلب الكبير فيها. ولكن مع الحرب لم يعد ذلك ممكنا".
ويتابع "نحاول أن نجد أسواقا بديلة".
ويرى مزارع آخر، الجراح أحمد علي، أن مساعدة الدولة السودانية ضرورية "للحصول على نوعية جيدة من الانتاج".
ويأمل الرجل البالغ 45 عاما، أن تستثمر السلطات "في مصنع حفظ التمر في كريمة".
غير أن الدولة التي لم تدفع رواتب الموظفين منذ خمسة أشهر، تجد صعوبة في توفير الغذاء الأساسي لسكانها منذ فقد السودان الموردين الرئيسيين للقمح اليه بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وفي بلد كان قبل الحرب من بين أكثر دول العالم فقرا، بات قرابة ستة ملايين سوداني "على شفا المجاعة"، بحسب ما حذرت الأمم المتحدة.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: مأساة النازحين على الحدود السودانية المصرية مفوضية شؤون اللاجئين: 1200 طفل تُوفوا في مخيمات اللاجئين السودانيين بين أيار/مايو وأيلول/سبتمبر أبراج تحترق في العاصمة السودانية الخرطوم وسط احتدام المعارك عبد الفتاح البرهان جمهورية السودان حرب أهلية محمد حمدان دقلو (حميدتي) منتجات زراعيةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: عبد الفتاح البرهان جمهورية السودان حرب أهلية محمد حمدان دقلو حميدتي منتجات زراعية فيضانات سيول البيئة ثقافة لاجئون انتخابات فساد عاصفة روسيا أرمينيا فيضانات سيول البيئة ثقافة لاجئون انتخابات فساد الأمم المتحدة فی المائة من یعرض الآن Next فی السودان حصاد البلح
إقرأ أيضاً:
الحقيقة الآن الخرطوم دي ماشاء الله تبارك الله ما ساهلة أبدا
قاعد أتأمل في حال العاصمة و البنية التحتية الفيها حسي بعد الحرب
الصراحة قبل الحرب ما كنت قاعد أركز كتير بسبب الزحمة و الفوضى و الزول بكون داير يصل مكانو الماشيهو بس والزول كان بس برمي أي شيء في الكيزان وانهم ما عملوا أي شي وحرامية والقصص دي
لكن الحقيقة الآن الخرطوم دي ماشاء الله تبارك الله ما ساهلة أبدا
فيها بنايات عالية كتيرة جدا
فيها طرق سريعة فيها كباري رابطة جميع أجزائها ببعضها البعض ،الأسواق الرئيسية شوارعها الغالبية فيها مسفلتة وفيها انترلوك كمية انارات
يعني مثلا الصينية المركزي بتأمل فيها كده لقيت انو الكبري ده شكلو جميل جدا وتصميمو سمح وفيهو اضاءات بشكل حديث و الانترلوك محيط بيهو والشوارع مساحتها واسعة
ده غير مناطق السوق العربي و المقرن مناطق بتحس التطور فيها حتى موقف جاكسون وشروني مواقف مرتبة ومنظمة و فيها كل الاحتياجات من إضاءات و أرصفة ودورات مياه
لكن الخارب الجمال ده كلو الفوضوية و العشوائية الهي بقتنا ما قادرين نشوف النعمة دي
ياخ موضوع الباعة المتجولين ده شيء ما حضاري أبدا و الآن هو خارب مناظر الولايات دي كلها وبخرب أي تطور
المواصلات غير المنظمة نفس الشيء
ستات الشاي و الفوضوية التي تتبع ذلك
النتيجة الحتمية للفوضى دي
انهيار البنى التحتية ووضع لا يطاق
يعني أنا والله كنت بتردد مليون مرة لمن يكون عندي مشوار في السوق العربي أو سوق أمدرمان أو الصينية المركزي أو المحطة الوسطى بحري
رغم انو حسي بعد ما شفتها وهي فاضية من حركة الناس أدركت انو المشكلة ما كانت في التخطيط أو البنى التحتية بل المشكلة في الفوضى العاملنها الناس غير المنظمين
ممكن تقول لي كلامك ده قطع أرزاق
لا الأرزاق بيد الله عزوجل أولا
ثانيا كونك تترك ناس بهذه الفوضى أنت كده بتضر المجتمع ككل من عدة نواحي
من ناحية انو أنت ما حتقدر تضبط المنتج البقدمو البائع المتجول
و من ناحية انو ضرره أكبر من نفعه هو منتفع لكن ضاري المجتمع كلو بسبب الزحمة العاملة و بسبب التشوه البصري والبيئي العاملو
ومن ناحية أمنية حسي في كمية من الباع المتجولين طلعو طوابير ومخابرات وهذا لا يعني أن كلهم كذلك
فلازم يكون الشغل ده منظم ومرتب
و قبل ما يكون ده واجب الحكومة ده واجب المواطن انو يكون واعي بالموضوع ده
ربنا يصلح حال بلادنا
مصطفى ميرغني