إضاءة على كتاب: سيرة ومسيرة حكاية انتفاضة
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
بقلم: زياد جيوسي
ومن عنوان الكتاب نعرف موضوعه والذي هو بقلم الكاتب ماهر طميزة ويوثق فيه تجربته ومسيرته من بداية الانتفاضة حتى عام 2015 في 260 صفحة من القطع المتوسط، وهذا يجعل الكتاب عبارة عن سيرة ذاتية من جزئين بالكتاب: الأول توثيق أحداث الانتفاضة ببلدته إذنا من محافظة الخليل ودوره فيها، وهذا نجده من البداية حتى ص 143 وبعد ذلك تصبح سيرة ذاتية عما جرى له من لحظة مغادرته فلسطين بالتسلل الى سيناء، ، وقد تم نشره من خلال دار يافا العلمية/ عمَّان في العام 2020م وتشرفت بأن أهداني اياه المؤلف قبل عدة شهور حين تعرفت عليه في عمان أثناء ادارتي جلسة حوار مع الفنانة الكبيرة جولييت عواد، وغلاف الكتاب لوحة معبرة عن محتوى الكتاب للفنان إسماعيل شموط في وسط غلاف أبيض، بينما الغلاف الأخير صورة للمؤلف في أعلى الصفحة يليه فقرة من الكتاب وفي الأسفل ثلاثة صور تراثية من بلدته إذنا/ الخليل، واهداء مفصل للأسرة جميعا انهاه بإهداء لشهيدين رافقاه المسيرة، تلاه كلمة شكر لبلدية اذنا على مساهمته بتغطية جزء من تكاليف طباعة الكتاب.
يبدأ الكاتب بالسرد للجزء الأول من الكتاب موثقا الانتفاضة ببلدته من البدايات حين اغلقت الكليات والجامعات والمدارس بقرار الحاكم العسكري وعاد الى بلدته اذنا تاركا رام الله التي يدرس بها، ليساهم مع الشباب بقيادة الانتفاضة ضد الاحتلال، ساردا أهم الأحداث مع التأكيد على دور الأشبال الصغار في الإنتفاضة فهم كما يراهم الكاتب: “ورود الانتفاضة وأحلام الثورة ومستقبلها رغم صغر سنهم”، ومواجهة جيش الاحتلال ومستوطنيه بالحجارة مقابل الرصاص.
مقالات ذات صلة افتتاح مكتبة خطوط في العاصمة عمان 2023/09/24يلاحظ أن الكاتب وحسب ما اشار أنه كان الناطق الإعلامي للانتفاضة في القرية، وهو كان يمثل تنظيمه الذي ينتسب اليه، والذي كان له دور كبير في القيادة الموحدة للانتفاضة يشير لأدوار أخرى لقوى أخرى ومنها المشاركة الخجولة لشباب من حزب التحرير سرا والذين انسحبوا بعد اعلان الحزب موقفه برفض المشاركة بفعاليات الإنتفاضة، ، حتى تم ايقاعه بكمين من خلال العملاء والقبض عليه بعد أن لم يستجب لنصيحة أحد أعضاء الحزب الشيوعي من أصدقائه.
من الانتفاضة الى أقبية التحقيق والتعذيب حتى الوصول للسجن وغرفة العصافير من عملاء الاحتلال لانتزاع اعترافات لم يتمكن منها المحقق، وللمرة الثانية يقع في الكمين والفخ مع هؤلاء العملاء، وبعدها يستعرض لنا الكاتب تجربته بالمعتقلات من سجن الخليل الى الظاهرية ومجدو وعتليت والنقب وكيفية التعامل مع الأسرى في كل معتقل منها، حيث قضى عاما قبل أن ينال حريته ويعود لبلدته، وتحت ضغوط الأهل ورغم الظروف المادية السيئة يتزوج من سامية الشابة الواعية والتي سيكون لها دورها بجواره.
وضمن السرد بسيرته الذاتية والتوثيق لأحداث الانتفاضة تحدث عن اختطاف أخيه المسالم وقتله ورميه في بئر ماء، ويعتبر أن الاحتلال وعملاءه هم من وراء هذه الجريمة وهذا هو الأغلب، كما أشار لوفاة والده وما تركه ذلك على نفسيته، وتحدث عن تجربة التنقل من مكان لآخر بين الجبال والكهوف ومن بلدة لأخرى في بيوت يجري تأمينها له، بعد أصبح مطلوبا من جديد وجرت محاولة لقتله من العملاء، فصار يعيش مختفيا وفي حالات نادرة يتمكن من رؤية زوجته سامية أو أمه لدقائق، حتى تقرر مغادرته فلسطين الى مصر بتهريبه عبر الحدود حفاظا على حياته وعدم وقوعه بالأسر في نهاية شهر أيلول عام 1991.
