الثورة نت:
2025-04-11@11:28:47 GMT

في البعد الإنساني لثورة 26 سبتمبر

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

منذ زمن صرت ضمن الباحثين عن هذا البعد في كل الثورات لاعتقادي بأن الثورة الحقيقية الوحيدة الجديرة بوصف الثورة هي ثورة العلم التي تعم شمسها الجميع بالتغيير الفعلي لا بالشعار وهي الوحيدة التي لا تحتاج في تغيير النظريات والنظم إلى استخدام القوة وإهدار الدماء والاعتماد على إشعال الأحقاد واستخدام أسوأ ما في التأريخ من ثارات وضغائن، وسيلة العلم وغايته نور البصر والبصيرة ونبذ الكراهية والحب الذي يسع الكون ويشمل الإنسانية، فكيف يتحقق هذا المعنى الإنساني لثورة 26 سبتمبر؟
إذا أمكن التبسيط فما أقصده هو أن يدرك الثائر الحقيقي سواء من المنتمين لهذه الثورة أهدافاً وسلوكا أو إلى أي حركة أو مسمى ثوري آخر أن استخدام القوة في تغيير النظام أي نظام إنما هو وسيلة استثنائية يجب أن تكون غايتها إيقاظ الوعي بالبعد الإنساني للثورة وأن تستخدم في حدود الضرورة القصوى فكيف يكون ثائراً يقظاً وإنساناً من يمارس الفعل الثوري؟! الثائر والمجاهد الحقيقي ليس قاتلاً ولا جابياً ولا حاقداً ولا عنصرياً ولا مذهبياً، إنه إنسان يزرع سنابل الحب للجميع وبالجميع.


ومن غير المستحيل على مستوى الفرد الحرص على ضبط سلوكه بما يتواءم مع جوهر أهداف الثورة من مطالب اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية واضحة يعم خيرها جميع أفراد المجتمع وتتخطى كل أشكال التمييز والعنصرية، وهذه غاية جميع الأفكار والأديان والفلسفات والطرق والمذاهب السوية كإطار عام يضم التعدد الخلاق الذي يعيش وينمو بالحوار والتفاعل ، هذا هو البعد الإنساني الذي تضمنته أهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962بدون مواربة وهي ذات الأهداف التي تشغل أذهان وأفكار وعقول ووجدان البشر الأسوياء في مختلف أنحاء الدنيا والمكون لروح ثوراتهم ، والأصل أنه ينبغي السعي إليها وفق مناهج العلم وعن طريق السلام والبعد عما يؤدي إلى العنف والتوتر لأن العنف يولد العنف وكل إناء ينضح بما فيه ، والثوار الحقيقيون يدركون أهمية النقد في مراجعة مسار أي ثورة أما الاعتماد على الدعايات المهيجة للأفعال وردود الأفعال فلا تنمي سوى التعصب ولا تؤدي إلا إلى مزيد من الانغلاق والجمود ، نعم لقد كانت أهداف ثورة 26 سبتمبر خلاصة مطالب أغلب إن لم يكن جميع الشعوب العربية وما يسمى بالعالم الثالث قام بها مجاميع من أبناء اليمن يمثلون النسيج الاجتماعي بكل شرائحه ونواة طبقاته المختلفة ، وهذا البعد الإنساني لدى أولئك الثوار كان حاضراً وبقوة ودون تمييز ويمكن استعراض نموذج من أسماء الضباط الأحرار ، علي عبد المغني ومحمد مطهر زيد وعلي قاسم المؤيد وحمود الجائفي وعبدالله السلال وعبد الرحمن الارياني وعبد السلام صبرة ويحيى المتوكل ومحمدالشامي وعبد الكريم وعلي المنصور والرحبي وأحمد السوسوة وأحمد قرحش وعبد الله المؤيد وأحمد الرحومي والموشكي ، ولأني لست من جيل هؤلاء الثوار ولضيق المساحة فإني اعتذر لعدم الإحاطة بمن كانوا في الطليعة ، لقد مرت مسيرة الثورة بنجاحات وإخفاقات وتعرضت من الشقيقة الكبرى والجوار المعادي والمرتزقة المحليين والأجانب إلى هجمات وحرب ثمان سنوات وحصار سبعين يوماً للعاصمة لا حُباً في اليمن والنظام الذي ثار الشعب ضده فالسعودية مع الأسف الشديد لم يشعر اليمنيون من قبلها في يوم من الأيام بقليل من مشاعر الاحترام ناهيك عن الحب ، وهذا النهج للسياسة السعودية ما زال مستمراً تجاه اليمن ، وحين يتغير سنكون سعداء بالإشادة بالموقف الجديد ، أما الآن فلا يمكنك أن تصف الواقع بغير ما تراه وتشعر به وتعايشه ، فالكذب لا يقلب الحقائق مهما بذل في تنميق الصورة والتمادي في السير في نفقه المظلم ، واليمنيون وحدهم القادرون على تقييم خطورة استمرار الثأر السياسي باستخدام اسم الثورات من خلال التسليم الصادق بحق الجميع في الحياة والالتفاف حول أهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر كثورة جامعة مع المكاشفة والمصارحة حول ما ارتكبته من أخطاء وتقريب هذا المفهوم للجميع تمهيدا لمصالحة حقيقية صادقة تستأصل أسباب الثأر ومراجعة التأريخ لوضع حد لكل أشكال المكائد والخداع والتحفز لردود الأفعال وموجات العنف التي أنهكت اليمنيين ولوثت تاريخهم بما تضمره الأطراف المتصارعة على الحكم من شرور وآثام استباحة كل المحرمات في السباق على السلطة ، والثوري الحقيقي قادر على أن يجعل للثورة معنى إنسانياً يستأصل البغضاء والكراهية من النفوس ويحولها إلى ثقافة إنسانية خلاقة ، ويجعل من الوطن أفقاً واسعاً لكل أبنائه بعيداً عن كل أشكال التصنع والاستغلال السياسي فالسياسة إنما وجدت لتكون في خدمة كل الناس وعدم الاستعلاء عليهم وممارسة الثارات والطغيان والاستبداد.
هذه دعوة إلى حوار يمني يمني جاد يهدف إلى مشروع وطني جامع يجنب اليمن واليمنيين ويلات استمرار دوامة الحروب والمشاريع المريضة والضيقة فهل من مستجيب؟
الشعب مهما ظن جلاده * لا يقبل الظلمَ ولا ينحني

