غزة - صفا

تزخر الذاكرة الفلسطينية بالعديد من الأحداث التي وقعت يوم 26 سبتمبر/ أيلول وما تزال راسخة في وجدان الفلسطينيين منذ عشرات السنين.

وفيما يلي أبرز أحداث اليوم:

26 /سبتمبر/ 1937

اغتيال حاكم لواء الجليل لويس اندروز في الناصرة على يد الثوار الذين اعتبروا تعيينه تهيئة للتقسيم خصوصاً لما عرف عنه من حماسة للمشروع الصهيوني.

وتذرعت السلطة بمقتل اندروز لضرب التنظيم السياسي للثورة فأصدرت أمرا بحل اللجان القومية كما حلت المجلس الإسلامي الأعلى ووضعت يدها على الأوقاف التابعة له وشددت الرقابة على الصحف وأخيراً اعتقلت المئات من نشطاء الحركة الوطنية ونفت بعض قادتها.

26/سبتمبر/1993

استشهاد القسامي أشرف بشير محمد مهدي (18 عامًا) من حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، بعد انفجار سيارته المفخخة قبل الوقت المحدد لخلل فني، حيث كان في طريقه لتنفيذ عملية استشهادية قرب مغتصبة "نتساريم" المحررة في قطاع غزة.

26 /سبتمبر/ 1996.. اليوم الثاني من هبة النفق

كان قرار حكومة التحالف القومي الديني اليمينية في الكيان الإسرائيلي بفتح النفق الممتد من أسفل الرواق الغربي للحرم القدسي إلى منطقة باب الفواغر -أحد أبواب المسجد الأقصى-يمثل ذروة المعركة حول القدس، وأحد أبرز العوامل التي أخذت تتراكم بفعل احتدام المصالح الوطنية الفلسطينية وسياسة الاحتلال.

وأسفرت أحداث هذا اليوم وما سبقه عن استشهاد 63 مواطناً، منهم 32 شهيداً في الضفة الغربية، و31 شهيداً في قطاع غزة. وتوالت الأحداث في يوم الجمعة 27/9/1996 وتجددت المظاهرات وسقط خلالها المزيد من الجرحى.

26/سبتمبر/2001

حفر مقاتلو القسام نفقًا وصل أسفل موقع "ترميد" العسكري الواقع على الحدود الفلسطينية المصرية برفح، ثم وضعوا أسفله عبوة ناسفة، وفجَّروها فنُسِف الموْقع المكوّن من ثلاثة طوابق واعترف العدو بقتيلين وخمسة جرحى، وتعتبر هذه عملية النفق الأولى.

26/سبتمبر/2002

كمن مقاتلو القسام لسيارة تقل مستوطنين تسير على الخط الالتفافي رقم (60) المحاذي لمغتصبة "حقاي" جنوب الخليل، فأسفر الكمين عن إصابة (5) مستوطنين، فيما عاد المقاتلون إلى قواعدهم بسلام.

26/سبتمبر/2002

استشهاد القائد القسامي نشأت غالب عبد الحميد جبارة (26 عامًا) من كفر اللبد شمال مدينة طولكرم، بعد اشتباكه مع وحدة من القوات الخاصة الإسرائيلية التي جاءت لاعتقاله، فاشتبك معها ليقتل ثلاثة منهم قائد الوحدة المهاجمة وهو برتبة جنرال وضابط وجندي إسرائيليين قبل أن يستشهد.

26/سبتمبر/2002م

نجاة القائد العام للقسام محمد الضيف من محاولة اغتيال في حي الشيخ رضوان عبر قصف السيارة التي كان يستقلها، واستشهد في هذا القصف القساميان عبد الرحمن إسماعيل حمدان، وعيسى عطية بركة من خانيونس.

26/سبتمبر/2004

استشهاد القسامي عز الدين صبحي الشيخ خليل (أبو محمد) (42 عامًا) من حي الشجاعية بمدينة غزة، حيث تم اغتياله في دمشق بتفجير عبوة أسفل سيارته التي كان يستقلها، وقد اعترف جهاز الموساد بعملية الاغتيال.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: الذاكرة الفلسطينية هبة النفق

إقرأ أيضاً:

بلاغ البرهان رقم صفر: ضد اللساتك وضد الذاكرة

رأيتُ في ما يرى النائم، أن عبد الفتاح البرهان زارني.
جاءني كما يأتي البلاء:
بصمتٍ عسكري، وملامح لا تحمل أي معنى خارج البلاغ رقم واحد،
وكان معه فكي جبريل مختبئاً بالخارج، يحمل في جيب جلابيته فارق بارود الطلقة الأولى.

كنت في المطبخ حينها، أقف على حافة الصباح،
أعدّ قهوتي بهدوء المساكين الذين لم يتيقنوا بعد إن كانت هذه البلاد حيّة أم في غيبوبة.
النار وادعة، ورائحة القهوة تتصاعد بخشوع،
لكن حضوره — كما فعل في الخرائط — أفسد التوقيت.

