حمدوك ووزراء في حكومته وياسر عرمان وودالفكي والتعايشي تقدموا بمذكرة للأمين العام للأمم المتحدة احتجاجاً على دعوة البرهان للجمعية العامة للأمم المتحدة.

علماً بأنها ليست المرة الأولى التي يشارك فيها البرهان بعد إجراءات 25 أكتوبر 2021. هل كان البرهان أكثر شرعية قبل الحرب؟

المدهش في الموضوع أن السيد عبدالله حمدوك كان قد عاد إلى رئاسة الوزراء بموجب اتفاق 21 نوفمبر 2021 وحينها أطلق عليه ذات القحاتة لقب “رئيس وزراء الإنقلاب”! وفي النهاية استقال بسبب عدم توافق القوى السياسية وتعنت القحاتة فقدم خطابا متلفزاً شاهده العالم كله، ذكر فيه أسباب استقالته والتي تتلخص في غياب التوافق السياسي ومن ثم فشله في تكوين حكومة.

ثم غادر معززاً مكرماً عبر المطار بكامل إرادته. فحمدوك بالذات لا يحق له أن يتكلم عن شرعية البرهان، فلقد عاد وعمل معه بعد 25 أكتوبر، ثم استقال بكامل إرادته، ولم يذكر في الاستقالة أنه تعرض لأي ضغوط من العساكر. والمؤكد لكل من تابع تلك الفترة أن قوى الثورة من قحت ولجان مقاومة وغيرهم من قطيع ديسمبر وعلى رأسهم قيادات قحت من الوزراء هم من الأسباب الأساسية لاستقالة حمدوك، إن لم يكونوا السبب الأساسي والوحيد.

عموماً، الطعن في شرعية البرهان في هذا الوقت بدل الضائع لا معنى له. البرهان يستمد شرعيته من الشعب السوداني الذي يدعم ويساند الجيش في حربه ضد التمرد الذي خرب حياتهم ويهدد بتدمير بلدهم، البرهان يمثل المؤسسة التي تتصدى لهذه الحرب، وأيضاً يمثل الدولة في مقابل المليشيا المجرمة التي تجسد الفوضى والدمار. وبالنسبة للخارج كذلك فشرعية البرهان هي شرعية الدولة السودانية في لحظة حرب تواجه فيها الدولة خطراً وجودياً. لا يمكن أن يستبدل المجتمع الدولي قائد الجيش الذي يصطف خلفه الشعب السوداني أو يساويه ب مليشيا متفلتة وإجرامية، وأيضاً لا يمكن مقارنة البرهان بشلة من السياسيين والناشطبن العطالى الذين ينظر إليهم الشعب كخونة. ففكرة المذكرة هي غالبا فكرة مهببة أخرى من أفكار ياسر عرمان عديمة الجدوى.

حليم عباس

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

شر البلية ما يضحك. إذ يتكلم سلك في خيارات الجيش

شر البلية ما يضحك. إذ يتكلم سلك في خيارات الجيش. حيث قال: (بأنه أمام الجيش خياران: إما أن يجلس للتفاوض سعيا لتحقيق السلام. أو أن يختار استمرار القتال حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا).

في قراءة لما بين سطور التصريح نرى اختزاله للحرب بين الجيش والنهب الصريع. وفات على العميل بأن الجيش هو الشعب والشعب هو الجيش. وأن الجيش هو الدولة والدولة هي الجيش. وأن البرهان هو الجيش والدولة. وأن الدولة والجيش هما البرهان. لذا نلفت نظر أجير ابن زايد بأن عقارب ساعة الأحداث قد تجاوزت ميقات تقزم وجناحها العسكري. وأن عودة عجلة الواقع بأي حال من الأحوال لا يمكن أن تعود لما قبل (٤/١٥) من العام الماضي. وعودة تقزم لداخل الوطن رابع الغول والعنقاء والخل الوفي.

أما كرسي الوزارة فطريقه واحد عبر أحلام زلوط. عليه نؤكد لسلك بأن الدولة السودانية سوف تقاتل لآخر جندي ومواطن. حتى تنال استقلالها كاملا غير منقوص. وربما أعمى الدرهم بصيرة الرجل وغطى ران العمالة والخيابة على قلبه. لذا تغافل عن ذكر سعي الدولة السودانية للسلام عندما وافقت على مخرجات منبر جدة. وخلاصة الأمر نؤكد بأن الدولة على استعداد لتجاوز محنة الحرب متى ما وجدت الإرادة الصادقة من المجتمع الدولي والمحيط الإقليمي راعيا التمرد.

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الجمعة ٢٠٢٤/٨/٢

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • وقفات غاضبه في المحافظات ومؤسسات الدولة تضامنا مع غزة  والأسرى الفلسطينيين
  • كارثة إنسانية في السودان (شاهد)
  • العزة عزة الشعب!!
  • المبعوث الأمريكي يعلق على محاولة إغتيال البرهان ومصير اتفاق جدة ومفاوضات جنيف ويتحدث عن رؤية لفريق الأمن الدبلوماسي الأمريكي
  • شر البلية ما يضحك. إذ يتكلم سلك في خيارات الجيش
  • من الذي يقف وراء محاولة اغتيال البرهان؟
  • الخطيب: الذين لا يريدون المقاومة تخلفوا عن واجبهم
  • منظمة تستنكر استثناء معتقلي الريف من العفو الملكي
  • هروب الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات السوداني
  • ???? “لقد مات المؤلف، ونحن الذين قتلناه!” عبد الرحيم دقلو