الثورة نت:
2025-03-15@05:34:19 GMT

في البعد الإنساني لثورة 26 سبتمبر

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

منذ زمن صرت ضمن الباحثين عن هذا البعد في كل الثورات لاعتقادي بأن الثورة الحقيقية الوحيدة الجديرة بوصف الثورة هي ثورة العلم التي تعم شمسها الجميع بالتغيير الفعلي لا بالشعار وهي الوحيدة التي لا تحتاج في تغيير النظريات والنظم إلى استخدام القوة وإهدار الدماء والاعتماد على إشعال الأحقاد واستخدام أسوأ ما في التأريخ من ثارات وضغائن، وسيلة العلم وغايته نور البصر والبصيرة ونبذ الكراهية والحب الذي يسع الكون ويشمل الإنسانية، فكيف يتحقق هذا المعنى الإنساني لثورة 26 سبتمبر؟
إذا أمكن التبسيط فما أقصده هو أن يدرك الثائر الحقيقي سواء من المنتمين لهذه الثورة أهدافاً وسلوكا أو إلى أي حركة أو مسمى ثوري آخر أن استخدام القوة في تغيير النظام أي نظام إنما هو وسيلة استثنائية يجب أن تكون غايتها إيقاظ الوعي بالبعد الإنساني للثورة وأن تستخدم في حدود الضرورة القصوى فكيف يكون ثائراً يقظاً وإنساناً من يمارس الفعل الثوري؟! الثائر والمجاهد الحقيقي ليس قاتلاً ولا جابياً ولا حاقداً ولا عنصرياً ولا مذهبياً، إنه إنسان يزرع سنابل الحب للجميع وبالجميع.


ومن غير المستحيل على مستوى الفرد الحرص على ضبط سلوكه بما يتواءم مع جوهر أهداف الثورة من مطالب اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية واضحة يعم خيرها جميع أفراد المجتمع وتتخطى كل أشكال التمييز والعنصرية، وهذه غاية جميع الأفكار والأديان والفلسفات والطرق والمذاهب السوية كإطار عام يضم التعدد الخلاق الذي يعيش وينمو بالحوار والتفاعل ، هذا هو البعد الإنساني الذي تضمنته أهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962بدون مواربة وهي ذات الأهداف التي تشغل أذهان وأفكار وعقول ووجدان البشر الأسوياء في مختلف أنحاء الدنيا والمكون لروح ثوراتهم ، والأصل أنه ينبغي السعي إليها وفق مناهج العلم وعن طريق السلام والبعد عما يؤدي إلى العنف والتوتر لأن العنف يولد العنف وكل إناء ينضح بما فيه ، والثوار الحقيقيون يدركون أهمية النقد في مراجعة مسار أي ثورة أما الاعتماد على الدعايات المهيجة للأفعال وردود الأفعال فلا تنمي سوى التعصب ولا تؤدي إلا إلى مزيد من الانغلاق والجمود ، نعم لقد كانت أهداف ثورة 26 سبتمبر خلاصة مطالب أغلب إن لم يكن جميع الشعوب العربية وما يسمى بالعالم الثالث قام بها مجاميع من أبناء اليمن يمثلون النسيج الاجتماعي بكل شرائحه ونواة طبقاته المختلفة ، وهذا البعد الإنساني لدى أولئك الثوار كان حاضراً وبقوة ودون تمييز ويمكن استعراض نموذج من أسماء الضباط الأحرار ، علي عبد المغني ومحمد مطهر زيد وعلي قاسم المؤيد وحمود الجائفي وعبدالله السلال وعبد الرحمن الارياني وعبد السلام صبرة ويحيى المتوكل ومحمدالشامي وعبد الكريم وعلي المنصور والرحبي وأحمد السوسوة وأحمد قرحش وعبد الله المؤيد وأحمد الرحومي والموشكي ، ولأني لست من جيل هؤلاء الثوار ولضيق المساحة فإني اعتذر لعدم الإحاطة بمن كانوا في الطليعة ، لقد مرت مسيرة الثورة بنجاحات وإخفاقات وتعرضت من الشقيقة الكبرى والجوار المعادي والمرتزقة المحليين والأجانب إلى هجمات وحرب ثمان سنوات وحصار سبعين يوماً للعاصمة لا حُباً في اليمن والنظام الذي ثار الشعب ضده فالسعودية مع الأسف الشديد لم يشعر اليمنيون من قبلها في يوم من الأيام بقليل من مشاعر الاحترام ناهيك عن الحب ، وهذا النهج للسياسة السعودية ما زال مستمراً تجاه اليمن ، وحين يتغير سنكون سعداء بالإشادة بالموقف الجديد ، أما الآن فلا يمكنك أن تصف الواقع بغير ما تراه وتشعر به وتعايشه ، فالكذب لا يقلب الحقائق مهما بذل في تنميق الصورة والتمادي في السير في نفقه المظلم ، واليمنيون وحدهم القادرون على تقييم خطورة استمرار الثأر السياسي باستخدام اسم الثورات من خلال التسليم الصادق بحق الجميع في الحياة والالتفاف حول أهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر كثورة جامعة مع المكاشفة والمصارحة حول ما ارتكبته من أخطاء وتقريب هذا المفهوم للجميع تمهيدا لمصالحة حقيقية صادقة تستأصل أسباب الثأر ومراجعة التأريخ لوضع حد لكل أشكال المكائد والخداع والتحفز لردود الأفعال وموجات العنف التي أنهكت اليمنيين ولوثت تاريخهم بما تضمره الأطراف المتصارعة على الحكم من شرور وآثام استباحة كل المحرمات في السباق على السلطة ، والثوري الحقيقي قادر على أن يجعل للثورة معنى إنسانياً يستأصل البغضاء والكراهية من النفوس ويحولها إلى ثقافة إنسانية خلاقة ، ويجعل من الوطن أفقاً واسعاً لكل أبنائه بعيداً عن كل أشكال التصنع والاستغلال السياسي فالسياسة إنما وجدت لتكون في خدمة كل الناس وعدم الاستعلاء عليهم وممارسة الثارات والطغيان والاستبداد.
هذه دعوة إلى حوار يمني يمني جاد يهدف إلى مشروع وطني جامع يجنب اليمن واليمنيين ويلات استمرار دوامة الحروب والمشاريع المريضة والضيقة فهل من مستجيب؟
الشعب مهما ظن جلاده * لا يقبل الظلمَ ولا ينحني