فارت القهوة، سالت،
تدفقت على نار الموقد كما تتدفق الدماء حين يُقرر الجنرال أن:
“المرحلة تتطلب الحسم”.

لم أُمسك بالكنكة،
بل أمسكت لساني،
ثم أفلتُّه.
فانسكب منه سُباب ثقيل:

دين العسكر…

كنت أقرب إلى صلاة على روح ما تبقّى من هذا الوطن، ولكن دخوله أفسد اللحظة.



قال لي، بصوتٍ يشبه نشرة إخبار كاذبة تتخللها خُطب ياسر العطا ومحمد الجزولي:
“البلاد لا تنهض بحرق اللساتك.”
قلت له وأنا أمسح القهوة من على البلاط:
“ولا تنهض بالبندقية يا جنرال الغفلة، وهي مصوّبة إلى القلب.”

ابتسم ابتسامة من لا يعرف معنى القلب،
ابتسم كما يبتسم القاتل حين يُطلب منه أحد أن يعتذر.
وغاب.

غيّر فكي جبريل من مكانه تحت الشجرة،
لأن شبكة إرسال الهاتف كانت ضعيفة وهو يتحدث ويراقبنا.

فجأة، اختفى الاثنان، ولاح شبح سناء حمد ثم تبخّر،
لكن الريح التي خلّفها كانت نتنة بما يكفي لإصابة الهواء بالغثيان.

تنفست الصعداء،
دخلت الريح النتنة رئتي، فأصابتني بالغثيان أيضًا…



خرجت أسقي الزرع في الحوش الخلفي، وأُخلص رئتي من الرائحة، فعاد البرهان.
كان يمشي كما تمشي الذاكرة حين تفقد الطريق والبوصلة.

لم يقل شيئًا في البداية،
فقد كانت النبتات أكثر لباقة منه.

ثم قال بصوت نَكِرة:
“دخان اللساتك يشوّه صورة الدولة.”
قلت:
“الدولة؟
هي التي شوّهت صورة البلاد يا سيدي،
ونحن فقط نرفع المرآة.”

سكت.
ثم سألني:
“أين الوطن إذن؟”

قلت:
“الوطن احترق…
حين ظننتم أن اللساتك جريمة، وأن الرصاصة حُكم.”

ثم اقترب مني هامسًا — كأنما لا يريد للتاريخ أن يسمع —
وقال بشيء من الحنين:
“أنا فقط… كنت أحاول أن أحقق حلم والدي.
فقد قال لي ذات يوم:
يا ولدي، سيكون لك شأن عظيم في البلد.”

نظرت إليه طويلاً.
كانت عيناه ترتجفان بحنينٍ مستعار،
كما لو أنه يحلم بالحكم ويخافه في آن يحكم.

فقلت:
لكن الحلم الذي ورثته،
صار كابوسًا عامًا لكل من مرّوا تحت خُطاه.



كان البرهان، في تلك الزيارة،
أشبه بـ تقرير أمني فقد صفحته الأولى،
لا يعرف لماذا أتى، ولا كيف يخرج.

قلت له، وأنا أروي جذور الشجر:
“الذين أشعلوا الإطارات،
لم يريدوا أن يحرقوا البلاد،
بل أرادوا أن يُنيروا ما أطفأته البنادق.”

توقف، نظر إلى الماء يسيل على التراب،
ثم قال بصوت متردد:
“لكننا خرجنا ببلادنا من الظلام.”

ضحكت،
لا على النكتة،
بل على الرجل الذي ظن أن الرصاصة ضوء،
وأن من أشعل شمعةً على الأسفلت،
هو السبب في هذا الظلام .



اختفى، لكنني وجدت أثر حذائه العسكري على البلاط.
لم يكن وحلاً،
بل كان شيئًا أثقل:
بصمة من ركام،
أو بقايا خيانةٍ عابرة.

غسلت الأرض،
أعدت غلي القهوة،
وتأكدت أن الوطن — رغم كل شيء —
لا يزال يعرف الفرق
بين دخان اللساتك،
ودخان البندقية.

لكن البرهان لا يعرف.

zoolsaay@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية
  • لحج.. نجاة قاضي من محاولة اغتيال
  • نجاة قيادي من مليشيا طارق عفاش من محاولة اغتيال في تعز
  • غرفة بيشة تنظّم اللقاء الأول لرجال ورواد ورائدات الأعمال تحت شعار “غرفة بيشة التي نُريد”
  • محاولة اغتيال وهدية السيستاني أهم ما ذكره البابا عن رحلته للعراق
  • محاولة اغتيال فاشلة تطال قياديًا بارزًا في المقاومة بتعز.. الاسم
  • بلاغ البرهان رقم صفر: ضد اللساتك وضد الذاكرة
  • التربية الفلسطينية: استشهاد 14.784 طالباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة
  • حديقة الفراشات في أبوظبي تفتح أبوابها سبتمبر المقبل
  • الضيف وضيفه