قال القائم بأعمال ممثل روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي كيريل لوغفينوف، إن خطط الغرب لفرض عقوبات على الألماس القادم من روسيا ستؤدي إلى انهيار السوق العالمية في هذا المجال.

وفي وقت سابق، ذكرت بعض وسائل الإعلام، أن دول مجموعة السبع، يليها الاتحاد الأوروبي، تعتزم الإعلان قريبا عن فرض عقوبات على الألماس الخام والمصقول الروسي.

ومن المتوقع أن تدخل العقوبات حيز التنفيذ اعتبارا من 1 يناير 2024.

إقرأ المزيد شارل ميشيل يعلن عن خطط أوروبية لتقييد تجارة الألماس من روسيا

وأضاف القائم بالأعمال: "من غير المستبعد أن الحديث يدور عن إنشاء نوع من الآلية الشبيهة بعملية كيمبرلي (المعروفة باسم الألماس الدامي) بهدف استبعاد الأحجار الكريمة من أصل معين من التجارة العالمية (في الوقت الراهن الأحجار الكريمة الروسية، وفي المستقبل - من أي دولة أخرى غير مرغوب فيها). مثل هذه المبادرة، إذا تم تنفيذها، ستكون ذات طبيعة تمييزية، وتتناقض مع قواعد التجارة الدولية وأسس عملية كيمبرلي، وتهدف في الواقع إلى انهيارها، وتحمل مخاطر جسيمة على عمل سلاسل الإنتاج والتوريد العالمية. وقد تتعرض للضربة مواقف العديد من الدول المشتركة في تنفيذ هذه السلاسل وخاصة التي يتم فيها صقل الألماس. إن مثل هذه الخطط الغربية تظهر مرة أخرى التجاهل التام لمصالح دول الجنوب العالمي".

وأشار إلى أن المفوضية الأوروبية لم تكشف بعد  المعايير المحددة للعقوبات المحتملة على الألماس الروسي "لذلك، بشكل عام، من السابق لأوانه الحكم على مدى تأثيرها على تصدير هذه المنتجات من روسيا".

وفي أوائل سبتمبر، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، إن الاتحاد الأوروبي يواصل العمل بشأن مسألة فرض عقوبات على الألماس الروسي، لكنه لم يتمكن بعد ذلك من الإعلان عن توقيت فرض قيود جديدة مناهضة لروسيا.

المصدر: نوفوستي

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا الاتحاد الأوروبي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا عقوبات ضد روسيا مجموعة السبع الكبار على الألماس

إقرأ أيضاً:

فهم لخطاب حي على الفلاح

مشكلتنا مع اللغة أننا أصبحنا في أحيانٍ كثيرة نمارس ما يسمى بالعمى المألوف، وهو أننا نرى الأشياء ولا نراها، نعرفها ولا نؤمن بها، نؤمن بها ولا نمارسها، فمثلاً، نحن نسمع يومياً خمس مرات المنادي ينادي «حي على الفلاح»، ولكن القليل جداً منا يعي معنى الفلاح، فالفلاح في اللغة يعني العمل المثمر، الصالح، والصائب، والناجح، وهو قرين للصلاة ومعطوف عليها.

ولقد ربط الإسلام العبادة بالإيمان والعمل الصالح والبعد عن الظلم في كثير من المواضع في الآيات القرآنية:

(الذين آمنو وعملوا الصالحات..)

(الذين آمنوا وكانوا يتقون …)

(الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم..)

يقول المثل “ثبت العرش ثم انقش“.. ونسمع كثرة الاستدلال بهذا المثل مقالا وعدم العمل به حالاََ.

فالفلاح وهو عكس القول والخطابة بل هو عمل ومضمون وليس شكل فقط.

وهذا تماماً ما يخلص إليه كتاب نزل مؤخراً في الغرب للكاتب اين مورس عنوانه: (؟ Why the West Rules لماذا يحكم الغرب؟ أو لماذا الغرب مسيطر؟)، يحلل الكاتب العوامل التي جعلت الغرب يسيطر مثل التقنية والمال والجغرافيا… وغيرها.. ولكنه أيضا يخلص الكاتب إلى أن الأشياء في الغرب تحدث حقيقةً، وليس فقط شكلاً وقولاً، فمثلاً عندما يتحدث الغرب عن حقوق الانسان أو عن حقوق الحيوان، فإنك فعلاً تجد هذه الحقوق على الأرض، وهذا ما أسماه: القدرة على حدوث الأشياء The capacity of making things happen.

طبعا هذا ليس بالمطلق فلدى الغرب من الخلل في القيم ما تشيب له الولدان ولكن الفرق ربما أنهم لا يخفونه ويصلحونه أحيانا.. بينما عندنا نحن أهل الشرق في كثير من الأحيان القول لا يوازي الفعل، فتجد من يتحدّث عن حقوق المرأة وزوجته وابنته لا تعملان، ونجد خطيب مسجد ولكنه لا يتحدث مع جاره، وأحياناً يعيش في قطيعة مع أخيه، وتجد شيخ دين يحض على القتل بين المسلمين بدل من الدعوة للحفاظ على دماء المسلمين والسلم الاجتماعي، بل نعرف عائلات معروفة بأنها متدينة، ولكنها لا تورث المرأة، وتجد موظفاً ملتحياً ويطلب رشوة، وتاجرًا يستغل حاجة الناس ويرفع الأسعار، ناهيك عن الكذب والخلف في الوعود وأكل مال الناس بالباطل.