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ثورة في عالم السيارات: سيارة جديدة من تويوتا لا تحتاج بنزين أو كهرباء

سيارة جديدة اقتصادية من تويوتا (مواقع)

في خطوة مبتكرة للحد من مشاكل الازدحام في المدن الكبيرة وتحقيق استدامة بيئية، كشفت تويوتا عن سيارتها الجديدة FT-Me التي تعيد تعريف مفهوم السيارات الصغيرة.

تجمع هذه السيارة بين الاقتصاد في استهلاك الطاقة، الابتكار التقني، و سهولة القيادة لتصبح الخيار المثالي لمستقبل التنقل في المدن، وخاصة في ظل الزيادة الكبيرة في مشكلة الازدحام المروري و الاحتباس الحراري.

اقرأ أيضاً الكشف عن دور سعودي خفي ضد الحوثيين قد يكون مفتاح الحل 14 مارس، 2025 قوات درع الوطن تفتح طريق المحلحل في أبين بشروط صارمة: مواعيد العبور 14 مارس، 2025

 

حجم صغير وأداء فائق:

تُعتبر FT-Me من أصغر السيارات في فئتها، إذ لا يتجاوز طولها 2.5 متر، مما يجعلها أصغر حتى من سيارات Smart ForTwo الشهيرة.

هذه السيارة المدمجة تحتاج إلى نصف المساحة التي تشغلها السيارات العادية في مواقف السيارات، مما يجعلها مثالية للمناطق ذات المساحات المحدودة مثل المدن الكبرى حيث يواجه السكان صعوبة في العثور على مكان لركن سياراتهم.

 

شحن شمسي لمسافات معقولة:

ومن أبرز ما يميز تويوتا FT-Me هو السقف الشمسي الذي يُمكنه شحن البطارية لمسافة تصل إلى 30 كيلومترًا في الأيام المشمسة، وهي ميزة بيئية مميزة تساعد في تقليل الاعتماد على الوقود التقليدي أو الكهرباء.