وفي الجزء الثاني من الكتاب من ص 144 حتى نهاية الكتاب يصبح السرد سيرة ذاتية لرحلته إلى سيناء وكانت رحلة ليست بالسهلة وخاصة حين دخل صحراء سيناء من فتحة بالأسلاك الشائكة ولم يجد الشخص المفترض أن ينتظره، لكن بدو سيناء اهتموا به حتى وصل القاهرة وهناك حظي على المساعدة بالحصول على هوية مصرية سافر بها الى ليبيا ومن ليبيا الى تونس بجواز سفر يمني وفره له تنظيمه، ومن تونس الى دمشق التي أعتقل بها بعد فترة للاشتباه بسبب خطأ من أحد رفاقه رغم دخوله القانوني وتعرضه لمعاناة شديدة وتقرر تسفيره الى تونس حيث وفر له تنظيمه تذكرة السفر والمال والاستقبال من رفاقه، وليس السفر إلى الأردن كما كان يخطط حتى يلتقي زوجته وطفله منتصر، لكنه قرر بشكل منفرد السفر من تونس للأردن متحملا مسئولية قراره في نيسان 1993 واعتقل بالأردن لمدة شهر للتحقيق وأفرج عنه والتقى أسرته ورزق بعدها بطفلة أيضا أسماها أنصار، وبدأت معاناته في تأمين لقمة العيش له ولأسرته فعمل في مخمر موز وعاملا وبائع دجاج وبائع بسطة موز، فتنظيمه لم يؤمن له مخصص شهري كما غيره ليقيه شر العوز ولم يوقع له كتاب للاعتماد على الإدارة المالية كما غيره، والمعاناة الأخرى عدم وجود جواز سفر ولا أوراق ثبوتية حتى أنه عانى من عملية ادخال ابنه منتصر للمدرسة، ولكنه في 2001 حصل بقرار من الشهيد أبو عمار على تفريغ على الادارة المالية وجواز سفر فلسطيني للاستخدام الخارجي، وتحسنت ظروفه واستعاد الجواز الأردني المؤقت وحصل على اقامة، لكن الموت بدأ يحصد أرواح رفاق دربه وأصدقائه حتى وصل الى زوجته التي صبرت وناضلت معه ففارقته بمرض السرطان.
وبعد هذا الإضاءة على الكتاب أحب أن أشير لبعض التساؤلات والملاحظات على الكتاب:
نلاحظ أن الكاتب أشار أكثر من مرة للدور البشع الذي يقوم به العملاء والجواسيس فيقول: “غدت العمالة مرضا خبيثا تغلل في الجسد الفلسطيني، وانتشرت مثل مرض السرطان”، وهذا يثير تساؤل: أين التوعية التنظيمية للجانب الأمني من فصائل المعتقلين من قوى اليسار وغير اليسار في كشف العملاء وفي كيفية مواجهة التحقيق وأساليبه المختلفة؟ وقد اشار الكاتب لذلك بقوله: “حزنت كثيرا لقلة الوعي الأمني لدي ولدى الرفاق عامة”، ومسألة أخرى أن هؤلاء العملاء في غرف العار “العصافير” معروفين ومعروفة هويتهم ومعظمهم اقاموا في الداخل الفلسطيني بقرية معزولة أنشأها لهم الاحتلال بعد انتهاء خدماتهم، لكن أشار الكاتب الى أحدهم بالاسم أنه ترك هذه القرية وعاد الى قريته في قضاء الخليل وما زال يعيش فيها، وهذا يثير التساؤل كيف يقبل أبناء بلدته بوجوده بينهم وعدم محاسبته ومقاطعته وطرده وكان له هو وشقيقه دور كبير في غرف العار وإجبار المعتقلين على الاعتراف بعد صمودهم في وجه محققي الاحتلال، مما أدى الى الحكم عليهم بفترات أسر بالسجون لا يستهان بها، كما أشار لعميل شاب في ص 91 اعترف بعمالته فقام الاحتلال باعتقاله من أجل تلميعه ومنحه وجه وطني، لكنه في السجن اعترف بعمالته بالتحقيق معه من المناضلين في الأسر، وفي ص 106 قال: “هل يعقل أن يكون كل هؤلاء العملاء في بلدتي؟”، وهذا التكرار لحجم العملاء ونسبتهم الكبيرة كما أشار الكاتب يجعل من الصعب الثقة بالآخرين ويوقف الانتفاضة، لكن فعليا الإنتفاضة استمرت بقوة حتى بدأت المفاوضات بين م ت ف ودولة الكيان الصهيوني، فهل كان يمكن أن تستمر رغم هذه الأعداد من العملاء التي أشار لها الكاتب؟