لن نتحدث عن السياسية وألاعيبها فهي أصبحت رديف للفساد والنفاق، والفرق بين الموقر والجدير بالتوقير، فالسياسي موقر ولكنه ليس جدير بالتوقير.

ناهيك عن الإسلام السياسي ولبس المدنس على المقدس وفتاوي القتل من قبل بعض شيوخ دين بدلا من إصلاح ذات البين وأمر بالصدقة وإلا فلا خير في كثير من نجواهم كما أبلغنا القرآن الكريم، بل وسنوا حتى فقه يسمى (التقية) وهو شرعنة الكذب والنفاق في بعض المذاهب.

من موضع آخر.. يقول رئيس تحرير صحيفة «النهار» اللبنانية الكاتب غسان تويني في أول زيارة له لبيت محمد حسنين هيكل – منظر الاشتراكية في عهد عبد الناصر – في القاهرة (وهي فيلا ديلكس) على النيل، يقول: إن الرجل يعيش حياة ارستقراطية بمعنى الكلمة، وخصوصاً بحجم الخدم لديه رغم تنظيره للاشتراكية فهو يعيش النقيض.

والعديد من الأمثلة الأخرى لعل آخرها هذا المثل (المضحك) وهو أن قرار منع التدخين بالمكاتب الحكومية وقعه رئيس وزراء عربي وكان السيجار في فمه!!.

وهذا فلسفيا ما يقال عنه الفرق بين الدال والمدلول والفرق بين الماهية وما صدق.

فالمعرفة بالشيء لا تعني اكتسابه.

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ).

لقد تحولت مجتمعاتنا ودولنا إلى ما يمكن أن نطلق عليه (مجتمع البطيخ) فهو من الداخل أحمر لون الدم والقتل ومن الخارج أخضر لون التدين.

أغلب الناس تعرف الحق ولكنه مستفيدة من الحالة الراهنة (Status quo)، وتعارض التغير.

كما يقول المثل الشعبي الليبي: “اللي فرحان بهباله.. العقل ما عنده ما يدير به”.

الخلاصة، أقول إن الفلاح هو تطابق القول مع العمل والفعل، وكما يقول المتصوفة: عرفت فالزم (ويقال إنه حديث شريف رغم ضعفه).. فلا معنى للقول إذا لم يرافقه عمل وإلا فسوف يكون كلامنا وعملنا مثل قول الشاعر: “كلامك يا هذا كفارغ فستق ليس به نوى… ولكنه طقش“، أو كما قال الفيلسوف الألماني نيتشة: “قد تكون كثرة الكلام عن شيء، وسيلة لإخفاء شيء”.

ومن جانب آخر، وليس ببعيد يعد القول بعيدا عن العمل في حياتنا هو انحراف البوصلة وتحول الإسلام العظيم إلى طقوس فقط لا تختلف عن العادات والتقاليد التي يجرى التعارف عليها في أي مجتمع ويصبح الدين كلامات فقط دون النظر في فحواها ومعناها.. لقد نسينا أن الدين المعاملة، وأنه لا يؤمن أحدنا حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وأن المسلمين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد.. نسينا كل ذلك، وعندما تنحرف البوصلة بهذا القدر لا يمكن أن تكون عبارة “حي على الفلاح” أكثر من ثلاث كلمات جوفاء بلا معنى، بل وتصبح مشكلة قيم وأخلاق وليس مشكلة لغة كما أشرت في بداية المقال.

كم نحن في حاجة لفهم هذه الرسالة البسيطة العميقة وهي خطاب «حي على الفلاح»، في مناخ الحرية، لأن إذا فهمنا أمنا، وإذا أمنا عملنا، وإذا عملنا يحصل الفلاح، فالفلاح نتيجة العمل وتوظيف العلم.

فـ”حي على الفلاح” ليست دعوةً إلى الصلاة فحسب، بل هي صيحةٌ لتجديد الحياة، وكما قال الإمام علي بن أبي طالب: «لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل، ويؤخر التوبة لطول الأمل»، فلنكن ممن يُصلحون أنفسهم قبل غيرهم، فبصلاح القلوب تصلح الأوطان.

(حيّ على الفلاح) هي دعوة مستدامة للعمل المثمر الصالح والمخلص المتطابق مع القول الصادق.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • وردنا من صنعاء.. استعدادات حثيثة لتعزيز الوضع التمويني والسلعي لشهر رمضان المبارك
  • مركز أبحاث يمني: روسيا انحازت للحوثيين للحفاظ على نفوذها وتهديد الغرب
  • فهم لخطاب حي على الفلاح
  • المجلس الأوروبي: فرض العقوبات على “الجنائية الدولية” تهدد استقلالها
  • المجلس الأوروبي: العقوبات على “الجنائية الدولية” تهدد استقلالها
  • بيان أوروبي: ندعو مجموعة السبع لفرض عقوبات إضافية على أسطول الظل الروسي
  • المجلس الأوروبي: فرض عقوبات على «الجنائية الدولية» يهدد نظام العدالة عالميا
  • المجلس الأوروبي: فرض عقوبات على الجنائية الدولية يهدد استقلالها ويقوّض نظام العدالة
  • سفير روسيا لدى فرنسا: موسكو لن تقع في فخ الغرب لتجميد الصراع الأوكراني
  • السفير الروسي في اليابان: روسيا سترد على العقوبات اليابانية ضدها بطريقتها