ورغم ذلك، لم تكشف تويوتا بعد عن تفاصيل دقيقة بخصوص حجم البطارية أو مدى السيارة في الظروف الأخرى.

 

سيارة مناسبة للمراهقين وذوي الهمم:

أحد الأبعاد المميزة لسيارة FT-Me هو تصميمها لملاءمة احتياجات المراهقين و ذوي الهمم. حيث تم تطويرها خصيصًا لتكون صالحة للقيادة من قبل مراهقين في عمر 14 عامًا في بعض البلدان الأوروبية، وتندرج ضمن فئة السيارات الرباعية الصغيرة مثل سيتروين آمي و أوبل روكس-إي.

وبموجب قوانين الاتحاد الأوروبي، تم تقييد قوتها لتصل إلى 8 أحصنة فقط، مع سرعة قصوى تصل إلى 45 كم/ساعة، مع الحفاظ على وزن لا يتجاوز 425 كيلوغرامًا.

لكن تويوتا FT-Me لا تقتصر فائدتها على المراهقين فقط، بل تقدم أيضًا تجربة قيادة استثنائية لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تتميز بنظام تحكم يدوي كامل يتيح القيادة بدون دواسات للكبح أو التسارع، مما يجعلها مناسبة للمستخدمين الذين يعتمدون على الكراسي المتحركة.

 

تصميم مبتكر وتقنيات حديثة:

تتميز تويوتا FT-Me بتصميم عصري يحتوي على عجلات مقاس 14 بوصة، واستبدال المرايا التقليدية بـ كاميرات جانبية، مما يعزز من رؤيتها في كافة الاتجاهات ويوفر مساحة أكبر على الجوانب.

كما أن المصابيح الأمامية والخلفية تأتي بتصميم مميز يعكس الملامح الحديثة للسيارة. ورغم أن النوافذ كبيرة، فإن تصميمها يمنحها قدرة محدودة على الفتح، وهو ما يساعد في تقليل استهلاك الطاقة والحفاظ على الاستدامة البيئية.

 

مستقبل التنقل الحضري:

مع تزايد مشاكل ازدحام المدن والتحديات البيئية مثل انبعاثات الكربون، يمكن القول إن تويوتا FT-Me تعد خيارًا ذكيًا ومستدامًا للقيادة داخل المدن. هي ليست فقط سيارة صغيرة ولكنها تصميم مبتكر يلبي احتياجات المستقبل ويحقق توازنًا بين الأداء والكفاءة.

ربما تمثل هذه السيارة نقطة تحول كبيرة في مستقبل التنقل الحضري، وخصوصًا مع اعتمادها على الطاقة الشمسية و التحكم اليدوي.

قد تكون تويوتا FT-Me بالفعل بداية لعصر جديد في صناعة السيارات، حيث يجتمع الابتكار مع الاستدامة لتقديم حل مثالي للمشاكل اليومية في حياتنا، وفتح آفاق جديدة للقيادة الذكية داخل المدن الكبرى.

مقالات مشابهة

  • التداول في عام 2025: ثورة التكنولوجيا وتغيير مفاهيم الاستثمار
  • ثورة في عالم السيارات: سيارة جديدة من تويوتا لا تحتاج بنزين أو كهرباء
  • فوز نادي أمية على إعزاز بستة أهداف لهدفين في اللقاء الذي جمعهما على استاد إدلب البلدي
  • طباعة الإنجيل لأول مرة .. قصة ثورة في النشر والمعرفة
  • سيف بن زايد: الطاقة مفتاح التقدم الإنساني وليست العقبة أمامه
  • أكاديميون من جامعات عالمية يطالبون بالإفراج عن الناشط المصري علاء عبد الفتاح
  • اختتام برنامج الإحسان الرمضاني في هيئة مستشفى 26 سبتمبر
  • اختتام برنامج الإحسان الطبي الرمضاني بهيئة مستشفى 26 سبتمبر بصنعاء
  • منى أحمد تكتب: شمس الموسيقى العربية
  • ندوة أميركية تناقش هجمات الـ11 من سبتمبر 2012 في بنغازي