في الجانب الاجتماعي أشار للعديد من المسائل ومنها المعاناة من موقف البعض من الوجهاء وكبار السن في مواجهة الشباب المناضل، إضافة لقوة العشائرية وتأثيرها السلبي على المناضلين فهي في بعض الأحيان تكون أقوى من الالتزام الوطني والفصائلي، والعشائرية مرض مستشر في فلسطين بكل أسف بدرجات متفاوتة بين منطقة وأخرى وبين الشمال والجنوب وبين المدينة والقرية، وأشار لقيام البعض بتزويج ابنتهم لإبن عميل يعتبر رأس من كبار رؤوس العملاء، علما أنه تم اعدام عدد لا بأس به من العملاء في أنحاء الضفة والقطاع، لكن بكل أسف أيضاً أن هناك شرفاء جرت تصفيتهم لأسباب أخرى وجرى اتهامهم بالعمالة، وكذلك أشار الكاتب في ص 92 بالقول: “عانينا من تحريض الناس الجهلة والعملاء الذين كانوا يلبسون قناع العشائرية والدين للنيل منا”، وهو طبعا يقصد القوى اليسارية حيث أشار لذلك أكثر من مرة وفي ص 93 بالقول: “وللأسف فإن التحريض ضد اليسار لم يكن مصدره الجهل والعملاء فقط، بل شارك في هذا التحريض أفراد حركة حماس من منطلقات أيدلوجية وسياسية”، وهنا أشير أن الكاتب قد أشار في بداية الكتاب أن حماس كانت تنظيم محدود العدد والتأثير، فكيف تمكنت أن تصبح مؤثرة خلال فترة وجيزة؟
ولكن الكاتب في الجانب الايجابي يشير للدعم الشعبي بالطعام والشراب وتأمين المخابئ لشباب الإنتفاضة بغض النظر عن فصائلهم رغم ما يمكن أن يتعرضوا له من الاحتلال لو انكشف دورهم، وممن وفروا ذلك أحيانا من تنظيمات أخرى أو مواطنين عاديين سواء من نفس بلدة الكاتب أو في قرى وبلدات أخرى مثل الراعي الذي لا يعرف الكاتب وصحبه وأمن لهم المبيت والطعام، وأشار للتكافل الاجتماعي بين المواطنين في ظل حصار التجويع الذي مارسة الاحتلال على البلدات الفلسطينية بعد قصف تل ابيب وغيرها بالصواريخ العراقية، كما اشار لاستضافته بالقدس من أناس لا يعرفونه حين فر من المشفى بعد اجراء عملية بالأنف بهوية مزورة، وأشار كيف كان للانتفاضة دور بوقف حفلات الزفاف المكلفة والمصطنعة وكيف أصبح الزواج بهدوء وبأقل التكاليف احتراما لدم الشهداء وظروف الشباب المالية بتوقف العمل في معظم الأوقات، كما أشار لضغوط الأهل لكي يتزوج الأبناء المناضلين ظنا منهم أن ذلك يجعلهم يهدأون ويبتعدون عن النضال والاعتقال، وهذا الظن ليس دقيقاً وجميعنا من خاض النضال تعرض لذلك وأنا شخصيا أعتقلت عدة مرات بعد زواجي، وأثناء حصار بيروت أتجهنا مجموعات كبيرة للمشاركة في المعركة وكانت زوجتي حامل بالشهر التاسع ولكن هذا لم يثنني عن قراري، ولكن لم نتمكن من الوصول لإغلاق الحدود وعدنا متألمين.
أسلوب السرد يوحي وكأن تنظيم الكاتب كان هو القوة الأساس في قيادة الإنتفاضة في بلدة اذنا، علما أن هناك اشارات لقوى أخرى مشاركة ومنها الحزب الشيوعي وحركة فتح التي قال عنها في ص 99 : “حركة فتح هي الحركة الأقل تماسكا في بنائها التنظيمي الداخلي، فأي شخص يمكن أن يدعي أنه فتحاوي، وهذا ما سهل دخول المدسوسين إلى صفوف الحركة”.