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ماكرون: يجب تفعيل القانون الدولي الإنساني وإيجاد حل أمني وسياسي لغزة

عرض الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج على مسئوليتي، المذاع عبر قناة صدى البلد، مساء اليوم الثلاثاء، تفاصيل المؤتمر الصحفي للرئيس الفرنسي ماكرون بعد زيارته للعريش.

مدبولي: مصر صدرت مستحضرات الطبية بقيمة مليار دولار العام الماضيمن خان الخليلي إلى العريش| أحمد موسى: مصر بلد الأمن والأمان وزيارة ماكرون خير شاهد

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أهمية الدور المصري المحوري منذ اندلاع الأزمة في غزة، مشيرًا إلى أن بلاده تعتبر إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع أولوية ملحّة في هذه المرحلة.

وقال ماكرون في تصريحات ، خلال زيارته اليوم لمستشفى العريش ومخازن المساعدات الإنسانية، : "لقد قمت بزيارة مستشفى العريش ومخازن المساعدات الإنسانية، وأود أن أتقدم بالشكر لمصر التي نُقدّر جهودها المبذولة منذ اندلاع الأزمة، وفي لقائي اليوم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، لمست حرصه الشديد على التوصل إلى حل يؤدي إلى وقف إطلاق النار".

وأعرب الرئيس الفرنسي عن تقديره العميق للمنظمات غير الحكومية وكافة الوكالات الأممية، لا سيما برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مشددًا على أن حماية المدنيين وعمال الإغاثة الذين تكبّدوا خسائر كبيرة وخاصة العاملين في الهلال الأحمر الفلسطيني الذين عانوا من إصابات وفقدان أقاربهم تعد مسؤولية جماعية تتطلب استجابة دولية عاجلة.

وأضاف ماكرون: "أنا الآن أقف أمام بعض المساعدات الفرنسية التي تم رفض دخولها من قِبل إسرائيل منذ مارس الماضي، وهي الآن على وشك الفساد، من الناحية الإنسانية، لم يكن الموقف بهذه البشاعة منذ السابع من أكتوبر، ولم يشهد الحصار هذا الامتداد الزمني المؤلم من قبل".

وأكد أن الدول الأوروبية، وعلى رأسها فرنسا، تضع في أولوياتها إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وهو ما كان محور النقاش خلال لقائه الثلاثي بالأمس مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

وأوضح: "تناقشنا نحن الثلاثة حول أهمية إدخال المساعدات في أقرب وقت ممكن، خاصة في ظل خطورة الوضع وضرورة إيصال الغذاء، المياه، مولدات الكهرباء، الأدوية، إلى جانب استئناف عمليات خروج المصابين والمرضى من أصحاب الحالات الحرجة لتلقي العلاج والرعاية الطبية اللازمة، في ظل التدمير الكامل الذي لحق بالقدرات الطبية في غزة".

وتابع ماكرون: "للأسف، تم إيقاف هذا الأمر مؤخرًا، لذلك نطالب بشكل رسمي وهو ما طلبناه بالأمس من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستئناف وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية فورًا، واستئناف المفاوضات السياسية من أجل الوصول إلى حل أمني يشمل نزع سلاح حركة حماس، والمضي قدمًا نحو إيجاد حلول سلمية لتحقيق تسوية سياسية وأمنية، وهو الخيار الوحيد المطروح فعليًا".

واختتم ماكرون تصريحاته بالتشديد على أن المفاوضات ستستمر، لكن لا بد من وقف فوري لإطلاق النار، باعتباره الخطوة الأساسية نحو تحقيق الحل السياسي والأمني المرجو في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • متهم بمحاولة اغتيال ترامب حاول شراء قاذفة صواريخ من أوكرانيا
  • وائل لطفي: ثورة 30 يونيو شكلت نقطة فاصلة في مواجهة جماعة الإخوان الإرهابية
  • وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ‏تبحث مع المبعوث الهولندي التعاون ‏في ‏مجال الدعم الإنساني
  • وزير الصحة يتفقد سير العمل في هيئة مستشفى 26 سبتمبر في متنة بمحافظة صنعاء
  • كلمة هامة لقائد الثورة اليوم
  • شاهد بالفيديو.. “نشال” يسرق هاتف “دعامي” بطريقة إحترافية داخل حفل غنائي ويفجر ثورة من الضحك على مواقع التواصل الاجتماعي
  • رئيس خطة النواب: الموازنة الجديدة أفضل من الحالية في البعد الاجتماعي
  • ماكرون: الوضع الإنساني في غزة لا يُطاق... وفرنسا تدعو إلى صحوة إنسانية
  • ماكرون: يجب تفعيل القانون الدولي الإنساني وإيجاد حل أمني وسياسي لغزة
  • امر لواء المرجعية: ثورة التربويين ستمتد لكل الشرائح.. وسنلجأ للامم المتحدة