الغريب أنه قبل أن يغادر تونس الى الأردن كان من المفترض من قيادة تنظيمه تقديم كتاب اعتماد مالي على الادارة المالية للرئيس أبو عمار، وهي قضية سهلة في تونس في تلك الفترة وعلاقة تنظيمه مع أبو عمار كانت جيدة، فلماذا لم تقدم قيادة تنظيمه هذا الكتاب وتركته يعاني ماديا سنوات طويلة حتى حصل على الاعتماد المالي من الرئيس الشهيد وبدعم من المرحوم أبو شامخ السفير الفلسطيني بتلك الفترة.
وبغض النظر عن الأسلوب الأدبي الأشبه برواية كان الكاتب الشخصية الرئيس فيها، يبقى هذا الكتاب عبارة عن سيرة توثيق للانتفاضة في بلدته اذنا في الجزء الأول من الكتاب والحديث عن تجربة وسيرة ذاتية في الجزء الثاني، وبذلك اكتفيت بالاضاءة والتساؤلات ولم اقدم قراءة نقدية بحثية، فالكتاب ليس رواية ولا مجموعة قصصية ولا ديوان شعر حتى يخضع للقراءة النقدية العلمية المحايدة، والكاتب يتحمل وحده المسؤولية عن التوثيق للإنتفاضة في بلدته وعن كل ما أورده بالكتاب، ونلاحظ أن الكاتب لجأ للتراث الاغريقي مرتين عابرتين في نهاية الكتاب فوصف رحلته منذ غادر الوطن أنها تشبه رحلة هوميرس الشعرية في ملحمته “الأوديسا” عن رحلة اوديسيس إلى مدينته “ايثاكا” حيث اطلق هذا الاسم على بلدته اذنا وأطلق اسم “بنيلوب” زوجة أوديسيس على زوجته سامية، ويقول عن ابنه منتصر: “منتصر الذي سيمنحني الأمل الدائم للعودة إلى ايثاكا منتصرا”.
وفي النهاية.. أعتقد أن ملحمة الانتفاضة الفلسطينية بحاجة الى روايتها وتوثيقها من جديد من خلال من عاشوا التجربة في كل المدن والقرى والبلدات الفلسطينية، روايات حقيقية بدون الصمت عن أية أخطاء انتابتها، ولا نكتفي بما هو موثق من خلال الاعلام عن بيانات القيادة الموحدة وعن اسماء الجرحى والشهداء، وهذا ما أحتفظ به في كتب جلدتها وقمت بالحفاظ عليها في اربعين كتابا مما كان يصدره اعلام م ت ف يوميا، فنحن نرى الكاتب يقول في ص 238: “باختصار فإن من قامت على أكتافهم الإنتفاضة تم اقصاؤهم بوعي أو بدون وعي”، فمن حق شعبنا أن يطلع على توثيق دقيق لتجربة الانتفاضة والتي قلبت كل الموازين في وجه الكيان الصهيوني، حتى أتت اتفاقية اوسلو وضيعت كل المكاسب التي كان يمكن لشعبنا أن يحققها كنتاج سياسي لهذه الانتفاضة المجيدة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سیرة ذاتیة من الکتاب أن الکاتب من خلال
إقرأ أيضاً:
سماء بلا أرض.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة نظرة ما في مهرجان كان السينمائي
وقع اختيار مهرجان كان السينمائي الدولي -في دورته الـ78 المقامة من 13 إلى 24 مايو/أيار الجاري- على الفيلم التونسي "سماء بلا أرض" للمخرجة أريج السحيري لافتتاح مسابقة "نظرة ما"، حيث يشهد الفيلم عرضه العالمي الأول يوم الأربعاء 14 مايو/أيار.
View this post on InstagramA post shared by MAD Films (@madfilmsofficial_)
دراما إنسانية في مواجهة العنف والتهميشينقل الفيلم التونسي "سماء بلا أرض" للمخرجة أريج السحيري مشاهد من واقع مأزوم عاشته تونس في فبراير/شباط، حين تصاعدت حملات التحريض ضد المهاجرين من دول جنوب الصحراء الكبرى، مما أدى إلى موجة عنف واعتقالات تعسفية وحالات طرد قسري. الفيلم مستوحى من هذه الوقائع، ويسلط الضوء على التوترات الاجتماعية التي تفجّرت بسبب خطابات الكراهية والخوف من الآخر.
وتدور القصة حول "ماري"، وهي قسيسة من كوت ديفوار وصحفية سابقة تعيش في تونس، تفتح باب منزلها أمام "ناني"، أم شابة تطمح لبداية جديدة، و"جولي"، طالبة قوية الإرادة تحمل آمال أسرتها على كتفيها. مع وصول طفلة يتيمة إلى البيت، تتعرض علاقتهن لاختبار قاسٍ يكشف عن مدى هشاشتهن وقدرتهن على الصمود في ظل أجواء من التمييز والخوف
بعد الإعلان عن اختيار فيلمها للمشاركة في مسابقة "نظرة ما" ضمن الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي، كشفت المخرجة التونسية أريج السحيري -في تصريحات إعلامية- عن أن قصة الفيلم مستوحاة من وقائع حقيقية شهدتها تونس، حين تعرض مهاجرون من دول أفريقيا جنوب الصحراء لموجة من العنف والتحريض، سواء في الإعلام أو في الشارع.
إعلانوأوضحت السحيري أن ما جذبها إلى هذا المشروع هو رغبتها في كسر الصورة النمطية للمهاجرين، من خلال تقديم شخصيات تحمل طبقات إنسانية عميقة، مليئة بالتعقيد والواقعية، وتستطيع أن تلامس المشاهدين بصدقها.
كما عبّرت -عبر حسابها على إنستغرام- عن امتنانها لكل من شاركها رحلة صناعة هذا الفيلم.
View this post on InstagramA post shared by Erige Sehiri (@erigesehiri)
في إطار مسابقة "نظرة ما" ضمن الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي، يشارك الفيلم الفلسطيني "كان يا ما كان في غزة" (Once Upon a Time in Gaza) للمخرجين طرزان وعراب نصار. يستعرض الفيلم بأسلوب الكوميديا السوداء، الذي سبق أن قدمه الثنائي في فيلمهما "غزة مونامور"، الأحداث التي وقعت في غزة قبل حرب "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما يشهد المهرجان مشاركة الفيلم المصري "عائشة لا تستطيع الطيران" (Aisha Can’t Fly Away) للمخرج مراد مصطفى، الذي يعود إلى مهرجان كان من جديد. يناقش الفيلم حياة المهاجرين الأفارقة في حي عين شمس بالقاهرة، مُركزًا على قصة عائشة، الشابة السودانية التي تعيش في هذا الحي الذي يضم عددًا من المهاجرين من مختلف دول القارة الأفريقية.
تواجه "عائشة" في رحلتها المهنية في مجال الرعاية الصحية تحديات كبيرة عندما يطلب منها "زوكا"، أحد شباب العصابات التي تسيطر على المنطقة، خدمة مقابل حمايتها. يضع هذا الموقف أحلامها في مواجهة الواقع المرير الذي تعيشه، مما يجعلها تتنقل بين خيارات صعبة وأمل ضعيف. الفيلم من بطولة بوليانا سيمون، إلى جانب مغني الراب المصري زياد ظاظا، وعماد غنيم، وممدوح صالح.
تترأس المخرجة وكاتبة السيناريو والمصورة البريطانية مولي مانينج ووركر لجنة تحكيم مسابقة "نظرة ما"، التي تضم 20 فيلمًا، من بينهم 9 أفلام تُعرض لأول مرة. وتضم اللجنة أيضًا المخرجة وكاتبة السيناريو الفرنسية السويسرية لويز كورفوازييه، والمديرة الكرواتية لمهرجان روتردام السينمائي الدولي فانيا كالودجيرسيك، والمخرج والمنتج وكاتب السيناريو الإيطالي روبرتو مينرفيني، والممثل الأرجنتيني ناهويل بيريز بيسكايارت.
إعلانيُعد فيلم "سماء بلا أرض" العمل الروائي الطويل الثاني للمخرجة التونسية أريج السحيري، التي تعاونت في كتابة السيناريو مع آنا سينيك ومليكة سيسيل لوات، كما تولت إنتاج الفيلم بالشراكة مع ديدار دومهري. يشارك في بطولة الفيلم كل من آيسا مايغا، وليتيسيا كي، وديبورا ناني، إلى جانب الممثل التونسي محمد جرايا.
ويُعد هذا الفيلم المشاركة الثانية لأريج السحيري في مهرجان كان، بعد أن فاز فيلمها الأول "تحت الشجرة" بجائزة لجنة التحكيم من "نصف شهر المخرجين"، بالإضافة إلى حصوله على جائزة التانيت الفضي من مهرجان قرطاج وجائزة كبرى في النسخة الـ25 من مهرجان تايبيه السينمائي في تايوان.